أنوّه بداية إلى أنني لم أقرأ كامل الكتاب المعنون أعلاه " موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية قديما وحديثا " والصادر حديثاً بجزئه الأول في لندن " 2018 "، وللباحث الأكاديمي محمد عبدالرحمن يونس دور لافت في الإشراف عليها ونشرها، لهذا أثبّت تقديري لجهده المعرفي قبل كل شيء، سوى أنني حين اطلعت على الوارد في متن التعريف بالموسوعة ومن قبل الباحث يونس، وفي موقع " الأنطولوجيا " الأثير، وهو مستل من مقدمته للكتاب " صص 7-19 " كما اطلعت عليه الكترونياً، وكوني من المعنيين بهذا الموضوع، دون أن أقيّم أي عمل أنجزته في هذا الصدد بالتأكيد، وفي هذه العجالة، وردت إلى ذهني مجموعة من الملاحظات هي أفكار ذات صلة مباشرة بصلب العمل وكما أشيرَ إلى محاوره الرئيسة في نهاية المقال.
أتوقف بداية عند كتابة الباحث يونس، الذي أذكره جيداً، حيث تهاتفنا قبل أكثر من عقدين من الزمن، ربما أكثر من مرة، وذكر لي مدى اهتمامه بألف ليلة وليلة، أي ما يجمعنا في إطار ما انشغل به، وما عمل من أجله وما آل إليه مساره البحثي في عمل جماعي مشترك ، وأنا أشير هنا إلى أن للباحث يونس عدة كتب تتمحور حول " ألف ليلة وليلة": الجنس والسلطة في ألف ليلة وليلة، 1992- الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة، 2007- نساء السلطة في ألف ليلة وليلة، 2010....الخ، وهي موضوعات جالبة للانتباه، ولكنها مقارنة بموضوعات تستغرق ما هو صادم للسائد: اللواط، السحاق، تاريخية الجنسانية العربية- الإسلامية من خلال ما يجري الآن.
لن أتطرق إلى المقدمة ذات الصلة بالجنسانية وموقعها في التراث العربي – الإسلامي، وحديثه عن الكتاب المعاصرين ممن " خرقوا " الخوف من الكتابة في هذا المضمار، مشيراً فيما بعد إلى مجلة " الناقد " ونشره، ضمناً ، مقالاً ذا علاقة بما انهمَّ به تالياً. ولا أدري هنا أيضاً، ما إذا فعل " الخرق " جائزاً اعتماده وهو بهيبة محتواه لقاء كتابة مقال أو بحث محدود! ربما كان هذا الخرق منطبقاً بمفهومه عموماً على مغامرة اللبنانية جمانة حداد في مجلتها " جسد "، حيث أسهمتُ أنا فيها بكتابة عدة مقالات ؟!
يتحدث فيما بعد عن مدى معاناته حتى تمكن من نشر بحثه، ومن ثم يشير إلى أصدقائه المقربين، وتردده في عرض طلبه عليهم بغية العمل في مشروع بحثي مشترك.
هنا أجدني مشدَّداً على خلل في العلاقة، أو غياب الدقة في التعبير عن الآخر، كيف؟ أورد هذا المقطع أولاً " كان عليّ أن أقترح مشروع كتابنا هذا على مجموعة من أصدقائي المقربين الذين تربطني بهم أواصر صداقة واحترام عميقين، كوننا عملنا معا في جامعات واحدة، أو نشرنا معا في مجلات أكاديمية واحدة، أو التقينا معا في مؤتمرات وندوات أدبية تهتم بالأدب والنقد الأدبي ". السؤال هنا، كيف تتقابل هذه الصداقة القوية، العميقة مع التردد الذي يفصح عنه فيما بعد " وفي البداية كنت مترددا وخائفا من عرضي هذا لأنه قد لا يجد صدى طيبا، وقبولا منهم، أو ربّما يستنفر بعضهم لومه وتقريعه على اختياري هذا الموضوع الذي تُعدّ الكتابة فيه محرّمة، وضربا من الخوف والقلق والحذر، إلاّ أن خوفي هذا سرعان ما تبدد حين لاقت فكرة مشروعي قبولا طيبا، واستحسانا كريما من هؤلاء الأصدقاء الكتاب الذين كتبوا معي، باستثناء أستاذ جامعي، كاتب صديق، إذ لامني على هذا المشروع، ونهاني عنه، لأنّه ربّما قد يسبب لي متاعب في المستقبل، وبخاصة في الوسط الأكاديمي الجامعي الذي عملت معه سابقا، وأعمل معه حاليا، ونبّه إلى خطورة هذا المشروع لأنّ الوسط الاجتماعي الذي نشأت فيه، وتربيت، سيكيل لي التهم المتعددة التي لن أسلم منها ".
ألا يرتبط التردد بنقص في معرفة الآخر: المعرفة التي يتطلبها تناول موضوع بهذه" الخطورة " كما يُستقرَأ فيما سطَّره، وفي الوقت الذي يتحدث عن عمق الرابطة المعرفية وخاصية الصداقة القائمة على لقاءات وسواها؟ أليس في هذا التعبير- أيضاً- إشهار دعائي لما يقوم به؟ رباطة جأشه، وإصراره على إنجاز ما صمم عليه، مقابل خشية ما يمكن أن يترتب عما يقوم سلبياً؟ وما في ذلك من تقليل من مقام الآخر: الصديق، ليكون هو أكثر من غيره في قلب العاصفة !
تالياً، يثمّن الموضوعات المكوّنة لـ" الموسوعة " وأرى أن هذه الموضوعات التي كتبها زملائي الباحثون على غاية من الأهمية والتميّز في طرح كثير من القضايا المعرفية، والمظاهر الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية المرتبطة بموضوع الجنس والجنسانية، سواء أكانت هذه الجنسانية مبثوثة في الخطابات الفقهية والتاريخية، والحكائية القديمة، أو في الخطابات الإبداعية المعاصرة، وتحديدا في الخطاب القصصي، والروائي العربي المعاصرين. " .
طبعاً، لن أقلل من قيمة أومكانة هذه الموضوعات، ولن أقيّمها، كما قلتـ في هذه العجالة، وهي موضوع نقاش وحوار، ولأن ليس في وسع أحد تجريد أي موضوع من قيمة معينة، إنما ينصب الكلام على كلام المتكلّم وتوصيفه للموضوعات، وربما ما يعنيه هو عينه فيما اشتغل عليه وعرِف به بحثياً، وأنا أمعن النظر فيها وهي متسلسلة :
1 ـــ الأبعاد والدلالات في الألفاظ الجنسانية في ذكريات ومواجع على ضفاف عدن للقاص محمد عبدالرحمن يونس. أ. د.هند عباس علي / العراق.
2 ــــ تمظهرات الجنسانية الأنثوية بين الشبقية والطهرانية ـــ رواية "نساء كازانوفا" لواسيني الأعرج /أنموذجا. د. زينب بن هلال / الجزائر.
3 ـــ الجنس بين الكبح وسقوط المحرمات . المهدي نقوس / المغرب.
4 ــــ الجنسانيّة في السينما العربية، السينما المصرية (أنموذجا). معينة سليمان عبود ـ/ سوريا.
5 ــــ الحب والجنس في كتابات الفقهاء والشيوخ. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس / سوريا.
6 ــــ دلائلية الخطاب الجنسي في روايات: التفكك/ عرس بغل / سوناتا لأشباح القدس ـ بين المشهدية الجنسية والتظهير ـ د. عايدة حوشي/ الجزائر.
7 ــــ الشخصية الإشكاليّة المادية في الرواية العربية رواية: لحظة القبض على حشاش، أنموذجا. جعفر كمال / لندن.
8 ــــ سعار الشبقي والجنساني في حياة ملوك ألف ليلة وليلة وسلاطينها ـ دراسة نقدية في متن بعض حكايات ألف ليلة وليلة. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس/ سوريا.
9 ـــــ الشذوذ الجنسي في مصر خلال عصر سلاطين المماليك ـ سلوك العامة نموذجًا (1250 – 1517). د. أشرف صالح محمد سيد/ مصر.
10 ــــ صورة المرأة في مرويات العصور المتأخرة ــ قراءة سيميائية في كتاب ابتلاء الأخيار بالنســاء الأشرار. أ. د. م. سعيد عبدالهادي المرهج/ العراق.
11 ــــ قراءة في كتاب: الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس.
12 ــــ الماهية الأنثوية بين الخطابات الشبقية والخطابات الصوفية. أ. د. م. فريدة مولى /الجزائر.
الطابع الغالب على هذه الموضوعات أدبي إذا ركَّزنا على بنية العنوان، إلى جانب أن الباحث يونس خص الموسوعة في جزئها الأول بثلاثة موضوعات له" ربع الكتاب" وموضوع رابع يعنيه مباشرة، وهو كتاب له موضوع بحث العراقية هند عباس علي، أليس في ذلك استئثار بالعمل إجمالاً، وما في ذلك من محورة للموضوع المعنون ؟
في الجانب الآخر، وهو منهجي بحثي ومعرفي، هل حقاً أن الباحث يونس كان حيادياً في اختياراته ذات العلاقة الفعلية بموضوعه، وهو يتحدث عن الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ذوي حظوة في هذا العمل الذي يسمّيه أكثر من غيره، وما في مفهوم " الجماعي " من إشكالية جهة التقسيم ونسبة المشاركة ؟
وعلى سبيل المثال، ما الذي غيَّب باحثاً مختصاً في السينما في مقام " محمود قاسم " وله كم لافت من الكتب فيها، وكما في الجنسانية: السينما والجنس- سينما تاء التأنيث...، ولتتعرض باحثة من سوريا عن هذا الجانب في مصر؟ أليس ذلك مقلّلاً من قيمة الكتاب؟ أقولها دون أي تقليل من كتابة معينة عبود، إنما هو البعد المعرفي التخصصي أكثر !
لا أدري، وأنا بصدد هذه النقطة، هل اتصل بالباحث المصري، أو بباحثين وباحثات لهم/ لهن حضور في الساحة الثقافية العربية: رجاء بن عالم، عبدالصمد الديالمي، منى فياض، زياد منى، تركي الربيعو، فاضل الربيعي، يسرى المقدم، وأنا بتواضع...الخ. في الوقت الذي يمكن التأكيد على سهولة الاتصال في عالم اليوم، إن أريد لذلك أن يتحقق !
أعتقد أن ثمة انزياحاً عن الاسم الفعلي إن أمعنا النظر في متطلباته، أي: موسوعة الجنسانية، وكيف أن إعطاء مكانة لافتة للموضوعات الأدبية قبل الدخول في إطار الاسم مفهوماً وتنوع علاقات وإشكالات ووضع سردية لمكوناته البحثية لتكون عامل تنوير للتالي على مستوى الدراسات الأدبية والفنية " جهة البحث السينمائي "، أي ما يجعل من مفردة " المتخصصين " لحظة مساءلة الاسم ودقته، في معرض المكاشفة النقدية !
لا أختم المقال، إنما أرى أن مختَتم مقال الباحث يونس لا يخلو من تفخيم للمكوَّن في " الموسوعة " ونطمح في أن تكون هذه الموسوعة مرجعا مهما للباحثين في حقل الجنسانية العربية، وللقرّاء المهتمين بهذا الجانب المعرفي، شديد الحساسية، وللدارسين من طلابنا الأعزاء، وبخاصة في شعبتي الماجستير والدكتوراه، في أقسام الدراسات العليا في جامعاتنا العربية، وفي الجامعات الأجنبية التي عملنا بها سابقا، ونعمل بها حاليا. " وهو يتبع بدايته كما يعرّف نظرة الباحث الذاتية إلى موضوعه، وما يترتب على زاوية النظرة هذه من تجاهل لجهود آخرين، لا أقول عن أنهم سبقوه في الكتابة الأكثر إقدامية ومغامرة مقاربة نقدية، إنما على الأقل لا يقلّون عنه انشغالاً بهذا الموضوع المركّب والشائك والشيق والذي يتطلب بالمقابل إلى شجاعة معرفية أكثر وحس تقدير للآخر.
ما أرجوه ألا يكون الجزء الثاني كأوله، وما أكتبه ليس أكثر من تقدير لأي عمل يندرج في هذا المنحى أولاً، وبغية التطلع إلى الأفضل ثانياً . أكرّر التحية للباحث محمد عبدالرحمن يونس !
إبراهيم محمود
أتوقف بداية عند كتابة الباحث يونس، الذي أذكره جيداً، حيث تهاتفنا قبل أكثر من عقدين من الزمن، ربما أكثر من مرة، وذكر لي مدى اهتمامه بألف ليلة وليلة، أي ما يجمعنا في إطار ما انشغل به، وما عمل من أجله وما آل إليه مساره البحثي في عمل جماعي مشترك ، وأنا أشير هنا إلى أن للباحث يونس عدة كتب تتمحور حول " ألف ليلة وليلة": الجنس والسلطة في ألف ليلة وليلة، 1992- الاستبداد السلطوي والفساد الجنسي في ألف ليلة وليلة، 2007- نساء السلطة في ألف ليلة وليلة، 2010....الخ، وهي موضوعات جالبة للانتباه، ولكنها مقارنة بموضوعات تستغرق ما هو صادم للسائد: اللواط، السحاق، تاريخية الجنسانية العربية- الإسلامية من خلال ما يجري الآن.
لن أتطرق إلى المقدمة ذات الصلة بالجنسانية وموقعها في التراث العربي – الإسلامي، وحديثه عن الكتاب المعاصرين ممن " خرقوا " الخوف من الكتابة في هذا المضمار، مشيراً فيما بعد إلى مجلة " الناقد " ونشره، ضمناً ، مقالاً ذا علاقة بما انهمَّ به تالياً. ولا أدري هنا أيضاً، ما إذا فعل " الخرق " جائزاً اعتماده وهو بهيبة محتواه لقاء كتابة مقال أو بحث محدود! ربما كان هذا الخرق منطبقاً بمفهومه عموماً على مغامرة اللبنانية جمانة حداد في مجلتها " جسد "، حيث أسهمتُ أنا فيها بكتابة عدة مقالات ؟!
يتحدث فيما بعد عن مدى معاناته حتى تمكن من نشر بحثه، ومن ثم يشير إلى أصدقائه المقربين، وتردده في عرض طلبه عليهم بغية العمل في مشروع بحثي مشترك.
هنا أجدني مشدَّداً على خلل في العلاقة، أو غياب الدقة في التعبير عن الآخر، كيف؟ أورد هذا المقطع أولاً " كان عليّ أن أقترح مشروع كتابنا هذا على مجموعة من أصدقائي المقربين الذين تربطني بهم أواصر صداقة واحترام عميقين، كوننا عملنا معا في جامعات واحدة، أو نشرنا معا في مجلات أكاديمية واحدة، أو التقينا معا في مؤتمرات وندوات أدبية تهتم بالأدب والنقد الأدبي ". السؤال هنا، كيف تتقابل هذه الصداقة القوية، العميقة مع التردد الذي يفصح عنه فيما بعد " وفي البداية كنت مترددا وخائفا من عرضي هذا لأنه قد لا يجد صدى طيبا، وقبولا منهم، أو ربّما يستنفر بعضهم لومه وتقريعه على اختياري هذا الموضوع الذي تُعدّ الكتابة فيه محرّمة، وضربا من الخوف والقلق والحذر، إلاّ أن خوفي هذا سرعان ما تبدد حين لاقت فكرة مشروعي قبولا طيبا، واستحسانا كريما من هؤلاء الأصدقاء الكتاب الذين كتبوا معي، باستثناء أستاذ جامعي، كاتب صديق، إذ لامني على هذا المشروع، ونهاني عنه، لأنّه ربّما قد يسبب لي متاعب في المستقبل، وبخاصة في الوسط الأكاديمي الجامعي الذي عملت معه سابقا، وأعمل معه حاليا، ونبّه إلى خطورة هذا المشروع لأنّ الوسط الاجتماعي الذي نشأت فيه، وتربيت، سيكيل لي التهم المتعددة التي لن أسلم منها ".
ألا يرتبط التردد بنقص في معرفة الآخر: المعرفة التي يتطلبها تناول موضوع بهذه" الخطورة " كما يُستقرَأ فيما سطَّره، وفي الوقت الذي يتحدث عن عمق الرابطة المعرفية وخاصية الصداقة القائمة على لقاءات وسواها؟ أليس في هذا التعبير- أيضاً- إشهار دعائي لما يقوم به؟ رباطة جأشه، وإصراره على إنجاز ما صمم عليه، مقابل خشية ما يمكن أن يترتب عما يقوم سلبياً؟ وما في ذلك من تقليل من مقام الآخر: الصديق، ليكون هو أكثر من غيره في قلب العاصفة !
تالياً، يثمّن الموضوعات المكوّنة لـ" الموسوعة " وأرى أن هذه الموضوعات التي كتبها زملائي الباحثون على غاية من الأهمية والتميّز في طرح كثير من القضايا المعرفية، والمظاهر الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية المرتبطة بموضوع الجنس والجنسانية، سواء أكانت هذه الجنسانية مبثوثة في الخطابات الفقهية والتاريخية، والحكائية القديمة، أو في الخطابات الإبداعية المعاصرة، وتحديدا في الخطاب القصصي، والروائي العربي المعاصرين. " .
طبعاً، لن أقلل من قيمة أومكانة هذه الموضوعات، ولن أقيّمها، كما قلتـ في هذه العجالة، وهي موضوع نقاش وحوار، ولأن ليس في وسع أحد تجريد أي موضوع من قيمة معينة، إنما ينصب الكلام على كلام المتكلّم وتوصيفه للموضوعات، وربما ما يعنيه هو عينه فيما اشتغل عليه وعرِف به بحثياً، وأنا أمعن النظر فيها وهي متسلسلة :
1 ـــ الأبعاد والدلالات في الألفاظ الجنسانية في ذكريات ومواجع على ضفاف عدن للقاص محمد عبدالرحمن يونس. أ. د.هند عباس علي / العراق.
2 ــــ تمظهرات الجنسانية الأنثوية بين الشبقية والطهرانية ـــ رواية "نساء كازانوفا" لواسيني الأعرج /أنموذجا. د. زينب بن هلال / الجزائر.
3 ـــ الجنس بين الكبح وسقوط المحرمات . المهدي نقوس / المغرب.
4 ــــ الجنسانيّة في السينما العربية، السينما المصرية (أنموذجا). معينة سليمان عبود ـ/ سوريا.
5 ــــ الحب والجنس في كتابات الفقهاء والشيوخ. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس / سوريا.
6 ــــ دلائلية الخطاب الجنسي في روايات: التفكك/ عرس بغل / سوناتا لأشباح القدس ـ بين المشهدية الجنسية والتظهير ـ د. عايدة حوشي/ الجزائر.
7 ــــ الشخصية الإشكاليّة المادية في الرواية العربية رواية: لحظة القبض على حشاش، أنموذجا. جعفر كمال / لندن.
8 ــــ سعار الشبقي والجنساني في حياة ملوك ألف ليلة وليلة وسلاطينها ـ دراسة نقدية في متن بعض حكايات ألف ليلة وليلة. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس/ سوريا.
9 ـــــ الشذوذ الجنسي في مصر خلال عصر سلاطين المماليك ـ سلوك العامة نموذجًا (1250 – 1517). د. أشرف صالح محمد سيد/ مصر.
10 ــــ صورة المرأة في مرويات العصور المتأخرة ــ قراءة سيميائية في كتاب ابتلاء الأخيار بالنســاء الأشرار. أ. د. م. سعيد عبدالهادي المرهج/ العراق.
11 ــــ قراءة في كتاب: الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ العربي. أ. د. محمد عبدالرحمن يونس.
12 ــــ الماهية الأنثوية بين الخطابات الشبقية والخطابات الصوفية. أ. د. م. فريدة مولى /الجزائر.
الطابع الغالب على هذه الموضوعات أدبي إذا ركَّزنا على بنية العنوان، إلى جانب أن الباحث يونس خص الموسوعة في جزئها الأول بثلاثة موضوعات له" ربع الكتاب" وموضوع رابع يعنيه مباشرة، وهو كتاب له موضوع بحث العراقية هند عباس علي، أليس في ذلك استئثار بالعمل إجمالاً، وما في ذلك من محورة للموضوع المعنون ؟
في الجانب الآخر، وهو منهجي بحثي ومعرفي، هل حقاً أن الباحث يونس كان حيادياً في اختياراته ذات العلاقة الفعلية بموضوعه، وهو يتحدث عن الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ذوي حظوة في هذا العمل الذي يسمّيه أكثر من غيره، وما في مفهوم " الجماعي " من إشكالية جهة التقسيم ونسبة المشاركة ؟
وعلى سبيل المثال، ما الذي غيَّب باحثاً مختصاً في السينما في مقام " محمود قاسم " وله كم لافت من الكتب فيها، وكما في الجنسانية: السينما والجنس- سينما تاء التأنيث...، ولتتعرض باحثة من سوريا عن هذا الجانب في مصر؟ أليس ذلك مقلّلاً من قيمة الكتاب؟ أقولها دون أي تقليل من كتابة معينة عبود، إنما هو البعد المعرفي التخصصي أكثر !
لا أدري، وأنا بصدد هذه النقطة، هل اتصل بالباحث المصري، أو بباحثين وباحثات لهم/ لهن حضور في الساحة الثقافية العربية: رجاء بن عالم، عبدالصمد الديالمي، منى فياض، زياد منى، تركي الربيعو، فاضل الربيعي، يسرى المقدم، وأنا بتواضع...الخ. في الوقت الذي يمكن التأكيد على سهولة الاتصال في عالم اليوم، إن أريد لذلك أن يتحقق !
أعتقد أن ثمة انزياحاً عن الاسم الفعلي إن أمعنا النظر في متطلباته، أي: موسوعة الجنسانية، وكيف أن إعطاء مكانة لافتة للموضوعات الأدبية قبل الدخول في إطار الاسم مفهوماً وتنوع علاقات وإشكالات ووضع سردية لمكوناته البحثية لتكون عامل تنوير للتالي على مستوى الدراسات الأدبية والفنية " جهة البحث السينمائي "، أي ما يجعل من مفردة " المتخصصين " لحظة مساءلة الاسم ودقته، في معرض المكاشفة النقدية !
لا أختم المقال، إنما أرى أن مختَتم مقال الباحث يونس لا يخلو من تفخيم للمكوَّن في " الموسوعة " ونطمح في أن تكون هذه الموسوعة مرجعا مهما للباحثين في حقل الجنسانية العربية، وللقرّاء المهتمين بهذا الجانب المعرفي، شديد الحساسية، وللدارسين من طلابنا الأعزاء، وبخاصة في شعبتي الماجستير والدكتوراه، في أقسام الدراسات العليا في جامعاتنا العربية، وفي الجامعات الأجنبية التي عملنا بها سابقا، ونعمل بها حاليا. " وهو يتبع بدايته كما يعرّف نظرة الباحث الذاتية إلى موضوعه، وما يترتب على زاوية النظرة هذه من تجاهل لجهود آخرين، لا أقول عن أنهم سبقوه في الكتابة الأكثر إقدامية ومغامرة مقاربة نقدية، إنما على الأقل لا يقلّون عنه انشغالاً بهذا الموضوع المركّب والشائك والشيق والذي يتطلب بالمقابل إلى شجاعة معرفية أكثر وحس تقدير للآخر.
ما أرجوه ألا يكون الجزء الثاني كأوله، وما أكتبه ليس أكثر من تقدير لأي عمل يندرج في هذا المنحى أولاً، وبغية التطلع إلى الأفضل ثانياً . أكرّر التحية للباحث محمد عبدالرحمن يونس !
إبراهيم محمود