حكمت مهدي جبار - شعر الحب السومري

ما ان يذكر أي شيء يتعلق بالحب والعشق عند العراقيين القدماء,سرعان ما يتبادر الى الأذهان قصة الحب الكبير بين الآلهة ديموزي تموز والآلهة أنانا عشتار .ذلك الحب الغريب الممتليء غرابة ودهشة .حيث بداية التعلق الشديد بين الألهين ونهاينه المفجعة حيث غدر عشتار لحبيبها المسكين وأيداعه مع الموتى في العالم السفلي..وقد تمكن الباحثون في مجال الحضارات ومنهم الاستاذ الكبير المرحوم طه باقر من ان يقدموا لنا نصوصا من شعرالحب السومري في قصة الغرام الرائعة ما بين تموز وعشتار.فقد عثر في الواح متفرقة من العراق مجموعات كبيرة من ابيات الشعر السومري الغرامي بين الألهين نشرت في مؤلفات صموئيل نوح كريمرالباحث في السومريات نقلها الاستاذ الكبير المرحوم طه باقر..وكانت تلك الابيات على شكل حوارات غرامية جميلة تضمنت تفاخر بالانساب فيما بينهما مما سهل امر لقاءهما وبالتالي الوصال المقدس بينهما . وتميز شعر الحب بينهما بالأفصاح عن اليات الاتصال الجنسي بطريقة غاية في الجمال والوصف, لم يبغوا من وراءها الأباحية والخلاعة بقدر ما يقصدون التقديس لطقس سمي بـ (الزواج المقدس) وهي مراسيم بقيت لدى العراقيين تشكل قيمة لها معاييرها الدينية والاجتماعية والسياسية لاسيما فيما يخص تنصيب الملوك وتأليههم .وتشير الدراسات لدى اولئك الباحثين ان اغلب القصائد الشعرية جاءت على لسان الألهة انانا عشتار التي اظهرت هيامها وأفتتانها بحبيبها ديموزي تموز رغم ما اتصفت به من غدر وخيانة والذي تحول فيما بعد الى انتقام لايعرف سببه . وهذه مجموعة من ابيات قصيدة سومرية جاءت على لسان عشتار,فيها التماعات ادبية رائعة توحي بمشاعر الحب واللقاء المثيرين, مع مسحة من براءة حب اصطنعتها عشتار اللعوب الداهية كما وصفها ديموزي.

بينما كنت بالامس , انا ملكة السماء,ازهو وأتألق
حين كنت اتلألأ وأمرح وحدي
حين كنت اغني مع شروق نور الشفق
التقى بيدي (اوشم ـ كال ــ انا) (وهو احد القاب تموز) وعانقني
وحاولت انانا ان تفلت منه اذ خاطبته
ما هذا ايها الثور الوحشي .
علي ان اعود الى البيت فخل سبيلي ما ذا عسى ان اقول لأمي.
بأي عذر سأتذرع الى امي ننكال..
فأ جابها تموز
يا انانا يا ادهى النساء سأعلمك ما تقولين .
قولي لها :
اصطحبني احدى صويحباتي الى ميدان المدينة العام .
فلهونا بالالحان والرقص , وغنت لي اغنية عذبة .
ففاتني الوقت وأنا في غمرة فرحي وحبوري.

وهناك قصيدة سومرية تتألف من ( 48 ) بيتا نظمت على هيئة حوار ايضا بين عشتار وتموز تجسدت فيها معاني العشق الاسطوري الجميل المشوب بالهواجس الجنسية الا انها جنسية مقدسة..




حكمت مهدي جبار
 
أعلى