دعوة الحق - الوجادات (11-13)

168- لمكان الضرورة ...!
وجدت في كناشة الفقيه أبي عبد الله محمد ابن فقيرة المكناسي ما يلي :
« ومن غريب ما تفق للإمام ابن عرفة، ما ذكره الشيخ ابن غازي ... قال : حدثني شيخنا الخطيب أبو العباس أحمد بن سعيد الحباك رحمه الله قال : بلغني أن الإمام ابن عرفة كان يستثقل علم الطب ...! فلما أحرق مزاجه في طلب العلم، واستفرغ ماء الحياة .. تولد في بدنه داء عضال ..! أعوز الأطباء .. ففرغ إلى رئيسهم السيد الشريف الصقلي ... فقال : أنت مستغن بالفقه عن الطب..! فالتمس الدواء من ابن يونس ..! واللخمي ..! فرفع ذلك إلى الحفصي .!سلطان افريقيا فأرضى الطبيب .. فقال: هذا خرج قلبه من غلافه ...!! وصار قلبه في غاية الضعف ..! كقلب الصبي ..! ولا يليق به من الأغذية إلا الضعيف وهو اللبن الذي جعله الله سبحانه غذاء الأطفال بشرط أن يرضعه من الثذي بفيه ...!! وأنفعه لبن الأتن..! ثم لبن النساء ..! ثم لبن المعز ..!
فكره ابن عرفة لبن الأتن ..! استقذارا وتورعا لما فيها من الخلاف ...! وترك لبن العز لأنه في الدرجة الثالثة ...! واختار لبن النساء ...!
فقال الطبيب : انفع ألبانهن لبن المرأة السمراء الصحيحة الجسم .. المدمنة أكل اللحم ..!
فاستأجر أربع نسوة من نساء القصابين ... فكن يرضعنه ...!! وأجاز ذلك وإن كن أجنبيات لمكان الضرورة ...!!
فشفاه الله ....» أ. هـ

169- المنصورية
في ترجمة المنصور الذهبي من نزهة الحادي للمؤرخ اليفرني ...= قال ابن القاضي في المنتقى المقصور ...: المنصورية لباس من الملف ..! لم يكن مستعملا قبله (المنصور) وهو أول من اخترعه ..! وأضيف إليه ..فقيل ..: المنصورية ..!

170- اشترط ألا يقضي بمذهب الدولة ..!!
في الترجمة التي أفردها ابن خلكان لأحمد بن عبد الله بن هشام بن الحطيئة(*) اللخمي المغربي الفاسي المتوفى بمصر سنة 560هـ.
= إن الناس أقاموا (بمصر) ثلاثة أشهر في ستة أشهر وخمسمائة بلا قاض ..!! ثم اختير في ذي القعدة أبو العباس بن الحطيئة .. فاشترط أن لا يقضي بمذهب الدولة ..!! فلم يمكن من ذلك .. وتولى غيره ... !=
(مذهب ابن الحطيئة سني مالكي، ومذهب الفاطميين شعبي إسماعيلي)
171- وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ... !
في الترجمة التي كتبها ابن خلكان ليوسف بن عبد المومن الموحدي .. ذكر شاعر الدولة الموحدية أحمد بن عبد السلام الجراوي (وكتبه الكوراني .. !) وقال :
= ومن ذلك أنه حضر يوما باب دار الأمير يوسف المذكور .. وهناك الطبيب سعيد الغماري ..-بضم العين المعجمة- قبيلة من البربر أيضا ..
فقال الأمير يوسف لبعض خدمه : انظر من بالباب من الأصحاب. فخرج الخادم إلى الباب ثم عاد إليه فقال : أحمد الكوراني ... ! وسعيد الغماري .. ! فقال الأمير يوسف: من عجائب الدنيا شاعر من كوران..! وطبيب من غمارة..! فبلغ ذلك الكوراني .. (الجراوي) فقال :
« وضرب لنا مثلا ونسي خلقه »
أعجب منهما والله .. خليفة من كومية ...!!

172- أشقاف وجيفة ...!
عبد الجليل بن وهبون شاعر المعتمد بن عباد الملقب بالدمغة ذكر ابن شاكر الكتبي في قوات الوفيات ج1 ص 515 محاورة جرت بينه وبين ابن عمار المعتمد ...
= وكان للمعتمد خادم يسمى خليفة ... فأمره أن يأتي بنبيذ .. فأخذ وعاء يسمى «القمصال» ..! وأتى إليهم .. فعثر ..! ووقع القمصال فانكسر ... ومات خليفة ..!! فأخبر المعتمد بذلك فقال :
أنأمن والحيــاة لنـا مخيفـة = ونفــرح والمنـون بنـا مطيفة
فقال ابن عمار :
وفي يـوم ومـا أدراك ما يوم = مضـى (قمصالنا) ومضى (خليفة)
فقال ابن وهبـون :
همــا فخارتــا راح وروح = تكرتـا فأشقـاق وجيفة ..!

173- منسوب إلى السبت ...!!
في وفيات الأعان ج1 ص150 ترجمة أبي العباس أحمد بن هرون الرشيد بن المهدي بن المنصور الهاشمي المعروف بالسبتي ...
= وإنما قيل له السبتي لأنه كان يتكسب بيده في يوم السبت شيئا ينفقه في بقية الأسبوع. ويتفرغ للإشتغال بالعبادة فعرف بهذه النسبة.

174- خلـــدون ... !!!
يقول أبو علي الحسن بن محمد الأنصاري المالقي المعروف بابن كسرى(*) المتوفى سنة 604 هـ في شاعر يسمى ابن خلدون ... !!
يـا شاعــرا يتســامى = وجــده خلـــدون ..!
لم يكــف أنــك خل ..! = حتــى بأنــك دون ...!
(ومن المعلوم أن بيت بني خلدون كان معروفا مشهورا في الأندلس قبل هجرة بعض أفراده إلى تونس)

175- بين ناريــن ...!
= بين نارين= طبيخ شهير بالمغرب .. وقد وجدت بخط الشاعر المرحوم أبي العباس النميني ما يأتي:
= ولشيخنا الأديب القاضي سيدي محمد بن العربي العلوي (رحمه الله) مشيرا للطبيخ المعروف بين نارين .. ومن خطه نقلت ...
وجسـم غـدا بين نار الجـوى = ونــار البعاد دخيـلا وليــج ..!
فلا تلــم السقـم في أكلــه = فمـا بين ناريــن أشهـى نضيج ..!

176- تكــاوت ...
وجدت في مفردات ابن البيطار الأندلسي المالقي النباتي الطبيب المتوفى بدمشق 646 هـ في مادة =أثل=
= ... بعض أطباء المغرب ...: حب الاثل اليوم في زماننا هو : تكاوت. الدباغين ... !! لأنه يستعمل في دباغة الجلود .. وهو حب يشبه الحمص .. وبعضه أجل من الحمص .. ويجلب إلينا من جهتي سجلماسة ودرعة ...!

177- عيون البقـر ..!
ووجدت فيها أيضا في مادة « إجــاص»
= وأهل الأندلس يسمون الإجاص ... عيون البقر ..!=
178- زيــز .. حيوان ..!
ووجدت فيها أيضا :
= زيز : حيوان إذا شوي وأكل نفع من وجع المثانة ..!

179- لوز البربر ...!
ووجدت فيها في مادة =أرجان=
= أرجان : اسم بربري لشجر يكون بالمغرب الأقصى من أعمال مراكش .. له شوك حديد ...! وبثمر ثمرا على هيئة ما صغر من اللوز ...! وتسميه العامة بالبربرية ..! لوز البربر ..!!
*) مترجم في جذوة الاقتباس، ووفيات وغيرهما . .
* ) ذكره السيوطي في بغية الوعاة ص 229. وذكره ابن الأبار في تحفة القادم .. وابن شاكر في فرات الوفيات ج1 ص 260.

***

الوجادات-12-


180 تذييل...!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي (*) قال أبو العباسي المنحور : وكان شيخنا عبد الواحد الو نشر يشي كثيرا ما ينشد بيتي أبي العيناء..
شيئان لو بكت الدماء عليهما = عيناي حتى يؤذنا بذهاب
لم نبلغ المعثار من حقيهما :
فقد الشباب وفرقة الأحباب ـ = وزاد صاحب الكناشة فقال:
وقد ذيلهما أبو الحسن الشامي بقوله:
والثالث المنسي أعظم منهما = ذل السؤال ووقفة بالسباب
ثم زاد أبو حامد الفاسي:
والرابع المزري بكل ذميمة = رفع الغبي وذلة الألباب
وذيل ذلك بعضهم فقال:
والخامس المغنى لهجة واجد = صرم المحب بدون ما أسباب

181 ـ فتوى...!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي : استبدل الفقيه
العبدوسي بما أنشد بعض المعمرين من الشعراء :
أليس ورائي إن تراخت منيتي
لزم العصا تحنى عليها الأصابع
أخبر أخبار القرون التي مضت أدب كأني كلما قمت راكع...!
على عدم صحة إمامة الشيخ المقوس الظهر للسالمين وأفتي بالبطلان قائلا : أنه راكع لا قائم...!
قال ابن غازي في تكميل التقييد وقد نقل أن العبدوسي عضة الزمان بشيء من هذا أو كاد .. وذلك أنه لقي بمكناسة شيخنا الأديب أبا زبد عبد الرحمان بن تابت .. فنظر إليه وقد انحنى ظهره فقال له يستدعي منه الشعر بديهة : لا تنحني يا شيخ لا تنحني .. فانشد ارتجالا:
يا سليل الكرم نفسي فداكا = قلت لا تنحني وأنت كذاك
خفض الظهر فاعل الدهر منا = مع حال عدمت منه انفكاكا
ختما الله للجميع بخير = أنه قادر على فعل داكا
وأفتى ابن عرفة والقوري بصحة إمامته..!!

182 ـ الطرقون...!
من الغرائب التي كانت في الأندلس أيام اختلال أحوالها .. أن هناك موظفا خاصا باستخلاص ضريبة على الأفراح ...! يسمى عندهم الطرقون .
ويحدث أن يكون هناك طرقون سمي .. وطرقون مزيف .. وكلاهما يأخذ حقه ..!! والطرقون المزيف يهدد أصحاب الحفل بإنشاء أخبارهم ولدى السلطة ذا لم يأخذ حقه .. حتى قال أحد الشعراء .. ولا تنس أياما تقضت كريمة
بزاوية المحروق أو دار همدان = وتأليفنا فيها لقبض إتاوة
واغرام مسنون وقسمة حلوان = وقد جلس الطرقون بالبعد مطرقا
يقول : نصيبي..! أو أبوح بكتمان..!

183ـ عبد الوهاب بن المعتمد..!
ترجم ابن الآبار في التكملة طبعة مدريد ج 2 ص 639 لعبد الوهاب نجل المعتمد بن عباد .. وختم هذه الترجمة بقوله : " وقدم لصلاة الفريضة بجامع مراكش . واستنيب في الخطبة مدة . وكان خيرا وقورا معلوم العدالة والنزاهة ثم تخلى عن ذلك وانقبض وتخير الانتقال إلى تادلى..! فتوفى بها بعد العشرين وخمسمائة .."

184 ـ ما بالي حسن ما لبسا ..!
رأيت منسوبا لأبي بكر ابن العربي هذه الأبيات ولا أدري أهي من إنشاده ..أم تمثل بها...؟
لبس الصوف لكي ننكر، = وأتانا وجهه قد عبسا
قلت أيه قد عرفناك ردا = جل سوء ما يعيب الفرسا
كل شيء أنت فيه حسن = ما يبالي حسن ما لبسا

185 ـ الطائفة العكازية...!
وجدت في الرسالة التي ألفها أبو على ألبوسي في الطائفة المسماة " العكازية" أو "العكاكزة" ما يأتي:
" ولقد تظاهروا بهذا .. حين سموا أنفسهم أسماء وسموا المسلمين بأسماء أخرى .. ليتميز كل فريق بلقبه .. فكان منهم من كان في قبائل البربر كزمور يسمون أنفسهم : العكازين ..! ويسمون المسلمين" ارقين ..؟ " ومن كان بقبائل العرب كأهل تادلا يسمون " الشرافة ويسمي المسلمين " الخراتلة " وفي هذا المعني أنهم للمسلمين أنهم أصحاب محمد..! ونحن أصحاب احمد ..! وأصحاب المنزول...! ويقولوا في الميتة : ذبيحة الله وهي خير الآدميين ..!

186 ـ البلغة
البلغة : هي الحذاء الجلدي المستعمل في المغرب والكلمة كانت معروفة بالأندلس .. ويظهر من مادة الكلمة أنها عربية .. ويجمعونها فيقولون "بلاغي" واشتهرت الكلمة في المغرب ومصر وما زالت مستعملة باسمها ومسماها إلى الآن .. غير أن البحث أدى إلى أن مسمى البلغة في العصور القديمة كان يعني أنها مصنوعة من مادة نباتية وهي الحلفاء كما أن هناك في الأندلس القديمة كانت توجد كلمة (Paga) برغة بمعنى حذاء مصنوع من الحلفاء..!! وقد أشار بعض شعراء الأندلس إلى بقوله في قصيدة يمدح بها المأمون ألموحدي :
لتبليغها المضطر تدعى ببلغة
وأن قست بالتشبيه شبهتها نعلا
"والمستشرق (R. Dozy) دوزي تكلم في كتابه تكملة المعاجم العربية على : برغة وبلغة " .

187 ـ السلهام...
السلهام المغربي له مكانة مرموقة في اللباس التقليدي ويظهر أن هذه الكلمة كانت معروفة في الأندلس بدليل أننا نجد في اللغة الاسبانية عدة صيغ لها ومن جملتها Zulame كما يظهر أن الأصل الأصيل لهذا الكلمة برجع إلى اللغة البربرية القديمة . ونجدها مكتوبة هكذا : سلهم وسلهام وسلهامة كما نجد الجمع هكذا: سلاهم... ويلبس السلهام فوق الجلابية وله جناحان طويلان .. وغطاء للرأس لا يستعمل إلا نادرا وقد اشتهر من ملابس البربر " البرنس" وهو شديد الشبه بالسلهام .. إلا أن السلهام يلبس فوق الجلابية بخلاف البرنس فإنه كان يستعمل وحده .. ومازال .. واشتهر عن البربر أنهم : يحلقون الرؤوس ..! ويلبسون البرنس ..! ويأكلون الكسكس..!
ترجم ابن الآبار في التكملة ج 1 ص 207 من طبعة مدريد لمحمد من محمد بن معاذ اللخمي... وختم هذه الترجمة بقوله." وخرج من اشبيلية بلده واستوطن مدينة فاس وتصدر للإقراء بمسجد الحوراء منها ..؟؟ إلى أن توفي بها فيما قال أبو القاسم بن الملجوم في المحرم سنة 553 ه ذكره ابن مومن . وفيه عن غيره "

189 ـ غفير ...؟
في نوازل المعيار للونشريش ج 1ص 347 " كان يرافق الحجاج شخص معين يسمى : غفيرا ..؟ جرت العادة بالسلامة معه غالبا ..! بإعطاء مال من جهة السلطان أو من طرف الحجاج .." " الونشريشي يقص الركب المغربي الذي كان يقصد الديار المقدسة كل سنة ولعل أصل كلمة غفير .. خفير بالخفاء.."

190 ـ زمن الضياع...!
في زوائد تكملة ابن الآبار المطبوعة بمدريد سنة 1915 م في ترجمة عمر بن محمد بن يعمر من أهل المرية... قال أبو الطاهر السلفي : قدم علينا الثغر يعني الإسكندرية وكان من الأذكياء أنشدنا لأبي الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحداد المهدوي
قالت وأبدت صفحة = كالشمس من تحت القناع
بعث الدفاتر وهي آخر = ما يباع من المتاع
فأجبتها ويدي علي = كيدي وهمت بانصداع
لا تعجبي مما رأيت = فنحن في زمن الضياع ..!

191 ـ يازغي ...وابن يش...!
شقرون هذين البيتين :
حبيبي إن محضت إليه نصحي = يقل هذا لعمر الله عش
فلم يرفق على جسدي ومالي = كأني يازغي وهو ابن يش
وابن يشو هذا كان من الولاة الذين اشتهروا أيام الفوضى وكانت ولايته سنة 1147 ه

192 ـ الشيخ حمدون ابن الحاج في العطارين..!
وجدت في (رياض الورد) في الروضة الثامنة:
"وقول العلامة اللغوي المجتهد على الإطلاق ..!! أبو عبد الله سيدي محمد المجيدري الشنقبطي ..! وقد مر يوما بسوق العطارين الكبرى فوجد الشيخ أبا الفيض حمدون .. يبيع ويشتري لضيق ضرورياته...! وذلك في أول أمره فقال (الشنقبطي) متمثلا بقول أبي هلال العسكري...
جلوسي في سوق أبيع واشتري = دليل على أن الأنام قرود...!
ولا خير في قوم يذل كرامهم = ويعظم فيه نذلهم ويسود...!
وتهجوهم عني رثاثة حالتي = هجاء قبيحا ما عليه مزيدا..!

193 ـ في معركة تطوان..!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي قصيدة يبلغ عدد أبياتها 76 بيتا في معركة تطوان ..! وفد قدم لها ناظمها بهذه الكلمات : " يقول كاتبه سامحه يمنه يوم استولى الكافر لعنه الله على مدينة تطوان ـ أعادها الله دار إسلام وأمان ـ وذلك في بضع عشر ليلة من رجب الفرد ستة وسبعين بموحدة ومائتين وألف " والقصيدة من شعر الفقهاء ...! واغرب ما فيها أن صاحبها يحمل أهل تطوان وحدهم مسؤولية جميع ما وقع ..!!! فيقول:
كيف صار بكم اهيل تطوان = خبرونا عنكم بما في الجنان
أحسنا رأيتم ما فعلتم = بل وبال عن الكريم الديان
الله الله ابن من علم العلم = لديكم ومن تلا للبيان
أفلم تنفع القلوب علوم = طال مكثها في حجا الأذهان



الوجادات-12-


180 تذييل...!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي (*) قال أبو العباسي المنحور : وكان شيخنا عبد الواحد الو نشر يشي كثيرا ما ينشد بيتي أبي العيناء..
شيئان لو بكت الدماء عليهما = عيناي حتى يؤذنا بذهاب
لم نبلغ المعثار من حقيهما :
فقد الشباب وفرقة الأحباب ـ = وزاد صاحب الكناشة فقال:
وقد ذيلهما أبو الحسن الشامي بقوله:
والثالث المنسي أعظم منهما = ذل السؤال ووقفة بالسباب
ثم زاد أبو حامد الفاسي:
والرابع المزري بكل ذميمة = رفع الغبي وذلة الألباب
وذيل ذلك بعضهم فقال:
والخامس المغنى لهجة واجد = صرم المحب بدون ما أسباب

181 ـ فتوى...!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي : استبدل الفقيه
العبدوسي بما أنشد بعض المعمرين من الشعراء :
أليس ورائي إن تراخت منيتي
لزم العصا تحنى عليها الأصابع
أخبر أخبار القرون التي مضت أدب كأني كلما قمت راكع...!
على عدم صحة إمامة الشيخ المقوس الظهر للسالمين وأفتي بالبطلان قائلا : أنه راكع لا قائم...!
قال ابن غازي في تكميل التقييد وقد نقل أن العبدوسي عضة الزمان بشيء من هذا أو كاد .. وذلك أنه لقي بمكناسة شيخنا الأديب أبا زبد عبد الرحمان بن تابت .. فنظر إليه وقد انحنى ظهره فقال له يستدعي منه الشعر بديهة : لا تنحني يا شيخ لا تنحني .. فانشد ارتجالا:
يا سليل الكرم نفسي فداكا = قلت لا تنحني وأنت كذاك
خفض الظهر فاعل الدهر منا = مع حال عدمت منه انفكاكا
ختما الله للجميع بخير = أنه قادر على فعل داكا
وأفتى ابن عرفة والقوري بصحة إمامته..!!

182 ـ الطرقون...!
من الغرائب التي كانت في الأندلس أيام اختلال أحوالها .. أن هناك موظفا خاصا باستخلاص ضريبة على الأفراح ...! يسمى عندهم الطرقون .
ويحدث أن يكون هناك طرقون سمي .. وطرقون مزيف .. وكلاهما يأخذ حقه ..!! والطرقون المزيف يهدد أصحاب الحفل بإنشاء أخبارهم ولدى السلطة ذا لم يأخذ حقه .. حتى قال أحد الشعراء .. ولا تنس أياما تقضت كريمة
بزاوية المحروق أو دار همدان = وتأليفنا فيها لقبض إتاوة
واغرام مسنون وقسمة حلوان = وقد جلس الطرقون بالبعد مطرقا
يقول : نصيبي..! أو أبوح بكتمان..!

183ـ عبد الوهاب بن المعتمد..!
ترجم ابن الآبار في التكملة طبعة مدريد ج 2 ص 639 لعبد الوهاب نجل المعتمد بن عباد .. وختم هذه الترجمة بقوله : " وقدم لصلاة الفريضة بجامع مراكش . واستنيب في الخطبة مدة . وكان خيرا وقورا معلوم العدالة والنزاهة ثم تخلى عن ذلك وانقبض وتخير الانتقال إلى تادلى..! فتوفى بها بعد العشرين وخمسمائة .."

184 ـ ما بالي حسن ما لبسا ..!
رأيت منسوبا لأبي بكر ابن العربي هذه الأبيات ولا أدري أهي من إنشاده ..أم تمثل بها...؟
لبس الصوف لكي ننكر، = وأتانا وجهه قد عبسا
قلت أيه قد عرفناك ردا = جل سوء ما يعيب الفرسا
كل شيء أنت فيه حسن = ما يبالي حسن ما لبسا

185 ـ الطائفة العكازية...!
وجدت في الرسالة التي ألفها أبو على ألبوسي في الطائفة المسماة " العكازية" أو "العكاكزة" ما يأتي:
" ولقد تظاهروا بهذا .. حين سموا أنفسهم أسماء وسموا المسلمين بأسماء أخرى .. ليتميز كل فريق بلقبه .. فكان منهم من كان في قبائل البربر كزمور يسمون أنفسهم : العكازين ..! ويسمون المسلمين" ارقين ..؟ " ومن كان بقبائل العرب كأهل تادلا يسمون " الشرافة ويسمي المسلمين " الخراتلة " وفي هذا المعني أنهم للمسلمين أنهم أصحاب محمد..! ونحن أصحاب احمد ..! وأصحاب المنزول...! ويقولوا في الميتة : ذبيحة الله وهي خير الآدميين ..!

186 ـ البلغة
البلغة : هي الحذاء الجلدي المستعمل في المغرب والكلمة كانت معروفة بالأندلس .. ويظهر من مادة الكلمة أنها عربية .. ويجمعونها فيقولون "بلاغي" واشتهرت الكلمة في المغرب ومصر وما زالت مستعملة باسمها ومسماها إلى الآن .. غير أن البحث أدى إلى أن مسمى البلغة في العصور القديمة كان يعني أنها مصنوعة من مادة نباتية وهي الحلفاء كما أن هناك في الأندلس القديمة كانت توجد كلمة (Paga) برغة بمعنى حذاء مصنوع من الحلفاء..!! وقد أشار بعض شعراء الأندلس إلى بقوله في قصيدة يمدح بها المأمون ألموحدي :
لتبليغها المضطر تدعى ببلغة
وأن قست بالتشبيه شبهتها نعلا
"والمستشرق (R. Dozy) دوزي تكلم في كتابه تكملة المعاجم العربية على : برغة وبلغة " .

187 ـ السلهام...
السلهام المغربي له مكانة مرموقة في اللباس التقليدي ويظهر أن هذه الكلمة كانت معروفة في الأندلس بدليل أننا نجد في اللغة الاسبانية عدة صيغ لها ومن جملتها Zulame كما يظهر أن الأصل الأصيل لهذا الكلمة برجع إلى اللغة البربرية القديمة . ونجدها مكتوبة هكذا : سلهم وسلهام وسلهامة كما نجد الجمع هكذا: سلاهم... ويلبس السلهام فوق الجلابية وله جناحان طويلان .. وغطاء للرأس لا يستعمل إلا نادرا وقد اشتهر من ملابس البربر " البرنس" وهو شديد الشبه بالسلهام .. إلا أن السلهام يلبس فوق الجلابية بخلاف البرنس فإنه كان يستعمل وحده .. ومازال .. واشتهر عن البربر أنهم : يحلقون الرؤوس ..! ويلبسون البرنس ..! ويأكلون الكسكس..!
ترجم ابن الآبار في التكملة ج 1 ص 207 من طبعة مدريد لمحمد من محمد بن معاذ اللخمي... وختم هذه الترجمة بقوله." وخرج من اشبيلية بلده واستوطن مدينة فاس وتصدر للإقراء بمسجد الحوراء منها ..؟؟ إلى أن توفي بها فيما قال أبو القاسم بن الملجوم في المحرم سنة 553 ه ذكره ابن مومن . وفيه عن غيره "

189 ـ غفير ...؟
في نوازل المعيار للونشريش ج 1ص 347 " كان يرافق الحجاج شخص معين يسمى : غفيرا ..؟ جرت العادة بالسلامة معه غالبا ..! بإعطاء مال من جهة السلطان أو من طرف الحجاج .." " الونشريشي يقص الركب المغربي الذي كان يقصد الديار المقدسة كل سنة ولعل أصل كلمة غفير .. خفير بالخفاء.."

190 ـ زمن الضياع...!
في زوائد تكملة ابن الآبار المطبوعة بمدريد سنة 1915 م في ترجمة عمر بن محمد بن يعمر من أهل المرية... قال أبو الطاهر السلفي : قدم علينا الثغر يعني الإسكندرية وكان من الأذكياء أنشدنا لأبي الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بالحداد المهدوي
قالت وأبدت صفحة = كالشمس من تحت القناع
بعث الدفاتر وهي آخر = ما يباع من المتاع
فأجبتها ويدي علي = كيدي وهمت بانصداع
لا تعجبي مما رأيت = فنحن في زمن الضياع ..!

191 ـ يازغي ...وابن يش...!
شقرون هذين البيتين :
حبيبي إن محضت إليه نصحي = يقل هذا لعمر الله عش
فلم يرفق على جسدي ومالي = كأني يازغي وهو ابن يش
وابن يشو هذا كان من الولاة الذين اشتهروا أيام الفوضى وكانت ولايته سنة 1147 ه

192 ـ الشيخ حمدون ابن الحاج في العطارين..!
وجدت في (رياض الورد) في الروضة الثامنة:
"وقول العلامة اللغوي المجتهد على الإطلاق ..!! أبو عبد الله سيدي محمد المجيدري الشنقبطي ..! وقد مر يوما بسوق العطارين الكبرى فوجد الشيخ أبا الفيض حمدون .. يبيع ويشتري لضيق ضرورياته...! وذلك في أول أمره فقال (الشنقبطي) متمثلا بقول أبي هلال العسكري...
جلوسي في سوق أبيع واشتري = دليل على أن الأنام قرود...!
ولا خير في قوم يذل كرامهم = ويعظم فيه نذلهم ويسود...!
وتهجوهم عني رثاثة حالتي = هجاء قبيحا ما عليه مزيدا..!

193 ـ في معركة تطوان..!
وجدت في كناشة الفقيه ابن فقيرة المكناسي قصيدة يبلغ عدد أبياتها 76 بيتا في معركة تطوان ..! وفد قدم لها ناظمها بهذه الكلمات : " يقول كاتبه سامحه يمنه يوم استولى الكافر لعنه الله على مدينة تطوان ـ أعادها الله دار إسلام وأمان ـ وذلك في بضع عشر ليلة من رجب الفرد ستة وسبعين بموحدة ومائتين وألف " والقصيدة من شعر الفقهاء ...! واغرب ما فيها أن صاحبها يحمل أهل تطوان وحدهم مسؤولية جميع ما وقع ..!!! فيقول:
كيف صار بكم اهيل تطوان = خبرونا عنكم بما في الجنان
أحسنا رأيتم ما فعلتم = بل وبال عن الكريم الديان
الله الله ابن من علم العلم = لديكم ومن تلا للبيان
أفلم تنفع القلوب علوم = طال مكثها في حجا الأذهان



- الوجادات-11- دعوة الحق - ع/ 115
- الوجادات-12- دعوة الحق - ع/ 117



الادب المغربي.jpg
 
أعلى