حسن جلاب - الفكر والأدب في عهد الموحدين.

إذا كانت الحركة الفكرية في المغرب قد نمت وترعرعت في عهد الدولة المرابطية، فإنها قد بلغت أوج عظمتها وازدهارها في العصر الموحدي.
وقد توفرت لها عوامل ساعدت على ذلك أهمها:
1) حرية الفكر: كان من الطبيعي أن يحرر الموحدون الفكر من بعض القيود التي فرضها عليه الفقهاء المرابطون، والحالة أنهم ثاروا على مظاهر الضعف والانحلال والتعصب التي أصابت الدولة المرابطية، فنشطت لذلك الفلسفة وعلم الكلام، وكثر المشتغلون بهما وذاع صيت المغاربة في ذلك إلى درجة أن فريديريك الثاني ملك إيطاليا (1194- 1250م) وجه أسئلة فلسفية إلى علماء سبتة للإجابة عنها، فأجاب عنها الفيلسوف عبد الحق بن سبعين (614-669هـ) وضمنها كتابه (المسائل العقلية).
2) هجرة العلماء إلى المغرب: فقد اجتمع فيه أعلام من الأندلس والقيروان، يضاف إليهم الجم الغفير من العرب الذين دخلوا المغرب في عهد عبد المومن، وقاسموا البرابرة الأرض،وكان من أثر هذا أن طبع المغرب بصفة نهائية بالطابع العربي (1).
3) انتشار الأمن: وقد تم ذلك للموحدين بفضل عدلهم، وحرصهم على امن السكان وسلامتهم، بلغ ذلك حدا قال معه صاحب القرطاس: "بأن الظعينة تخرج من نول إلى برقة دون أن تضيع"(2).
4) تدفق الموال على الدولة: فقد بلغ خراج أفريقية 150 بغلا من الفضة، وأنفق الناصر على غزو أفريقية 120 حملا، وبيع زيتون بستان عبد المومن بمراكش بمبلغ 30 ألف دينار على رخص الغلة بها، وزيتون بحيرة مكناس بمبلغ 35 ألف، وزيتون بحيرة فاس بمبلغ 50 ألف دينار، وفرق يعقوب المنصور يوم بيعته على الضعفاء 100 ألف دينار، وتصدق قبل خروجه لوقعة الأرك بأربعين ألف دينار، وفرق على الجنود والفقراء في عيد سنة 594هـ 73 ألف شاة، هذا بالإضافة إلى عطاياهم السخية للعلماء (3).
5) انتشار المعاهد: اعتنى الموحدون بالمراكز الثقافية التي وجدوها والتي تتمثل في مدن فاس ومراكش وطنجة وسبتة والقصر الصغير وبجاية والقيروان وباقي مدن الأندلس، قد أنفقوا على علمائها وطلبتها بسخاء، وحاربوا الأمية بأن كلفوا الطلبة المصامدة بالانتشار في البوادي ونشر العلم بها.
وأسس عبد المومن مدارس بمراكش وعلى رأسها المدرسة العامة لتخرج الموظفين، والمدرسة الملكية لتعليم الأمراء الموحدين، ومدرسة تعليم فن الملاحة.
وأسس يعقوب المنصور مدارس أخرى بمراكش وسلا وأفريقية والأندلس.
كما اعتنوا بالكتب والخزانات وتوفيرها للدارسين، وكانت ليوسف خزانة تضاهي خزانة الحكم المستنصر بالأندلس (4) .
6) استدعاء العلماء وعقد المجالس العلمية:
وكان عبد المومن يستدعي طائفة من العلماء للتدريس بالمغرب وحضور المجالس التي كان يقيمها، وكذا كان شأن أبي يعقوب يوسف ابنه، ويعقوب المنصور حفيده، وفي هذا يقول المراكشي: "فقد جرت عادتهم بالكتب إلى البلاد واستجلاب العلماء إلى حضرتهم على أهل كل فن" (5).
وكانوا يقيمون المجالس العلمية في قصورهم يستدعون لها الأمراء والعلماء وطلبة الموحدين فيجزلون لهم العطاء، وأول ما يفتتح به الخليفة مجلسه مسألة من العلم يلقيها بنفسه أو تلقى بإذنه فيناقشها العلماء ويشاركهم الخلفاء في ذلك، وتختم المجالس بالدعاء للخليفة (6).
وكان الخلفاء على درجة كبيرة من العلم، فالمهدي درس بالمشرق والأندلس على كبار أئمة العصر، وعبد المومن تلميذه وعلى يده تثقف، وكان يوسف من أعلم الناس بالكلام والفلسفة، فقد كان يحاور فيها ابن رشد، وكلفه بأن يلخص له: "كتب أرسطو".
ولعل يعقوب المنصور أعلمهم جميعا، فقد قال عنه المراكشي: "كان أحسن الناس ألفاظا بالقرآن، وأسرعهم نفوذ خاطر في غامض مسائل النحو، وأحفظهم للغة العربية... صح عندي أنه كان يحفظ أحد الصحيحين... وكان له مشاركة في علم الأدب، واتساع في حفظ اللغة وتبحر في علم النحو".
ويحدثنا بعد ذلك أنه تعلم الطب والفلسفة (7).
وكان لهذه العوامل أثر في نهضة العلوم وازدهارها بالأندلس والمغرب ازدهارا لم تعرفه من قبل، أما بالنسبة للأندلس فنكتفي بالإحالة على كتاب الأستاذ عبد الله عنان: "عصر المرابطين والموحدين في الأندلس والمغرب" (8) للوقوف على مدى أهمية هذه النهضة، وأما بالنسبة للمغرب فنبادر إلى القول بأن المغاربة قد ألفوا في مختلف أصناف العلوم، وخلفوا لنا تراثا هائلا يشهد على هذا الازدهار الفكري الذي عرفه العصر الموحدي:
1) التفسير والقراءات: نشطت في عهدهم حركة التأليف مستفيدة من دعوتهم للرجوع إلى الكتاب والسنة، ومن الذين نبغوا في التفسير:
- أبو الحسن علي بن أحمد التجيبي الحرالي المراكشي (ت 637 هـ) له تفسير سماه "مفتاح اللب المقفل، على فهم القرآن المنزل".
- أبو عبد الله محمد بن علي بن عابد الأنصاري الفاسي (ت 622هـ) اختصر كتاب الكشاف مزيلا عنه الاعتزال، وشرح الأسماء الحسنى وألف كتابه المسمى "شعب الإيمان".
محمد بن يوسف المزدغي (ت 655هـ) له كتاب في تفسير القرآن انتهى يه إلى "سورة الفتح"، وكان عالما بالأصول والكلام، وله معرفة باللسان وتصرف في جميع العلوم.
- أبو محمد عبد الله بن زغبوش المكناسي، كان له علم بالتفسير بالإشارة، فقد استخرج بحساب الجمل من آية ? إنا فتحنا لك...? انتصار الجيش الإسلامي في معركة الأرك سنة 591ه.
- أبو عبد الله محمد بن حسن بن محمد بن يوسف الفاسي (ت 656ه)، كان من أعلم الناس بالتجويد والقراءات له شرح على الشاطبية.
2) الحديث: فبالإضافة إلى المهدي الذي درس هذا العلم بالمشرق وبرز فيه، كان يوسف يحفظ متون الأحاديث ويتقنها، وكان يعقوب يحفظ أحد الصحيحين ، كما كان المامون معدودا من حفاظه، لم يزل في أيام خلافته بسرد "البخاري والموطأ وسنن أبي داوود"، وكذا كان شأن إبراهيم بن يوسف بن عبد المومن، وقد ظهر بالمغرب محدثون بلغت شهرتهم المشرق، ونال بعضهم به المكانة الرفيعة:
- فهذا أبو الخطاب عمر بن الحسن ابن دحية الكلبي، الذي كان يحفظ صحيح مسلم كله، قد رحل إلى المشرق فاختبر علماء مصر حفظه، فأدهشهم وأعجب به الكامل الأيوبي فأنشأ له "المدرسة الكاملية" للحديث سنة 622ه، وتولاها من بعده أخوه أبو عثمان ثم ابنه شرف الدين.
- القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي السبتي (ت 544ه)، كان مبرزا في الحديث ومشاركا في باقي علوم عصره، وهو مفخرة هذا العصر والذي قبله، وقد قيا فيه (لولا عياض لما ذكر المغرب)، له كتاب "الشفا في التعريف بحقوق المصطفى"، و"مشارق الأنوار في غريب الحديث والآثار"، و"ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك".
- محمد بن قاسم التميمي (ت 604ه)، أقام مدة طويلة بالمشرق ودرس على علمائه، وله فهرسة كبيرة ذكرهم فيها سماها "النجوم المشرقة".
- أبو عبد الله محمد بن يحيى بن صاف المعروف بالمواق المراكشي، شرح "مقدمة صحيح مسلم"، وجملة من "الموطأ"، وغيرهم كثير (9) .
3) الفقه: تشبت فقهاء العصر بالمالكية، رغم ظهور مذهب المهدي، وسيطرته، ورغم محاولات يعقوب المنصور استبداله بالمذهب الظاهري، ونذكر من فقهاء المالكية:
- القاضي عياض السابق الذكر، وابنه أبو عبد الله محمد.
- أبو الحسن علي بن سعيد الرجراجي له: "مناهج التحصيل فيما للأئمة على المدونة من التأويل".
- إسحاق بن إبراهيم الغماري السعيدي الجابري، قاضي فاس وسبتة وشلب (ت 609).
- أبو زيد عبد الرحمن بن يوسف الفاسي الشهير بابن زانيف (ت 612ه)، كانت تشد إليه الرحال في مذهب مالك.
- عبد الله بن محمد التادلي، كان حيا سنة 623ه، وكان يحفظ المدونة (10) .
4) الأصول والكلام: شجع الموحدون تدريس هذين العلمين بعدما كان الول – كما قال ابن رشد في فصل المقال – يروج في جميع البلاد ما عدا المغرب، وكان الثاني كاسدا لا يجرؤ أحد على الاشتغال به، وكان من نتائج هذا التشجيع أن الأندلسيين صاروا يرحلون إلى المغرب لدراستهما.
- فهذا أبو عبد الله بن باديس اليحصبي المتوفى سنة 622ه، يأتي من جزيرة شقر إلى فاس للسماع عن أبي الحجاج بن نموي وطبقته من علماء الأصول والكلام، ثم عاد إلى يلنسية للتدريس بها.
- ومن علماء المغرب كذلك أبو عمرو وعثمان بن عبد الله القيسي القرشي المعروف بالسلاليجي (ت 564ه)، كان مرجع أهل فاس في علم الكلام، له مختصر في التوحيد اسمه "العقيدة البرهانية".
- أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الفندلاوي الفاسي المعروف بابن الكتاني، (ت 596ه) كان إماما في العلمين، وله "رجز في الأصول".
- أبو الحسن علي بن محمد الخزرجي الاشبيلي الفاسي المعروف بابن الحصار، (ت 611ه)، له كتاب "الناسخ والمنسوخ"، وكتاب "البيان في تنقيح البرهان"، و"أرجوزة في أصول الدين".
5) العلوم اللسانية: (اللغة، النحو، العروض).
عني الموحدون باللغة العربية رغم اعتماد المهدي على البربرية في نشر دعوته، إذ كان يوسف من أحفظ الناس للعربية وأسرعهم نفوذ خاطر في غامض مسائل النحو، ومن علمائها في هذا العصر:
- محمد بن عيسى بن أصبغ المعروف بابن المناصف (ت 620ه) بسط اللغة للطلاب في أرجوزته (المذهبة في الحلي والنبات).
- أبو زيد عبد الرحمن السهيلي المالقي الذي شرح ما في سيرة ابن هشام من لفظ غريب، وأعرب غامضه ومستغلقه في كتابه: "الروض الأنف".
- أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري السبتي وكان من أكثر الناس استظهارا للغة.
- ويعتبر أبو موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي المراكشي أعظم نحاة العصر (ت 607) له "المقدمة الجزولية في النحو" وتعرف بالقانون والاعتماد، لها شروح عديدة أشهرها شرح ابن عصفور (ت 633ه) وشرح الشلوبين (ت 660).
- وتلميذه أبو زكريا يحيى الزواودي المعروف بابن معط (628ه)، له العقود والقوانين في النحو، والحواشي على أصول ابن السراج في النحو، وغيرهما.
- أبو العباس أحمد بن محمد بن خلف البكري السلوي (ت 641ه)، له شرح المفصل، وشرح الجزولية.
- أبو عبد الله محمد بن هشام اللخمي السبتي (ت 570ه)، له: "الفصول والجمل في شرح أبيات الجمل" و"لحن العامة"، و"شرح فصيح ثعلب"، و"شرح مقصورة ابن دريد".
ومن اعتناء المغاربة بالعروض وضع ضياء الدين الخزرجي السبتي "منظومته الخزرجية" التي لقيت شهرة في المشرق.
6) التاريخ: ازدهر هذا العلم بكل فروعه في هذا العصر، وألفت كتب تشهد بتقدم المغاربة.
- فقد ألف أبو العباس أحمد بن محمد العزفي اللخمي (ت 633ه) كتابا في المولد النبوي (الدر المنظم في مولد النبي المعظم).
- وألف أبو الخطاب عمر بن حسن بن دحية الكلبي (ت 633ه) كتاب (التنوير في مولد السراج المنير).
- وألف ابن فرتون السلمي (ت 660ه) ذيلا على صلة ابن بشكوال.
- واختصر أبو عبد الله بن حماد السبتي تلميذ القاضي عياض كتاب "ترتيب المدارك".
- ولابن دحية كتاب "النبراس في أخبار خلاء بني العباس".
- وألف أبو بكر على الصنهاجي الشهير بالبيذق في تاريخ الموحدين.
- كما ألف عبد الواحد المراكشي (ت 625ه) كتابه "المعجب في تلخيص أخبار المغرب".
7) الجغرافية: ويكفي للدلالة على ازدهار هذا العلم ذكر اسم أبي عبد الله محمد بن محمد الإدريسي (ت 560 أو 562ه) بصقلية، والذي اشتهر برحلاته التي خلدها في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" وبخريطته الحائطية للعالم، وخريطته على الكرة الفضية التي صنعها للملك الصقلي "روجير الثاني" وله كذلك "المسالك والممالك"، وكتاب "الاستبصار في عجائب الأمصار".
8) الفلسفة والتصوف: سبق أن أوضحنا أن الموحدين قد شجعوا تدريس الفلسفة وساعدوا على نشرها بالاشتغال بها، وخاصة في عهد يوسف، أما في عهد يعقوب فكان الاهتمام بالتصوف أكبر، ومن الفلاسفة الذين عرفهم البلاط الموحدي:
- ابن طفيل صاحب رسالة حي بن يقظان، ورسالة في النفس وغيرهما.
- وابن رشد الذي ترجم مؤلفات أرسطو وبسطها، والذي قال فيه المستشرق رينان (ت 1892): "لولاه لما فهمت فلسفة أرسطو".
- ونضيف إلى القائمة ابن سبعين الذي أجاب على أسئلة ملك إيطاليا الموجهة إلى فلاسفة شبتة.
وأما التصوف فنبغ فيه:
? أبو محمد بن محمد بن حرزهم.
? أبو العباس أحمد بن جعفر السبتي دفين مراكش سنة 601ه، وصاحب مذهب خاص في الصدقة.
? وأبو محمد عبد السلام بن مشيش، دفين جبل العلم بين 622 و625ه، وهو شيخ أبي الحسن الشاذلي الشهير المتوفى سنة 656ه.
9) العلوم العددية: (الحساب، الهندسة، التنجيم).
ازدهر علم الحساب في العصر الموحدي وكثر عدد المشتغلين به، ويعتبر كتاب "اللباب في مسائل الحساب" من الكتب التي كانت معتمدة آنذاك، وهو من تأليف أبي الحسن علي بن فرحون القرطبي الذي كان يدرس الحساب والفرائض بفاس.
ومن المغاربة المشتغلين به:
- أبو عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الفاسي (ت 662ه).
- وأبو محمد عبد الله بن محمد بن حجاج المعروف بابن الياسمين (601ه)، له أرجوزة في الجبر والمقابلة.
وقد أثبت العلماء المغاربة مدى تقدمهم في علم الهندسة عندما صنع المهندس أبو إسحاق بزار بن محمد مقصورة ميكانيكية متحركة يصلي فيها الخليفة وتتسع لألف شخص(11).
- ومنهم الحاج يعيش المعروف بالأحوص المالقي الذي أشرف على بناء قاعدة جبل طارق مع أبي إسحاق بزار المذكور.
وأما في علم التنجيم فيعتبر برج اشبيلية الذي بناه يعقوب المنصور في مسجدها أول مرصد بني في أوربا لرصد النجوم.
وللمنصور دراسات فلكية عن كسوف الشمس، وكانت بباب جامع الكتبيين ساعة ترتفع في الهواء خمسين ذراعا، تتحرك أجراسها كل ساعة فيسمع وقعها من بعيد، كما كان بالقرب من باب الجيسة بفاس برج لمراقبة الهلال به نوافذ على عدد شهور السنة.
واشتهر عدد كبير من المنجمين تركوا ذخيرة هائلة في هذا العلم(12).
10) الطب: كان المنصور من المشتغلين بالطب والمحبين لهذا العلم، ولذا اعتنى بالصحة العامة، فبنى مارستانات للمرضى والمجانين في مراكش وشالة والقصر، وأنفق عليها وعلى نزلائها بسخاء، ومن مديري مارستانات مراكش أبو إسحاق إبراهيم الداني، وولده أبو محمد، ولو أردنا أن نذكر كل أطباء العصر لطال بنا المجال، ولذا نكتفي بذكر المشاهير منهم:
- أبو الحسن علي بن يقظان السبتي المتوفى سنة 544 ه.
- أبو بكر يحيى بن محمد بن بقي السلوي المتوفى سنة 563ه.
- أبو الحجاج يوسف بن يحيى الفاسي المتوفى سنة 623ه، له كتاب في الأغذية، وآخر في شرح الفصول لأبقراط.
- أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد السلمي، رحل إلى بلاد العجم حيث توفي سنة 618ه، أخذ عن الإمام الرازي بالمشرق، وله شرح الكليات من كتاب القانون لابن سينا(13).
وإذا أصفنا إلى هذا، الازدهار العمراني المتمثل في بناء مدينة الرباط بأسوارها وأقواسها، وصومعة الكتبيين ومسجدها، وصومعة الجيرالدا بإشبيلية، وحسان بالرباط، ومسجد تنملل، وتازا، وقصبة مراكش، تبين لنا أن الازدهار الفكري والعمراني في عصر الموحدين كان عظيما وشاملا لم يعرف المغرب نظيره قبلهم.
حالة الأدب:
تعتبر الدولة الموحدية أول دولة مغربية حرصت على أن يخلد الشعر مفاخرها ويسجل عظمتها(14)، ولذلك كانت تبذل للشعراء المال بسخاء، فهذا عبد المومن يعطي للتيفاشي ألف دينار على بيت واحد، مدحه به:
ما هز عطفيه بين البيض والأسل = مثل الخليفة عبد المومن بن علي
وأعطى المنصور لابن منقذ رسول صلاح الدين أربعين ألف دينار على قصيدة مدحه بها من أربعين بيتا، منها:
إلى معدن التقوى، إلى كعبة الندى = إلى بحر جود ما لأخراه ساحل
إليك أمير المؤمنين ولم تزل = إلى بابك المأمول تزجى الرواحل
وكان الخلفاء يقيمون ندوات ومجالس يستدعون إليها الشعراء، ويستمعون إليهم، أشهرها الندوة التي أقامها عبد المومن على ظهر جبل الفتح (جبل طارق) بعدما أعاد الأمن إلى الأندلس، أبان فيها على شعور مرهف بالجمال وتذوق كبير للشعر، فقد مدحه ابن حبوس بقصيدة جيدة أعجب بها، مطلعها:
بلغ الزمان بهديكم ما أمهلا = وتعلمت أيامه أن تعدلا
وأنشده الأصم المرواني بائية قال فيها:
ما للعدا جنة أوقى من الهرب = .............................
فقال عبد المومن: إلى أين؟ إلى أين؟ فقال الشاعر:
.......................... = أين المفر وخيل الله في الطلب؟
وأين يذهب من في رأس شاهقة = وقد رمته سماء الله بالشهب!؟
فلما أتمها طرب عبد المومن وقال: بمثل هذا يمدح الخلفاء.
وأنشده أحمد بن سيد الكناني المعروف باللص قصيدة مطلعها:
غمض عن الشمس واستقصر مدى زحل = وانظر إلى الجبل الراسي على جبل
أنى استقر به، أنى استقل به = أنى رأى شخصه العالي فلم يزل
فقال له عبد المومن: لقد أثقلتنا يا رجل، فأمر به واجلس.
وقد أقام المنصور ندوة عظيمة بعد رجوعه من وقعة الأرك، حيث ورد عليه الشعراء من كل قطر من مملكته، فلم يمكن لكثرتهم أن ينشد كل شاعر قصيدته، بل كان يختص بإنشاد البيتين أو الثلاثة المختارة، وانتهت رقاع القصائد في هذا اليوم أن حالت بين يعقوب وبين من كان أمامه لكثرتها(15).
ومن تذوق المنصور للشعر اقتراحه على الشعراء أن ينشدوا في "الخبب" فأنشد علي بن حزمون قصيدة في هذا البحر بعد وقعة الأرك:
حيتك معطرة النفس = نفحات المسك بأندلس
قدر الكفار ومأتمهم = إن الإسلام لفي عرس
فأعجب بها المنصور وأطربته(16).
ولا عجب أن يتذوق الخلفاء والأمراء الشعر، فقد كانوا شعراء نسبت لهم أبيات ومقطعات:
? فقد نسبت للمهدي بن تومرت أبيات في وفيات الأعيان(17).
? ونسبت لعبد المومن مقطوعة من 12 بيتا في المعجب(18)، وبيتان في الحلل الموشية(19) وبيتان في شذرات الذهب(20).
? ولموسى بن عبد المومن ثلاثة أبيات في القرطاس(21).
? وأورد صاحب نفح الطيب عشرة أبيات للمنصور(22).
? أما الأمير أبو الربيع سليمان الموحدي فشاعر مشهور له ديوان مطبوع.
? ويضاف إلى هذا عدد آخر من الأمراء عرفوا بقول الشعر ومصاحبة الشعراء(23).
ونتيجة لهذه العناية عرف العصر 48 شاعرا مغربيا(24).
نظموا في مختلف الأغراض الشعرية المعروفة، وقد لاحظ الدكتور الجراري أن هؤلاء الشعراء يمثلون خمسة اتجاهات شعرية، هي(25).:
1) شعراء العصر المرابطي الذين أدركوا عهد الموحدين ولكنهم لم يتجاوبوا مع مذهبه فضلا عن أن يتأثروا به، فظلوا في شعرهم ذاتيين، تلج عليهم موضوعات الوصف والغزل، في أسلوب تبدو عليه ملامح الصنعة القائمة على المحسنات البديعية: وأبرز شعراء هذه الطائفة"القاضي عياض".
2) شعراء عاصروا عهدي المرابطين والموحدين وانتصروا لهؤلاء وساروا في تيارهم المذهبي، يمدحون الخلفاء ويصفون فتوحاتهم وانتصاراتهم، ويمثل الاتجاه ابن حبوس الفاسي الذي أسرع بالإيمان بالدعوة المحمدية، وله في عبد المومن خاصة عدة قصائد.
3) شعراء نشأوا في أحضان الدولة، ووهبوا نفسهم وشعرهم لها، فكانوا لسان حالها المعبر عن مواقفها والمدافع عن كيانها من خلال مدح الخلفاء والإشادة بانتصاراتهم وفتوحاتهم، ويأتي أبو العباس الجراوي في طليعتهم، ويعتبر شاعر الدولة الرسمي، إذ يكاد يكون كل شعره فيها، مما جعل عبد المومن يقول له: (يا أبا العباس إنا نباهي بك أهل الأندلس).
له في عبد المومن وابنه يوسف عدة قصائد، وبرز أكثر في عهد المنصور(26) وقال فيه قصائد تعتبر من أحسن شعره، منها بائيته في فتح بجاية والتي مطلعها:
لواؤك منصور وسعدك غالب = وحزبك للأعداء عنك محارب
وقصيدته في معركة الأرك، ومطلعها:
هو الفتح أعيا وصفه النظم والنثرا = وعمت جميع المسلمين به البشرى
4) شعراء ذاتيون ساروا الاتجاه الذي سار فيه أدباء العصر المرابطي من قبل، والذي يلح على موضوعات الغزل والوصف وعلى أسلوب الصنعة القائم على المحسنات البديعية، وتأثر بعضهم بفني الموشحات والأزجال المزدهرة بالأندلس.



وعلى رأس هؤلاء ابن غزلة(27) الذي كان معاصرا لعبد المومن وتغزل في ابنته رميلة فأعدم.
وكان بعضهم لا يغفل الاتجاه الرسمي فيعلن وجوده بمدح الخليفة مثل أبي حفص عمر السلمي الأغماتي (530-603ه)، فقد كان هذا الشاعر في غاية من الظرف والتأنق له منزل كأنه الجنة، يتجمل في لباسه ويكثر من استعمال الطيب، وله في مدح يوسف وتهنئته ببيعته الثانية قصيدة مطلعها:
ألا هكذا تبنى العلا والمآثر = وتسمو إلى الأمر الكبير الأكابر
ومن اشهر قصائده في يوسف ميميته التي أدارها ببراعة على عدد سبعة الذي يرمز إلى أسرار كثيرة عند الشيعة، منها: (28)
الله حسبك والسبع الحواميــم = تغزو بها سبعة وهي الأقاليــم
وأنت بالسور السبع الطوال على = كل الورى حاكم بالله محكــوم
وبيعة الشهب لم تحفل بها ثقـة = بوعد ربك هيهات التناجيــم
أنوار عدلك في الآفاق داعيـة = هل في البسيطة ظلام ومظلوم
أعلى بك الله أعلاما هديت بها = فأنت فيهن إكمال وتتمــــيم
عليك أهل الهدى والحق متفق = وحبل من فارق الإجماع مصروم
إن الخليفة سر الله ظــاهرة = آياته وهو عند الله معلـــوم
آياته واخلعوا الآراء واتبعــوا = حكم الإمام، فعلي الدين تحكيم
عر الإمام فلا تضرب به مثــلا = من ذا يقاس به والمثل معدوم
أعطى الورى فضل ما أعطاه خالق = عليه من ربه بشرى وتسليم
صل بالصلاة عليه صدق مدحته = ذاك الرحيق بهذا المسك مختوم
5) شعراء كانوا يسيرون في الخط المذهبي ولكنهم أدركوا الاضطراب الذي تعرضت له دعوة المهدي ولا سيما في عهد المامون، فاتجهوا بدل ذلك إلى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمثل هذا الاتجاه ميمون بن خبازة (ت 637ه)(29)، له في السخرية بالمهدي والمهدوية أبيات منها:
وجد النبوة حلة مطويـــة = لا يستطيع الخلق نسج مثالها
فأسر حسوا في ارتغاء يبتغي = بحاله نسجا على منوالهــا
وله قصيدة رائعة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم تقع في 150 بيتا منها:
حقيق علينا ان نجيب المعاليـا = لنفنى في مدح الحبيب المعانيا
ونجمع أشتات الأعاريض حسبة = ونحشر في ذات الإلاه القوافيا
لنطلع من أمداح أحمد أنجــما = تلوح فتجلو من سناه الدياجيا
كواكب إيمان تلوح فيهتــدي = بأنوارها من بات يدلج ساريا
رسول براه الله من صفو نوره = وألبسه بردا من النور ضافيا
وأنقذنا من ناره بظهـــوره = ولولاه كان الكل بالكفر صاليا
والدارس للشعر الموحدي يلاحظ تميزه بمميزات وخصائص تختلف كثيرا عما كان عليه الشعر المرابطي، أبرزها:
1) خضوع كثير منه للتيار المذهبي الموحدي وسيره في اتجاهه، وهو تيار إصلاحي تحرري، رفض كل مظاهر المجون والخلاعة، فقل فيه شعر الخمرة وانعدم الغزل الشاذ وما إلى ذلك من الأغراض التي كانت منتشرة في الأندلس والمشرق، ونذكر في هذا المقام طرد عبد المومن لابن ميمون العبدري لتغزله في شاب من أغمات في مجلسه، كما أعفاه من مهمة تعليم أبنائه الأمراء.
2) بروز التيار الشيعي فيه، وخاصة عند أبي حفص الأغماتي.
3) وكثرة المبالغات والتهويلات والإطناب خلال عهدي عبد المومن ويوسف خاصة.
4) وخلا من ذلك كله مع ظهور المنصور والمأمون: اللذين حاربا هذا الاتجاه، وأمرا الشعراء بالنزوع نحو التبسيط ونبذ السفاسف، فاتجه الشعر لذلك إلى المدح النبوي، وخاصة عند ابن خبازة كما رأينا.
5) وأخيرا نلاحظ أن أثر الشعر الأندلسي كان بارزا في هذا الشعر وخاصة عند ابن حبوس المتأثر بابن هانئ، والجراوي المتاثر بابن دراج، وعند ابن غزلة في موشحاته.
وإذا كانت الرسائل المرابطية لم يكتب لها أن تجمع، فإن المستشرق ليفي بروفنصال قد جمع الرسائل الموحدية ونشرها بالرباط سنة 1941، وعددها 37 رسالة، تضاف إليها 6 رسائل جاءت في كتاب المن بالإمامة، و5 في نظم الجمان، وبهذا يكون مجموع الموحدية 48 رسالة، كتبتها نخبة من أشهر كتاب العصر منهم: أبو جعفر بن عطية القضاعي المراكشي (قتل سنة 553)، وأبو الحسن بن عياش (ت 568ه)، وأبو الفضل جعفر بن محشرة (ت 598ه)، وأبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن عياش التجيبي (ت 618ه)، وأبو الحكم بن المرخي، وأبو القاسم ابن عبد الرحمن القالمي، ويعتبرون إلى جانب عدد آخر من الكتاب من حاملي عبء الكتابة الديوانية لدى الموحدين(30).
وكانت رسائلهم مائلة إلى الإطناب والتوسع، وذات أسلوب جزل مزخرف بالسجع في الغالب، وعند صاحب المعجب أن ابن عياش التجيبي السابق الذكر سار على هذه الطريقة (ثم جرى الكتاب من بعده على أسلوبه، وسلكوا مسلكه، لما رأوا من استحسان لتلك الطريقة)(31).
وتسير رسائلهم على هذا المنوال: تبدأ بعبارة من أمير المؤمنين – مع الدعاء له-، ثم البعدية (أي أما بعد)، فالتحميد، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والترضية عن الصحابة وعن الإمام المهدي، ثم يؤتى على المقصود من الرسالة، ويذكر مكان الإرسال، ويختم بالسلام والتاريخ(32).
وهذا نموذج من رسالة لابن عطية كتبها عن عبد المومن إلى طلبة تلمسان بمناسبة فتح قسطينة، يقول فيها:
(من أمير المؤمنين... إلى الطلبة الذين بتلمسان... أما بعد، فالحمد لله، الذي وسعت رحمته كل شيء على العموم والإطلاق، وجمعت عصمته أهل الاجتماع على طاعته والاتفاق، وتمت نعمته تماما على أبلغ وجوه الانتظام والاتساق، والصلاة على محمد نبيه المبتعث لتتميم مكارم الأخلاق، وعلى آله الطاهرين وصحبه المتآزرين أولي البواء إلى مرضاته والاستباق، والرضى عن الإمام المعصوم، المهدي المعلوم على العلام، وذخيرة الإيمان والإسلام، وبدر الكمال والتمام، الطالع بأشر مطالع الاشراق، الفارع عن تطاول الرؤوس والأعناق، الجامع أشتات الفضل وأجناسه على الاستيفاء والاستغراق.
وهذا كتابنا إليكم كتب الله لكم فيما خولكم النما والزيادة، ومكن في تمكينكم وإصلاح شؤونكم الأناة والإفادة، وبسط في أرجائكم اليمن والسعادة، من حضرة بجاية – حرسها الله- عن أحوال ترتيب صلاحها على أفضل وجوده، وفتوح تتابع افتتاحها في قريب المعمور وبعيده، وبشائر ينزه بشرها وسماعها عن الجري على معتاد الدأب المألوف ومعهوده، وآيات بينات أخنى تخيلها واتضاحها عن كل بركان ووجوده، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها في المسؤولية محصى العدد ومعدوده، نسأل الله سبحانه وقد بهرت البواطن والظواهر، وتعمى الأبصار والبصائر، تعظيم ما نشاهد ونعاين عونا يعين وينهض، وعملا يتخلص بشكر الآية الباهرة ويمحض، وقوة لا تنتكث بالعجز عن أداء حقوقه ولا تنتقض.
وقد تقدم إعلامكم، وصل الله سروركم، وضاعف شكوركم، بما كان من صنع الله تعالى في فتح هذه البلاد التي يسر مرامها بحوله واقتداره، ونور ظلامها بأضواء هذا الأمر السعيد وأنواره، وصير أباطحها وأكامها من مواطيء أوليائه وأنصاره...).
ثم تشرع الرسالة في تصوير هذا الفتح وذكر قصته بتفصيل، فإذا ما قارناها برسالة يوسف في ذكر الزلافة – مع الفرق العظيم في الأهمية- فإننا نجد هذه تطولها أربع مرات، وتفوقها في تفصيل ما لا يستحق التفصيل(33).
وأعاد الموحدون إلى الخطابة رونقها بعدما كادت تندثر من العالم الإسلامي وذلك بما أحيوا من الخطابة السياسية الصادرة عن المهدي وعبد المومن والمامون، وكذا خطابة الجهاد في مثل موقعة الأرك وغيرها، والخطابة عن الوفود وفي النوازل المهمة.
وجاء نثرهم في خطبهم على غرار نثرهم في الرسائل، فهذه افتتاحيتهم في خطبة الجمعة التي بعد الحمدلة فيها والصلاة على النبي، يتبعونها بالصلاة (على الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، أبي عبد الله محمد بن عبد الله العربي القرشي الهاشمي الحسني الفاطمي المحمدي الذي أيد بالعصمة، فكان أمره حكما، واكتشف بالنور اللائح والعدل الواضح الذي يملأ البسيطة حتى لا يدع فيها ظلاما ولا ظلما، وعلى وارث شرفه الصميم، سميه رضي الله عنه في النسب الكريم، المجتبى لوراثة مقامه العلي، الخليفة الإمام أبي محمد عبد المومن بن علي، وعلى يعقوب ولي ذلك الاستخلاص ومستوجب شرف الاجتبا والاختصاص، اللهم وارض عن المجاهد في سبيلك، المحيي سنة رسولك الخليفة الإمام أبي يوسف أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين وعلى الخليفة أبي عبد الله بن الخلفاء الراشدين)(34).
كما ازدهر عندهم فن المناظرات لأنهم شجعوا النقاش، وأطلقوا حرية الرأي، وكان المهدي فارس هذا الميدان، واشتهر بعده عبد المومن والمنصور.
وقد ألف أبو عبد الرحمن بن طاهر مناظرة على مستوى بعيد من الخيال أقامها بين النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء، وغايته منها إثبات المهدوية وتفضيلها.
أما بعد، فإذا كانت دعائم الفكر المغربي قد ركزت وأثبتت في العهد المرابطي، فإنه قد بلغ شأنا كبيرا من الازدهار في العصر الموحدي، وكان هذا الازدهار عاما وشاملا عم مختلف العلوم والآداب والفنون بدون استثناء.
وقد طبع هذا الفكر بطابع الدولة المتمثل في النزوع نحو العظمة والأبهة والجلال، ظهر ذلك في المؤلفات العلمية الجليلة، وفي الأدب بمبالغاته وتهويلاته وجزالته، وفي العمارة بضخامتها وعظمتها.

---------------------------------------------------

1) المعجب 238 والاستقصا 1/166.
2) 2/138.
3) أنظر فصل العوامل التي أثرت في نهضة المعارف على عهد الموحدين من كتاب العلوم والآداب والفنون على عهد الموحدين لمحمد المنوني.
4) أنظر دفاعا عن الثقافة المغربية للحسن السايح ص 136، والدولة الموحدية بالمغرب لعلام من 281 إلى 381.
5) المعجب 242.
6) العلوم والآداب والفنون 40/40.
7) المعجب 238.
8) ج 2/646-726.
9) العلوم والآداب والفنون ص 42 وما بعدها، والنبوغ 1/158.
10) أنظر باقي فقهاء المالكية في هذا العصر في نيل الابتهاج لبابا التنبكتي السوداني، والديباج المذهب لابن فرحون.
11) أنظر تفاصيل هذه المقصورة في النفح 2/163، والحلل الموشية 109.
12) أنظر العلوم والآداب والفنون المنوني 109 وما بعدها.
13) أنظر أسماء باقي الأطباء المغاربة في الجزء 2 من طبقات الأطباء، وانظر لائحة بأسماء أطباء العصر الموحدي وطبيباته في كتاب العلوم والآداب والفنون، فصل الطب والصيدلة.
14) أصداء في الأدب الموحدي لابن تاويت، مجلة دعوة الحق غشت 1968.
15) نفح الطيب 2/430.
16) أنظر القصيدة كاملة في المعجب 393، (40 بيتا).
17) ج 2/53.
18) ص 145.
19) ص 119.
20) ج 4/183.
21) ص 129.
22) ج 2/99.
23) أنظر نماذج من أشعارهم في "أمراؤنا الشعراء" لكنون، وفي العلوم والآداب والفنون 159 و ما بعدها.
24) أحصاهم الأستاذ المنوني في المرجع السابق ص 159 وما بعدها.
25) أبو الربيع سليمان الموحدي للجراري ص 100 وما بعدها.
26) أنظر كتاب (شاعر الخلافة الموحدية، أبو العباس الجراوي) لمحمد الفاسي.
27) أنظر في ترجمة ابن غزلة وشعره كتاب القصيدة للجراري ص 537، وكتابه موشحات مغربية 115، والنبوغ 1/131 و3/297.
28) أنظر شرحها في مقالة محمد بن تاويت (مبادئ التشيع في الأدب الموحدي)، دعوة الحق، يبراير 1965.
29) ذكريات مشاهير رجال المغرب رقم 7.
30) انظر أسماء كتاب كل خليفة على حدة في المعجب، صفحات: 198، 244، 263، 311، 325.
31) ص 174.
32) أنظر رسائل موحدية من نشر بروفنصال، والعلوم والآداب والفنون، قسم النشر.
33) أنظر دراسة عن الرسائل الموحدية للدباغ، دعوة الحق دجنبر 64 وفبراير 1965.
34) نفس المرجع.




* دعوة الحق - العدد 249 رمضان 1405/ يونيو 1985


الادب المغربي.jpg
 
أعلى