لويسا بالِنْثويلا - رؤية مرتابة.. ت: د. لحسن الكيري

الحقيقة، الحقيقة هي أنه أنبت يده في عجيزتي و أنا كنت على وشك أن أصيح به بينما كان الجمع قد عبر من أمام كنيسة و رأيته يتبرك. هو فتى طيب بعد كل شيء، قلت مع نفسي. ربما لا يفعل ذلك عن قصد أو لعل يمناه تجهل ما تفعل يسراه. حاولت أن أفر إلى داخل العربة – لأن في هذا الأمر أولا تبريرا و ثانيا شيئا مختلفا هو أن أذعن للَّمس – لكن المسافرين كانوا يصعدون أكثر فأكثر و بالتالي لم يكن ذلك أمرا ممكنا. لم تكن التواءاتي إلا لتساعده على أن يدخل يده جيدا بل حتى على أن يداعبني. كنت أتحرك منرفزة. هو كان كذلك. مررنا من أمام كنيسة أخرى و لا هو انتبه بل رفع يده إلى وجهه ليمسح العرق فقط. بدأت أنظر إليه شزرا متظاهرة باللامبالاة، لئلا يعتقد أنه كان يعجبني. لم يكن بإمكاني أن أهرب و هذا ما كان يهزني. قررت أن آخذ ثأري و بدوري أنبتُّ يدي في عجيزته هو. بعد أمتار، أزاحتني موجة من الناس من جانبه دفعًا. اقتلعني من ذاك الجمع أولئك الذين كانوا ينزلون و ها أنا أتأسف الآن على فقدانه فجأة لأنه كان في حافظة نقوده فقط 7.400 بيسو قديمة، و أكثر من هذا و ذاك كنت لأستطيع أن أفوز معه بلقاء على انفراد. كان يبدو حنونا و كريما جدا.
 
أعلى