حول المواقع الأثرية في البحرين، وما تتعرض له من عوامل تؤدي إلى إتلافها، بالإضافة إلى مظاهر هذا التلف البشري وسبل صيانتها لضمان استمرار بقائها، قدم الباحث البحريني د.سلمان المحاري، كتابه «المواقع الأثرية في مملكة البحرين، المشاكل والتحديات»، موضحاً فيه أن الآثار لم تعد فقط تحكي قصصاً عن الماضي وإنما أصبحت مورداً اقتصادياً هاماً لمعظم البلدان الغنية بالآثار، كان من اللازم إجراء دراسة علمية تحفظ لهذه المواقع قيمتها التاريخية والجمالية، وتصونها ضد أي خطر يهدد سلامتها وبقاءها، واختبار أفضل مواد الترميم المناسبة، إلى جانب وضع خطة لتطوير المواقع الأثرية وإعدادها سياحياً، وإيصال مفهوم صيانة الآثار إلى جميع فئات المجتمع.
وقال د.المحاري: إن البحرين تتمتع بتراث أثري، يتمثل في المواقع الأثرية المنتشرة في جميع مناطق البحرين، وبالخصوص في المناطق الشمالية والغربية وأيضاً الوسطى. وتتنوع هذه المواقع ما بين مدن ومستوطنات قديمة ومعابد ومساجد وقلاع وعيون ماء وغيرها. ومن الأمثلة لهذه المواقع هو موقع قلعة البحرين والذي هو موقع تراث عالمي يمتلك قيمة عالمية استثنائية جعلته على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، نظراً لكونه كتاباً يمكن من خلاله قراءة وتتبع جميع الفترات التاريخية التي مرت بالبحرين والمنطقة المحيطة بها.
يقع كتاب د.المحاري في 458 صفحة من الحجم الكبير، ويشتمل على أربعة أبواب، الأول منها، عبارة عن دراسة أثرية وجيولوجية للبحرين وموقع سار الأثري، تتناول فصوله الثلاثة؛ جغرافية وتاريخ البحرين، وما شهدته من فترة العصور الحجرية، وفترة دلمون، وفترة تايلوس، والفترة الإسلامية، ويبرز هذا الفصل المواقع الأثرية في البحرين.
أما «الباب الثاني»، فيتعلق بمظاهر وعوامل تلف أطلال المواقع الأثرية في البحرين، ويبرز الفصل الأول عوامل التلف الفيزيوكيميائية، وهي تنقسم إلى 5 أقسام، الأول بتأثير الحرارة، وثانياً بتأثير الرطوبة، وثالثاً بتأثير الرياح، ورابعاً بتأثير الأملاح، وخامساً بتأثير غازات التلوث الجوي، كغاز ثاني أكسيد الكربون، ومركبات النتروجين وغيرها، ويتحدث الفصل الثاني عن عوامل التلف البيولوجية والبشرية، وهي على قسمين، أولاً التلف البيولوجي، ويقع تحت أربعة تأثيرات: الحيوانات، الطيور، النباتات، وتأثير الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والطحالب. وثانياً .. التلف البشري. وينقسم أيضاً إلى عدة أقسام كأعمال الترميم، ودور الآثاريين في التلف، وتأثير النشاط السياحي، وتأثير الزوار على المواقع، وأعمال عدوانية وتخريبية متعمدة.
ويبحث «الباب الثالث» موضوع صيانة وترميم وأطلال المواقع الأثرية، وينقسم هذا الباب إلى أربعة فصول: يتحدث الأول عن صيانة وترميم أطلال المواقع الأثرية، ويبرز الثاني موضوع الصيانة غير المباشرة لأطلال المواقع الأثرية، والفصل الثالث تطوير وإعداد مكونات المواقع الأثرية للزيارة، ويختص الباب الرابع، بالفحوص والتحاليل والتجارب المعملية لاختيار مواد الترميم، وينقسم إلى فصلين، أما الباب الخامس فيطرح «خطة صيانة وتطوير وأطلال موقع سار الثري».
من المواقع الأثرية التي درسها د.المحاري، موقع سار الأثري، ويقع في الجهة الجنوبية من منطقة سار وهو محصور ما بين سار من الشمال وشارع الشيخ عيسى بن سلمان (المتصل بجسر الملك فهد) من الجنوب. ولهذا الموقع أهمية تاريخية كبيرة جداً لما يحويه من آثار هامة تمتد حوالي أربعة آلاف سنة تقريباً، وتتمثل هذه الآثار في مقبرة متميزة وفريدة ولا يوجد مشابه لها في البحرين أو منطقة الخليج إذ هي عبارة عن مجموعة من المدافن تحيط بها جدران قوسية متشابكة تشكل سلسلة من الحلقات المتداخلة والمتصلة مع بعضها البعض بشكل دقيق ومنتظم، حيث توجد في البحرين، أكبر مقبرة تاريخية بالعالم وهي على شكل روابي (تلال) مختلفة الحجم والشكل، توجد بمنطقة عالي بالمحافظة الوسطى، لها تاريخ عريق قديم منذ عهد حضارة دلمون، حيث كان الدلمونيون يدفنون موتاهم في تلك التلال وهي (قبور) ويدفنون معهم حاجياتهم النفيسة والثمينة، كما يدفنون معهم جِـِراب الماء الفخارية، والمقتنيات الثمينة، ظناً منهم واعتقاداً أن هذا الميت قد يعود للحياة في أي لحظة.
ويضم موقع سار مدينة دلمونية تعود لحوالي 2000 ق.م التي شهدت تطور حضارة الإنسان في البحرين، كما إنها نموذج متكامل للمدينة إذ إنها تضم معبداً يعود لفترة دلمون وآخر يعود لفترة تايلوس ومجموعة من المساكن والدكاكين والشوارع الواسعة الرئيسة والممرات الضيقة التي ما بين البيوت وبئرين ماء. ولقد عثر أثناء التنقيب على مجموعة من اللقى الأثرية التي كانت تستخدم في تلك الفترة ومن أهمها الأختام الدلمونية والأواني الفخارية، والأوزان الحجرية والأصداف البحرية، والحلي البرونزية، اللؤلؤ وبقايا عظام الأسماك والحيوان وبعض بذور الحبوب والخرز المصنوع من الأحجار الكريمة وغيرها.
لقد بدأت العام 1977 بعثة جامعة الدول العربية برئاسة البروفيسور الأردني معاوية إبراهيم التنقيب في موقع سار الأثري، حيث تم الكشف عن موقع أثري كبير، يتكون من حقل ضخم من القبور، إضافة إلى مستوطنة تضم عدداً كبيراً من المنازل يتوسطها معبد، وقد استمر التنقيب في الموقع عدة سنوات من قبل بعثات محلية وعربية وأجنبية حتى تم الكشف عن الكثير من معالمه. وتعود أصول المستوطنة إلى عام 2300ق.م حيث كانت المستوطنة صغيرة وبسيطة ومن دون معبد، وفي حدود 1900ق.م تم إعادة بناء المستوطنة بشكلها الحالي وتم بناء المعبد فيها.
وقال د.المحاري: إن البحرين تتمتع بتراث أثري، يتمثل في المواقع الأثرية المنتشرة في جميع مناطق البحرين، وبالخصوص في المناطق الشمالية والغربية وأيضاً الوسطى. وتتنوع هذه المواقع ما بين مدن ومستوطنات قديمة ومعابد ومساجد وقلاع وعيون ماء وغيرها. ومن الأمثلة لهذه المواقع هو موقع قلعة البحرين والذي هو موقع تراث عالمي يمتلك قيمة عالمية استثنائية جعلته على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، نظراً لكونه كتاباً يمكن من خلاله قراءة وتتبع جميع الفترات التاريخية التي مرت بالبحرين والمنطقة المحيطة بها.
يقع كتاب د.المحاري في 458 صفحة من الحجم الكبير، ويشتمل على أربعة أبواب، الأول منها، عبارة عن دراسة أثرية وجيولوجية للبحرين وموقع سار الأثري، تتناول فصوله الثلاثة؛ جغرافية وتاريخ البحرين، وما شهدته من فترة العصور الحجرية، وفترة دلمون، وفترة تايلوس، والفترة الإسلامية، ويبرز هذا الفصل المواقع الأثرية في البحرين.
أما «الباب الثاني»، فيتعلق بمظاهر وعوامل تلف أطلال المواقع الأثرية في البحرين، ويبرز الفصل الأول عوامل التلف الفيزيوكيميائية، وهي تنقسم إلى 5 أقسام، الأول بتأثير الحرارة، وثانياً بتأثير الرطوبة، وثالثاً بتأثير الرياح، ورابعاً بتأثير الأملاح، وخامساً بتأثير غازات التلوث الجوي، كغاز ثاني أكسيد الكربون، ومركبات النتروجين وغيرها، ويتحدث الفصل الثاني عن عوامل التلف البيولوجية والبشرية، وهي على قسمين، أولاً التلف البيولوجي، ويقع تحت أربعة تأثيرات: الحيوانات، الطيور، النباتات، وتأثير الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والطحالب. وثانياً .. التلف البشري. وينقسم أيضاً إلى عدة أقسام كأعمال الترميم، ودور الآثاريين في التلف، وتأثير النشاط السياحي، وتأثير الزوار على المواقع، وأعمال عدوانية وتخريبية متعمدة.
ويبحث «الباب الثالث» موضوع صيانة وترميم وأطلال المواقع الأثرية، وينقسم هذا الباب إلى أربعة فصول: يتحدث الأول عن صيانة وترميم أطلال المواقع الأثرية، ويبرز الثاني موضوع الصيانة غير المباشرة لأطلال المواقع الأثرية، والفصل الثالث تطوير وإعداد مكونات المواقع الأثرية للزيارة، ويختص الباب الرابع، بالفحوص والتحاليل والتجارب المعملية لاختيار مواد الترميم، وينقسم إلى فصلين، أما الباب الخامس فيطرح «خطة صيانة وتطوير وأطلال موقع سار الثري».
من المواقع الأثرية التي درسها د.المحاري، موقع سار الأثري، ويقع في الجهة الجنوبية من منطقة سار وهو محصور ما بين سار من الشمال وشارع الشيخ عيسى بن سلمان (المتصل بجسر الملك فهد) من الجنوب. ولهذا الموقع أهمية تاريخية كبيرة جداً لما يحويه من آثار هامة تمتد حوالي أربعة آلاف سنة تقريباً، وتتمثل هذه الآثار في مقبرة متميزة وفريدة ولا يوجد مشابه لها في البحرين أو منطقة الخليج إذ هي عبارة عن مجموعة من المدافن تحيط بها جدران قوسية متشابكة تشكل سلسلة من الحلقات المتداخلة والمتصلة مع بعضها البعض بشكل دقيق ومنتظم، حيث توجد في البحرين، أكبر مقبرة تاريخية بالعالم وهي على شكل روابي (تلال) مختلفة الحجم والشكل، توجد بمنطقة عالي بالمحافظة الوسطى، لها تاريخ عريق قديم منذ عهد حضارة دلمون، حيث كان الدلمونيون يدفنون موتاهم في تلك التلال وهي (قبور) ويدفنون معهم حاجياتهم النفيسة والثمينة، كما يدفنون معهم جِـِراب الماء الفخارية، والمقتنيات الثمينة، ظناً منهم واعتقاداً أن هذا الميت قد يعود للحياة في أي لحظة.
ويضم موقع سار مدينة دلمونية تعود لحوالي 2000 ق.م التي شهدت تطور حضارة الإنسان في البحرين، كما إنها نموذج متكامل للمدينة إذ إنها تضم معبداً يعود لفترة دلمون وآخر يعود لفترة تايلوس ومجموعة من المساكن والدكاكين والشوارع الواسعة الرئيسة والممرات الضيقة التي ما بين البيوت وبئرين ماء. ولقد عثر أثناء التنقيب على مجموعة من اللقى الأثرية التي كانت تستخدم في تلك الفترة ومن أهمها الأختام الدلمونية والأواني الفخارية، والأوزان الحجرية والأصداف البحرية، والحلي البرونزية، اللؤلؤ وبقايا عظام الأسماك والحيوان وبعض بذور الحبوب والخرز المصنوع من الأحجار الكريمة وغيرها.
لقد بدأت العام 1977 بعثة جامعة الدول العربية برئاسة البروفيسور الأردني معاوية إبراهيم التنقيب في موقع سار الأثري، حيث تم الكشف عن موقع أثري كبير، يتكون من حقل ضخم من القبور، إضافة إلى مستوطنة تضم عدداً كبيراً من المنازل يتوسطها معبد، وقد استمر التنقيب في الموقع عدة سنوات من قبل بعثات محلية وعربية وأجنبية حتى تم الكشف عن الكثير من معالمه. وتعود أصول المستوطنة إلى عام 2300ق.م حيث كانت المستوطنة صغيرة وبسيطة ومن دون معبد، وفي حدود 1900ق.م تم إعادة بناء المستوطنة بشكلها الحالي وتم بناء المعبد فيها.