قصة قصيرة لي زي - مسالك متعددة.. ت: عامر السامرائي

شرد حَملُ جار المُعلّمْ "يانغ زي"، فأرسل للبحث عنه جميع خَدَمِهِ، بل إنه طلب حتى من خادم "يانغ زي" أيضاً أن يذهب معهم.
- مالذي تقوله ؟ - صاح يانغ زي. – أأنت بحاجة إلى كل هؤلاء الرجال للبحث عن حَمْلٍ صغير ؟
- ماذا عساني فاعل ومسالك الحقل هنا كثيرة؟ من يدري بأي إتجاه ذهب – وضح الجار.
عندما رجع الخادم سأله يانغ زي:
- ها، هل عثرتم على الحمل؟
أجابه الخادم بالنفي، فسأله يانغ زي:- كيف لم تستطيعون العثور عليه؟
- مسالك الحقول متشعبة – ردَّ الخادم. – ومتداخلة مع بعضها البعض كالمتاهة، فلم نستطع أن نقرر أيَّ مسلك نقصد، فرجعنا.
أستغرق يانغ زي في التفكير، والتزم الصمت لوقت طويل، بل حتى إنه لم يتبسم طوال النهار. أثار سلوكه هذا استغراب طلابه. وراحوا يؤاسوه
- حَملٌ صغير لا قيمة له، ثم إنه لم يكن لك، فلمَ هذا الصمت والغم؟
ظل يانغ زي صامتاً، وأصابت طلابه الحيرة. حاول أحدهم وهو مينغ شنغ يانغ، أن يعرف سر اللغز الذي استغرق معلمه، فقال:
- إذا كانت المسالك كثيرة – وهذا هو ما يفكر به معلمي-، فسوف لن يستطع أحد أن يجد الحَمْل الشارد. يعني لو كانت رغبات الطالب في تحصيل المعرفة كثيرة التشعب، فسوف يفرط في وقته دون طائل. لكل روافد العلم منبع واحد، والوصول إلى المعرفة له طرق متعددة، وإذا ما أخطأت في أن تطأ الصراط المستقيم، فعليك أن تعود إلى المنبع الأصلي لكي تصحح مسارك. تعود إلى منبع الحق، وبما أنك طالب عند المعلم يانغ زي، وتريد طلب المعرفه منه، فعليك أن تمنحه نفسك تماماً، وإلا فسوف لن تتمكن من فهمه أبداً.
 
أعلى