موسى بن أمين العاملي (الملقب بشرارة).
ولد في بلدة بنت جبيل (جبل عامل - جنوبي لبنان)، وتوفي فيها.
قضى حياته في لبنان والعراق.
تلقى علومه الأولى والعلوم العربية في بنت جبيل، ثم قصد النجف فقرأ القوانين في الأصول والفقه وعلوم اللغة عن بعض العلماء.
اشتغل بالتدريس.
أقام في العراق تسع سنين. أصابه مرض السل. رجع إلى جبل عامل عام 1879.
أسهم في إنشاء المسجد الكبير في جبل عامل، كما أسهم في إنشاء مدرسة فيه، وكان له دور ثقافي وديني، كما أسهم في تحسين طرق التدريس والعناية بالطلاب،
مما أثر في تطوير الأدب العاملي، على الرغم من وفاته منتصف العقد الرابع من عمره.
من تلاميذه المذكورين: محسن الأمين العاملي.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت ضمن بعض المصادر، منها: «أعيان الشيعة» و«شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط منه نسخة في النجف لدى أحد أحفاده.
الأعمال الأخرى:
- له منظومة في الأصول تصل إلى 1680 بيتًا بعنوان: الدرة المنظمة الحاوية لقوانين الأصول المحكمة، وله منظومة في المواريث تصل إلى 248 بيتًا، وله رسالتان مخطوطتان، هما: «رسالة في تهذيب النفس»، و«رسالة في أصول الدين».
نظم في الأغراض المألوفة من مديح ووصف ورثاء وعتاب وحنين وفخر وتهنئة ومراسلات وإخوانيات وغزل. له رثاء في آل البيت. اتبع تقاليد الشعر القديم فبدأ بعض قصائده بالوقوف على الطلل ومناجاة الصاحبين. في شعره أصداء لكبار شعراء العربية منهم المتنبي. نزع في بعض قصائده إلى الحكمة، وأفاد في غزلياته من معجم
النسيب العربي. تميز شعره بطول النفس. لغته قوية جزلة، وتراكيبه حسنة، ومعانيه واضحة، وأخيلته جزئية.
رثاه عدد كبير من شعراء عصره، منهم حسين مغنية، ومحمد رضا فضل الله، وعبدالحميد شرارة، وغيرهم.
مصادر الدراسة:
1 - أغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة - دار الأضواء - بيروت 1983.
2 - جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (جـ2) - مطبعة النعمان - النجف 1957.
3 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ 11) - المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
5 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
6 - محسن الأمين: أعيان الشيعة (تحقيق حسن الأمين) - دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1998.
7 - محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام - مطبعة الآداب - النجف 1964.
جوهر الحسن
القـلـبُ نَهْبُ عـيـون الخُرَّدِ العِيـــــــــنِ = والـوعـدُ أودت بـه آرام «يبريــنِ»
والجسم حِلف الأسى من جَور غانـيةٍ = تُمـيـتُني في الهوى طـورًا وتُحييني
رقـيـقة الخـصر يحكـي لـيـن قـامتهــا = غصنَ النّقـا وهلال الشكّ يحكـيـني
لهـا مـن الريّم ألـحــــــاظٌ مكحّلةٌ = تـرمـي إلى أسهـم ٍعـن نـون تمكـين
وحسن وجهٍ كأن الله صــــــــوّره = مـن جـوهـر الـحسن لا مـن جـوهـر الطـين
وبـاردٌ مـن ثنـايـاه وجـدت بــــه = عذوبة الـمـاء فـي أيـام تشـريـــن
تـمـيل كـالشـارب النشـوان من طربٍ = وتـنثنـي كتثنّي الـبـان مـن لـيــــــــن
تـمكـنـتْ مـن فؤادي وهـي قــــاطعةٌ = له وحـلَّت جفـونـي وهـي تجفـونـــي
حتى إذا لاح نجـم السَّعـــــد مبتدرًا = وافت إلـيَّ تغضُّ الطّرف مـن دونــــــي
يـا سعـدُ غنـي بذكر الغانـيـاتِ فقـد = أضحى إلـيـهـا قـديـم الشـوق يـدعـوني
وعـاطِنـي كأس راحٍ كـي أريح بـه = قـلـبًا يعـانـي صدودَ الخُرّد العـيـــــــن
واجـرِ لنـا ذكرَ ربـاتِ الـحِجـال فلي = قـلـبٌ عـلى ذكرهـا لا زال يحدونــــــــي
***
أيها الدّهر
لِيَ عَزْمٌ كـمـرهف الـحدّ مـــاضٍ = ومقـامٌ عـلى السَّمـاء تسـامــــــى
وطبـاعٌ كريـمةٌ قـد حـواهـــــــــا = لِيَ أنفٌ بـمـارن النجـم قـامــــــــــا
كـم مزايـا ورِثْتُهـا مـن أصــــــولٍ = زاكـيـاتٍ تضـوَّعَتْ كـالخُزامــــــــــى
لـم توفِّ خمسًا وعشرين سني = وإلىَّ الزمـان ألقى الزمـامـــــــــــــا
أيـهـا الـدهـرُ سوف تنظر بأسـي = وتـرى أيّنـا أشدّ خـصـامــــــــــــــــا
أتـرى جـانـبـي يلـيـن وحصنـي = غاية الخلق مـن أقـام النظامـــــــــــا
مبـدأ الكـائنـات مـن فـيـه تــاهت = سـائلات الأوهـام والعقـل هـامــــــا
***
عَلَمٌ هوى
أكذا تكـون جنـايةُ الأقــــــــــــــدارِ = أذكتْ بقـلـبِ الـديـــــــــــــنِ حَرّ أوارِ
هدمتْ مــــــــــــن الإسلام أيةَ قبةٍ = ورمتْ مـنـارَ هدًى وأيّ مـنــــــــــار
فجـمعتُ قـلـبـي بـالـيـدين وهـاجني = خبرٌ أتى مـن أفـظع الأخبــــــــــار
عَلَمٌ هـو ى فلـوت له أعـنـاقَهــــــــا = غُلـب الرجـال خـواشعَ الأبصــــــــار
ذهـبت بـه أيـدي القضـاءِ فصـــوّحت = كلّ الربـوعِ بسـائر الأقطــــــــــــــار
والري جفّ وأقـلعتْ دِيَمُ الـحـيــــــــا = والأرض تـرضع بـلّة الأشجــــــــــار
مـن للأرامـل والـيـتـامـى بعـــــده؟ = ومَن الـمُقِيلُ لزلّةٍ وعثــــــــــــــــار؟
أيـن الـمؤمَّلُ للخطـــــــوب إذا دجتْ = يـومًا فكـان لهـا الشهـابَ الـــــواري؟
أيـن الـذي كـانـت بـه أيـامُنــــــــــا = عـيـدَ السـرور ولـيلنـا كـنهـــــــــار؟
فغدا نهـارُ النـاس لـيلاً بعـــــــــــدهُ = والعـيـد رزء جلَّ فـي الأعصــــــــــــار
أيـن الـذي بـلسـانه فصل القضــــــا = فـي الـمشكلات ومعضلِ الأخطــــار؟
ذهـبتْ بـه أيـدي الـمـنـون وإنمـــــا = ذهـبت ببحـرِ معـــــــــــــارفٍ زَخَّار
ولد في بلدة بنت جبيل (جبل عامل - جنوبي لبنان)، وتوفي فيها.
قضى حياته في لبنان والعراق.
تلقى علومه الأولى والعلوم العربية في بنت جبيل، ثم قصد النجف فقرأ القوانين في الأصول والفقه وعلوم اللغة عن بعض العلماء.
اشتغل بالتدريس.
أقام في العراق تسع سنين. أصابه مرض السل. رجع إلى جبل عامل عام 1879.
أسهم في إنشاء المسجد الكبير في جبل عامل، كما أسهم في إنشاء مدرسة فيه، وكان له دور ثقافي وديني، كما أسهم في تحسين طرق التدريس والعناية بالطلاب،
مما أثر في تطوير الأدب العاملي، على الرغم من وفاته منتصف العقد الرابع من عمره.
من تلاميذه المذكورين: محسن الأمين العاملي.
الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت ضمن بعض المصادر، منها: «أعيان الشيعة» و«شعراء الغري»، وله ديوان مخطوط منه نسخة في النجف لدى أحد أحفاده.
الأعمال الأخرى:
- له منظومة في الأصول تصل إلى 1680 بيتًا بعنوان: الدرة المنظمة الحاوية لقوانين الأصول المحكمة، وله منظومة في المواريث تصل إلى 248 بيتًا، وله رسالتان مخطوطتان، هما: «رسالة في تهذيب النفس»، و«رسالة في أصول الدين».
نظم في الأغراض المألوفة من مديح ووصف ورثاء وعتاب وحنين وفخر وتهنئة ومراسلات وإخوانيات وغزل. له رثاء في آل البيت. اتبع تقاليد الشعر القديم فبدأ بعض قصائده بالوقوف على الطلل ومناجاة الصاحبين. في شعره أصداء لكبار شعراء العربية منهم المتنبي. نزع في بعض قصائده إلى الحكمة، وأفاد في غزلياته من معجم
النسيب العربي. تميز شعره بطول النفس. لغته قوية جزلة، وتراكيبه حسنة، ومعانيه واضحة، وأخيلته جزئية.
رثاه عدد كبير من شعراء عصره، منهم حسين مغنية، ومحمد رضا فضل الله، وعبدالحميد شرارة، وغيرهم.
مصادر الدراسة:
1 - أغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة - دار الأضواء - بيروت 1983.
2 - جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (جـ2) - مطبعة النعمان - النجف 1957.
3 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
4 - علي الخاقاني: شعراء الغري (جـ 11) - المطبعة الحيدرية - النجف 1954.
5 - عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت 1993.
6 - محسن الأمين: أعيان الشيعة (تحقيق حسن الأمين) - دار التعارف للمطبوعات - بيروت 1998.
7 - محمد هادي الأميني: معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام - مطبعة الآداب - النجف 1964.
جوهر الحسن
القـلـبُ نَهْبُ عـيـون الخُرَّدِ العِيـــــــــنِ = والـوعـدُ أودت بـه آرام «يبريــنِ»
والجسم حِلف الأسى من جَور غانـيةٍ = تُمـيـتُني في الهوى طـورًا وتُحييني
رقـيـقة الخـصر يحكـي لـيـن قـامتهــا = غصنَ النّقـا وهلال الشكّ يحكـيـني
لهـا مـن الريّم ألـحــــــاظٌ مكحّلةٌ = تـرمـي إلى أسهـم ٍعـن نـون تمكـين
وحسن وجهٍ كأن الله صــــــــوّره = مـن جـوهـر الـحسن لا مـن جـوهـر الطـين
وبـاردٌ مـن ثنـايـاه وجـدت بــــه = عذوبة الـمـاء فـي أيـام تشـريـــن
تـمـيل كـالشـارب النشـوان من طربٍ = وتـنثنـي كتثنّي الـبـان مـن لـيــــــــن
تـمكـنـتْ مـن فؤادي وهـي قــــاطعةٌ = له وحـلَّت جفـونـي وهـي تجفـونـــي
حتى إذا لاح نجـم السَّعـــــد مبتدرًا = وافت إلـيَّ تغضُّ الطّرف مـن دونــــــي
يـا سعـدُ غنـي بذكر الغانـيـاتِ فقـد = أضحى إلـيـهـا قـديـم الشـوق يـدعـوني
وعـاطِنـي كأس راحٍ كـي أريح بـه = قـلـبًا يعـانـي صدودَ الخُرّد العـيـــــــن
واجـرِ لنـا ذكرَ ربـاتِ الـحِجـال فلي = قـلـبٌ عـلى ذكرهـا لا زال يحدونــــــــي
***
أيها الدّهر
لِيَ عَزْمٌ كـمـرهف الـحدّ مـــاضٍ = ومقـامٌ عـلى السَّمـاء تسـامــــــى
وطبـاعٌ كريـمةٌ قـد حـواهـــــــــا = لِيَ أنفٌ بـمـارن النجـم قـامــــــــــا
كـم مزايـا ورِثْتُهـا مـن أصــــــولٍ = زاكـيـاتٍ تضـوَّعَتْ كـالخُزامــــــــــى
لـم توفِّ خمسًا وعشرين سني = وإلىَّ الزمـان ألقى الزمـامـــــــــــــا
أيـهـا الـدهـرُ سوف تنظر بأسـي = وتـرى أيّنـا أشدّ خـصـامــــــــــــــــا
أتـرى جـانـبـي يلـيـن وحصنـي = غاية الخلق مـن أقـام النظامـــــــــــا
مبـدأ الكـائنـات مـن فـيـه تــاهت = سـائلات الأوهـام والعقـل هـامــــــا
***
عَلَمٌ هوى
أكذا تكـون جنـايةُ الأقــــــــــــــدارِ = أذكتْ بقـلـبِ الـديـــــــــــــنِ حَرّ أوارِ
هدمتْ مــــــــــــن الإسلام أيةَ قبةٍ = ورمتْ مـنـارَ هدًى وأيّ مـنــــــــــار
فجـمعتُ قـلـبـي بـالـيـدين وهـاجني = خبرٌ أتى مـن أفـظع الأخبــــــــــار
عَلَمٌ هـو ى فلـوت له أعـنـاقَهــــــــا = غُلـب الرجـال خـواشعَ الأبصــــــــار
ذهـبت بـه أيـدي القضـاءِ فصـــوّحت = كلّ الربـوعِ بسـائر الأقطــــــــــــــار
والري جفّ وأقـلعتْ دِيَمُ الـحـيــــــــا = والأرض تـرضع بـلّة الأشجــــــــــار
مـن للأرامـل والـيـتـامـى بعـــــده؟ = ومَن الـمُقِيلُ لزلّةٍ وعثــــــــــــــــار؟
أيـن الـمؤمَّلُ للخطـــــــوب إذا دجتْ = يـومًا فكـان لهـا الشهـابَ الـــــواري؟
أيـن الـذي كـانـت بـه أيـامُنــــــــــا = عـيـدَ السـرور ولـيلنـا كـنهـــــــــار؟
فغدا نهـارُ النـاس لـيلاً بعـــــــــــدهُ = والعـيـد رزء جلَّ فـي الأعصــــــــــــار
أيـن الـذي بـلسـانه فصل القضــــــا = فـي الـمشكلات ومعضلِ الأخطــــار؟
ذهـبتْ بـه أيـدي الـمـنـون وإنمـــــا = ذهـبت ببحـرِ معـــــــــــــارفٍ زَخَّار