سعيد بن البطريق (٨٧٦-٩٣٩) الملكي المذهب، طبيب ومؤرّخ مسيحي، ولد في الفسطاط، أصبح بطريركا على الإسكندرية عام ٩٣٣ واتّخذ لنفسه اللقب اوثوشيوس، وهو الذي سمّى السريان باسم اليعاقبة، تابعي يعقوب البرادعي. تاريخه يصل حتّى العام ٩٣٨. أهم آثاره: مختصر في التاريخ العام اسمه “نظم الجوهر في التاريخ”. وله ثلاثة مقالات كتبها لأخيه الطبيب عيسى بن البطريق في الصوم المسيحي والأعياد، وله كتاب بعنوان: الجدل بين المخالف والنصراني وكناش في الطب وكتاب البرهان وعلم وعمل. نسيبه يحيى بن سعيد الأنطاكي أكمل كتابه ”نظم الجوهر“ من ٩٣٨ ولغاية ١٠٢٨م. وله أيضا كتاب تاريخ الذيل وفيه سيرة سعيد بن البطريق.
كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق تأليف البطريرك اوثوشيوس/افتيشيوس المكنّى بسعيد ابن بطريق. كتبه إلى أخيه عيسى في معرفة التورايخ الكلية من عهد آدم الى سني الهجرة الاسلامية. بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين سنة ١٩٠٥ (متوفّر على الشابكة).
وفي ما يلي ما يقوله ابن البطريق عن السامريين بدون أيّ تغيير، من أقدم وأصغر الطوائف في العالم اليوم، عددهم اليوم قرابة الثمانمائة نسمة، أكثر من النصف بقليل يعيشون في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، والبقية في نابلس على جبلهم المقدّس، جريزيم في الضفّة الغربية. أركان دينهم خمسة: الله واحد، ويلفظون اللفظة يهوه شيما أي الاسم؛ التوراة، خمسة أسفار موسى فقط، وهي تختلف عن التوراة اليهودية في أكثرَ من ستّة آلاف موضع، أغلبها ليست ذات بال؛ نبي واحد وهو موسى كليم الله؛ جبل جريزيم جنوبي نابلس هو المكان المقدّس، وقد ذكر في التوراة مرات عديدة في حين لا ذكر البتّة للقدس هناك؛ مجيء التائب أي العائد وهو المسيح في عاقبة الأيّام.
”وفي احدى وعشرين سنة من مُلك يوستينسانوس ثار بفلسطين اهل السامرة وهدموا الكنائس كلها واحرقوها بالنار وقتلوا نصارى كثيرًا وعذّبوهم عذابًا شديدًا وقتلوا اسقف نابلس فبلغ الخبر الى يوستينسانوس الملك فبعث بعسكر عظيم فقُتل من السامرة خلق كثير فعند ذلك سأل بطرس بطريرك بيت المقدس لمار سابا القديس ان يمضي الى القسطنطينية ويسأل الملك في تخفيف الخراج عن اهل فلسطين لِما فعل السامرة فيها من الخراب. فانطلق مار سابا الى القسطنطينية ففرح بهِ الملك وقبل منهُ كتاب بطريرك بيت المقدس وسأل حوائجه.
فقال لهُ مار سابا: أسألك ان تخفف الخراج عن فلسطين فان السامرة قد قتلوا اهلها واخربوها. ويأمر الملك ان تُبنى الكنائس التي احرقوها السامرة وان يبنى في بيت المقدس للغرباء بيمارستان وان تتمّ كنيسة إلينة التي انشأها ايليا بطريرك بيت المقدس. فاجابهُ الملك الى ذلك والى كل ما سأل وطلب وانفذ معهُ الملك رسولًا لذلك وزوّده مال كثير وكتب الى عامله بفلسطين ان يصرف خراج فلسطين الى الرسول ليبني ما امرهُ الملك. وامر الملك للرسول ان يهدم كنيسة بيت لحم وكانت صغيرة وان يبنيها كنيسة عظيمة كبيرة حسنة ولا ص. ٢٠١/ ص. ٢٠٢ يكون في بيت المقدس كنيسة احسن منها. فلمّا وافى الرسول الى بيت المقدس بني بيمارستانًا للغرباء وتمم كنيسة إلينة وبنى الكنائس التي احرقها السامرة وبنى ديارات كثيرة وهدم كنيسة بيت لحم وبناها على ما هي اليوم.
فلمّا فرغ من جميع ذلك رجع الى الملك. فقال لهُ: صف لي كيف بنيت كنيسة بيت لحم. فلما وصفها لهُ لم يستحسن الملك صفته ولا اعجبهُ ذلك واشتدّ غضبهُ عليهِ وقال لهُ: اخذت الاموال فاقتنصتها لنفسك وبنيت بنيان شفّقت فيه وصيرت الكنيسة مظلمة ولم تبنيها على ما اشتهيت ولم تنصحني. ثم امر بضرب عنقه وبنى يوستينسانوس الملك بالقسطنطينية كنيسة مار صوفيا بنيانًا حسنًا. ومات مار سابا ولهُ اربع وتسعون سنة فلما سمعوا رهبان طورسينا حسن نيّة يوستينيانوس الملك ومحبته لبنيان الكنائس وعمارة الديارات صاروا اليهِ وشكوا انّ الاعراب بني اسمعيل يؤذونهم ويأكلوا طعامهم ويخربون مواضعهم ويدخلون قلاليهم ويأخذون كل ما فيها ويدخلون الكنائس فيأكلون القربان. فقال لهم الملك يوستينيانوس: فماذا تريدون. فقالوا له: نَسَلُك ايها الملك ان تبني لنا دير لنتحصّن فيهِ ولم يكن قبل ذلك في طورسينا دير يجتمعوا فيه الرهبان وانما كانوا متبددين في الجبال والاودية حول العلّيقة التي كلّم الله جل اسمه موسى منها. وكان لهم فوق العلّيقة برج كبير مبني وهو الى اليوم قائم وفيهِ كنيسة مرتمريم. كانوا اذا جاءَ الرهبان امرٌ وخافوا منهُ حالًا اجتمعوا وتحصّنوا في ذلك البرج“.
كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق تأليف البطريرك اوثوشيوس/افتيشيوس المكنّى بسعيد ابن بطريق. كتبه إلى أخيه عيسى في معرفة التورايخ الكلية من عهد آدم الى سني الهجرة الاسلامية. بيروت: مطبعة الآباء اليسوعيين سنة ١٩٠٥ (متوفّر على الشابكة).
وفي ما يلي ما يقوله ابن البطريق عن السامريين بدون أيّ تغيير، من أقدم وأصغر الطوائف في العالم اليوم، عددهم اليوم قرابة الثمانمائة نسمة، أكثر من النصف بقليل يعيشون في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، والبقية في نابلس على جبلهم المقدّس، جريزيم في الضفّة الغربية. أركان دينهم خمسة: الله واحد، ويلفظون اللفظة يهوه شيما أي الاسم؛ التوراة، خمسة أسفار موسى فقط، وهي تختلف عن التوراة اليهودية في أكثرَ من ستّة آلاف موضع، أغلبها ليست ذات بال؛ نبي واحد وهو موسى كليم الله؛ جبل جريزيم جنوبي نابلس هو المكان المقدّس، وقد ذكر في التوراة مرات عديدة في حين لا ذكر البتّة للقدس هناك؛ مجيء التائب أي العائد وهو المسيح في عاقبة الأيّام.
”وفي احدى وعشرين سنة من مُلك يوستينسانوس ثار بفلسطين اهل السامرة وهدموا الكنائس كلها واحرقوها بالنار وقتلوا نصارى كثيرًا وعذّبوهم عذابًا شديدًا وقتلوا اسقف نابلس فبلغ الخبر الى يوستينسانوس الملك فبعث بعسكر عظيم فقُتل من السامرة خلق كثير فعند ذلك سأل بطرس بطريرك بيت المقدس لمار سابا القديس ان يمضي الى القسطنطينية ويسأل الملك في تخفيف الخراج عن اهل فلسطين لِما فعل السامرة فيها من الخراب. فانطلق مار سابا الى القسطنطينية ففرح بهِ الملك وقبل منهُ كتاب بطريرك بيت المقدس وسأل حوائجه.
فقال لهُ مار سابا: أسألك ان تخفف الخراج عن فلسطين فان السامرة قد قتلوا اهلها واخربوها. ويأمر الملك ان تُبنى الكنائس التي احرقوها السامرة وان يبنى في بيت المقدس للغرباء بيمارستان وان تتمّ كنيسة إلينة التي انشأها ايليا بطريرك بيت المقدس. فاجابهُ الملك الى ذلك والى كل ما سأل وطلب وانفذ معهُ الملك رسولًا لذلك وزوّده مال كثير وكتب الى عامله بفلسطين ان يصرف خراج فلسطين الى الرسول ليبني ما امرهُ الملك. وامر الملك للرسول ان يهدم كنيسة بيت لحم وكانت صغيرة وان يبنيها كنيسة عظيمة كبيرة حسنة ولا ص. ٢٠١/ ص. ٢٠٢ يكون في بيت المقدس كنيسة احسن منها. فلمّا وافى الرسول الى بيت المقدس بني بيمارستانًا للغرباء وتمم كنيسة إلينة وبنى الكنائس التي احرقها السامرة وبنى ديارات كثيرة وهدم كنيسة بيت لحم وبناها على ما هي اليوم.
فلمّا فرغ من جميع ذلك رجع الى الملك. فقال لهُ: صف لي كيف بنيت كنيسة بيت لحم. فلما وصفها لهُ لم يستحسن الملك صفته ولا اعجبهُ ذلك واشتدّ غضبهُ عليهِ وقال لهُ: اخذت الاموال فاقتنصتها لنفسك وبنيت بنيان شفّقت فيه وصيرت الكنيسة مظلمة ولم تبنيها على ما اشتهيت ولم تنصحني. ثم امر بضرب عنقه وبنى يوستينسانوس الملك بالقسطنطينية كنيسة مار صوفيا بنيانًا حسنًا. ومات مار سابا ولهُ اربع وتسعون سنة فلما سمعوا رهبان طورسينا حسن نيّة يوستينيانوس الملك ومحبته لبنيان الكنائس وعمارة الديارات صاروا اليهِ وشكوا انّ الاعراب بني اسمعيل يؤذونهم ويأكلوا طعامهم ويخربون مواضعهم ويدخلون قلاليهم ويأخذون كل ما فيها ويدخلون الكنائس فيأكلون القربان. فقال لهم الملك يوستينيانوس: فماذا تريدون. فقالوا له: نَسَلُك ايها الملك ان تبني لنا دير لنتحصّن فيهِ ولم يكن قبل ذلك في طورسينا دير يجتمعوا فيه الرهبان وانما كانوا متبددين في الجبال والاودية حول العلّيقة التي كلّم الله جل اسمه موسى منها. وكان لهم فوق العلّيقة برج كبير مبني وهو الى اليوم قائم وفيهِ كنيسة مرتمريم. كانوا اذا جاءَ الرهبان امرٌ وخافوا منهُ حالًا اجتمعوا وتحصّنوا في ذلك البرج“.