الجرّاوي - الحماسة المغربية

الجرّاوي
الحماسة المغربية


باب النسيب

قال كعب بن زهير من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم مدحها في أول الكتاب:
بانت سعاد فقلبي بها متبول ... متيم عبرها لم يجز مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحول
فما تدوم على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول
ولا تمسك بالعهد الذي زعمت ... إلا كما تمسك الماء الغرابيل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل
فلا يغرنك ما منت وما وعدت ... إن الأماني والأحلام تضليل
وقال حسان بن ثابت:
منع النوم بالعشاء الهموم ... وخيال إذا تغور النجوم
من حبيب أصاب قلبك منه ... سقم فهو داخل مكتوم
يالقوم هل يقتل المرء مثلي ... واهن البطش والعظام سؤوم
لو يدب الحولي من ولد الذر ... ر عليها لأندبتها الكلوم
شأنها العطر والفراش ويعلو ... ها لجين ولؤلؤ منظوم
لم تقفها شمس النهار بشيء ... غير أن الشباب ليس يدوم
وقال امرؤ القيس بن حجر:
أغرك مني أن حبك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل؟
وما ذرفت عيناك إلا لتقدحي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراسا وأهوال معشر ... علي حراص لو يشرون مقتلي
إذا التفتت نحوي تضوع ريحها ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ... ترائبها مصقولة كالسجنجل
كبكر مقاناة البياض بصفرة ... غذاها نمير الماء غير المحلل
تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ... بناظرة من وحش وجرة مطفل
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش ... إذا هي نصته ولا بمعطل
وفرع يغشي المتن أسود فاحم ... أثيث كقنو النخلة المتعثكل
غدائره مستشزرات إلى العلا ... تضل المداري في مثنى ومرسل
وكشح لطيف كالجديل مخصر ... وساق كأنبوب السقي المذلل
وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل
تضيء الظلام بالعشاء كأنها ... منارة ممسى راهب متبتل
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطق عن تفضل
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة ... إذا ما اسبكرت بين درع ومجول
وقال أيضا:
خليلي مرا بي على أم جندب ... نقض لبانات الفؤاد المعذب
فإنكما إن تنظراني ساعة ... من الدهر تنفعني لدى أم جندب
ألم تر أني كلما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيب
عقيلة أتراب لها لا دميمة ... ولا ذات خلق إن تأملت جأنب
وقال أعشى بكر من قصيدة:
عهدي بها في الحي قد سربلت ... بيضاء مثل المهرة الضامر
قد حجم الثدي على نحرها ... في مشرق ذي بهجة ناضر
كبيعة صور محرابها ... بمذهب ذي مرمر مائر
أو بيضة في الدعص مكنونة ... أو درة شيفت إلى تاجر
لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم يحمل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا ... يا عجبا للميت الناشر
وقال عمر بن أبي ربيعة:
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع ... ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ... ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر
إذا زرت نعما لم يزل ذو قرابة ... لها كلما لاقيته يتنمر
ألكني إليها بالسلام فإنني ... يشهر إلمامي بها وينكر
على أنها قالت غداة لقيتها ... بمدفع أكنان أهذا المشهر؟
قفي فانظري يا أسم هل تعرفينه ... أهذا المغيري الذي كان يذكر؟
أهذا الذي أطريت نعتا فلم أكن ... وعيشك أنساه إلى يوم أقبر؟
لئن كان إياه لقد حال بيننا ... عن العهد، والإنسان قد يتغير
فقالت: نعم لا شك غير لونه ... سرى الليل يحيي نصه والتهجر
ومنها:
يمج ذكي المسك منها مفلج ... نقي الثنايا ذو غروب مؤشر
يرف إذا تفتر عنه كأنه ... حصى برد أو أقحوان منور
وترنو بعينيها إلي كما رنا ... إلى ربرب وسط الخميلة جؤذر
وقال أيضا:
جرى ناصح بالود بيني وبينها ... فقربني يوم الحصاب إلى قتلي
فما أنس م الأشياء لا أنس موقفي ... وموقفها يوما بقارعة النخل
فلما تواقفنا عرفت الذي بها ... كمثل الذي بي حذوك النعل بالنعل
فسلمت واستأنست خيفة أن يرى ... عدو مكاني أو يرى كاشح فعلي
وقال أيضا:
هل تعرف الدار والأطلال والدمنا ... زدن الفؤاد عل علاته حزنا
دار لأسماء قد كانت تحل بها ... وأنت إذ ذاك قد كانت لكم وطنا
لم يحبب القلب شيئا مثل حبكم ... ولم تر العين شيئا بعدكم حسنا
ما إن أبالي إذا ما الله قربكم ... من كان شط من الأحياء أو ظعنا
فإن نأيتم أصاب القلب نأيكم ... وإن دنت داركم كانت لنا سكنا
إن تبخلي لا يسلي القلب بخلكم ... وإن تجودي فقد عنيتنا زمنا
وقال أيضا:

نظرت إليها بالمحصب من منى ... ولي نظر لولا التحرج عارم
وقلت: أشمس أم مصابيح راهب ... بدت لك خلف السجف أم أنت حالم
بعيدة مهوى القرط إما لنوفل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم
طلبن الهوى حتى إذا ما وجدنه ... صددن وهن المسلمات الكرائم
وقال جميل بن معمر:
لقد فرح الواشون أن صرمت حبلي ... بثينة أو أبدت لنا جانب البخل
يقولون: مهلا يا جميل، وإنني ... لأقسم مالي عن بثينة من مهل
أحلما؟ فقبل اليوم كان أوانه ... أم أخشى؟ فقبل اليوم أوعدت بالقتل
فيا ويح نفسي! حسب نفسي الذي بها ... ويا ويح أهلي! ما أصيب به أهلي
خليلي فيما عشتما هل رأيتما ... قتيلا بكى من حب قاتله قبلي
وقال أيضا:
لما دنا البين بين الحي واقتسموا ... حبل النوى فهو في أيديهم قطع
جادت بأدمعها ليلى وأعجلني ... وشك الفراق فما أبقي وما أدع
يا قلب ويحك ما عيشي بذي سلم ... ولا الزمان الذي قد مر مرتجع
أكلما بان حي لا تلائمهم ... ولا يبالون أن يشتاق من فجعوا
علقتني بهوى منهم فقد جعلت ... من الفراق حصاة القلب تنصدع
وقال أيضا:
رحل الخليط جمالهم بسواد ... وحدا على إثر البخيلة حاد
ما إن شعرت ولا سمعت ببينهم ... حتى سمعت به الغراب ينادي
لما رأيت البين قلت لصاحبي: ... صدعت مصدعة القلوب فؤادي
بانوا وغودر في الديار متيم ... كلف بحبك يا بثينة صاد
وقال أيضا:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادي القرى؟ إني إذا لسعيد
إذا قلت: ما بي يا بثينة قاتلي ... من الحب، قالت: ثابت ويزيد
وإن قلت: ردي بعض عقلي أعش به ... مع الناس، قال: ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ... ولا حبها فيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني إذا ما ذكرتها ... ويحيا إذا فارقتها فيعود
خليلي، ما ألقى من الوجد قاتلي ... ودمعي بما قلت الغداة شهيد
يقولون: جاهد يا جميل بغزوة ... وأي جهاد دونهن أريد
لكل حديث نلتقيه بشاشة ... وكل قتيل بينهن شهيد
وقال أيضا:
أعد الليالي ليلة بعد ليلة ... وقد كنت دهرا لا أعد اللياليا
ذكرتك بالديرين يوما فأشرفت ... بنات الهوى حتى بلغن التراقيا
وأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي ... وإن شئت بعد الله أنعمت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا ... يرى نضو ما أبقيت إلا رثى ليا
وما زلت بي يا بثن حتى لو أنني ... من الوجد أستبكي الحمام بكى ليا
وددت على حب الحياة لو أنني ... يزاد لها في عمرها من حياتيا
وما أحدث النأي المفرق بيننا ... سلوا ولا طول اجتماع تقاليا
ولا زادني الواشون إلا صبابة ... ولا كثرة الناهين إلا تماديا
ألم تعلمي يا عذبة الماء أنني ... أظل إذا لم أسق ماءك صاديا
لقد خفت أن ألقى المنية بغتة ... وفي النفس حاجات إليك كما هيا
وقال أيضا:
أبثين إنك قد ملكت فأسجحي ... وخذي بحظك من كريم واصل
ولرب عارضة علينا وصلها ... بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالقول بعد تستر: ... حبي بثينة عن وصالك شاغلي
لو كان في قلبي كقدر قلامة ... فضلا وصلتك أو أتتك رسائلي
ويقلن: إنك قد رضيت بباطل ... منها فهل لك في اجتناب الباطل؟
ولباطل ممن أحب حديثه ... أشهى إلي من البغيض الباذل
وقال أيضا:
إني لأحفظ غيبكم ويسرني ... إذ تذكرين بصالح أن تذكري
ويكون يوم لا أرى لك مرسلا ... أو نلتقي فيه علي كأشهر

ياليتني ألقى المنية بغتة ... إن كان يوم لقائكم لم يقدر
إني إليك بما وعدت لناظر ... نظر الفقير إلى الغني المكثر
ما أنت والوعد الذي تعدينني ... إلا كبرق غمامة لم تمطر
يهواك ما عشت الفؤاد فإن أمت ... يتبع صداي صداك بين الأقبر
وقال أيضا:
وإني لأرضى من بثينة بالذي ... لو أبصره الواشي لقرت بلابله
بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى ... وبالأمل المرجو قد خاب أمله
وبالنظرة العجلى وبالحول: تنقضي ... أواخره لا تنقضي وأوائله
وقال أيضا:
خليلي عوجا اليوم حتى تسلما ... على عذبة الأنياب طيبة النشر
وبوحا بذكري عند بثنة وانظرا ... أترتاح يوما أم تهش إلى ذكري
أعوذ بك اللهم أن تشحط النوى ... ببثنة في باقي حياتي ولا حشري
وجاور إذا ما مت بيني وبينها ... فيا حبذا موتي إذا جاورت قبري
هي البدر حسنا والنساء كواكب ... وشتان مابين الكواكب والبدر
لقد فضلت ليلى على الناس مثلما ... على ألف شهر فضلت ليلة القدر
وقال أيضا:
وهاتيك أعلام لبثنة قد بدت ... كأن ذراها عممته سبيب
طوامس لي من دونهن عداوة ... ولي من وراء الطامسات حبيب
بعيد على من ليس يطلب حاجة ... وأما على ذي حاجة فقريب
بثينة قالت: يا جميل أربتني ... فقلت: كلانا يا بثين مريب
وأريبنا من لا يؤدي أمانة ... ولا يحفظ الأسرار حين يغيب
وقال أيضا:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ... سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبة ... إلينا وإن لم تصف منك الخلائق
يضم علي الليل أطراف حبها ... كما ضم أطراف القميص البنائق
وقال قيس بن ذريح:
وما حائمات حمن يوما وليلة ... على الماء يغشين العصي حوان
صوادي لا يصدرن عنه لوجهة ... ولا هن من برد الحياض دوان
يرين حباب الماء والموت دونه ... فهن لأصوات السقاة روان
بأكثر مني غلة وصبابة ... إليك ولكن العدو عداني
وقال أيضا:
تكاد بلاد الله يا أم معمر ... بما رحبت يوما علي تضيق
تكذبني في الود لبنى فليتها ... تكلف مني مثله فتذوق
ولو تعلمين الغيب أيقنت أنني ... لكم والهدايا المشعرات صديق
أذود سوام الطرف عنك وما له ... إلى أحد إلا إليك طريق
وإني وإن حاولت صرمي وهجرتي ... عليك من أحداث الردى لشفيق
وحدثتني يا قلب أنك صابر ... على الهجر من لبنى فسوف تذوق
فمت كمدا أو عش سقيما فإنما ... تكلفني ما لا أرى فتطيق
صبوحي إذا ما ذرت الشمس ذكركم ... ولي ذكركم عند المساء غبوق
وقال أيضا:
تباكر أم تروح غدا رواحا ... ولن يسطيع مرتهن براحا
سقيم لا يصاب له دواء ... أصاب الحب مقلته فناحا
وعذبه الهوى حتى براه ... كبري القين بالسفن القداحا
وكاد يذيقه جرع المنايا ... ولو سقاه ذلك لاستراحا
وقال أيضا:
وإني لأهوى النوم من غير نعسة ... لعل لقاء في المنام يكون
تحدثني الأحلام أني أراكم ... فياليت أحلام المنام يقين
شهدت بأني لم أحل عن مودة ... وأني بكم لو تعلمين ضنين
وأن فؤادي لا يلين إلى هوى ... سواك وإن قالوا: بلى سيلين
وقال أيضا:
يبيت ويضحي كل يوم وليلة ... على منهج تبكي عليه القبائل
قتيل للبنى صدع الحب قلبه ... وفي الحب شغل للمحبين شاغل
وقال أيضا:
وفي عروة العذري ان مت أسوة ... وعمرو بن عجلان الذي قتلت هند

وبي مثل ما ماتا به غير أنني ... إلى أجل لم يأتني وقته بعد
هل الحب إلا عبرة بعد عبرة ... وحر على الأحشاء ليس له برد
وفيض دموع العين بالليل كلما ... بدا علم من أرضكم لم يكن يبدو
وقال أيضا:
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي ... أحاذر من لبنى فهل أنت واقع
كأن بلاد الله ما لم تكن بها ... وإن كان فيها الخلق وحش بلاقع
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ... ويجمعني بالليل والهم جامع
نهاري نهار الناس حتى إذا دجا ... لي الليل هزتني إليك المضاجع
لقد ثبتت في القلب منك محبة ... كما ثبتت في الراحتين الأصابع
وقال أيضا:
مضى زمن والناس يستشفعون لي ... فهل لي إلى لبنى الغداة شفيع
يقولون صب بالنساء موكل ... وما ذاك من فعل الرجال بديع
إلى الله أشكو نية شقت العصا ... هي اليوم شتى وهي أمس جميع
لعمرك إني يوم جرعاء مالك ... لعاص لأمر المرشدين مضيع
ندمت على ما كان مني فقدتني! ... كما يندم المغبون حين يبيع
إذا ما لحاني العاذلات بحبها ... أبت كبد مما أجن صديع
وكيف أطيع العاذلات وحبها ... يؤرقني والعاذلات هجوع
وقال أيضا :
لقد هتفت في جنح ليل حمامة ... على فنن وهنا وإني لهائم
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا ... لما سبقتني بالبكاء الحمائم!
وقال قيس بن ذريح أيضا:
راحوا يصيدون الظباء وإنني ... لأرى تصيدها علي حراما
أشبهن منك سوالفا ومدامعا ... فأرى علي لها بذاك ذماما
أعزز علي بأن أروع شبهها ... أو أن يذقن على يدي حماما
وقال أيضا قيس بن الملوح:
أمزمعة ليلى ببين ولم تمت ... كأنك عما قد أظلك غافل
ستعلم إن شطت بهم غربة النوى ... وزالوا بليلى أن عقلك زائل
وقال أيضا:
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى ... فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما ... أطار بليلى طائرا كان في صدري
وقال أيضا:
ولم أر ليلى بعد موقف ساعة ... ببطن منى ترمي جمار المحصب
ويبدي الحصى منها إذا قذفت به ... من البرد أطراف البنان المخضب
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب ليل مغرب
ألا إنما غادرت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب
وقال عروة بن حزام:
جعلت لعراف اليمامة حكمه ... وعراف نجد إن هما شفياني
فما تركا من حيلة يعرفانها ... ولا رقية إلا بها رقياني
فقالوا: شفاك الله والله مالنا ... بما حملت منك الضلوع يدان
فويلي على عفراء ويلا كأنه ... على الصدر والأحشاء حد سنان
فعفراء أحظى الناس عندي مودة ... وعفراء عني المعرض المتداني
كأن قطاة علقت بجناحها ... على كبدي من شدة الخفقان
فيارب أنت المستعان على الذي ... تحملت من عفراء منذ زمان
وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني ... وعفراء يوم الحشر ملتقيان
تحملت من عفراء ما ليس لي به ... ولا للجبال الراسيات يدان
وقال توبة بن الحمير:
وهل تبكين ليلى إذا مت قبلها ... وقام على قبري النساء النوائح
كما لو أصاب الموت ليلى بكيتها ... وجاد لها دمع من العين سافح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ... بلى كل ما قرت به العين صالح
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ... علي وفوقي تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ... إليها صدى من جانب القبر صائح
وقال الصمة القشيري:
حننت إلى ريا ونفسك باعدت ... مزارك من ريا وشعباكما معا

فما حسن أن تأتي الأمر طائعا ... وتجزع أن داعي الصبابة أسمعا
قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى ... وقل لنجد عندنا أن يودعا
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ... عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
ولما رأيت البشر أعرض دوننا ... وجالت بنات الشوق يحنن نزعا
تلفت نحو الحي حتى وجدتني ... وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ... على كبدي من خشية أن تصدعا
فليست عشيات الحمى برواجع ... إليك ولكن خل عينيك تدمعا
وقال جرير بن الخطفي:
تغالى فوق أجرعك الخزامى ... بنور واستهل بك الغمام
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
ومن أمسى وأصبح لا أراه ... ويطرقني إذا هجع النيام
أتنسى يوم تصقل عارضيها ... بفرع بشامة؟ سقي البشام!
فلو وجد الحمام كما وجدنا ... بسلمانين لاكتأب الحمام
فما وجد كوجدك يوم قالوا ... على ربع بناظرة السلام
وقال عروة بن أذينة:
إن التي زعمت فؤادك ملها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لها
بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأدقها وأجلها
منعت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
فدنا وقال: لعلها معذورة ... في بعض رقبتها فقلت: لعلها
فإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير لها إلي فسلها
ولعمرها لو كان حبك فوقها ... يوما وقد ضحيت إذا لأظلها
وقال أيضا:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هوى بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لحر على الأحشاء يتقد
وقال أيضا:
قالت وأبثثتها شجوي وبحت به: ... قد كنت عندي تحب الستر فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها: ... غطى هواك وما ألقى على بصري
وقال أيضا:
يقر بعيني أن أرى من مكانه ... ذرى عقدات الأبرق المتقاود
وأن الماء الذي شربت به ... سليمى وقد مل السرى كل واخد
وألصق أحشائي ببرد ترابها ... وإن كان مخلوطا بسم الأساود
وقال كثير بن عبد الرحمن:
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا ... قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا ... ولا موجعات البين حتى تولت
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها ... كناذرة نذرا فأوفت وحلت
فقلت لها: يا عز، كل مصيبة ... إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
ولم يلق إنسان من الحب ميعة ... تغم ولا غماء إلا تجلت
كأني أنادي صخرة حين أعرضت ... من الصم لو تمشي بها العصم زلت
أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها ... وحلت تلاعا لم تكن قبل حلت
وكنت كذي رجلين: رجل صحيحة ... ورجل رمى فيها الزمان فشلت
هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزة من أغراضنا ما استحلت
فلا يحسب الواشون أن صبابتي ... بعزة كانت غمرة فتجلت
فو الله ثم الله ما حل قبلها ... ولا بعدها من خلة حيث حلت
ولا مر من يوم علي كيومها ... وإن عظمت أيام أخرى وجلت
فيا عجبا للقلب كيف اعترافه ... وللنفس لما وطنت كيف ذلت
وإني وتهيامي بعزة بعدما ... تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجي ظل الغمامة: كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت
وقال أيضا:
لا تغدرن بوصل عزة بعدما ... أخذت عليك مواثقا وعهودا
إن المحب إذا أحب حبيبه ... صدق الصفاء وأنجز الموعودا
الله يعلم لو أردت زيادة ... في حب عزة ما وجدت مزيدا
رهبان مكة والذين رأيتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة خاشعين سجودا
وقال أيضا:
وأدنيتني حتى إذا ما سبيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لا لي حيلة ... وغادرت ما غادرت بين الجوانح
وقال آخر:
هل ركب مكة حاملون تحية ... تهدى إليها من مغنى مغرم
عطف الجفون على كرى متبدد ... وحنى الضلوع على جوى متضرم
إن لم يبلغك الحجيج فلا رموا ... بالجمرتين ولا سقوا من زمزم!
ورموا ببائقة الفراق فإنها ... سلم السهاد وحرب يوم السلم
ألوت بأربد عن لبيد واعتدت ... لابني نويرة مالك ومتمم
وقال آخر:
كفى حزنا ألا يزال يعودني ... على النأي طيف من خيالك يا نعم
وأنت مكان النجم منا وهل لنا ... من النجم إلا أن يقابلنا النجم
وقال آخر:
إذا الصب الغريب رأى خشوعي ... وأنفاسي تزين بالخشوع
ولي عين أضر بها التفاتي ... إلى الأجزاع مطلقة الدموع
إلى الخلوات يامن فيك نفسي ... كما أنس الوحيد إلى الجميع
وقال آخر:
طرقتك سعدى بين شطي بارق ... أهلا بطيف خيالها من طارق
يا دار حنظلة المهيج لي الأسى ... هل تستطيع دواء داء العاشق
فلقد تركت القلب مني هائما ... صبا بحبك كالجناح الخافق
وقال عبد الله بن الدمينة الخثعمي:
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد ... لقد زادني مسراك وجدا على وجدي
أأن هتفت ورقاء في رونق الضحى ... على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن ... جليدا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ... يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع ... إذا كان من تهواه ليس بذي ود
وقال أيضا:
ألا لا أرى وادي المياه يثيب ... ولا النفس عن وادي المياه تطيب
أحب هبوط الواديين وإنني ... لمشتهر بالواديين غريب
أحقا عباد الله أن لست واردا ... ولا صادرا إلا علي رقيب
ولا زائرا وحدي ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة ... إلى إلفها أو أن يحن نجيب
وإن الكثيب الفرد من جانب الحمى ... إلي وإن لم آته لحبيب
وقال أيضا:
تمارضت كي أشجى وما بك علة ... تريدين قتلي قد رضيت بذلك
لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... لقد سرني أني خطرت ببالك
وقال أيضا:
أفي كل يوم أنت رام بلادها ... بعينين إنساناهما غرقان
إذا اغرورقت عيناي قال صحابتي: ... لقد أولعت عيناك بالهملان
ألا فاحملاني بارك الله فيكما ... إلى حاضر الروحاء ثم دعاني

وقال أبو صخر الهذلي:
أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره أمر
لقد كنت آتيها وفي النفس هجرها ... بتاتا لأخرى الدهر ما طلعض الفجر
فما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت لا عرف لدي ولا نكر
أبى القلب إلا حبها: عامرية ... لها كنية " عمرو " وليس لها عمرو
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها ... وتنبت في أطرافها الورق النضر
عجبت لسعي الدهر بيني وبينها ... فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر
هجرتك حتى قيل ما يعرف الهوى ... وزرتك حتى قيل ليس له صبر
وقال عمرو بن ضبيعة الرقاشي:
ألا ليقل من شاء ما شاء إنما ... يلام الفتى فيما استطاع من الأمر
قضى الله حب المالكية فاصطبر ... عليه فقد تجري الأمور على قدر
وقال غيره:
هلا شهدت ليالي التشريق ... بمنى وطيب نسيمها الموموق

والنار تضرم في قبائل مكة ... والناس قد نزلوا بكل طريق
حتى إذا بعدوا صبيحة بينهم ... ذهبوا بمهجة شائق ومشوق

وقال يزيد بن الطثرية:
عقيلية أما ملاث إزارها ... فدعص وأما خصرها فبتيل
تقيظ أكناف الحمى ويظلها ... بنعمان من وادي الأراك مقيل
أليس قليلا نظرة إن نظرتها ... إليك؟ وكلا ليس منك قليل
فيا خلة النفس التي ليس دونها ... لنا من أخلاء الصفاء خليل
ويا من كتمنا حبه لم يطع به ... عذول ولم يؤمن عليه دخيل
أما من مقام أشتكي غربة النوى ... وخوف العدا فيه إليك سبيل
فديتك أعدائي كثير وشقتي ... بعيد وأشياعي لديك قليل
وكنت إذا ما جئت جئت لعلة ... فأفنيت علاتي فكيف أقول؟
فما كل يوم لي بأرضك حاجة ... ولا كل وقت لي إليك سبيل
وقال ذو الرمة:
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ... ولازال منهلا بجرعائك القطر
وإن لم تكوني غير شام بقفرة ... تجر بها الأذيال صيفية كدر
أقامت به حتى ذوى العود في الثرى ... وساق الثريا في ملاءته الفجر
تميمية حلالة كل شتوة ... بحيث التقى الصمان والعقد العفر
لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وعينان قال الله: كونا فكانتا ... فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
وقال آخر:
هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا ... من الجمر قيد الشبر لاحترق الجمر
أفي الحق أني مغرم بك هائم ... وأنك لا خل لدي ولا خمر
فإن كنت مطلوبا فلا زلت هكذا ... وإن كنت مسحورا فلا برأ السحر
وقال آخر:
لما تبدت من الأستار قلت لها: ... سبحان سبحان ربي خالق الصور
ما كنت أحسب شمسا غير واحدة ... حتى رأيت لها أختا من البشر
كأنها هي إلا أن يفضلها ... حسن الدلال وطرف فاتر النظر
وقال أعرابي:
إذا احتجبت لم يكفك البدر ضوءها ... وتكفيك ضوء البدر إن حجب البدر
وما الصبر عنها إن صبرت وجدته ... جميلا، وهل في مثلها يحسن الصبر
وحسبك من خمر يفوتك ريقها ... ووالله ما من ريقها حسبك الخمر
ولو أن جلد الذر لامس جلدها ... لكان للمس الذر في جلدها أثر
وقال ابن أبي عيينة:
أرى عهدها كالورد ليس بدائم ... ولا خير فيمن لا يدوم له عهد
وعهدي لها كالآس حسنا ونضرة ... له نضرة تبقى إذا فني الورد
فقلت لأصحابي: هي الشمس، ضوءها ... قريب ولكن في تناولها بعد
وحدثتني يا سعد عنها فزدتني ... جنونا فزدني من حديثك يا سعد
هواها هوى لم تعرف النفس مثله ... فليس له قبل وليس له بعد
وقال أيضا:
ضيعت عهد فتى لعهدك حافظ ... في حفظه عجب وفي تضييعك
ونأيت عنه فماله من حيلة ... إلا الوقوف إلى أوان رجوعك
متخشعا يذري عليك دموعه ... أسفا ويعجب من جمود دموعك
إن تقتليه وتذهبي بفؤاده ... فبحسن وجهك لا بحسن صنيعك
وقال أيضا:
أنا الفارغ المشغول والحب آفتي ... ألا فاسألوني عن فراغي وعن شغلي
عجبت لترك الحب دنيا خلية ... وإعراضه عنها وإقباله قبلي
وما بالها لما كتبت تهاونت ... بكتبي وقد أرسلت فانتهرت رسلي
وقد حلفت ألا تخط بكفها ... إلى قابل خطا إلي ولا تملي
أبخل علينا كل ذا وقطيعة ... رضيت لذنبي بالقطيعة والبخل
سلوا قلب دنيا كيف أطلقه الهوى ... فقد كان في غل وثيق وفي كبل
فيا طيب طعم العيش إذ هي جارة ... وإذ نفسها نفسي وإذ أهلها أهلي

فقد عفت الآثار بيني وبينها ... وقد أوحشت مني إلى دارها سبلي
ولما ذكرت الحب بعد فراقها ... قضيت على أم المحبين بالثكل

وأصبحت معزولا وقد كنت واليا ... وشتان ما بين الولاية والعزل
وقال خالد بن يزيد بن معاوية:
أليس يزيد السير في كل ليلة ... وفي كل يوم من أحبتنا قربا
تجول خلاخيل النساء ولا أرى ... لرملة خلخالا يجول ولا قلبا
فلا تكثروا فيها الملام فإنني ... تخيرتها منهم زبيرية قلبا
أحب بني العوام طرا لحبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا
إذا نزلت أرضا تحبب أهلها ... إليها وإن كانت منازلها جدبا
وقال الحكم بن قنبر:
ويلي على من أطار النوم فامتنعا ... وزاد قلبي على أوجاعه وجعا
ظبي أغن ترى في وجهه سرجا ... تعشي العيون إذا ما نوره سطعا
كأنما الشمس في أثوابه بزغت ... حسنا أو البدر من أزراره طلعا
مستقبل بالذي يهوى وإن كثرت ... منه الإساءة محمودا بما صنعا
في وجهه شافع يمحو إساءته ... من القلوب وجيه حيث ما شفعا
وقال الوليد بن يزيد بن عبد الملك:
أراني الله يا سلمى حياتي ... وفي يوم الحساب كما أراك
ألا تجزين من تيمت عصرا ... ومن لو تطلبين له قضاك
ومن لو مت مات ولا تموتي! ... ولو أنسي له أجل بكاك
ومن لو كان يعطى ما تمنى ... من الدنيا العريضة ما عداك
ومن لو قلت: مت، وأطاق موتا ... إذا ذاق الممات وما عصاك
أثيبي مغرما قلقا معنى ... إذا خدرت له قدم دعاك!
وقال العباس بن الأحنف:
أغيب عنك بود ما يغيره ... نأي المحل ولا صرف من الزمن
فإن أعش فلعل الدهر يجمعنا ... وإن أمت فقتيل الهم والحزن
قد حسن الله في عيني ما صنعت ... حتى أرى حسنا ما ليس بالحسن!
وقال أيضا:
إن يمنعوني ممري قرب دارهم ... فسوف أنظر من بعد إلى الدار
سيما الهوى شهرت حتى عرفت بها ... إني محب وما بالحب من عار
ما ضر جيرانهم والله يصلحهم ... لولا شقائي إقبالي وإدباري
لا يقدرون على منعي وإن جهدوا ... إذا مررت وتسليمي بإجهار
وقال أيضا: :من السريع "
قلبي إلى ما ضرني داع ... يكثر أسقامي وأوجاعي
وقل ما أبقى على ما أرى ... يوشك أن ينعاني الناعي
كيف احتراسي من عدو إذا ... كان عدوي بين أضلاعي؟
وقال أيضا:
جرى السيل فاستبكاني السيل إذ جرى ... وفاضت له من مقلتي غروب
وما ذاك إلا أن تيقنت أنه ... يمر بواد أنت منه قريب
يكون أجاجا دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقى طيبكم فيطيب
فيا ساكني شرقي دجلة كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيب!
وقال أيضا:
نزف البكاء دموع عينك فاستعر ... عينا لغيرك دمعها مدرار
من ذا يعيرك عينه تبكي بها ... أرأيت عينا للبكاء تعار؟
وقال أيضا:
هي الشمس مسكنها في السماء ... فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود ... ولن تستطيع إليك النزولا
وقال أيضا:
لقد شقينا لأن دمنا كذا أبدا ... إذا سعينا لإصلاح الهوى فسدا
ما تطرف العين إلا وهي باكية ... لو كنت أبكي بماء البحر قد نفدا
يا رب ذي حسد لي فيك يظهره ... لو كان يعلم حظي منك ما حسدا
وقال أيضا:
قالت: مرضت فعدتها فتبرمت ... وهي الصحيحة والمريض العائد
والله لو أن القلوب كقلبها ... ما رق للولد الصغير الوالد
إن كان ذنبي في الزيارة فاعلمي ... إني على كسب الذنوب لجاهد
ألقيت بين جفون عيني فرقة ... فإلى متى أنا ساهر يا راقد

يقع البلاء وينقضي عن أهله ... وبلاء حبك كل يوم زائد
سموك قوم لي وقالوا: إنها ... لهي التي تشقى بها وتكابد

فجحدتهم ليكون غيرك ظنهم ... إني ليعجبني المحب الجاحد
لما رأيت الصبح سد طريقه ... عني وعذبني الظلام الراكد
والنجم في كبد السماء كأنه ... أعمى تحير ما لديه قائد
ناديت من أهواه: رفقا بي فقد ... رق العدو لحالتي والحاسد
وقال أيضا:
حر دعاه الهوى سرا فلباه ... طوعا فأضحك مولاه وأبكاه
فشاهدت بالذي تخفي لواحظه ... وعذلتها بفيض الدمع عيناه
جازيتني إذ رعيت بالود بعدك أن ... وكلت طرفي بنجم الليل يرعاه
الله يعلم أني لم أخنك هوى ... كفاك بينة أن يشهد الله
وقال أيضا:
نام من أهدى لي الأرقا ... مستريحا سامني قلقا
لو يبيت الناس كلهم ... بسهادي بيض الحدقا
كان لي قلب أعيش به ... فاصطلى بالحب فاحترقا
أنا لم أرزق مودتها ... إنما للعبد ما رزقا
وقال أيضا:
أحرم منكم بما أقول وقد ... نال به العاشقون من عشقوا
صرت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للناس وهي تحترق!
وقال أيضا:
قد سحب الناس أذيال الظنون بنا ... وفرق الناس فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالظن غيركم ... وصادق ليس يدري أنه صدقا
وقال أيضا: " من البسيط:
يا من لظمآن يغشى الماء قد منعوا ... منه الورود ولا يبقى على الصدر
يخفي الهوى وهو لا يخفى على أحد ... أنى لمشتهر من غير مشتهر
إذا كتبت كتابا لم أجد ثقة ... ينهي الكتاب ويأتي عنك بالخبر
إن أردت انتصارا كان ناصركم ... قلبي فما أنا من قلبي بمنتصر
لو كان قلبي سعيدا لم يكن كلفا ... قلبي بمن قلبه أقسى من الحجر
إن أحسن الفعل لم يظهر تعمده ... وإن أساء تمادى غير معتذر
هل تذكرين ... فدتك النفس مجلسنا يوم التقينا فلم أنطق من الحذر
لا أرفع الطرف حولي من مراقبة ... بقيا عليك وبعض الحزم في الحذر
قالت: قعدت فلم تنظر فقلت لها: ... شغلت قلبي فلم أقدر على النظر
أوفى هواك على قلبي فدلهه ... والقلب أعظم سلطانا من البصر
لا عار في الحب إن الحب مكرمة ... لكنه ربما أزرى بذي الخطر
وضعت خدي لأدنى من يطيف به ... حتى حقرت وما مثلي بمحتقر
وقال أيضا:
قد رق أعدائي لما حل بي ... فليت أحبابي كأعدائي
أملت بالهجران لي راحة ... من زفرات بين أحشائي
فازداد جهدي وبلائي به ... أنا الذي استشفيت بالداء
وقال أيضا:
وصالكم صرم وحبكم قلى ... وعطفكم صد وسلمكم حرب
وأنتم بحمد الله ... فيكم فظاظة فكل ذلول من جوانبكم صعب
إذا ما رأتك العين من بعد غاية ... وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن ركبا يمموك لقادهم ... نسيمك حتى يستدل بك الركب
وقال أيضا:
حلت رخاص ديار الحي من مضر ... فكل شيء له من حسنها كاس
لو يقسم الله جزءا من محاسنها ... في الناس طرالتم الحسن في الناس
ما أسمج الناس في عيني وأقبحهم ... إذا نظرت فلم أبصرك في الناس
لو كنت أدعو بما أدعو به وعلا ... أجابني من أعالي الشاهق الراسي
يا قادح الزند قد أعيت قوادحه ... اقبس إذا شئت من قلبي بمقباس
وقال آخر:
كيف يخفى نحول من كاد يخفى ... هل ترى لي إلا لسانا وطرفا
كيف أبقى والجسم يزداد ضعفا ... كل يوم والسقم يزداد ضعفا
فسقى الله كل كأس سرور ... من سقاني كأس المنية صرفا
وقال آخر:

قد سمعتم أنينه من بعيد ... فاطلبوا الشخص حيث كان الأنين
ما تراه العيون إلا ظنونا ... هو أخفى من أن تراه العيون

لم يعش أنه جليد ولكن ... طلبته فلم تجده المنون!
وقال بشار بن برد:
كأنها حين راحت في مجاسدها ... فارتج أسفلها واهتز أعلاها
حوراء جاءت من الفردوس مقبلة ... كالشمس طلعتها والمسك رياها
راحت ولم تعطه برءا لعلته ... منها ولو سألته النفس أعطاها
من اللواتي اكتست بردا وشق لها ... من حسنه الحسن سربالا فرداها
تغمه نفسه من طول صبوته ... حتى لو اجتمعت في الكف ألقاها
ما شهد القوم إلا ظل يذكرها ... ولا خلا ساعة إلا تمناها
وقال أيضا:
عجبت فطمة من نعتي لها ... هل يجيد النعت مكفوف البصر
بنت عشر وثلاث قسمت ... بين دعص وكثيب وقمر
درة بحرية مكنونة ... مازها التاجر من بين الدرر
أذرت الدمع وقالت: ويلتي ... من ولوع القلب ركاب الخطر
أمتا بدد هذا لعبي ... ووشاحي حله حتى انتثر
فدعوني معه يا أمتا ... علنا في خلوة نقضي الوطر
أقبلت في خلوة تضربها ... واعتراها كجنون مستعر
بأبي والله ما أحسنه ... دمع عين غسل الكحل قطر
أيها النوام هبوا ويحكم ... وسلوني اليوم ما طعم السهر!
وقال أيضا:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... والأذن تعشق قبل العين أحيانا
قال: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لها: ... الأذن كالعين توفي القلب ما كانا !
ياليتني كنت تفاحا براحتها ... أو كنت من قضب الريحان ريحانا
حتى إذا استنشقت ريحي وأعجبها ... ونحن في خلوة حولت إنسانا!
وقال أيضا:
أيها الساقيان صبا شرابي ... واسقياني من ريق بيضاء رود
إن دائي الصدى وإن شفائي ... شربة من رضاب ثغر برود
عندها الصبر عن لقائي وعندي ... زفرات يأكلن قلب الجليد
ولها مبسم كنور الأقاحي ... وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد من حبة القل ... ب ونالت زيادة المستزيد
ثم قالت: نلقاك بعد ليال ... والليالي يبلين كل جديد
ما أبالي من صد عني بوصل ... إن قضى منك لي يوم جود
وقال أيضا:
تلقى بتسبيحة من حسن ما خلقت ... وتستفز حشا الرائي بإرعاد
كأنما صورت من ماء لؤلؤة ... فكل جارحة وجه لمرصاد
وقال أيضا:
درة حيثما أديرت أضاءت ... ومشم من حيث ما شم فاحا
وجنات قال الإله لها كو ... ني فكانت روحا وروحا وراحا
وقال أيضا أبو الشيص:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخر عنه ولا متقدم
أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبا لذكرك فليلمني اللوم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ... إذ كان حظي منك حظي منهم!
وأهنتني فأهنت نفسي جاهدا ... ما من يهون عليك ممن أكرم
وقال أبو العتاهية إسماعيل بن القاسم:
يا إخوتي إن الهوى قاتلي ... فيسروا الأكفان من عاجل
لا تعذلوني في اتباع الهوى ... فإنني في شغل شاغل
عيني على عتبة منهلة ... بدمعها المنسكب السائل
يا من رأى قبلي قتيلا بكى ... من شدة الوجد على القاتل
لم يبق لي من حبها ما خلا ... حشاشة في بدن ناحل
كأنها من حسنها درة ... أخرجها البحر إلى الساحل
كأن في فيها وفي طرفها ... سواحرا أقبلن من بابل
مددت كفي نحوكم سائلا ... ماذا تردون على السائل
إن لم تنيلوه فقولوا له ... قولا جميلا بدل النائل
أو كنتم العام على عسرة ... منه فمنوه إلى قابل

وقال أبو حفص الشطرنجي، وتروى للعباس بن الأحنف:
تحبب فإن الحب داعية الحب ... وكم من بعيد وهو مستوجب القرب

إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب
تفكر فإن حدثت أن أخا هوى ... نجا سالفا فارج النجاة من الحب
وأطيب أيام الهوى يومك الذي ... تروع بالهجران فيه وبالعتب
وقال حبيب بن أوس الطائي:
البين جرعني نقيع الحنظل ... والبين أثكلني وإن لم أثكل
ما حسرتي أن كدت أقضي إنما ... حسرات نفسي أنني لم أفعل
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل
وقال أيضا:
غدت تستجير الدمع خوف نوى غد ... وعاد قتادا عندها كل مرقد
وأنقذها من غمرة الموت أنه ... صدود فراق لا صدود تعمد
فأجرى لها الإشفاق دمعا موردا ... من الدمع يجري فوق خد مورد
هي البدر يغنيها تودد وجهها ... إلى كل من لاقت وإن لم تودد
وقال أيضا، مما ثبت في نوادر أبي علي القالي:
سقيم لا يموت ولا يفيق ... قد أقرح جفنه الدمع الطليق
شديد الحزن يحزن من رآه ... أسير الصبر ناظره أريق
ضجيع صبابة وحليف شوق ... تحمل قلبه ما لا يطيق
يظل كأنه مما احتواه ... يسعر في جوانبه الحريق
وقال أبو عبادة البحتري:
رأى البرق مجتازا فبات بلا لب ... وأصباه من ذكرى البخيلة ما يصبي
وقد عاج في أطلالها غير ممسك ... لدمع، ولا مصغ إلى عدل الركب
وكنت جديرا حين أعرف منزلا ... لآل سليمى أن يعنفني صحبي
عدتني عوادي البعد عنها وزادني ... بها كلفا أن الوداع على عتب
وبي ظمأ لا يملك الماء دفعه ... إلى نهلة من ريقها الخصر العذب
تزودت منها نظرة لم تجد بها ... وقد يؤخذ العلق الممنع بالغصب
وما كان حظ العين في ذاك بغيتي ... ولكن رأيت العين ترمي إلى القلب
وقال أيضا:
بات نديما لي حتى الصباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح
كأنما يبسم عن لؤلؤ ... منضد أو برد أو أقاح
أمزج كأسي بجنى ريقه ... وإنما أمزج راحا براح
سحر العيون النجل مستهلك ... لبي وتوريد الخدود الملاح
وقال أيضا:
لما مشين بذي الأراك تشابهت ... أعطاف قضبان به وقدود
في حلتي حبر وروض، فالتقى ... وشيان: وشي ربا ووشي برود
وسفرن فامتلأت عيون راقها ... وردان: ورد جنى وورد خدود
وضحكن فاغترف الأقاحي من ندى ... غض وسلسال الرضاب برود
نرجو مقاربة الحبيب ودونه ... وخد يبرح بالمهارى القود
ومتى يساعدنا الوصال ودهرنا ... يومان: يوم نوى ويوم صدود
وقال إبراهيم بن العباس، وتروى لقيس المجنون:
تمر الصبا صبحا بساكن ذي الغضى ... فيصدع قلبي أن يهب هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وإنما ... هوى كل نفس حيث كان حبيبها
تطلع من نفسي إليك نوازع ... عوارف أن اليأس منك نصيبها
وزالت زوال الشمس عن مستقرها ... فمن مخبري في أي أرض غروبها
خلال لليلى أن تروع فؤاده ... بهجر، ومغفور لليلى ذنوبها
وقال علي بن الجهم:
عيون المها بين الرصافة والجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن ... سلوت ولكن زدت جمرا إلى جمر
سلمن وأسلمن العيون كأنما ... تشك بأطراف الردينية السمر
وقلن لنا: نحن الأهلة إنما ... تضيء لمن يسري بليل ولا تقري
فلا نيل إلا ما تزود ناظر ... ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري

أما وبياض راعهن لربما ... غمزن بنا ما بين سحر إلى نحر
وبتنا على رغم الحسود كأننا ... خليطان من ماء الغمامة والخمر

وقال ابن الرومي:
تشكي المحب وتلقى الدهر شاكية ... كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان
لا تلحياني وإياها على ضرعي ... وزهوها، لج مفتون وفتان
إني ملكت فلي بالرق مسكنة ... وملكت فلها بالملك طغيان
وقال أبو الطيب المتنبي:
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن بان عنه أن نلم به ركبا
نذم السحاب الغر في فعلها به ... ونعرض عنه كلما طلعت عتبا
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت ... على عينه حتى يرى صدقها كذبا
وكيف التذاذي بالأصائل والضحى ... إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا
ذكرت به وصلا كأن لم أفز به ... وعيشا كأني كنت أقطعه وثبا
وفتانة العينين قتالة الهوى ... إذا نفحت شيخا روائحها شبا
لها بشر الدر الذي قلدت به ... ولم أر بدرا قبلها قلد الشهبا
فيا شوق ما أبقى، ويا لي من النوى ... ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبى
وقال أيضا:
من الجآذر في زي الأعاريب ... حمر الحلى والمطايا والجلابيب
إن كنت تسأل شكا عن معارفها ... فمن بلاك بتسهيد وتعذيب
لا تجزني بضنى بي بعدها بقر ... تجزي دموعي مسكوبا بمسكوب
سوائر ربما سارت هوادجها ... منيعة بين مطعون ومضروب
وربما وخدت أيدي المطي بها ... على نجيع من الفرسان مصبوب
كم زورة لك في الأعراب خافية ... أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب
أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح يغري بي
قد وافقوا الوحش في سكنى مراتعها ... وخالفوها بتقويض وتطنيب
جيرانها وهم شر الجوار لها ... وصحبها وهم شر الأصاحيب
ما أوجه الحضر المستحسنات به ... كأوجه البدويات الرعابيب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
أين المعيز من الآرام ناظرة ... وغير ناظرة في الحسن والطيب
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها ... مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
ولا برزن من الحمام مائلة ... أوراكهن صقيلات العراقيب
وقال أيضا:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ... ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبين الرضا والسخط والقرب والنوى ... مجال لدمع المقلة المترقرق
وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه ... وفي الهجر فهو الدهر يرجو ويتقي
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم ... بعثن بكل القتل من كل مشفق
أدرن عيونا حائرات كأنها ... مركبة أحداقها فوق زئبق
عشية يعدونا عن النظر البكى ... وعن لذة التوديع خوف التفرق
وقال أيضا:
قفي تغرم الأولى من اللحظ مهجتي ... بثانية والمتلف الشيء غارمه
سقاك وحيانا بك الله إنما ... على العيس نور والخدور كمائمه
وما حاجة الأظعان حولك في الدجى ... إلى قمر؟ ما واجد لك عادمه
إذا ظفرت منك العيون بنظرة ... أثاب بها معيى المطي ورازمه
وقال أيضا:
هام الفؤاد بأعرابية سكنت ... بيتا من القلب لم تمدد له طنبا
مظلومة القد في تشبيهه غصنا ... مظلومة الريق في تشبيهه ضربا
بيضاء تطمع فيما تحت حلتها ... وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
كأنها الشمس يعيي كف قابضها ... شعاعها ويراه الطرف مقتربا
وقال أيضا:
قد كان يمنعني الحياء من البكا ... فاليوم يمنعه البكا أن يمنعا
حتى كأن لكل عضو رنة ... في جلده ولكل عرق مدمعا

سفرت وبرقعها الحياء بصفرة ... سترت محاسنها ولم تك برقع
فكأنها والدمع يقطر فوقها ... ذهب بسمطي لؤلؤ قد رصعا

كشفت ثلاث ذوائب من شعرها ... في ليلة فأرت ليالي أربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها ... فأرتني القمرين في وقت معا
وقال أيضا:
بأبي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا ... فوضعن أيديهن فوق ترائبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه ... من حر أنفاسي فكنت الذائبا
وقال أيضا:
كأن العيس كانت فوق جفني ... مناخات فلما ثرن سالا
لبسن الوشي لا متجملات ... ولكن كي يصن به الجمالا
وضفرن الغدائر لا لحسن ... ولكن خفن في الشعر الضلالا
بجسمي من برته فلو أصارت ... وشاحي ثقب لؤلؤة لجالا
بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وقال أيضا:
فليت هوى الأحبة كان عدلا ... فحمل كل قلب ما أطاقا
وقد أخذ التمام البدر فيهم ... وأعطاني من السقم المحاقا
وبين الفرع والقدمين نور ... يقود بلا أزمتها النياقا
وطرف إن سقى العشاق كأسا ... بها نقص سقانيها دهاقا
وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا
وقال أيضا:
أبعد نأي المليحة البخل ... في السير ما لا تكلف الابل
كأنما قدها إذا انفتلت ... سكران من خمر طرفها ثمل
يجذبها تحت خصرها عجز ... كأنه من فراقها وجل
بي حر شوق إلى ترشفها ... ينفصل الصبر حين يتصل
النحر والثغر والمخلخل وال ... معصم دائي والفاحم الرجل
وقال أيضا:
وشكيتي فقد السقام لأنه ... قد كان لما كان لي أعضاء
مثلت عينك في حشاي جراحة ... فتشابها كلتاهما نجلاء
نفذت علي السابري وربما ... تندق فيه الصعدة السمراء
وقال أيضا:
أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير ولي كان نائلها الوسمي
ترشفت فاها سحرة فكأنني ... ترشفت حر الوجد من بارد الظلم
فتاة تساوى عقدها وكلامها ... ومبسمها الدري في النثر والنظم
ونكهتها والمندلي وقرقف ... معتقة صهباء في الريح والطعم

----------------
- الحماسة المغربية ويعرف ايضا ب (حماسة الجرّاوي) او ( الحماسة البياسية ) و صفوة الادب و نخبة ديوان العرب.
- أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجرّاوي التادلي (المتوفى : 609هـ)



.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى