نعم إن الإنسان من حيث أنه حي عاقل متخلق بأخلاق متخالفة وجار على عادات متباينة، ومن حيث أنه خاضع لظروف وأحوال متضاربة بين الخير والشر، من حيث أنه مدفوع بدوافع شتى إلى أفعال متراوحة بين الحُسْنِ والقٌبْحِ أن الإنسان من هذه الحثيثات كلها، لا يكون بابن أمه وأبيه فقط، بل كما أنه ابن أمه وأبيه كذلك، هو ابن أسرته وعشيرته، وابن الدين الذي يدين به، والنِّحلة التي ينتحلها. وكذلك هو ابن المجتمع الذي عاش بين أهله، والإقليم الذي تقلب تحت جوه، وكذلك هو ابن الأمة التي انتمى إليها والحكومة التي خضع لأحكامه، وبالجملة هو ابن زمانه ومكانه.
ومعنى أنه ابن هذه الأمور كلها، أن كلاً منها يُعَد سبباً من أسباب تكوينه مادياً وأدبياً. فالزمان والمكان والدين والعقيدة والحكومة والحالة الاجتماعية والعادات القومية، كلها ذات صلة بتكوين المرء، لا هل في الحقيقة عن صلة أبيه وأمه به.
فالإنسان ليس بابن أمه وأبيه فقط، بل هو ابن هذه الأمور كلها. فإذا أردنا أن نعرف حياة رجل من الغايرين معرفة حقيقة، وجب علينا لأن نلم بهذه الأسباب التي كل واحد منا ذو علاقة بتكوينه وإنشائه على الصفات التي كان عليها في حياته. فكان يجب أن نعرف بالضبط حياة أمه وأبيه وأسرته وذويه، وكذلك يجب أن نعرف أحوال الظروف التي نشأ فيها من زمان ومكان. وإلا، لم نكن عرفنا من حياته سوى أنه أبن فلان، وأنه ولد سنة كذا، وعاش كذا مدة من الزمن. ومعرفة ذلك لا تجدي نفعاً، لأننا نريد أن نعرف حياته معرفة تحليلية بعللها وأسبابها، حتى يكون كرجل عاش بين ظهرانينا، فجالسناه، وعاشرناه، زمناً طويلاً، فعجمنا عوده، واطلعنا على مجره وبجره.
هذه هي الطريقة التي تجري عليها كتاب العصر في تراجم من غَيَرَ من الرجال. فالترجمة ليست بالأمر السهل، بل هي محتاجة إلى بحث وتنقيب طويلين، وإلى تحليل وتركيب صحيحين ربما استغرقا مديدة من الزمن.
وأني آسف، جداً، على أنني لم أجد من الوقت ما يتسنى لي فيه أن أتفرغ للبحث والتنقيب عما يلزم لمعرفة هذا الشاعر الكبير، وأني جئت في هذه العجالة لأنظر في حياته نظرة إجمالية، فمعذرة مني إليكم.
ومعنى أنه ابن هذه الأمور كلها، أن كلاً منها يُعَد سبباً من أسباب تكوينه مادياً وأدبياً. فالزمان والمكان والدين والعقيدة والحكومة والحالة الاجتماعية والعادات القومية، كلها ذات صلة بتكوين المرء، لا هل في الحقيقة عن صلة أبيه وأمه به.
فالإنسان ليس بابن أمه وأبيه فقط، بل هو ابن هذه الأمور كلها. فإذا أردنا أن نعرف حياة رجل من الغايرين معرفة حقيقة، وجب علينا لأن نلم بهذه الأسباب التي كل واحد منا ذو علاقة بتكوينه وإنشائه على الصفات التي كان عليها في حياته. فكان يجب أن نعرف بالضبط حياة أمه وأبيه وأسرته وذويه، وكذلك يجب أن نعرف أحوال الظروف التي نشأ فيها من زمان ومكان. وإلا، لم نكن عرفنا من حياته سوى أنه أبن فلان، وأنه ولد سنة كذا، وعاش كذا مدة من الزمن. ومعرفة ذلك لا تجدي نفعاً، لأننا نريد أن نعرف حياته معرفة تحليلية بعللها وأسبابها، حتى يكون كرجل عاش بين ظهرانينا، فجالسناه، وعاشرناه، زمناً طويلاً، فعجمنا عوده، واطلعنا على مجره وبجره.
هذه هي الطريقة التي تجري عليها كتاب العصر في تراجم من غَيَرَ من الرجال. فالترجمة ليست بالأمر السهل، بل هي محتاجة إلى بحث وتنقيب طويلين، وإلى تحليل وتركيب صحيحين ربما استغرقا مديدة من الزمن.
وأني آسف، جداً، على أنني لم أجد من الوقت ما يتسنى لي فيه أن أتفرغ للبحث والتنقيب عما يلزم لمعرفة هذا الشاعر الكبير، وأني جئت في هذه العجالة لأنظر في حياته نظرة إجمالية، فمعذرة مني إليكم.