أملك حلما، ولكل الناس أحلام، لكن القليل والقليل جدا منهم من يسعى لتحويل حلمه إلى واقع، وهذا هو ما يميزني عن غيري، فأنا أؤمن بحلمي إيمانا قاطعا لا يتزعزع، وأسعى منذ صباي لتحقيق هذا الحلم وفرضه على أرض الواقع، من أجل ذلك هيأت نفسي مبكرا لبلوغ مرادي، وحلمي هو حلم البسطاء من الناس، فأنا منهم وهم مني، ولأن الأحلام لا تتحقق من تلقاء نفسها بل يلزمها رؤية وبرامج عمل لتحقيقها، فقد جعلت لي رؤيتي المستقلة، واجتهدت لوضع البرامج قصيرة وطويلة الأجل لتحقيق هذه الرؤية، ثم أنني أتابع السير على تلك البرامج وأوالي تعديلها وتطويرها بما يتلاءم مع تغير الظروف والأحوال لتحقيق رؤيتي مهما طال الزمن، لا أعرف لليأس طريقا، فإيماني القاطع بقدرتي على تحويل هذه الرؤية الحلم إلى حقيقة لا تؤثر فيه أي إخفاقات مرحلية أو عارضة، أحتفظ بتفاؤل دائم ويقين راسخ بقدرتي على تخطي كافة الصعاب والعقبات، وتجاوز المحن والآلام التي تواجهني خلال مسيرتي، وإذا كان من السهل على الإنسان أن يملك حلما، وأن يؤمن به، وأن يسعى لتحقيقه، لكن ما قد يبدو صعبا بعض الشيء ويتجاوز قدرات الكثير من الناس هو أن تجعل الآخرين يؤمنون بحلمك، ويسعون معك لتحقيقه، ساعتها لن تكون وحيدا صارخا في البرية، بل معك ومن حولك من يدعمونك ويسعون لتحقيق حلمك أنت كأنه حلمهم هم، وهذا هو ما نجحت في تحقيقه، وهو ما ضاعف أيضا من ثقتي في قدراتي، وأمدني بعون حقيقي ومخلص لتحقيق حلمي ورؤيتي، فيد وحدها لا تصفق لكن مئات وألوف الأيدي قادرة على التصفيق، وقادرة أيضا على صنع المعجزات، إذن لست وحيدا ولن أكون، فمن حولي من أثق في خبراتهم وقدراتهم، يدعموني ويساعدوني في دراسة برامجي وتطويرها ووضعها موضع التنفيذ، ثم إنهم أدواتي للحركة بين الناس، يصلون إلى ما لا أستطيع أن أصل أنا إليه بمفردي، فتتسع رويدا دائرة المؤمنين بحلمي، الداعمين له، العاملين من أجل تحقيقه، وإذا كانت الأحلام قابلة للتحقق ـ لمن يقدرون على ذلك ـ في كل المجالات، فهي أصعب ما تكون كذلك في مجال السياسة، وهو المضمار الذي اخترته منذ صغري كي أجعل منه مسرحا لتحقيق حلمي، فالسياسة تحكمها الأهواء وتسودها التقلبات، فما تربحه اليوم قد تخسره غدا، ومن تظنهم أعوانك وتابعيك المخلصين، قد ينقلبون عليك ويصبحون من ألد أعدائك، وقد تعرضت إلى هذا بدرجة أو بأخرى، فقد اخترت الطريق الأصعب، أن أكون معارضا للنظام القائم، رافضا لفساده واستبداده، فتعرضت لبطشه واضطهاده، لكنني رغم ذلك ظللت متماسكا محافظا على حلمي، فنجحت رغم كل شيء في الحفاظ على تحالف واسع يؤمن بي ويدعم حلمي وأفكاري، وعندما انتفض الشعب ضد النظام كنت معهم، وطرحت نفسي بديلا يحقق لهم مطالبهم في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وإذا كانت تقلبات السياسة وألاعيب الساسة وضغوط الداخل والخارج قد عطلت تحقق حلمي رغم اقترابي من تحقيقه بدرجة كبيرة، إلا أن الكثيرين لا يزالون يؤمنون بي وبحلمي، وهذا ما أنوي الاستفادة منه إلى أقصى مدى، فلا ينتهي مشواري في الحياة إلا بتحقيق حلمي وإن تأخر أو تعطل، فهو قادم لا محالة، أحيا به ومن أجله.
مايو 2014
نص من كتاب لم يكتمل بعد
بعنوان "شخصيات من كتاب الثورة"
مايو 2014
نص من كتاب لم يكتمل بعد
بعنوان "شخصيات من كتاب الثورة"