أحتفظ بوريقات, سبق وأن دونت البعض منها في مواقع أدبية وثقافية إلكترونية وورقية, وقلت في جزء يسير منها أن فلسفة الشعر والحداثة هي صناعة معقدة, صعبة الولوج ومداخلها تؤشر لمشاهد متنوعة, يحتار من يبغي تأويلها وحتى النخب ومن يرتقي الى تحليلها,يجد فيها كل مناهج التبويب والترميز والاشارة والاستدلال والمخيال, وما الى ذلك من سعة للبوح والبحث في مراميها, وقد إستعرت مفرداتي هذه من تعليق فائض, كنت قد ثبته على قصيدة لشاعرة ماهرة في صياغة الحرف والجملة, تكتب على شاكلة مدرسة فائز الحداد, ومدى تطابق الأجناس بين رؤاها الشعرية وبين ماذهب الية الحداد من تشكيل للصورة الشعرية وما زين بها وجه قصيدة النثر أو (النثيرة) كما يطلق عليها البعض ولعل ارشيفنا الزاخر بالاسماء الكبيرة التي تبنت هذ المنهج حسب ماجاء به الباحث الاستاذ أحمد الشيخاوي في دراسته لأزمة الحداثة في الشعر العربي الحديث( كتاب الدكتور المغاربي احمد المعداوي امثال(محمود درويش ،وجبرا إبراهيم جبرا، وإحسان عبد القدوس ،ونزار قباني،وصلاح عبد الصبور،وعبد المعطي الحجازي، وأمل دنقل، ومحمد الفيتوري، وشفيق الكمالي...)
للفصل بين القصيدة العمودية كجنس له موروثه وقانونه وكل تاريخه المفعم بالصور البلاغية والهندسية واللغوية وهو ما إختزنه قاموس الشعر العربي القديم والحديث والذي يقدس التفعيلة, ويعضد الإيقاع الموسيقي ولايتنازل عن شروطه التقليديه الصعبة المراس حتى حدا لظاهرة ممن ساروا على هذا النهج أن يستبدوا بهذا المنهج ويذهبون الى أبعد من ذلك ليكفروا بمبدأ الحداثة, ويعدوه خروجا صارخا عن تقاليد الشعر العمودي, وإن القصيدة في طريقها الى الموت التدريجي, وإن ملامح اضمحلالها وأسباب خفوتها يأتي مع تبني موضوع الحداثة والتحرر من قيود العجز والشطر والموازين التي تعد مادتها التي تقوي ساعدها وتعزز ديمومتها حتى وصلت الى مداها الأرحب..
وللعودة الى نقوش فائز الحداد, الشاعر والفنان الذي أتقن الرسم بريشته الذهبية في قاموس الشعر العربي الحديث والذي أذهل النخب الأدبية بنبوغه وصناعته وموهبته الفذة وقدرته عل إستنباط المعاني الجمالية والذوقية ليضعها على طاولة الباحثين والدارسين لهذ المنهج, وما وصلنا من تراجم لأعماله, والإشادة بمضامينها, وإعتمادها كمناهج أدبية تدرس في منابر عربية وعالمية لهو الدليل القاطع على صحة ورجاحة منهجه الذي جاء ملبيا لحاجات المتلقي, وهندسة أفكاره بما يتلائم وتنامي أهدافه, وتسارع الأحداث وتطور وسائل الإتصال, لذلك بات من المفيد أن نقف عند مديات نشوئها وتسليط الضوء على مسارات نهضتها وإستلهام القيم والمعاني التي أفرزتها:
(لا تنظري .. إلى تاريخ صلاحيتي على علب النسا
لقد شطبت التواريخ والنهارات والعطور البائسة)
..
فالأصبع الذي لايسجد على شعرك يجهل الشهادة في الصلاة)
كتاب ( أنا وروزالين), نوال عالم, ترجمة من العربية الى الفرنسية الصفحة(10).
وعلى شاكلة مبحثي المتواضع هذا ,تتحرك عتبة النص بين تشكيل منهجي محسوس، وبين بعد شعري،ونثري يعضد قامة الحرف ويمنحه حضورا بائنا بين تضاريس الجملة، لذلك يجد المتلقي الأبواب مفتوحة للتوغل داخل النص وفحصه وتحليل وقائعه من خلال قراءة هادئة، موضوعية ترتفع إلى مستوى العقل الذي يتوائم مع الحدث، رغم أن نظم النثيرة على هذه الشاكلة يتجاوز النمطية ويتحرك بحرية ليجب على رجاحة الأسئلة التي تتمحور في ذهن القارئ، لذلك يبقى أثرها مشحونا وموثقا في ذاكرته كلما تصفح آفاق الماضي وقدرته الذهنية لتبادل الأدوار..وكأن الشاعر يستنطق حدود الصمت ليصنع انغاما من وحي الموهبة والجمال وسمو اللغة..
(فكوني فاكهتي لشتاءات تحرق الفصول,
في طيش الكأس ورقصة السرير,
في جذوة الشهد, وتسابيح القبل,
في الخصوبة والخصومة,وشهادة الخصال,
فأنت عذراء كلمكة الضوء...).. (غرانيق الأمس) فائز الحداد مجموعة شعرية الصفحة7
...تتحرك الحواس بوعي مؤطر مسكون بالعاطفة والتدفق الإنساني الوجداني حتى ننسج من هذه اللقطة، حكاية، ونرسم مخيالا موشحا بصمت يعصف بنا أحيانا، حتى يتأجج هذا الصمت بملامح لوحة مؤطرة بلغة كريمة، حية، ناطقة، متوهجة..
يقول الشاعر الأستاذ فائز الحداد في مقابلة مع الأديبة والصحافية المعروفة رائدة جرجيس نشرت في موقع (دنيا الوطن)بتاريخ 9/10/2008..( لأنني مؤمن تماما بمشروعي الشعري كقدر كتابي ، ومهما يكن فأن الراي النقدي يبقى جزءا من العملية الابداعية الشاملة وليس كلها ولا حتى جلها ، فالثناء بقدر ما يبني يهدم في وجهه السلبي الاخر..)..
ومن خلال كتبه التي تسنى لي أن أطلع عليها وأقرأ ماجادت به موهبته النابغة, عند إهداءها لي أثناء لقاء به في بغداد مؤخرا,إذ تربطني به صداقة وأخوة محل فخر لي, وهي ثلاث مجاميع شعرية,(مرايا آدم.. أنا وروزالين ,مجموعتان صادرتان في العام 2016عن دار العرب للدراسات والنشر والترجمة, غرانيق الأمس ,الصادرة في العام2013 عن دار نيرفانا,ونقرأ في بعض منها:
(حين لايكون لك صدى,أكسر ظلك في المرآة..
كي لاتخونك الصورة!!
الماضي,ظل إنكسارك أيها الزجاج..
فلن يسعفه المكياج..ولايتسعك اللون!
نم محترقا..لاعنا قناع الظل,
لامن قادح لنورك المغير..
أيه العاتي كشهاب يسقط
هل لك من شمس لايرجمها الليل؟
هل من طفل يولد في رسالة؟)..مرايا آدم الصفحة81
جميل أن يسأل الشاعر افكاره بفلسفة متقنة، فهو يستحضر كل أدوات البوح ليضعها بهيئتها المهابة امام تزاحم الرؤى وتدافع الكلمات وتداعي الجمل، ومايقع تحت رفيف الشعر عند تحليقه، ليعظِّم رسالة شفافة ساحرة يتأملها المتلقي بوعيه وتأويله..
أخيرا وليس آخرا أقول فإنه ليس بوسع الباحث أن يتسلق الشرفات العالية ونوافذها المضيئة بالأبداع والمواهب المتعددة التي صنعها وإبتكرها شاعرنا العراب الاستاذ فائز الحداد, لتنوعها الجميل,من شعر, ومقالات, وصحافة, ودراسات نقدية, ورؤى فلسفية, وأرشيف مزين بلغة جميلة وتناغم آسر, ومنذ أن بدأ مشوراه الأبداعي في سبعينيات القرن المرتحل وحتى يومنا هذا,كان الشعر والأدب والثقافة خبزه اليومي ومداد حضوره الأنساني...
* السيرة الادبية
فائز الحداد..
شاعر عراقي
مواليد الفلوجة
خريج كلية العلوم السياسية بغداد 1980
موظف في وزارة الخارجية سابقا
* صدر له :
- أنا وروزالين_شعر ترجم الى الفرنسية
- غرانيق الأمس_شعر
- مرايا آدم_شعر
- القمر الغائب _ شعر
- قبعة الأفعى _ شعر
- لا هوية لباب _ شعر
- مدان في مدن _ شعر
* مخطوطات..
- أرتاب من وحشة الخطى _ شعر
- نزلاء الأرض الحرام _ دراسات نقدية
- شهود التجربة _ نقد
- عمل مسؤولا للصفحة الثقافية في العديد من الجرائد
- له عشرات الدراسات والمقالات في الأدب ونقد الأدب
- الجنسية/ عراقية
- المؤهل العلمي بكلوريوس علوم سياسية
- المهنة الحالية شاعر وكاتب
- الشعر لدى فائز الحداد..هو رسالة شفافة ساحرة, مفعمة بالصور البلاغية..
للفصل بين القصيدة العمودية كجنس له موروثه وقانونه وكل تاريخه المفعم بالصور البلاغية والهندسية واللغوية وهو ما إختزنه قاموس الشعر العربي القديم والحديث والذي يقدس التفعيلة, ويعضد الإيقاع الموسيقي ولايتنازل عن شروطه التقليديه الصعبة المراس حتى حدا لظاهرة ممن ساروا على هذا النهج أن يستبدوا بهذا المنهج ويذهبون الى أبعد من ذلك ليكفروا بمبدأ الحداثة, ويعدوه خروجا صارخا عن تقاليد الشعر العمودي, وإن القصيدة في طريقها الى الموت التدريجي, وإن ملامح اضمحلالها وأسباب خفوتها يأتي مع تبني موضوع الحداثة والتحرر من قيود العجز والشطر والموازين التي تعد مادتها التي تقوي ساعدها وتعزز ديمومتها حتى وصلت الى مداها الأرحب..
وللعودة الى نقوش فائز الحداد, الشاعر والفنان الذي أتقن الرسم بريشته الذهبية في قاموس الشعر العربي الحديث والذي أذهل النخب الأدبية بنبوغه وصناعته وموهبته الفذة وقدرته عل إستنباط المعاني الجمالية والذوقية ليضعها على طاولة الباحثين والدارسين لهذ المنهج, وما وصلنا من تراجم لأعماله, والإشادة بمضامينها, وإعتمادها كمناهج أدبية تدرس في منابر عربية وعالمية لهو الدليل القاطع على صحة ورجاحة منهجه الذي جاء ملبيا لحاجات المتلقي, وهندسة أفكاره بما يتلائم وتنامي أهدافه, وتسارع الأحداث وتطور وسائل الإتصال, لذلك بات من المفيد أن نقف عند مديات نشوئها وتسليط الضوء على مسارات نهضتها وإستلهام القيم والمعاني التي أفرزتها:
(لا تنظري .. إلى تاريخ صلاحيتي على علب النسا
لقد شطبت التواريخ والنهارات والعطور البائسة)
..
فالأصبع الذي لايسجد على شعرك يجهل الشهادة في الصلاة)
كتاب ( أنا وروزالين), نوال عالم, ترجمة من العربية الى الفرنسية الصفحة(10).
وعلى شاكلة مبحثي المتواضع هذا ,تتحرك عتبة النص بين تشكيل منهجي محسوس، وبين بعد شعري،ونثري يعضد قامة الحرف ويمنحه حضورا بائنا بين تضاريس الجملة، لذلك يجد المتلقي الأبواب مفتوحة للتوغل داخل النص وفحصه وتحليل وقائعه من خلال قراءة هادئة، موضوعية ترتفع إلى مستوى العقل الذي يتوائم مع الحدث، رغم أن نظم النثيرة على هذه الشاكلة يتجاوز النمطية ويتحرك بحرية ليجب على رجاحة الأسئلة التي تتمحور في ذهن القارئ، لذلك يبقى أثرها مشحونا وموثقا في ذاكرته كلما تصفح آفاق الماضي وقدرته الذهنية لتبادل الأدوار..وكأن الشاعر يستنطق حدود الصمت ليصنع انغاما من وحي الموهبة والجمال وسمو اللغة..
(فكوني فاكهتي لشتاءات تحرق الفصول,
في طيش الكأس ورقصة السرير,
في جذوة الشهد, وتسابيح القبل,
في الخصوبة والخصومة,وشهادة الخصال,
فأنت عذراء كلمكة الضوء...).. (غرانيق الأمس) فائز الحداد مجموعة شعرية الصفحة7
...تتحرك الحواس بوعي مؤطر مسكون بالعاطفة والتدفق الإنساني الوجداني حتى ننسج من هذه اللقطة، حكاية، ونرسم مخيالا موشحا بصمت يعصف بنا أحيانا، حتى يتأجج هذا الصمت بملامح لوحة مؤطرة بلغة كريمة، حية، ناطقة، متوهجة..
يقول الشاعر الأستاذ فائز الحداد في مقابلة مع الأديبة والصحافية المعروفة رائدة جرجيس نشرت في موقع (دنيا الوطن)بتاريخ 9/10/2008..( لأنني مؤمن تماما بمشروعي الشعري كقدر كتابي ، ومهما يكن فأن الراي النقدي يبقى جزءا من العملية الابداعية الشاملة وليس كلها ولا حتى جلها ، فالثناء بقدر ما يبني يهدم في وجهه السلبي الاخر..)..
ومن خلال كتبه التي تسنى لي أن أطلع عليها وأقرأ ماجادت به موهبته النابغة, عند إهداءها لي أثناء لقاء به في بغداد مؤخرا,إذ تربطني به صداقة وأخوة محل فخر لي, وهي ثلاث مجاميع شعرية,(مرايا آدم.. أنا وروزالين ,مجموعتان صادرتان في العام 2016عن دار العرب للدراسات والنشر والترجمة, غرانيق الأمس ,الصادرة في العام2013 عن دار نيرفانا,ونقرأ في بعض منها:
(حين لايكون لك صدى,أكسر ظلك في المرآة..
كي لاتخونك الصورة!!
الماضي,ظل إنكسارك أيها الزجاج..
فلن يسعفه المكياج..ولايتسعك اللون!
نم محترقا..لاعنا قناع الظل,
لامن قادح لنورك المغير..
أيه العاتي كشهاب يسقط
هل لك من شمس لايرجمها الليل؟
هل من طفل يولد في رسالة؟)..مرايا آدم الصفحة81
جميل أن يسأل الشاعر افكاره بفلسفة متقنة، فهو يستحضر كل أدوات البوح ليضعها بهيئتها المهابة امام تزاحم الرؤى وتدافع الكلمات وتداعي الجمل، ومايقع تحت رفيف الشعر عند تحليقه، ليعظِّم رسالة شفافة ساحرة يتأملها المتلقي بوعيه وتأويله..
أخيرا وليس آخرا أقول فإنه ليس بوسع الباحث أن يتسلق الشرفات العالية ونوافذها المضيئة بالأبداع والمواهب المتعددة التي صنعها وإبتكرها شاعرنا العراب الاستاذ فائز الحداد, لتنوعها الجميل,من شعر, ومقالات, وصحافة, ودراسات نقدية, ورؤى فلسفية, وأرشيف مزين بلغة جميلة وتناغم آسر, ومنذ أن بدأ مشوراه الأبداعي في سبعينيات القرن المرتحل وحتى يومنا هذا,كان الشعر والأدب والثقافة خبزه اليومي ومداد حضوره الأنساني...
* السيرة الادبية
فائز الحداد..
شاعر عراقي
مواليد الفلوجة
خريج كلية العلوم السياسية بغداد 1980
موظف في وزارة الخارجية سابقا
* صدر له :
- أنا وروزالين_شعر ترجم الى الفرنسية
- غرانيق الأمس_شعر
- مرايا آدم_شعر
- القمر الغائب _ شعر
- قبعة الأفعى _ شعر
- لا هوية لباب _ شعر
- مدان في مدن _ شعر
* مخطوطات..
- أرتاب من وحشة الخطى _ شعر
- نزلاء الأرض الحرام _ دراسات نقدية
- شهود التجربة _ نقد
- عمل مسؤولا للصفحة الثقافية في العديد من الجرائد
- له عشرات الدراسات والمقالات في الأدب ونقد الأدب
- الجنسية/ عراقية
- المؤهل العلمي بكلوريوس علوم سياسية
- المهنة الحالية شاعر وكاتب
- الشعر لدى فائز الحداد..هو رسالة شفافة ساحرة, مفعمة بالصور البلاغية..