(مهداة إلى الدكتور محمد القصاص
في الكلمة الموجزة التي قدمت عن (الوجودية) ما يكشف عن الخطوط الرئيسية لهذا المذهب، ويوضح معالمه الكبرى، وإن يكن الحديث عن (الوجودية) كلمات وكلمات، حتى يمكن أن تستقر في أذهان الناس مبادئ هذا المذهب الذي أعتقد أننا - نحن الشرقيين على وجه العموم - أشد ما نكون حاجة إلى قراره في نفوسنا، لتحلل من الميوعة والوغادة والانحلال الساري بها.
وقد أوضحت في كلمتي أن (الوجودية) تطلب إلى الناس أن يكونوا شجعانا في حمل المسئوليات التي تلقيها الحياة عليهم، أشداء أقوياء من أعمال، وأن يهدفوا بأفعالهم وأقوالهم - فإن القول عند المذهب الوجودي إنما هو عمل إيجابي بل الصمت ذاته نوع من العمل وإن يكن سلبيا - أن يهدفوا إلى تغيير أو تعديل أو هدم لوضعية من وضعيات الحياة، لا أن يهرفوا في الهواء بكلام ولكن لا غناء فيه ولا فيه أثر له!
ولكي أقرب إلى أذهان القراء المذهب أربد أن أعقد في كلمتي هذه مقارنة بين أسطورة تناولها بين اليونان الأقدمون على طريقتهم التقليدية الكلاسيكية المعروفة، وتناولها (جان بول سارتر) على طريقته الوجودية المستحدثة، وتوضح فرق ما بين خصائص المذهب الوجودي وما عداه من المذاهب، وتكشف في جلاء عن القواعد الصحيحة التي يقوم عليها هذا المذهب الذي يناله الجاهلون بالذم والإساءة، ويقصدونه بالتشهير والتعيير، ليزجوا النكتة إلى القارئ، ويقدموا غليه التسلية والتلهية، ويكونوا عنده من الظرفاء المحبين!!
فنحن نعرف الأسطورة اليونانية الشهيرة التي نظمها أول الشعراء الممثلين النابهين م اليونان إسكيلوس في القرن الخامس قبل الميلاد، ونظمها من بعده الشاعر اليوناني الخطير سوفوكليس في مسرحيتين ما زالتا تنبضان بالحرارة والحياة، وما زالتا معينا خصبا للشعراء والكتاب على مختلف العصور، وأعني بها أسطورة (أجا ممنون)، التي نلخصها في أيجار شديد وفي اقتضاب لا يمكن أن يجزئ عن قراءتها كاملة - بما يأتي:
هب (أجا ممنون) مع الذاهبين إلى حرب (طروادة) تلك الحرب الضروس التي عقد (هوميروس) الإلياذة وعلى العودة منها (الأوديسة) وغاب (أجا ممنون) عشر سنوات عن زوجه التي لم تكن تعلم عنه خلال هذه السنين شيئا ولا تدري من أنبائه قليلا أو كثيرا، فاتخذت لها من دونه عشيقا (إيجست) أخاه، وظلت تقاسمه الفراش طوال هذا الزمن، وبيتت معه أمرا إن آذنت الأقدار بعودة (أجا ممنون)!
وكتب الله النصر لليونانيين على الطرواديين، وعاد (أجا منون) فيمن عاد من الظافرين المنتصرين، فاستقبلته زوجه استقبالا رائعا وأبت أن تمس قدماء الأرض فمدت له البسط الأرجوانية وأقامت له معالم الفرح والسرور. وما هو غلا أن يدخل إلى الحمام حتى تشده فيلباس يحتويه كالشبكة إذ تحتوي السمكة، ثم تهوي على عنقه فتصميه!
وكان كل منها ابنة اسمها (ألكترا) وابن اسمه (أورست)، أما الابن فقد استطاعت أخته إخفاءه وتهريبه مع مربيه الذي لازمه وما فتئ يلقنه كيف يأخذ بثأر أبيه، وأما الابنة فقد ظلت في قصر أبيها القتيل أشبه ما تكون بالخادم أو الأمة تشهد عشيق أمها يقاسمها فراش أبيها (أجا ممنون) وتنتظر أخاها الغائب - وقد شب عن الطوق وصار رجلا يستطيع أن ينهض بما ينهض به الرجال - تنتظره ليأخذ بثأر أبيه ويخلصها مما تعاني، وقد أوحى إليها أنه لا محالة عائدة فعاشت على هذا الأمل المرجو.
ثم يجيء (أورست) بوحي من الإله (أبولون) فيقتل أمه ويقتل عشيقها (إيجست) تنفيذاً للوحي، ثم يهرب إلى معبد هذا الإله محتميا به طالبا إليه ألا يتركه وألا يتخلى عنه، ثم يحاكم (أورست) أمام مجلس من أهل أتينا ترأسه الإلهة (أتينا) فيدفع (أورست) عن نفسه بأنه لم يقترف جريمة القتل إلا استجابة لما أوحى إليه به الإله (أبولون)، ويعترف الإله (أبولون) بذلك وبأنه هو الآخر قد أوحى إلى (أورست) بما أوحى استجابة لما أمره به كبير الآلهة (ذوس)! ويدافع عنه دفاعا مجيدا حتى تنتهي المحاكمة بتبرئته!.
هذا هو ملخص مضغوط جدا لأسطورة (أجا ممنون) كما ذكرتها الأساطير اليونانية. والذي يهمنا من هذه الأسطورة جميعها هي شخصية (أورست) وعليه سنعقد المقارنة، فماذا كان (أورست) هذا في الأسطورة اليونانية؟ ثم كيف صار عند زعيم المذهب الوجودي؟
لم يكن (أورست) في الأسطورة اليونانية غير آلة في يد الأقدار اتخذته لتنفيذ إرادتها، فلم يكن له هدف خاص في جريمته ولم تكن لديه (فكرة) عنها، ولم تكن لجريمته هذه علاقة بالحياة. . بحياته هو أو حياة الناس الذين يعايشهم، ولم يكن ينبغي بها تغيير أو تبديلا لشيء في الحياة، وهو قد تنصل منها بعد أن أتاها وضعف واستخذى وخارت قواه، وفر إلى الإله (أبولون) ثم إلى الإلهة (أتينا) يستجير بهما من ربات الانتقام اللائى يلاحقنه يبغين قتله جزاء على فعلته، فكانت جريمته بلهاء صماء لا معنى لها ولا أثر ولا هدف تهدف إليه.
وكيف كان (أورست) هذا عند زعيم الوجودية (جان بول سارتر)؟
إنه أخرج هذه الأسطورة على طريقته في روايته الشهيرة المسماة (الذباب أو الندم) التي قام بترجمتها الكاتب الكبير المبشر بالوجودية في مصر (الدكتور محمد القصاص) والتي أدعو القراء وبخاصة هؤلاء الذين يتهكمون على الوجودية أن يقرءوها في إخلاص وتجرد من الهوى. . . وأنا زعيم لهم بأن ينقلبوا لهذا المذهب أنصارا ومحبين.
جعل سارتر من (أورست) رجلا آخر يغاير تمام المغايرة ما كان عليه عند اليونان، جعله الرجل (الوجودي) المنشود!
يقترف الجريمة وهو يعني ما يفعل، ويقترفها حرا كريما مسئولا عنها وحده دون وحي سابق أو معونة خارجية، ويقترفها وهو يهدف باقترافها إلى احتمال آثام الناس التي يتردون فيها، والانفراد بالندم الذي يلاحقهم ويملأ عليهم حياتهم، وتلاحقه ربات الانتقام وتلازمه ليضعف أو يندم أو يهن فلا يكون ذلك منه أبدا. . ويقول في قوة وعنف (لقد فعلت ما فعلت ولن أندم عليه.) ويخاطب أخته (ألكترا) في أمر شعبة البائس النادم الغارق في الإثم فيقول لها: - (أصغي إلي: هؤلاء الناس الذين يرتعدون فرقا في غرفاتهم المظلمة تحيط بهم فقداؤهم الأعزاء. ما ترين لو أخذت على كاهلي جميع خطاياهم؟ ولو أردت أن ألقب عن جدارة (يسارق الندم)! وأن أفسح في نفسي مكانا لجميع توباتهم) ثم يخاطب شعبه المجتمع بين يديه فيقول لهم: (. . . إن جريمة لا يقوى صاحبها على الاضطلاع بحملها ليست جريمة إنسان بل هي أقرب إلى الحادث العارض. . . وأنا أصر أمام وجه الشمس على نسبتها إلي وهي كنه حياتي ومعدن كبريائي، ولم أرتكب جريمة القتل إلا من أجلكم. . . من أجلكم أنتم. . . ألقوا على بخطاياكم وبندمكم وبالضيق الذي يقبض لياليكم وبجريمة (إيجست) وليضطلع بجميعها كاهلي)
هذا هو (أورست) الوجودي، أو على الأصح هذه هي (الوجودية) ممثلة في أورست، فماذا تكون الوجودية إذن؟ إنها الرجولة والحرية والشجاعة واحتمال المسئولية والصراحة والجرأة، والاتفاق مع النفس في السر والعلن، وبذل الجهد لإصلاح الحياة الراهنة وتطورها. . .
فقل للذين يعيبونها دون فهم، ويزدرونها دون علم، ما ضر لو صبرتم حتى تدركوا وما تكتبون، وتفهوا ما تقولون؟
انتهى
علي متولي صلاح
مجلة الرسالة - العدد 943
بتاريخ: 30 - 07 - 1951
في الكلمة الموجزة التي قدمت عن (الوجودية) ما يكشف عن الخطوط الرئيسية لهذا المذهب، ويوضح معالمه الكبرى، وإن يكن الحديث عن (الوجودية) كلمات وكلمات، حتى يمكن أن تستقر في أذهان الناس مبادئ هذا المذهب الذي أعتقد أننا - نحن الشرقيين على وجه العموم - أشد ما نكون حاجة إلى قراره في نفوسنا، لتحلل من الميوعة والوغادة والانحلال الساري بها.
وقد أوضحت في كلمتي أن (الوجودية) تطلب إلى الناس أن يكونوا شجعانا في حمل المسئوليات التي تلقيها الحياة عليهم، أشداء أقوياء من أعمال، وأن يهدفوا بأفعالهم وأقوالهم - فإن القول عند المذهب الوجودي إنما هو عمل إيجابي بل الصمت ذاته نوع من العمل وإن يكن سلبيا - أن يهدفوا إلى تغيير أو تعديل أو هدم لوضعية من وضعيات الحياة، لا أن يهرفوا في الهواء بكلام ولكن لا غناء فيه ولا فيه أثر له!
ولكي أقرب إلى أذهان القراء المذهب أربد أن أعقد في كلمتي هذه مقارنة بين أسطورة تناولها بين اليونان الأقدمون على طريقتهم التقليدية الكلاسيكية المعروفة، وتناولها (جان بول سارتر) على طريقته الوجودية المستحدثة، وتوضح فرق ما بين خصائص المذهب الوجودي وما عداه من المذاهب، وتكشف في جلاء عن القواعد الصحيحة التي يقوم عليها هذا المذهب الذي يناله الجاهلون بالذم والإساءة، ويقصدونه بالتشهير والتعيير، ليزجوا النكتة إلى القارئ، ويقدموا غليه التسلية والتلهية، ويكونوا عنده من الظرفاء المحبين!!
فنحن نعرف الأسطورة اليونانية الشهيرة التي نظمها أول الشعراء الممثلين النابهين م اليونان إسكيلوس في القرن الخامس قبل الميلاد، ونظمها من بعده الشاعر اليوناني الخطير سوفوكليس في مسرحيتين ما زالتا تنبضان بالحرارة والحياة، وما زالتا معينا خصبا للشعراء والكتاب على مختلف العصور، وأعني بها أسطورة (أجا ممنون)، التي نلخصها في أيجار شديد وفي اقتضاب لا يمكن أن يجزئ عن قراءتها كاملة - بما يأتي:
هب (أجا ممنون) مع الذاهبين إلى حرب (طروادة) تلك الحرب الضروس التي عقد (هوميروس) الإلياذة وعلى العودة منها (الأوديسة) وغاب (أجا ممنون) عشر سنوات عن زوجه التي لم تكن تعلم عنه خلال هذه السنين شيئا ولا تدري من أنبائه قليلا أو كثيرا، فاتخذت لها من دونه عشيقا (إيجست) أخاه، وظلت تقاسمه الفراش طوال هذا الزمن، وبيتت معه أمرا إن آذنت الأقدار بعودة (أجا ممنون)!
وكتب الله النصر لليونانيين على الطرواديين، وعاد (أجا منون) فيمن عاد من الظافرين المنتصرين، فاستقبلته زوجه استقبالا رائعا وأبت أن تمس قدماء الأرض فمدت له البسط الأرجوانية وأقامت له معالم الفرح والسرور. وما هو غلا أن يدخل إلى الحمام حتى تشده فيلباس يحتويه كالشبكة إذ تحتوي السمكة، ثم تهوي على عنقه فتصميه!
وكان كل منها ابنة اسمها (ألكترا) وابن اسمه (أورست)، أما الابن فقد استطاعت أخته إخفاءه وتهريبه مع مربيه الذي لازمه وما فتئ يلقنه كيف يأخذ بثأر أبيه، وأما الابنة فقد ظلت في قصر أبيها القتيل أشبه ما تكون بالخادم أو الأمة تشهد عشيق أمها يقاسمها فراش أبيها (أجا ممنون) وتنتظر أخاها الغائب - وقد شب عن الطوق وصار رجلا يستطيع أن ينهض بما ينهض به الرجال - تنتظره ليأخذ بثأر أبيه ويخلصها مما تعاني، وقد أوحى إليها أنه لا محالة عائدة فعاشت على هذا الأمل المرجو.
ثم يجيء (أورست) بوحي من الإله (أبولون) فيقتل أمه ويقتل عشيقها (إيجست) تنفيذاً للوحي، ثم يهرب إلى معبد هذا الإله محتميا به طالبا إليه ألا يتركه وألا يتخلى عنه، ثم يحاكم (أورست) أمام مجلس من أهل أتينا ترأسه الإلهة (أتينا) فيدفع (أورست) عن نفسه بأنه لم يقترف جريمة القتل إلا استجابة لما أوحى إليه به الإله (أبولون)، ويعترف الإله (أبولون) بذلك وبأنه هو الآخر قد أوحى إلى (أورست) بما أوحى استجابة لما أمره به كبير الآلهة (ذوس)! ويدافع عنه دفاعا مجيدا حتى تنتهي المحاكمة بتبرئته!.
هذا هو ملخص مضغوط جدا لأسطورة (أجا ممنون) كما ذكرتها الأساطير اليونانية. والذي يهمنا من هذه الأسطورة جميعها هي شخصية (أورست) وعليه سنعقد المقارنة، فماذا كان (أورست) هذا في الأسطورة اليونانية؟ ثم كيف صار عند زعيم المذهب الوجودي؟
لم يكن (أورست) في الأسطورة اليونانية غير آلة في يد الأقدار اتخذته لتنفيذ إرادتها، فلم يكن له هدف خاص في جريمته ولم تكن لديه (فكرة) عنها، ولم تكن لجريمته هذه علاقة بالحياة. . بحياته هو أو حياة الناس الذين يعايشهم، ولم يكن ينبغي بها تغيير أو تبديلا لشيء في الحياة، وهو قد تنصل منها بعد أن أتاها وضعف واستخذى وخارت قواه، وفر إلى الإله (أبولون) ثم إلى الإلهة (أتينا) يستجير بهما من ربات الانتقام اللائى يلاحقنه يبغين قتله جزاء على فعلته، فكانت جريمته بلهاء صماء لا معنى لها ولا أثر ولا هدف تهدف إليه.
وكيف كان (أورست) هذا عند زعيم الوجودية (جان بول سارتر)؟
إنه أخرج هذه الأسطورة على طريقته في روايته الشهيرة المسماة (الذباب أو الندم) التي قام بترجمتها الكاتب الكبير المبشر بالوجودية في مصر (الدكتور محمد القصاص) والتي أدعو القراء وبخاصة هؤلاء الذين يتهكمون على الوجودية أن يقرءوها في إخلاص وتجرد من الهوى. . . وأنا زعيم لهم بأن ينقلبوا لهذا المذهب أنصارا ومحبين.
جعل سارتر من (أورست) رجلا آخر يغاير تمام المغايرة ما كان عليه عند اليونان، جعله الرجل (الوجودي) المنشود!
يقترف الجريمة وهو يعني ما يفعل، ويقترفها حرا كريما مسئولا عنها وحده دون وحي سابق أو معونة خارجية، ويقترفها وهو يهدف باقترافها إلى احتمال آثام الناس التي يتردون فيها، والانفراد بالندم الذي يلاحقهم ويملأ عليهم حياتهم، وتلاحقه ربات الانتقام وتلازمه ليضعف أو يندم أو يهن فلا يكون ذلك منه أبدا. . ويقول في قوة وعنف (لقد فعلت ما فعلت ولن أندم عليه.) ويخاطب أخته (ألكترا) في أمر شعبة البائس النادم الغارق في الإثم فيقول لها: - (أصغي إلي: هؤلاء الناس الذين يرتعدون فرقا في غرفاتهم المظلمة تحيط بهم فقداؤهم الأعزاء. ما ترين لو أخذت على كاهلي جميع خطاياهم؟ ولو أردت أن ألقب عن جدارة (يسارق الندم)! وأن أفسح في نفسي مكانا لجميع توباتهم) ثم يخاطب شعبه المجتمع بين يديه فيقول لهم: (. . . إن جريمة لا يقوى صاحبها على الاضطلاع بحملها ليست جريمة إنسان بل هي أقرب إلى الحادث العارض. . . وأنا أصر أمام وجه الشمس على نسبتها إلي وهي كنه حياتي ومعدن كبريائي، ولم أرتكب جريمة القتل إلا من أجلكم. . . من أجلكم أنتم. . . ألقوا على بخطاياكم وبندمكم وبالضيق الذي يقبض لياليكم وبجريمة (إيجست) وليضطلع بجميعها كاهلي)
هذا هو (أورست) الوجودي، أو على الأصح هذه هي (الوجودية) ممثلة في أورست، فماذا تكون الوجودية إذن؟ إنها الرجولة والحرية والشجاعة واحتمال المسئولية والصراحة والجرأة، والاتفاق مع النفس في السر والعلن، وبذل الجهد لإصلاح الحياة الراهنة وتطورها. . .
فقل للذين يعيبونها دون فهم، ويزدرونها دون علم، ما ضر لو صبرتم حتى تدركوا وما تكتبون، وتفهوا ما تقولون؟
انتهى
علي متولي صلاح
مجلة الرسالة - العدد 943
بتاريخ: 30 - 07 - 1951