قصة قصيرة جان كاريو - القرين / The Other Man .. ت: مايا عبداللاه فضل حسين ميسري

كنت مولعاً بالكتابه. وألفت العديد من الكتب . ومازلت أكتب إلى الآن. لكن لا أحد يعرف هذا ولايمكن لأحد أن يراني الآن ذلك لأن شيئاً غريباً كان قد حدث لي .سأخبركم به الآن.في كانون الأول ,اردت تأليف كتاباً ضخماً ,لذلك قمت بمغادرة منزلي إلى مكان آخر أكثر هدوءاً, فوجدت حجرةً صغيرةً ملائمة جداً , أعتقدت أنه من الأفضل تأليف كتابي هنا , وبالرغم من كونها حجرة صغيرة جداً .إلا أنني أحببتها , كانت هادئة جداً , بدأت العمل على كتابي وكنت سعيدا ًفي بادىء الأمر. ثم بَدَأت تحدث لي اشياءً غريبة.

في أحد ألايام كنت في مكتبي منهمكاً في الكتابه , وفجاءةً أشتهيت فنجان من القهوه , ولم يكن لدي بعض منها , لذلك أحتجت للذهاب إلى متجر لشراء بعض القهوه .وضعت قلمي على الطاوله وذهبت , وعندما عدت لم أجد قلمي حيثما وضعته , فبحثت عنه فلم اجده , لم يكن على الطاوله بحثت عنه في ارضية الغرفه وعلى الكرسي وعلى الطاوله مرة ً أخرى فلم أجده بتاتاً , وقلت في نفسي (لا أفهم ,كيف حدث ذلك ؟؟!!) وفي تلك الليله . حدث شيئاً غريباً آخر .

كنت نائماً على سريري وكانت الغرفة هادئةً جداً . وفجاءة .فتحت عيني وسمعت صوتاً وكان لرجل. فصرخت مرتعباً (من هناك؟؟!!!!). لم يكن هناك أحد بالغرفه يرد عليً, عندها اعتراني رعب شديد ولم افهم كيف حدث ذلك فسألت نفسي (ماذا يمكنني أن أعمل حيال هذا ؟) . وبعد هذه الواقعه حدثت أشياء غريبة أخرى . ولكن وجب علي الانتهاء من تأليف كتابي , لذلك أضطررت للمكوث هنا.كانت الحجرة صغيره جداً كما اسلفت سابقاً , فلم يكن بها أشياءً كثيره . سوى سرير وطاوله وكرسي وايضاً مرآة على الحائط قديمةً جداً . ولكنني أحببتها .

وفي أحدى الأيام نظرت في هذه المرآة فبدلاً من ارى وجهي , رأيت وجهاً لرجل أخر , صحيح كان يشبهني , ولكنه ليس أنا ,كان رجلاً ذو لحية . أغلقت عينيي من شدة الرعب ونظرت مرة أخرى ولكن هذه المره رأيت وجهي في المرآة فقلت لنفسي متسائلاً (هذا غير معقول!!!!!!! ... لايمكن أن يكون ما رأيته حقيقةً ...لا بل أنني كنت أحلم ) . وفي أحدى الأيام . خرجت لأتمشى ولم أكتب شيئاً, لم أرغب بأن اكون في الغرفه لرؤية اوسماع اشياءً غريبة. وفي المساء عدت الى الغرفة وكانت هدئة جداً , ونظرت صوب المرآة ورأيت وجهي ولكنني لم أكن مطمئناً . ذهبت الى سريري ولكنني لم أنم , فقلت لنفسي: (سأغادر هذا لمكان غداً ) ومن ثم شرعت في النوم , ولكن حدث شيئاً رهيباً , لقد رأيته واقفاً بجانب سريري وبدأ يتحدث ألي فقال لي بنبرة واضحة ومحذره:
( لن تغادر هذا المكان البته , بل ستبقى هنا معي ) عندها فتحت عيني وكان الرعب قد بلغ مني مبلغه , فقلت لنفسي مؤكدًا :
(سأغادر الان, لا استطيع البقاء هنا ولو لثانية واحدة ).

بسرعة. وضعت اشيائي في حقيبة وهممت بالمغادرة في الحال. فلم أستطيع نسيان الرجل لذلك السبب كنت خائفاً ولكن من ماذا ؟ لا أعلم . وبعدما وضعت ملابسي في الحقيبة قلت لنفسي : ( سأغادر الغرفة في الحال) ثم نظرت حول الغرفة, ونظرت في المرآة نظرة أخيرة مودعة , وفجأةً شعرت ببرد وخوف شديدين . لم أستطع رؤيته مرة ثانية في المرآة. لماذا؟ لانه لم يكن هناك ولكن لم استطيع ايضاً رؤية وجهي في المرآة . لم يكن هناك اي وجه على الإطلاق . لماذا لم أكن اعرف .

حاولت الصراخ . لكن كان صوتي محشورا في حنجرتي ،ولم أستطع إطلاقه.... ومن ثم شاهدته... نعم شاهدت الرجل الأخر ذو اللحية ولكن لم يكن في المرآه بل كان في مكتبي وقلمي بيده. وكان يكتب على أوراقي ! لقد بدا وكانه يستانف كتابة كتابي....كان يريد سرقة افكاري....ولهنا شعرت بغضب شديد وحاولت التحدث إليه ولكنني لم أستطع لان صوتي كان سجين حنجرتي . ولم يتكلم هو بدوره,لكنه ابتسم واستمر بالكتابه . فجاءةً جاء شخصاً يطرق الباب , سمعت صوت صيقي يقول: (هل أنت هناك ؟ رغبت في رؤيتك . ).....

كنت في قمة السعادة وأعتقدت ان صديقي سيساعدني ولكنني لم أستطع الحركه. ذهب الرجل الأخر الى الباب وفتحهٌ وقال لصديقي مرحباً :( تفضل بالدخول) . ولكن صديقي لم يراني بل وتجاهلني تماما وأبتسم للرجل الأخر وقال : (لقد أصبح لديك لحية الآن ) .

حاولت مراراً وتكراراً التحدث ولكنني لم استطع . لم يستطيع صديقي رؤيتي ولا سماعي لم يكن يرى سوى الرجل الأخر . هذه هي قصتي أقصصها عليكم . أحتل رجلاً غرفتي ولديه وجه كوجهي وصوت كصوتي وسينتهي من تأليف كتابي ايضاً عما قريب. ولكن الرجل الأخر لايعلم شيئاً واحداً الا وهو انني لا أزآل املك موهبة الكتابه واستطيع اخبار قصتي وهو ما أفعله الآن.




ــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القرين: The Other Man - جان كاريو
ترجمة: مايا عبداللاه فضل حسين ميسري
مراجعة وتصويب : د. طارق علي عيدروس السقاف
رئيس قسم اللغة الإنكليزية / كلية التربية / صبر
 
أعلى