فهو منذ ان صارح محمودا أيام ثكنة " الراس" بمدى الإعجاب الذي يكنه للالمان ، لايزال على بعض رأيه ذاك حتى ورصاص هؤلاء يتساقط حوله كالمطر، إنه كمن دخل سوقا لا مصلحة له فيها ، لا مع البائع ولا مع المشتري، ولذلك بقي بين قناعتين ؛ فهو يحارب الالمان إعلاء لشأن بندقيته، وليس نصرة للعلم الفرنسي ، وهما طرفا المعادلة اللذان لم يتمكن من التعبير عنهما بوضوح، فقد يكون من الصعب التفريق بين الامرين ، شرف البندقية ونصرة العلم ، لكن بوداود يدرك في نفسه حدود هذه التفرقة ، ولو بشكل لايستطيع شرحها بتفصيل ، ولكم حاول أن يشرك محمودا في هذه القناعة، غير أن اللغة ظلت تخونه، إذ كيف يفهمه حين يقول له: الشرف شخصي و النصرة موضوية مثلا، ومحمود يرى في موقف زميله تناقضا واضحا ، وربما قال له بوداود يومها:
ـــــ إن ولائي للجيش الالماني قد تتفهمه قرية " الثيران" أكثر من أن تتفهم ولائي الى الجيش الفرنسي ، فقريتنا لا تحمل أية ضغينة للالمان عكس ما هو الحال بالنسبة للفرنسيين
وضحك محمود في صخب وهو يقول:
ــــــ أنت تنشد مرضاة ذهبية فقط
وقال بوداود:
ـــ لا تقزم معنى كلامي يا أخي، ثم إنك من المعجبين بايفا براون أليس كذلك؟
وقال محمود:
ــــ نعم ولكن ليس الى درجة توجيه نيراني الى صدور رفاقي في السلاح، أو خذلانهم في معركة مواجهة مع جيش اخر
ـــــ إن ولائي للجيش الالماني قد تتفهمه قرية " الثيران" أكثر من أن تتفهم ولائي الى الجيش الفرنسي ، فقريتنا لا تحمل أية ضغينة للالمان عكس ما هو الحال بالنسبة للفرنسيين
وضحك محمود في صخب وهو يقول:
ــــــ أنت تنشد مرضاة ذهبية فقط
وقال بوداود:
ـــ لا تقزم معنى كلامي يا أخي، ثم إنك من المعجبين بايفا براون أليس كذلك؟
وقال محمود:
ــــ نعم ولكن ليس الى درجة توجيه نيراني الى صدور رفاقي في السلاح، أو خذلانهم في معركة مواجهة مع جيش اخر