مسرحية قصيرة فى مشهد واحد

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

مسرحية قصيرة فى مشهد واحد
يبدو أن لدينا رفيق
تأليف: جريج فراير
ترجمة :د. محمد عبدالحليم غنيم


الشخصيات :
1- هارولد نيتلتون :
فى سن الستين ، وقور جداً .
2- إيما نيتلتون : فى سن الستين ، وقورة جداً .
3- المهرج

المكان : غرفة معيشة
عند رفع الستار : هارولد و إيما يجلسان فى وسط المسرح يقرآن . مهرج يجلس فى مقعد خشب يمين المسرح يقرأ فى كتاب " دون سبب واضح "

إيما : ( تلتفت وراءها و تلحظ وجود مهرج . تتكلم كأمر واقع دون انزعاج على الإطلاق ) هارولد .

هارولد : ( تاركاً الغليون فى جانب فمه ) نعم يا عزيزتى .

إيما : ( تنظر مرة أخرى إلى المهرج ) يبدو أن هناك مهرج فى الحجرة .

هارولد : ( يتحدث و مازال الغليون فى جانب فمه ) مهرج ؟

إيما : نعم هناك .

( تشير إلى المهرج )

هارولد : ( يلتفت نحو المهرج ، ويبعد البايب عن فمه ) إذن هو هناك .

( يعود إلى القراءة )

إيما : ( وقفة قصيرة ) هل تعتقد أن علينا أن نفعل شيئاً ؟

هارولد : بخصوص المهرج ؟

إيما : نعم .

هارولد : ( ينظر إلى الخلف نحو المهرج . ثم يعود إلى إيما ) يبدو أنه غير مؤذ ، إلى حد ما .

إيما : لكنه موجود فى غرفة معيشتنا .

هارولد : ربما فقط لأنه ضائع .

إيما : لو أنه ضائع ، فلربما يمكننا أن نساعده .

هارولد : و ما الذى تقترحين أن نعمله بالضبط ؟

إيما : من الممكن أن نقدم له توجيهات أو نرى إذا ما كان يحتاج إلى مساعدة من نوع ما .

هارولد : قرأت مرة فى مجلة طيبة أن المهرجين جماعة من الناس واسعى الخيال .

إيما : إذن تعتقد فقط أنه ربما وجد طريقه إلى هنا .

هارولد : ربما يكون ذلك تخمينى .

( يعودان إلى القراءة )

إيما : هارولد ؟

هارولد : نعم يا عزيزتى .

إيما : ماذا لو أن المهرج لم يرحل ؟

هارولد : ( يفكر لثانية ) لا أرى سبباً لأن لا يرحل . أقصد أن ابننا ريجنالد رحل فى نهاية الماف .

إيما : نعم يا عزيزى ، لكنه كان ذاهباً إلى الجامعة .

هارولد : ألا تعتقدين أن المهرج هنا فقط حتى يتمكن من الذهاب إلى الجامعة ؟

إيما : لا أتصور ذلك . إن لم يكن بالطبع قد دفعنا له مصاريف الدراسة .

هارولد : و يضعنا ذلك فى موقف شائك . أليس كذلك ؟

إيما : ربما ينبغى عليك الذهاب إليه و التحدث معه .

هارولد : ( ينظر إلى الخلف ) يبدو أنه يقرأ ، قد يكون من الأفضل الانتظار حتى ينتهى من القراءة . لا أريد أن أكون وقحاً .

إيما : إنه فى غرفة معيشتنا .

هارولد : و مع ذلك ، مقاطعة رجل فى منتصف القراءة ليس عملاً نبيلاً .

إيما : لماذا لا أذهب أنا بنفسى و أرى ما يقرأه ؟ قد يحدث ذلك فارقاً .

هارولد : لا أعرف كيف يكون ذلك ، لكن لو شعرت بالحاجة إلى ذلك ، عليك ألا تقتربى جداً . لن نكون حيث يكون .

إيما : ( تقف ) وضع جيد .

( تتوجه فى بطء نحو المهرج ، و تنظر إلى عنوان الكتاب الذى معه ، تلتفت إلى هارولد )

إنه الأخوة كارما زوف لدوستوفيسكى .

هارولد : ( يلمس غليونه ) إذن يبدو أننا نتعامل مع مهرج رفيع الثقافة .من الأفضل أن تتراجعى عن هذا الأسلوب .

إيما : ( تعود و تجلس ) ما الذى ينبغى أن نعمله الآن فى رأيك ؟

هارولد : ( وقفة خفيفة ) يمكننى عادة أن أطلق النار عليه على ما أعتقد .

إيما : أليس ذلك ضد القانون ؟

هارولد : نقطة جيدة . لم أكن قد فكرت فى ذلك .

إيما : ربما هناك شخص يمكننا أن نستدعيه .

هارولد : تقصدين مصلحة حكومية أو شيئا من هذا القبيل ؟

إيما : أنا متأكدة أن هذا النوع من الأشياء يحدث طوال الوقت .

هارولد : ربماذلك أو يمكننا أن نرى لو كان هنااك سيرك فى المدينة .

إيما : تلك فكرة جيدة .

هارولد : بتلك الطريقة يمكن لنا نوصله و يمكن له أن يتأقلم ببطء .

إيما : أنا متأكدة أن المهرجين يمكن أن يأخذوه كما لو كان واحدا منهم .

هارولد : سأجرى بعض الاتصالات .

( يواصل قراءة كتابه )

إيما : ( وقفة خفيفة ) هارولد ؟

هارولد : نعم يا عزيزى .

إيما : متى يمكن أن تقوم بذلك الاتصال ؟

هارولد : بخصوص المهرج ، تقصدين ؟

إيما : نعم .

هارولد : كنت أفكر فى الصباح . عندما أكون فى المكتب .

إيما : ماذا لو الليلة ؟

هارولد : أنا متأكد أنه سيكون بخير . يمكن أن نفكر فى إعطائه بطانية ووسادة ، مع ذلك يبدو أن ذلك المقعد غير مريح بشكل مريع .

إيما : إذن أنت تقترح أن يقضى الليلة هنا ؟

هارولد : بالتأكيد لا يمكن لنا أن نقذف به فى البرد ... مهرج ضال أم لا ؟

إيما : لكن ماذا لو كانت منه خطورة ؟

هارولد : خطورة ؟ إنه مهرج . والمهرجون مسلون .

إيما : لكن هل تعتقد أن السماح له بالبقاء هنا فكرة جيدة ؟

هارولد : ليس ذلك هو المقصود، لكنها الرحمة .

إيما : كيف ذلك ؟

هارولد : لو أننا أخرجنا المهرج إلى الشارع لربما شوه أو الأسوأ من ذلك قتل ؟ و عند ذلك سوف يتم وسمنا بهؤلاء الناس الذين بلا رحمة ؟

إيما : لم أفكر فى ذلك .

هارولد : فى هذه الأيام يتحدث المجتمع كله عن الرحمة ، وهذا ما يجعلنا متحضرين .

إيما : أنت رجل كريم جداً يا هارولد .

هارولد : كل شىء يرجع إلى التربية و الأخلاق المناسبة . الرجل فى حاجة إلى الفخر لكى يرفع رأسه عالياً .

إيما : إذن هل ينبغى أن نقدم العشاء للمهرج ؟

هارولد : لا أرى سببا للرفض . فلا يمكن أبداً بأن يقال أننى هارولد نيتلتون رفضت تناول وجبة العشاء مع مهرج غير مدعو .

إيما : يمكن أن أعد وجبة صينية جيدة ؟

هارولد : ( بفخر ) مع أدوات سفرتنا الممتازة .

إيما : سأجعل الطباخ يعرف أن هناك أكثر من شخص مدعوعلى العشاء .( يرن جرس التليفون ) هل يمكن ذلك؟

هارولد : لا . يمكن إجراء الترتيبات لضيفنا المهرج هناك ( يرد على التليفون ) هارولد نيتلتون .

( وقفة خفيفة ثم يتحدث إلى إيما )

إنه المكتب .

إيما : لكنه مساء السبت .

هارولد : ( إلى إيما ) ما باليد حيلة ، أنا رئيس الوزراء .

( فى التليفون )

نعم ..أرى ... حقاً ... لا تقول ... أفهم ... ؟ فى الواقع ... حسناً ، توجد لديك إذن ..

( يغلق التليفون )

إيما : مشكلة ؟

هارولد : يبدو أن وزير الدفاع قد هرب !

إيما : مرة أخرى .

هارولد : فقط هذه المرة يبدو أنه أخيراً ... لقد ضغط على الزر .

إيما : أنت لا تقصد أن ...

هارولد : أنا خائف جداً

( وقفة خفيفة . يشير إلى المهرج ثم يتحدث بهدوء )

ذلك المهرج بدأ للتو الحرب العالمية الثالثة .

إيما : ( وقفة خفيفة ) إذن من الأفضل أن أحضر شاياً لنا .

هارولد : جيد على نحو مضحك ... يفضل بسرعة .

( يتطلع إلى أعلى و يتحدث بعمق ) ( يواصل )

أشعر أن الشتاء النووى قادم .

( يلمس غليونه )

إيما : وعلى فقط أن أرسل كل معاطفنا الثقيلة للمنظفين .

( تقطع خشبة المسرح إلى جهة اليسار )

من الأفضل أن أذهب لرؤية الشاى .

( تخرج )

هارولد : ( ينهض ) و أعتقد أنه نهاية العالم سوف ستكون على يد مهرج .

( يستدير نحو المهرج )

جينكيز ، أشعر بخيبة أمل كبيرة فيك .

( ينكس المهرج رأسه )

لن يعيد عبوسك الحضارة .. أنت سىء جداً ، أنت مهرج سىء .

النهاية

المؤلف : جريج فراير : لجريج فراير ست مسرحيات طويلة ، و العديد من المسرحيات ذات الفصل الواحد . فاز بالعديد من الجوائز المسرحية . من مسرحياته الطويلة " محاصر فى حياتى الخاصة – إنها بداية النهاية " و من مسرحياته القصيرة " يبدو أن لدينا رفيق – أحبك باستر كلوز – الأطلال – كلب كبير مثل الشيكولاته – الوهم العظيم – هناك أسطورة ى الحجرة " وقد اختيرت مسرحيته " الخداع المتعمد " ضمن أفضل خمسين مسرحية ذات العشر دقاق عام 2013 . و له أيضاً مجموعتان من القصص القصيرة : المدينة النائمة و التفكير عن بعد ، و له الكثير من القصص القصيرة المنشورة . يسكن حالياً فى وسط غرب أمريكا مع زوجته وأبنائه .
 
أعلى