لم يكن أمين الريحاني (1876 – 1940) رائدا من رواد الأدب المهجري في القارتين الأمريكيتين أواخر القرن 19 ومطلع القرن 20 فحسب، بل أيضا رائدا من رواد النهضة، وفارساً من فرسان التحرر في الوطن العربي. وجسرا ثقافيا وحضاريا بين الشرق والغرب. هو أمين فارس أنطون يوسف بن المطران باسيل البجاني، من بلدة الفريكة في جبل لبنان، الملقب ب"الريحاني" لكثرة شجر الريحان بجوار منزله. جمعه الإيمان بالانفتاح والتحرر بأدباء محليين من أمثال أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد ونابغة الشرق مي زيادة (1886-1941). وبهذه الأخيرة جمعته علاقةٌ حميمة راج حولها كثير من الإشاعات. وبعد أربعين سنة من وفاته، صدرت في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مخطوطة "قصتي مع مي"، تلقي الأضواء على علاقته بها، ومعاناتها في مستشفى الأمراض العقلية، واعترافه بذنبه تجاهها، واعتذاره إليها.
أصدقاء في السراء، غرباء في الضراء
مي زيادة التي كانت في يوم ما محاطة بكوكبة من كبار الأدباء والمفكرين والسياسيين من أمثال عباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي ومصطفى لطفي المنفلوطي وطه حسين وأحمد لطفي السيد، وجدت نفسها في السنوات الأخيرة من عمرها وحيدة ساعة العسر عندما خانتها ظروفها الصحية حيث اقتادها أهلها إلى مستشفى الأمراض العقلية، وتنكّر لها معارفها وصدقوا ما سمعوه عنها، و"تنافست الجرائد على بهدلتها بدون أي خجل أو حياء أو حتى رحمة. الكل يتنافس على التفاصيل في ممارسات هذه المجنونة"، مثلما جاء في مخطوطة (مي ليالي إيزيس كُوبيا) لواسيني الأعرج.
اعتراف بالذنب
من هؤلاء الذين تخلوا عنها أمين الريحاني نفسه. غير أنه انفرد عن بقية الأصدقاء بمزية نادرة تتمثل في اعترافه بالذنب. يتجلّى ذلك في مستهل كتاب (قصتي مع مي): "قبل ان أبدأ بهذه الصفحة من قصة مي المفجعة، علي ان أعترف بذنبي..."
ويوضح الريحاني من خلال هذه المخطوطة سبب شعوره بالذنب: "فقد كنت مقصراً في واجب الزمالة والحب، بل عن واجب الصداقة المقدس. صدقت ما صدقه جميع الناس. صدقت الإشاعات المحزنة عندما جيء بمي من القاهرة الى بيروت قبل سنة وعشرة اشهر، فأمسكت عن زيارتها، واستطلاع حقيقة حالها. امسكت عن الزيارة وأنا أبرر عملي بما تطور من مزاجي. فإنني في مواصلة العاقلين قليل الرغبة، فكيف بي في مواصلة غير العاقلين؟ إن الروح مصدر الصداقة، وإن العقل مختلط اختلاطاً قاهراً بالروح، فمتى ذهب العقل ذهب خير ما في الروح كذلك"
من مظاهر الشعور بالذنب التي نلتمسها في هذه المخطوطة تأنيب الضمير والانزعاج والألم، في قوله: "فأنا أحمل وزر الصداقة وذكراها، وأقف في بعض الأحايين مفكراً في تقاعدي عن الواجب المألوف، فيزعجني الفكر ويؤلمني." يضاف إلى ذلك ما كان يعيشه من كوابيس وأحلام مزعجة: "نهضت من سريري واسم مي يتردد في قلبي، وذكريات مي تتزاحم في ذهني."
والملفت للانتباه هو أنّ الشعور بالذنب لا يصدر عن الإحساس بارتكاب خطأ فحسب وإنما أيضا من الوعي بقيمة مي زيادة ومؤلفاتنا: "نهضت من سريري وشخصية مي وعبقريتها وأدبها تملأ وتهيج نفسي."
عيادة مي زيادة
وقد انتابه الشعور بالذنب المرير هذا لمدة سنة وبضعة أشهر. ورافقه في رحلته الأخيرة إلى أمريكا ورحلة العودة إلى لبنان. وبلغ مبلغا جعله يذهب ليسأل عنها فقيل له إنها في مستشفى (نقولا ربيز) ببيروت حيث أجمع أمره على عيادتها.
زارها أواخر كانون الأول /ديسمبر 1937. لكنها، رفضت لقاءه: "عندما رأتني مي، سارعت إلى تغطية زندها المكشوف، ثم رفعت الغطاء إلى ما فوق عنقها، وأشاحت بوجهها عني." فانصرف بعد نحو نصف ساعة من المحاولات الفاشلة، لم ير فيها غير "سكوت هائل تتخلله نظرات جامدة قاسية محزنة..."
موقف مي زيادة هذا له ما يبرره في الواقع بحكم الظروف القاسية التي مرت بعا في مستشفى العصفورية وتخلي الأقرباء والأصدقاء عنها حيث امتنعوا عن زيارتها. والقليلون الذين زاروها في أوقات نادرة شمتوا فيها مثلما كشفت مي زيادة: "كان أقاربي في زيارتهم النادرة لي يستمعون إلي بسرور وأنا أصف نكالي وشقائي راجية منهم عبثا أن يرحموني ويخرجوني من العصفورية."
مي زيادة رفضت اعتذار الريحاني
لم يفقد أمين الريحاني الرجاء. فبعد ثلاثة أيام من الزيارة الأولى، عاد إلى المستشفى وهذه المرة قطعت مي زيادة صمتها وتحدثت إليه معبِّرة عن رفضها اعتذاره لأنّه كان هناك عندما جيء بها من مصر، وكان هناك عندما نقلت إكراها إلى العصفورية، وكان حاضرا أيضا أثناء وجودها في هذا الجحيم، مضيفة: "كم مرة فكرت فيك وأنا ناقمة حانقة. أيصدق الأستاذ الريحاني ما يصدقه الناس...يجب عليه أن يجيء بنفسه ويرى بعينه. هذا ما كنت أقول لنفسي وهذا سبب نقمتي عليك."
بيد أنّ أمين الريحاني لم يفقد الأمل بعد هذه الخطوة. عاد إلى المستشفى مجدداً بعد لقائه القنصل المصري ليبشرها بخبر الإفراج عنها. لكنّ الأمر لم يكن بتلك السهولة نتيجة تدخل قريبها الدكتور يوسف زيادة المعارض لخروجها من المستشفى وما تبع ذلك من عراقيل إدارية وقانونية، مطلع عام 1938. وواصل الريحاني مسعاه الإنساني، وبعده المسعى القانوني، فكللت جهوده في الأخير بإحالة القضية أمام المدعي العام، ما سمح بخروجها من مستشفى ربيز إلى المستشفى الأمريكي بتاريخ 22 كانون الثاني /يناير 1938 بقرار من المدعي العام، ومنه إلى بيت خاص بعد تقرير لجنة من الأطباء نشر في الجرائد يوم 10 آذار /مارس 1938.
المرجع الأكثر مصداقية
لقد عرف مي زيادة كثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين. وكان لبعضهم علاقة حميمة طويلة بها كجبران خليل جبران (20 سنة). وكان بعضهم بارعا في كتابة المقالات كجبران أيضاً. لكن، لم يملك أي منهم ما يكفي من الشجاعة أو ربما صفاء النوايا وصدق المشاعر للكتابة عن تجربته بها ومعاناتها عدا أمين الريحاني الذي ذهب إلى حد الاعتراف بذنبه تجاهها والاستغفار في مخطوطة تُعدُّ من أعظم وأصدق ما كُتب في أدب السيرة والبوح النادر في أدبنا العربي.
الملفت للانتباه أنّ أمين الريحاني لم يكتب هذه المقالات في آخر عمره لتكون كتاباً يضاف إلى رصيده الأدبي، ولا لأجل إثارة الاهتمام أو تحقيق شهرة، وإنما للاعتراف بالذنب والاعتذار وراحة الضمير. فالرجل كان معروفاً في مشارق الدنيا ومغاربها. ولم ير بعض هذه المقالات النور إلا بعد وفاته.
الملفت للاهتمام أيضاً احتواء المخطوطة على معلومات مفصلة وتواريخ دقيقة، فضلاً عن ملحق يضم خطابات تبادلها مع من يهمه الأمر بخصوص مي زيادة، وتقارير طبية وشهادات وصورا، ما يجعلنا نقول بكل ثقة إنها أصدق مرجع للاطلاع على الفترة الأخيرة لحياة مي زيادة في المستشفى وظروف خروجها منه، وأيضاً لفهم علاقتها بأمين الريحاني والتي لم تتعد حدود الصداقة والزمالة والاحترام المتبادل، وليس كما اعتقد الشرق الذي بالغ مرة أخرى في نظرته إلى إحدى علاقات مي زيادة، هذه المرأة المتحررة التي جمعتها علاقات صداقة مع كثير من الأدباء والمفكرين من أمثال الفيلسوف شبلي شميل والعالم يعقوب صروف والدكتور طه حسين...
أمين الريحاني هو الصديق الوحيد الذي اعترف بذنبه تجاه مي زيادة من خلال مخطوطة نادرة لا تقدَّر بثمن، لم تنشر إلا بعد 40 سنة من وفاته وتندرج ضمن أدب البوح النادر في الأدب العربي والذي يتطلب قدرا وافراً من الشجاعة والجرأة وقوة الشخصية. وهو بلا ريب الأديب الوحيد أيضا الذي نال عفوها ورضاها. فبينما رفضت لقاء طه حسين وآخرين نتيجة جفائهم، فقد وافقت على لقاء أمين الريحاني والتحدث إليه والتعاون معه لتأمين خروجها من المستشفى. موقفها هذا يؤكد أيضا ما كانت تتحلّى به مي زيادة من تعقّل وتفهّم وحسن الإصغاء وسيعة خاطر وصراحة.
مولود بن زادي طيور مهاجرة حرة - بريطانيا
أصدقاء في السراء، غرباء في الضراء
مي زيادة التي كانت في يوم ما محاطة بكوكبة من كبار الأدباء والمفكرين والسياسيين من أمثال عباس محمود العقاد ومصطفى صادق الرافعي ومصطفى لطفي المنفلوطي وطه حسين وأحمد لطفي السيد، وجدت نفسها في السنوات الأخيرة من عمرها وحيدة ساعة العسر عندما خانتها ظروفها الصحية حيث اقتادها أهلها إلى مستشفى الأمراض العقلية، وتنكّر لها معارفها وصدقوا ما سمعوه عنها، و"تنافست الجرائد على بهدلتها بدون أي خجل أو حياء أو حتى رحمة. الكل يتنافس على التفاصيل في ممارسات هذه المجنونة"، مثلما جاء في مخطوطة (مي ليالي إيزيس كُوبيا) لواسيني الأعرج.
اعتراف بالذنب
من هؤلاء الذين تخلوا عنها أمين الريحاني نفسه. غير أنه انفرد عن بقية الأصدقاء بمزية نادرة تتمثل في اعترافه بالذنب. يتجلّى ذلك في مستهل كتاب (قصتي مع مي): "قبل ان أبدأ بهذه الصفحة من قصة مي المفجعة، علي ان أعترف بذنبي..."
ويوضح الريحاني من خلال هذه المخطوطة سبب شعوره بالذنب: "فقد كنت مقصراً في واجب الزمالة والحب، بل عن واجب الصداقة المقدس. صدقت ما صدقه جميع الناس. صدقت الإشاعات المحزنة عندما جيء بمي من القاهرة الى بيروت قبل سنة وعشرة اشهر، فأمسكت عن زيارتها، واستطلاع حقيقة حالها. امسكت عن الزيارة وأنا أبرر عملي بما تطور من مزاجي. فإنني في مواصلة العاقلين قليل الرغبة، فكيف بي في مواصلة غير العاقلين؟ إن الروح مصدر الصداقة، وإن العقل مختلط اختلاطاً قاهراً بالروح، فمتى ذهب العقل ذهب خير ما في الروح كذلك"
من مظاهر الشعور بالذنب التي نلتمسها في هذه المخطوطة تأنيب الضمير والانزعاج والألم، في قوله: "فأنا أحمل وزر الصداقة وذكراها، وأقف في بعض الأحايين مفكراً في تقاعدي عن الواجب المألوف، فيزعجني الفكر ويؤلمني." يضاف إلى ذلك ما كان يعيشه من كوابيس وأحلام مزعجة: "نهضت من سريري واسم مي يتردد في قلبي، وذكريات مي تتزاحم في ذهني."
والملفت للانتباه هو أنّ الشعور بالذنب لا يصدر عن الإحساس بارتكاب خطأ فحسب وإنما أيضا من الوعي بقيمة مي زيادة ومؤلفاتنا: "نهضت من سريري وشخصية مي وعبقريتها وأدبها تملأ وتهيج نفسي."
عيادة مي زيادة
وقد انتابه الشعور بالذنب المرير هذا لمدة سنة وبضعة أشهر. ورافقه في رحلته الأخيرة إلى أمريكا ورحلة العودة إلى لبنان. وبلغ مبلغا جعله يذهب ليسأل عنها فقيل له إنها في مستشفى (نقولا ربيز) ببيروت حيث أجمع أمره على عيادتها.
زارها أواخر كانون الأول /ديسمبر 1937. لكنها، رفضت لقاءه: "عندما رأتني مي، سارعت إلى تغطية زندها المكشوف، ثم رفعت الغطاء إلى ما فوق عنقها، وأشاحت بوجهها عني." فانصرف بعد نحو نصف ساعة من المحاولات الفاشلة، لم ير فيها غير "سكوت هائل تتخلله نظرات جامدة قاسية محزنة..."
موقف مي زيادة هذا له ما يبرره في الواقع بحكم الظروف القاسية التي مرت بعا في مستشفى العصفورية وتخلي الأقرباء والأصدقاء عنها حيث امتنعوا عن زيارتها. والقليلون الذين زاروها في أوقات نادرة شمتوا فيها مثلما كشفت مي زيادة: "كان أقاربي في زيارتهم النادرة لي يستمعون إلي بسرور وأنا أصف نكالي وشقائي راجية منهم عبثا أن يرحموني ويخرجوني من العصفورية."
مي زيادة رفضت اعتذار الريحاني
لم يفقد أمين الريحاني الرجاء. فبعد ثلاثة أيام من الزيارة الأولى، عاد إلى المستشفى وهذه المرة قطعت مي زيادة صمتها وتحدثت إليه معبِّرة عن رفضها اعتذاره لأنّه كان هناك عندما جيء بها من مصر، وكان هناك عندما نقلت إكراها إلى العصفورية، وكان حاضرا أيضا أثناء وجودها في هذا الجحيم، مضيفة: "كم مرة فكرت فيك وأنا ناقمة حانقة. أيصدق الأستاذ الريحاني ما يصدقه الناس...يجب عليه أن يجيء بنفسه ويرى بعينه. هذا ما كنت أقول لنفسي وهذا سبب نقمتي عليك."
بيد أنّ أمين الريحاني لم يفقد الأمل بعد هذه الخطوة. عاد إلى المستشفى مجدداً بعد لقائه القنصل المصري ليبشرها بخبر الإفراج عنها. لكنّ الأمر لم يكن بتلك السهولة نتيجة تدخل قريبها الدكتور يوسف زيادة المعارض لخروجها من المستشفى وما تبع ذلك من عراقيل إدارية وقانونية، مطلع عام 1938. وواصل الريحاني مسعاه الإنساني، وبعده المسعى القانوني، فكللت جهوده في الأخير بإحالة القضية أمام المدعي العام، ما سمح بخروجها من مستشفى ربيز إلى المستشفى الأمريكي بتاريخ 22 كانون الثاني /يناير 1938 بقرار من المدعي العام، ومنه إلى بيت خاص بعد تقرير لجنة من الأطباء نشر في الجرائد يوم 10 آذار /مارس 1938.
المرجع الأكثر مصداقية
لقد عرف مي زيادة كثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين. وكان لبعضهم علاقة حميمة طويلة بها كجبران خليل جبران (20 سنة). وكان بعضهم بارعا في كتابة المقالات كجبران أيضاً. لكن، لم يملك أي منهم ما يكفي من الشجاعة أو ربما صفاء النوايا وصدق المشاعر للكتابة عن تجربته بها ومعاناتها عدا أمين الريحاني الذي ذهب إلى حد الاعتراف بذنبه تجاهها والاستغفار في مخطوطة تُعدُّ من أعظم وأصدق ما كُتب في أدب السيرة والبوح النادر في أدبنا العربي.
الملفت للانتباه أنّ أمين الريحاني لم يكتب هذه المقالات في آخر عمره لتكون كتاباً يضاف إلى رصيده الأدبي، ولا لأجل إثارة الاهتمام أو تحقيق شهرة، وإنما للاعتراف بالذنب والاعتذار وراحة الضمير. فالرجل كان معروفاً في مشارق الدنيا ومغاربها. ولم ير بعض هذه المقالات النور إلا بعد وفاته.
الملفت للاهتمام أيضاً احتواء المخطوطة على معلومات مفصلة وتواريخ دقيقة، فضلاً عن ملحق يضم خطابات تبادلها مع من يهمه الأمر بخصوص مي زيادة، وتقارير طبية وشهادات وصورا، ما يجعلنا نقول بكل ثقة إنها أصدق مرجع للاطلاع على الفترة الأخيرة لحياة مي زيادة في المستشفى وظروف خروجها منه، وأيضاً لفهم علاقتها بأمين الريحاني والتي لم تتعد حدود الصداقة والزمالة والاحترام المتبادل، وليس كما اعتقد الشرق الذي بالغ مرة أخرى في نظرته إلى إحدى علاقات مي زيادة، هذه المرأة المتحررة التي جمعتها علاقات صداقة مع كثير من الأدباء والمفكرين من أمثال الفيلسوف شبلي شميل والعالم يعقوب صروف والدكتور طه حسين...
أمين الريحاني هو الصديق الوحيد الذي اعترف بذنبه تجاه مي زيادة من خلال مخطوطة نادرة لا تقدَّر بثمن، لم تنشر إلا بعد 40 سنة من وفاته وتندرج ضمن أدب البوح النادر في الأدب العربي والذي يتطلب قدرا وافراً من الشجاعة والجرأة وقوة الشخصية. وهو بلا ريب الأديب الوحيد أيضا الذي نال عفوها ورضاها. فبينما رفضت لقاء طه حسين وآخرين نتيجة جفائهم، فقد وافقت على لقاء أمين الريحاني والتحدث إليه والتعاون معه لتأمين خروجها من المستشفى. موقفها هذا يؤكد أيضا ما كانت تتحلّى به مي زيادة من تعقّل وتفهّم وحسن الإصغاء وسيعة خاطر وصراحة.
مولود بن زادي طيور مهاجرة حرة - بريطانيا