ديوان الغائبين ديوان الغائبين : موسى السوداني - العراق - 1892 - 1926

موسى بن طاهر بن حسن بن بندر بن سباهي الكندي السوداني. من علماء الشيعة، شاعر أديب. ولد في النجف، ونشأ فيها وتوفي بالعمارة جنوب العراق.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت ضمن كتاب: «شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط في ستة آلاف بيت ذكره الأميني في معجمه.
شعره غزير، يتميز بطول النفس، ومتانة التراكيب، نظمه في الأغراض التقليدية، أكثره في المديح والتهاني. وجهه إلى شيوخه في مناسبات مختلفة مثل عودتهم من سفر أو حج، كما وجه قطاعًا كبيرًا من شعره إلى مديح الأعيان والوجهاء، تتميز لغته بالجزالة وحسن السبك، ويميل في مدحه إلى المبالغة، يتبع في مدائحه التقليد التراثي الذي يقدم للمدح بالنسيب، ويختمه بالدعاء للممدوح.

حياك مياس المعاطف
حياك مياس المعاطف = صلت اللواحظ والسوالف
في ثغره كنت حميا الراح = في تلك الرواشف
يعطو بجيد أتلع = كالظبي إذ يرنو المشارف
نشوان من سكر الصبا = فيميل مرتح الروادف
خصر الموشح يشتكي = من سقمه ثقل المطارف
من لي بلثم وروده = والصدغ بالمرصاد واقف
للريم فيه تشابه = أو ما تراه لا يوالف
آي المحاسن جمعت = فيه فنتلوها صحائف
أهواه لست أعي الملام = به ولا عنف العوانف
رشأ قسا قلبا فلم = يحنو علي بعطف عاطف
يا سعد أسعدني فما = لي غير سعدك من مساعف
وأعد لسمعي ذكر حزوى = والعقيق ودير ناطف
حيث الصفا تربي بها = والإلف من كثب مكانف
هيهات أسلو ذكره = أأكون في دعوى مجازف
لكن لهوت عن الهوى = في بهجة تنشي المتاحف
هي أوبة القرم المبجل = من سما عن وصف واصف
كالغيث بعد مغيبه = جلا بصوب السح واكف
أو بدر سعد قد بدا = يجلو بمطلعه السدائف
يا جعفر الأفضال يا = زاكي الشمائل والعواطف
لا زلت يا قطب المحامد = والثناء عليك عاكف
حتى كأنك كعبة = فيها صريح المدح طائف
أنت الذي نافت مسا = عيك العظام على النوائف
رب المكارم والمآثر = والمفاخر والعوارف
ترب السماحة والسجاحة = والفصاحة والمعارف
وحمي الصريح وكهفه = من ريب طارقة المخاوف
كم وقفة لك في العلى = أربت على كل المواقف
كالطود راس في مكافح = ة الكوارث والعواصف
لا تعب بالحدث المريع = ولا تزلزلك الرواجف
أي فارج اللأواء لل = جلل المبرح خير كاشف
لك وسم فضل شاهد = فيه المؤالف والمخالف
أفدي سجاياك الحسان = بكل مأفون مقارف

***

برق التهاني في سناه ائتلقا
برق التهاني في سناه ائتلقا = بشراً وعود الأنس أضحى مورقا
والبهجة الغرا بدا شعارها = يشرق للأبصار غضا مونقا
والسعد وافى معربا زينته = أزهر يجلوه السرور يققا
أجل وقد عم البرايا جذل = بجعفر الفضل غداة أشرقا
جلا علينا مثل وكاف الحيا = قد غب حينا ثم سح مغدقا
فالفخر يدعو طربا حي هلا = والعز فيه قد أبان رونقا
وأسفر الفضل وحقا فيه من = بعد شتات بلقاه استوسقا
للّه من ندب بمستن الهدى = كم قد قضى فرضا وندبا بتقى
لم يأل في طاعة جبار السما = جهداً وكم ينهج فيه طرقا
لقد سما في ذات قدس كنهها = فوق السماكين علوا حلقا
تلك التي توحدت بنعتها = واتحد الفضل بها واتسقا
بها المزايا الغر قد تألفت = من بعد ما كانت لعمري فرقا
نعم وفيها المكرمات اقترنت = واستعجمت بها فلن تفترقا
يا جعفر الرشد وتلك دعوة = لمن دعاها الرشد يدعو صدقا
كم لك من صنيعة باهرة = جيد بني الآمال فيها طوقا
ومرهق من الخطوب مفلق = كشفته حتى تولى مرهقا
تفكرة يطوي الوجود غورها = تفل في مضائها المذلقا
تهنيك يا قطب الرجا سعادة = فزت بها والقصد معها اتفقا
بحجة زاكية مبرورة = مشكورة السعي علاها سمقا
طابت برضوان الإله فغدا = شر شذاها في الوجود عبقا
تاجرت فيها الله ترجو ثمنا = لها القبول فأتى محققا
كم قد هبطت واديا مصطحبا = خلوص سر وعلوت مرتقى
ومنسك أتممته في نسك = في سمة الخشوع تدعو فرقا
أتى محرما من الخطايا أبدا = ملبيا مقصراً محققا
أقسم ما فارقت أمرا موبقا = نعم وفيك الريب ما تطرقا
ومذ قضيت كل أمر لازم = من فرضها سرت تحث الأنيقا
تؤم في ذاك المسير يثربا = مثوى النبي الهاشمي المنتقى
مرقد قدس فيه أملاك ذي = العزة فوج حوله قد أحدقا
فنلت في زورته أقصى المنى = وعدت كالبدر لدينا مشرقا
فالآن قرت للهدى نواظر = والرشد بدعو اليوم طاب الملتقى
وشرعة الدين الحنيفي غدت = تبسم في سراء أنس طرقا
يا سعد ذا ركب المعالي وافد = يقل من عبء الهناء أوسقا
أناخ في آل محمد وقد = عرس في تلك المغاني شيقا
يا معشر العلياء طيبوا أنفسا = يا خير معشر بفخر أعرقا
دمتم بجعفر المساعي والهدى = ركن لكم يبقى إلى يوم البقا

***

رعى الله صبا لا يزال مولعا

رعى الله صبا لا يزال مولعا = يراعي وداد الإلف دوما وما رعى
قرين الجوى مضنى الفؤاد صبابة = رهين الهوى والحب منذ ترعرعا
يحن إلى الجرعاء من أيمن الحمى = بحيث كؤوس الصاب منها تجرعا
وإن بسم البرق المضيء بومضه = يرقرق من فيض المحاجر أدمعا
خليلي إن القلب زال جلاده = غداة سرى عنه الخليط مودعا
تداعوا إلى البين المشت وأزمعوا = فباعدني صبري وأصبح مزمعا
لحى الله يوم البين بين لوعتي = وصيرني للسقم مأوى ومضجعا
فمن عاذري من عاذل غير عادل = وعى اللوم للصب المشوق وما وعى
فما أنا بالمصغي إلى فرط عذله = وما أكثر التكرار إلا لأسمعا
أنا الجلد لكن الغرام إذا بنى = وصرف زمان ريبه لي تدفعا
تطلع لي دهري بكل ملمة = وفي جعفر قد زال ما قد تطلعا
هو المفلق المبدي لكل فضيلة = هو الغيث بشرا للزمان تشعشعا
هو العيلم الطامي بمزبد سيله = هو العلم السامى حوى الفضل أجمعا
هو الفيصل المقدام والأروع الذي = بلقياه قلب الخطب أضحى مروعا
هو الغوث للآجي إذا حل ربعه = يحل بشهم في علاه تلفعا
بدايته أضحت نهاية غيره = فأضحى خلي الند مرأى ومسمعا
حباه إله العرش كل مزية = تسامى بها قدرا بما فيه أودعا
وأصبح ركن الدين والعلم والهدى = لديه ركينا ثابت الجنب أمنعا
سعى في سبيل العلم مذ هو يافع= أجل ليس للإنسان إلا الذي سعى
فأحرز مأمولا وأدرك مقصدا = وحاز المنى في شأن شاو ترفعا
يقصر وصفي عن منال مديحه = وإن كنت في أبكار شعري مصقعا
فها أنا أبدي العجز والعذر عن ثنا = لديك فقابلني قبولا موسعا
فدم ببهاء لا يحول وعزة = تدوم بسعد في كمالهما معا

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
ديوان الغائبين.. (مبدعون توفوا في ريعان الشباب)
المشاهدات
940
آخر تحديث
أعلى