كليلة و دمنة إبراهيم اليوسف - استنطاق الحيوان كشكل للدلالة على تأزم العلاقة بين المثقف والسلطة دراسة مقارنة بين ا

لعل المبدع وعلى مر العصور, أكثر من يستطيع تلمس الوجدان الاجتماعي من حوله بحكم حساسيته العالية, وذلك من أجل الذود عن القيم العليا, والدفاع عن انسانية الانسان, عبر ابداعه :سواء أكان شعرا أم نثرا أم لوحة وسوى ذلك أيضا, ولم تمنعه من ذلك أية صوى, أو أسلاك شائكة, حيث أن تتبع تاريخ الكلمة النظيفة يؤكد لنا, أن هذه الكلمة استطاعت على الدوام أن توجد لنفسها معابر, كي تصل الى متلقيها, متوارية خلف الرمز حينا, ومجاهرة حينا آخر بحسب ما يتطلبه الواقع
ويعد اللجوء الى عالم الحيوان, واستنطاقه, عبر أنسنته - بلغة اليوم - احد اشكال الالتفاف على آلة الرقابة, بغرض ايصال المبدع خطابه, أو موقفه الى متلقيه, بل والى السلطة ايضا, من خلال التعامل مع اطراف حساسة في معادلة شديدة الخطورة, تفرض عليه الحنكة, كأولى أدوات المواجهة, مادام انه لايطيق الصمت ازاء الممارسات الخاطئة جملة وتفصيلا.

كما ان العودة الى الموروث الشعبي للشعوب بعامة, تضعنا وجها لوجه امام نماذج بدائية من الامثال, والقصص, والحكايات, والاساطير, التي تنضح دلالات, ولاتتلكأ في قول كلمة الحق, فأسماء حيوانات مثل طاؤوس- ثعلب -ذئب-كلب- عقرب - الخ.... تكاد تخرج من دوائر دلالتها الأولى, عبر انزياحات لانهاية لها, حيث تستدعي الى اذهاننا صورا كثيرة من واقعنا كي نتذكر على الفور :المتغطرس -الداهية المفترس - الأمين الخائن الخ... وعلى التوالي من عالمنا نحن, عالمنا الانساني بعيدا عن هاتيك الدلالات التي ترمي اليها /أسماء الحيوانات السابقة/ لأول وهلة والكاتبة: فاطمة عابدين -عبر كتابها المهم برأيي- تستحضر عوالم اسماء مثل :برزويه-بزرجمهر - ابن المقفع - من خلال عملها المقارني لتتبع تطور مفهوم استنطاق الحيوان, حتى يكون صورة فوتوغرافية عنا, واقعا, وحلما ,ورؤى, وكأن عالم الحيوان هو الاخر هو مرآة عن عالمنا وهو غني ولا نهائي فلا تستنفد رموزه. بل وكأن مفهوم(كبش الفداء) يتجدد بدوره يوما بعد آخر, ليكون الحيوان اضحيتنا اليومية, دون ان يستنفد البتة, خارجا عن دوره كمحض عنصر مكمل من حولنا, ليدخل لجة حياتنا, ويقول كلمته هو الآخر في ما يخصنا شاهدا وشهيدا في آن واحد.

وسأحاول عبر هذه المراجعة النقدية - وعلى عادتي في هكذا مراجعات على نهاية من الحساسية والأهمية ايراد اراء الكاتبة -ما استطعت- . كما هي على امتداد الشريط اللغوي التالي وفي كل مايتعلق بمحتويات الكتاب, من اجل تقديم صورة مقاربة من عالم الكتاب لئلا اقوله بما لم يقل, وبعيدا عن البسترة التي قد تعتور مثل هذه الوقفة.

ظهور بيدبا: تورد الكاتبة حرفيا حول ما قاله علي بن الشاه الفارسي: ان الاسكندر ذا القرنين الرومي غزا كل الملوك الذين كانوا في ناحية المغرب, وعندما انتهى منهم اتجه نحو الشرق يريد ملوكه من الفرس وغيرهم, حتى ظهرعليهم, وقهر, وتغلب على كل من حاربه, وتوجه نحو الصين, فبدأ في طريقه بملك الهند وكان للهند ملك ذو سطوة يقال له/فورك/ فاشتبك الجمعان وتبارز القائدان وكانت الغلبة للاسكندر, فاستخلف على الهند أحد رجاله, واتجه الاسكندر نحو غايته ويذهب النص إلى ان الشعب أبى أن يملك عليه رجل ليس من اهل دينه, فخلعوا الملك الذي استخلفه الاسكندر, وولوا عليهم رجلا منهم يقال له /دبشليم/ ولما استوثق الامر لدى دبشليم هذا, طغى, وبغى, وتجبر, وساد الناس بالظلم -كذا- واستمر على هذا برهة من الزمن إلا أن فيلسوف البراهمة, الفاضل الحكيم, وبعد مشاورة تلامذته قرر مصارحة الملك بالحديث عن واقع مطالبه, وبعد الالتقاء به اوغر حديثه صدر الملك عليه, فأغلظ في الجواب عليه وقال:
- لقد تكلمت بكلام ما اظن احدا بمملكتي يمكن ان يستقبلني بمثله, ثم امر ان يقتل ويصلب, ولكنه احجم عما امر به, وامر بحبسه وتقييده ص»5-6« ثم يعدل الملك فيما بعد عما قرره, بعد ليلة من الارق الشديد, ليشعر انه قد أخطأ في حقه, كي يستوزره وأمر ان يصعد على رأسه تاج, ويركب, ويطاف به في المدينة, ثم جلس بمجلس العدل والانصاف, وجعل من ذلك اليوم عيدا وطنيا لاتزال الهند تحتفل به حتى اليوم ثم يطلب اليه الملك تأليف كتاب (مشروع ينسب اليه وتذكر فيه أيامه فيستمهله بيدبا عاما, ليؤلف كتابا من أربعة عشر بابا, من بينها باب بعنوان: كلية ود منه -جعل كلامه على ألسنة البهائم والسباع والطير ليكون ظاهرة تسلية للخواص والعوام وباطنه رياضة لعقول الخاصة ونادى الملك الناس في اقاصي البلاد, ليحضروا قراءة الكتاب وفي ذلك اليوم امر ان ينصب لبيدبا سرير مثل سريره وكراس لأبناء الملوك والامراء ولبس بيدبا الثياب التي يلبسها اذا دخل على الملوك .

وسأله الملك: ماعدوت الذي في نفسي يا/ بيدبا / وهذا الذي كنت اطلب, فأطلب, فحوائجك مقضية :فقال بيدبا:
- ان يأمر الملك ان يدون كتابي هذا كما دون اباؤه واجداده كتبهم, وان يأمر عليه, فاني اخاف ان يخرج من بلاد الهند, فيتناوله اهل فارس, وامر الملك الا يخرج من بيت الحكمة ابدا

- فارس وسرقة كليلة ودمنة :

تبين المؤلفة ان كسرى انوشروان كان مهتما بأمور التاريخ والعلم وسمع بنبأ هذا المؤلف, فاستشار وزيره بزرجمهرحول كيفية الحصول على هذا المؤلف, فدله برزويه الاديب المعروف بصناعة الطب, الذي استطاع الذهاب الى بلاد الهند فتعرف على خازن الملك الذي يحمل مفاتيح خزائنه فأطلعه على الكتاب, فقرأه برزويه ونقله من اللسان الهندي الى الفارسي, وقفل عائدا الى بلاده ليعلم انوشروان الذي اراد ان يكافئه بان تفتح له أبواب الخزائن ويأخذ ما يريد من اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة فقال برزويه: لاحاجة لي بالمال.. لكن اطلب من الملك حاجة يسيره, وفي قضائها فائدة كبيرة وهي ان يأمر الملك وزيره بزرجمهر ان ينظم تأليف كلام محكم متقن يجعل لي فيه بابا يذكر فيه امري, ويصف حالي, ويجعله اول باب من ابواب الكتاب قبل باب الاسد والثور, فلبى له الملك مطلبه, فكتب بزرجمهر في وصف برزويه منذ ان دفعه ابوه الى العلم حتى ذهابه الى الهند, وحصوله على الكتاب.

ابن المقفع:

اسمه روزبه بن داذويه, تولى والده خراج فارس من قبل خالد بن عبدالله القسري امير العراقين واتهم بالاختلاس من اموال الدولة فأمر به يوسف بن عمر الثقفي الذي تولى امارة العراقين بعد خالد, فاعتقل وضرب على يده, حتى تقضعت أي تشنجت, فقيل لعبدالله بن المقفع والمقفع هذا فارسي الاصل نشأ في الاهواز, ومات على دين قومه,وولد ابنه في / جور / ونشأ على مجوسية ابيه مثقفا بالثقافة الخاصة لبني قومه, مستعربا متضلعا في اللغة العربية, وآدابها وقد تبع الولد سنة ابيه, واتخذ صناعته قواما لمعيشته فكتب لكثيرين, منهم عيسى بن علي حيث اسلم على يديه و كان ابن المقفع قد نقل مؤلفات كثيرة من الفهلوية الى العربية الا انه لم يسبق منها غير كتابه كليلة ودمنة, ما يغير اسلوب ابن المقفع انه كان فصيح اللسان كما ترى المؤلفة ضليعا في ادب العرب والفرس مقدما في بلاغة اللسان والكلام والترجمة واختراع المعاني وابتداع السير وقد استخلص من الأسلوب الفارسي العربي طريقة في الكتابة عرفت به, واخذت عنه وكان ابن المقفع معروفا باخلاقه الرفيعة وكرمه, وسجاياه الكريمة من مروءة وحكمة, ورصانة, واباء وتذكر المؤلفة موقفه النبيل والجريء مع عبدالحميد الكاتب بعد ان دالت دولة بني امية, وقتل مروان بن محر آخر خلفائهم, حيث ضبطته الشرطة مع عبد الحميد الكاتب في منزل واحد, فسألت أيهما هو الكاتب .فأجاب ابن المقفع: انه هو خوفا على صاحبه, لكن عبد الحميد الكاتب أبى أن يقتل صاحبه فدى عنه, فأبان حقيقة شخصيته فاعتقل, ثم قتل, ولكن نهاية ابن المقفع لم تكن بأفضل من نهاية صديقه, ورغم تعدد الروايات حول قصة مقتله, الا انه ق تل نتيجة موقف سياسي على يد سفيان بن معاوية المهلبي بايعاز من المنصور نفسه .

كليلة ودمنة :

يبين المؤلف ان هذا الكتاب من أقدم كتب الادب وأكثرها تداولا وانتشارا على اختلاف النزعات واللغات لما فيه من فوائد مما يحتاج اليه الناس في معاملاتهم كوجوب الامتناع عن سماع كلام الساعي, والنمام, وخاصة خاتمة الأشرار الخ....

وتبين ان هناك ترجمات كثيرة للكتاب منها: الترجمة التبيتية والفهلوية عام 560م, والسريانية عام 570 م والعربية في العام نفسه, وهي أهم ترجمة للكتاب اذ نقل عنها العديد من الترجمات منها: السريانية الثانية, الفارسية الحديثة, والتركية, والعبرانية وتؤكد المؤلفة قضايا عديدة على من يريد قراءة هذا الكتاب:

1- ألا تكون الغاية التصفح بل يشرف ويتمعن في كل ما يتضمن من أمثال.
2- ألا يضجر, ويلتمس جواهر معانيه .
3- أن يعرف ان للكتاب أهدافا هي منها انه و ضع على ألسنة الحيوان وكي يسارع أهل الهزل والشبان لقراءته كي تستمال به قلوبهم, ولتلوين خيالات الحيوانات بالألوان والأصباغ ليكون آنسا ونزهة في هذه الصورة وأن تقرأه العامة والخاصة فيكثر انتساخه فلا يبطل ولا يخلق, وأن يقرأه العلماء والفلاسفة.

يعتبر جان دولافونتين وهو من الشعراء المتميزين في الكلاسية في القرن السابع عشر (1621-1699) وواسع الخيال رشيق الجمل والعبارات عذب الموسيقى, أحس باكرا بجمال الشعر الطبيعي, تتلمذ على هوراس - فيرجيل - وعلى عدد من الشعراء الريفيين وقدم أعمالا تنتمي الى مواضيع مختلفة منها أدب الرحلات الروايات النثرية.

وقد لجأ لافونتين الى عالم الأسطورة واستنطاق الحيوان على خطا ايزوب من خلال تلوين الحيوان بالطبيعة البشرية, فالثعلب على سبيل المثال: ممالق - خطم زفيع متطاول, عينان براقتان وتدلان على انه محتال كبير, غزير الفرو, رائع الذيل, لكنه لا يمتلك موهبة الشجاعة, يفضل الحيلة على العنف, وينأى عن الخطر, فالممالق يحب أن يكون ذكيا ولطيفا, وهلم جرا بالنسبة الى الأسد-الهر - الضفادع - الحمار الخ ....

صحيح كما انه ترى المؤلفة انه أحيانا لايعرف بعض الحيوانات التي يتبادلها, اذيطلق على الأفعى اسم حشرة, وهي تردف بالقول: ان الا نريد منه أن يكون عالم حيوان, انه اذ يركز على عالم الحيوان, فهذا الحيوان يمثل الانسان الذي يضعه في المشهد بشكل خفي, فهو بذلك يلون أخلاقا بلونها, وهو متشائم بهذا التلوين للقيم الانسانية, فهو يص ور أنانية الإنسان, خبثه في الصغر وخوفه من الموت عند الكبر, وتقول المؤلفة حرفيا أيضا: اذا أردنا أن نتعمق ونذهب بعيدا نرى فيه كما يرى الشاعر ستينسان سيمون جديرا أراد أن يرمز للويس السادس عشر بالأسد والأمراء والحاشية ببقية الحيوانات.

بين ابن المقفع ولافونتين:

ضمن هذا الفصل الأخير تقول المؤلفة حرفيا: لو أمعنا النظر فيما جاء فيه ابن المقفع ولافونتين, لوجدنا ان الكاتبين عالجا مواضيع سادت في عصر كل منهما, وواقع حياته الاجتماعية, مواضيع عب رت عن روح العصر, وحملت أهدافا نبيلة في رفع الحيف عن المظلومين وتحذير الحكام المستبدين, وغرس القيم والأخلاق النبيلة والتربية الاجتماعية.

ثم تقول: ورغم الخلاف بين العصرين من حيث البعد الزمني, فان هناك مي زات خاصة لزمت كل واحد منهما, فابن المقفع ترجم كتابه, وترجم عنه في حوالي القرن العاشر الميلادي الترجمة اليونانية للكتاب في عام (1080)م بينما عاش لافونتين الفترة بين (1621-1695)م وبين الزمنين حوالي (600) عام, فقد كانت الترجمة اليونانية لكتاب ابن المقفع عام(1080)م الى اللاتينية وأول ترجمة فرنسية كانت من قبل جبرائيل كوتيه وطبعت في لندن عام (1556)م أما من أقدم على نشرها كاملة فهو البارون سيلفيستر دوساسي, فطبعها في باريس سنة (1816)م وأرفقها بفصل عن أصل الكتاب, وكان ذلك بعد عصر لافونتين أي في القرن التاسع عشر, كما يدل على ان لافونتين لم يتأثر مباشرة بكتاب ابن المقفع بل عن سبقه من الك تاب الأغريق, كذلك كان أسلوب لافونتين من صميم اللغة الفرنسية أصالة وعراقة حتى انه ألتزم ببعض المصطلحات والتعابير (القديمة) ورغم اعتماده على السلف في قصصه فانه كما قال عن نفسه فقد ظهرت فيه شخصيته بشكل واضح.

وترى المؤلفة: ان كلا المؤلفين جعل حكمته على ألسنة الحيوانات والناس, اتخذها نموذجا لأنماط البشر, فجمع بين طبيعة الأنسان ومزاياه مع طبيعة الحيوان وغرائزه, فأسقط كل منهما بعضا من الصفات الانسانية على الحيوانات (أبطال أساطيره).

وكان ابن المقفع هو الأسبق في هذا المضمار فقد انتشرت ترجمات كتابه -كليلة ودمنة- في كل أصقاع الأرض فلا بد أن يكون لافونتين قد وصلت اليه, أو اطلع على ترجمتها, واذا كان ابن المقفع اعتمد النثر كأقصر الطرق للوصول الى بغيته, الا ان لافونتين قد التزم الشعر, فالشعر ينبجس صافيا من قلب الشاعر مهيئا للبيان, فينهض له الشاعر بنشاط يجرده من الأوراق التي تمازجه, ويهديه للقارئ انشودة رائعة .

وترى المؤلفة في الختام: ان ابن المقفع ولافونتين قد قدما للانسانية تراثا زاخرا, ثرا غنيا , يفيض عب را وأخلاقا ومبادئ قدمت فوائد ج لى للعامة والخاصة, لا تزال المجتمعات تحتاج اليها حتى يومنا هذا مما أكسبها صفة الخلود والاستمرار سواء أصيغت نثرا أو شعرا, أفادنا مغزاها يتضمن الكتاب ملحقا بالهوامش والشروح والحواشي حيث تقوم بشرحها سواء أكانت أسماء أعلام وشخصيات أم مذاهب تفيد القارئ, وتغنيه عن العودة الى العديد من الكتب المختصة .

كما انه يفرد لأسماء الحيوانات الواردة في الكتاب ملحقا آخر, يسهب بالحديث عن أشكالها, وسلوكها, أما الملحق الأخير فتخصصه المؤلفة لشرح معاني المفردات والتعابير في كليلة ودمنة.

ان قارئ الكتاب سيشعر لا محالة, انه امام جهد واضح, بذلته المؤلفة, حيث نقبت بطون بعض الكتب, من أجل تقديم مادتها, وهذا ما يغني الدارس في هذا المجال عن العودة الى الكثير من المراجع, وهذه نقطة مضيئة تسجل في صالح الكتاب والكاتبة .

بيد ان كل هذا لايمنع من تسجيل عددمن الملاحظات على هذا الكتاب :
1- غياب المنهج النقدي المقنع في هذا الكتاب .
2- على الرغم من ان العنوان يوحي بمقارنة ما بين ابن المقفع ولافونتين, الا اننا لا نجد المادة المخصصة لهذا المجال لا تتعدى ثلاث الصفحات في أحسن الأحوال.
3- كان من الممكن ان تستزيد الدراسة في المراجع والمصادر بغرض اغناء مؤلفها بأكثر, لأن المراجع المثبتة في نهاية الكتاب لا تتعدى ثلاثة مصادر فحسب, اثنان منهما عن لافونتين, ولايعني الكلام من قبلنا اننا ندعو الى التوليف, أو استعراض آراء الأخرين, وتغييب صوت المؤلفة.
4- لم توفق المؤلفة في عناوين الكتاب, حيث هناك بعض العناوين كان من الممكن ان تختصر في محض عنوان واحد :كما في: بين ابن المقفع ولافونتين الذي يتكرر وان كان الثاني منها يخصص بالتقليد في الأدب.
5- غياب التحليل في بعض المواقع, بل ان القارئ ليجد قفزا واضحا أحيانا, فعلى سبيل المثال ان ما جاء بخصوص حياة لافونتين وعصره ودواعي تخيره لهذا المجال من الكتابة لم يكن كافيا, ناهيك عن اغفال دوافع ابن قتيبة للتوجه الى عالم الحيوان وهي نقطة رئيسية لا يمكن تجاهلها لمجرد ذكر اسم هذا العلم البارز, ناهيك عن ضرورة الربط بين مواقف ابن المقفع الحياتية ونهايته كشهيد للموقف, والكلمة, والرأي ازاء السلطة السياسية اذ كان يمكن ان يبرز على نحو أوضح بما يخدم مضمون هذا الكتاب ويعطيه الآفاق التي اختارت موضوعا في غاية الحساسية والأهمية وهذا كله لا ينفي اعترافنا بتمكن المؤلفة من تشكيل مقاربة مهمة من عوالم ابن المقفع على وجه الخصوص وبكثير من الجدية والفهم.


إبراهيم اليوسف
استنطاق الحيوان
كشكل للدلالة على تأزم العلاقة بين
المثقف والسلطة دراسة مقارنة
بين ابن المقفع ولافونتين
 
أعلى