السماء الاولى ( ديباجة )
تعددت صورة المرأة وتمثلاتها عند الكثير من الشعراء والذين تشكلت رؤاهم وتكونت تصوراتهم عند تناولها في اشعارهم ومن خلال ذلك اجتهدوا كثيرا في التعبير عن رغباتهم ومشاعرهم تجاهها ونظرتهم اليها.
وقد تباينت ايضا رؤية الشعراء في تأسيس نمط نموذجي للعلاقة بين الرجل والمرأة واتسمت هذه الرؤية بتعدد الغايات وظهر ذلك جلياً باختلاف تناولهم لها باعتبارها مصدرا للإلهام والهيام تارة واخرى لإشباع الغريزة.
وقد ظهر ذلك في الكثير من القصائد لشعراء كانت قضية المرأة واضحة في تجاربهم اذا ما كانت السمة الغالبة لها وهم بذلك يدخلون عوالماً غنية في فضاءاتها الجمالية ويسبرون اغواراً سحيقة في البحث والاكتشاف. يقول الشاعر نزار قباني:
( المرأة هي الشعر, وليست ملحقة به, او مضافة اليه, او هامشا من هوامشه, كل شعر كتب او يكتب او سيكتب مرتبط بالمرأة كما الجنين بالمشيمة ,واي محاولة لفك الارتباط بينهما, يقتل الطفل والام معا, اذن فالمرأة والشعر يكملان بعضهما )
ولم تكن تجربة الشاعر عمار كشيش في مجموعته الشعرية
( سماوات النص الغائم ) الا امتداداً لكل التجارب التي سبقـته في ذلك وقد اضاف اسمه الى قائمة اولئك الشعراء الذين كانت موضوعة المرأة من اهم اشتغالاتهم الشعرية وقد شغلهم ذلك كثيرا باعتبارها قضية مهمة, وان اختلف مع الاخرين بأسلوبية تناولها وتجسيد تمظهراتها المتعددة فلقد تناول المرأة وصوّرها بعدة اساليب تعبيرية فهو تارة يراها بوعي كامل وبعقلانية واضحة واخرى تقوده فيها المشاعر والاحاسيس نحو ساحاتها وملاعبها ويسرح بمغازلتها بشغف وهناك الكثير من النساء التي يراهنَّ بفوارق فردية تختلف عن بعضها فها هو يصفهنَّ امامه كما بيادق الشطرنج واحدة تلو الاخرى تتقدمهن المرأة التي تود الهجرة الى بغداد وبعد ان يقضي وطراً معها ينتقل الى المرأة العاشقة حيث تكون ملهمة له ليجلس اخيرا عند تلك التي تحاول ان تتأقلم مع مناخ القرية
سماء ثانية ( الجسد )
بقيت صورة المرأة الاولى والتي اظهرتها وهي تمارس الاغواء الاول والتي انسحبت الى الاعتقاد الذي يرى في المرأة أحد حبائل الشيطان أو هي شيطان الإنس والذي اعتبر الجسد الأنثوي فتنة تحل معه اللعنة أينما حل ويستهدف طهارة الإنسان (الرجل) ونزاهته واستقامته. جسد يثير الرغبة وإثارته تؤدي غالباً إلى توريط الرجل في خطايا لم يكن ليرتكبها فيُنظر إليه كضحية لسلاح شيطاني هو جسد المرأة , الجسد (الفتنة).
ولكننا نرى ان الشاعر عمار كشيش يحوم حول الجسد كطائر وحشي او يصور الجسد باعتباره طائرا له اجنحة يحلق ويطير في سماوات نصوصه الغائمة .
فهو يرسم فم المرأة كحبات الفستق التي يتناولها في حالة الانتشاء والرغبة , او عندما يصورها وكأن هناك نحلة تسكن ما بين فخذيها تنتج العسل على الدوام .ثم يتفرس تضاريس ذلك الجسد الاسطوري وجغرافيته المذهلة فينتقل الى التفاصيل ليتفحص الضفيرة وكيف تشع وهجا تحت ضوء القمر وفي مرة كيف ترفع له كأس البحر وهي اي الضفيرة تشبه افعى الملاك وان النوارس تلعب في فيافيها ولم ينسى ان يشرح كيف ان اسنان النجوم تمشط هذه الجدائل . ثم ينتقل ليصف ساق المرأة وهي تعبر النهر
سماء ثالثة ( الانسان )
الانسان تعبير مذكر يحوم حول توصيف الرجل ولم يكن للمرأة الا ان تلتحق بهذا المفهوم قسرا للتعبير عن انسانيتها والانتماء اليها .
وهناك الكثير من المفاهيم التي تعنون للمرأة كينونتها وذاتها والتي تحط من مكانتها الانسانية فعلم النفس الاكلينيكي يرى ان الهستيريا مرض انثوي بالإضافة الى ان التحليل النفسي لدى فرويد يعتبر ان المرأة رجل ناقص , كل ذلك يسعى الى اختزال مهمة المرأة الى
*جسد جميل ...
*شخصية مستكينة...
*ذكاء محدود...
*لا تليق لأداء كل الادوار والوظائف...
من هنا ينطلق الشاعر عمار كشيش لتصوير حياة المرأة المريرة
(الام...الارملة...الثكلى...المقهورة...المريضة..)
يقول الشاعر عمار كشيش:
( هناك امرأة تشاركني الكتابة وتطلب مني ان لا افضحها كي لا تتعرض للسخرية والقتل من قبل القراء )
فنراه يقيم الكثير من الحفلات للنساء اللواتي يعرفهن...
*المرأة التي تود الهجرة الى بغداد
*المرأة العاشقة
*الجدة والام التي تروي الحكايات
*الاخت في المدينة المجاورة
*وهناك امرأة اخرى لابد له من ذكرها , تلك التي عشقها رجل من عشيرة اخرى واصبح شاعرا بسببها ...
*الام ذات الحنان اللزج والتي تختلف بأمومتها مع الاخريات...
وهناك ايضا في ثنايا نصوصه نساء اخريات بأسماء معرّفة...
*وحيدة خليل والتي يرتبط معها بعلاقة سرية خفية تشي بالكثير من الاسرار والحكايا
*دنيا ميخائيل الشاعرة التي يعرفها وربما ويكتب لها وعنها
*هدى مجيد صديقته التي لابد ان تحلق معه في سماواته الغائمة.
سماء رابعة ( الرمز )
الرمز الذي يشير الى المرأة والذي ابتدعته المخيلة الذكورية دائما ما يبعدها عن التفوق والتميز وغالبا ما يمثلها بما تبدو عليه وليس بما هي عليه .
من هنا ينطلق الشاعر عمار كشيش لينتصر الى هذا الكائن الذي ينظر اليه من زاوية خاصة ويتعامل معه بخصوصية شديدة فانطلق من الاحاسيس العميقة التي تثيرها المرأة الى انتاج مرموزات كثيرة محاولا سبر اغوار ذلك الكائن الغامض .
فلم تكن الكف الا امرأة تشكل بأصابعها سفرا خالدا من البذل والعمل , وكذلك مرايا ننظر بها الى انفسنا ونرى من خلالها الحقيقة التي تتجسد بعدة حالات... المرايا التي نأتي منها وننتهي اليها.
وبما انه لا يستطيع تجاوز كون المرأة سر الخصب فيصورها لنا نهرا متدفقا من عطاء وديمومة , الم تكن السمكة انثى... فاللواتي يعشن وسط النهر هن نساء نسعى دوما لاصطيادهن بشباك من وجد او بسنارة مطعومة بطُعم مثير وحين اصطيادها يحولها الى حائط مبكى للاعتراف والشكوى .
ولم يجد سوى القرية الجميلة التي اصبحت بائسة ليمثلها بالمرأة والتي يراها هو بهذه الهيئة وهذا الشكل وذلك المعنى... نعم فهو مسكون بالنساء اللواتي يشاركنه حتى في انتاج افكاره في تلك القرية النائية حتى يصل الى حدود السريالية ليتوقف ويترك صوت الحقيقة هو الذي يعبر عن مكنوناته وان تَشاطر معه احيانا في جدال خاسر, الحقيقة التي تقول ان المرأة هي القرية وان القرية هي المرأة.
سماء خامسة ( برزخ النص )
تحلق نصوص مجموعة (سماوات النص الغائم) في برزخ فاصل بين الشعر الموشوم بالجمال والدلالات والصور وبين الكتابات الاخرى التي تحاول رصد المعنى وكشف الحقيقة وهي اي نصوص المجموعة غالبا ما تحاول ردم ذلك البرزخ والسعي لتشكيل كيمياء نصية مخلوطة بمقادير معينة اجتهد الشاعر كثيرا في تقديرها وهي لم تكن الا تجربة لعب فيها بمهارة بين طرفي الوعي ولاءَه ولم تكن الغلبة لا للعقل الاعمى ولا للشعور الجامح نحو التجريب.
وفي خضم ذلك الخلط والتجريب واللعب كانت المرأة هي العنصر والمادة التي اشتغل بها الشاعر لطرح افكاره ورؤاه الجمالية والتي يحلم من خلالها بكتابة نص مقدس يقدمه الى ابناء جلدته مثل قصائد بودلير لكنه يشعر بالخيبة لان ابناء جلدته لا يعرفون شيء بحجم حبة البركة عن بودلير وهذا ما صوره من خلال احد ابطال نصوصه .
سماء سادسة ( مقترحات قرائية )
ولكي لا يقع قارئ هذه النصوص في فخ القراءة العسيرة ويتجه صوب الخذلان والانكسار وهو يحاول شد حبال التواصل مع نصوص المجموعة وتمتين القدرة التفاعلية معها عليه ان يقف خلف تجربة الشاعر الحياتية بكل تجلياتها ومدى تأثيرها في تجربته الشعرية والتي لم يستطع الفرار منها والتي تبان وتظهر في معظم نصوص المجموعة فهي ( القرية ,.المدينة, المرأة, النهر, بودلير, امير ناصر, وحيدة خليل ,الحلم ,الاستلاب, الخيبة, اليأس...الخ)
وبذلك يستطيع القارئ ان يكون امام نشرة شعرية تعلق على جدار المعرفة والانبهار .
سماء سابعة ( الخاتمة )
لم يسعى الشاعر الى الوصول الى هذه المرتبة لأنه يرى ان المرأة لم تصل اليها سابقا ولن تصل اليها حتى في مخيلته الشعرية.
تعددت صورة المرأة وتمثلاتها عند الكثير من الشعراء والذين تشكلت رؤاهم وتكونت تصوراتهم عند تناولها في اشعارهم ومن خلال ذلك اجتهدوا كثيرا في التعبير عن رغباتهم ومشاعرهم تجاهها ونظرتهم اليها.
وقد تباينت ايضا رؤية الشعراء في تأسيس نمط نموذجي للعلاقة بين الرجل والمرأة واتسمت هذه الرؤية بتعدد الغايات وظهر ذلك جلياً باختلاف تناولهم لها باعتبارها مصدرا للإلهام والهيام تارة واخرى لإشباع الغريزة.
وقد ظهر ذلك في الكثير من القصائد لشعراء كانت قضية المرأة واضحة في تجاربهم اذا ما كانت السمة الغالبة لها وهم بذلك يدخلون عوالماً غنية في فضاءاتها الجمالية ويسبرون اغواراً سحيقة في البحث والاكتشاف. يقول الشاعر نزار قباني:
( المرأة هي الشعر, وليست ملحقة به, او مضافة اليه, او هامشا من هوامشه, كل شعر كتب او يكتب او سيكتب مرتبط بالمرأة كما الجنين بالمشيمة ,واي محاولة لفك الارتباط بينهما, يقتل الطفل والام معا, اذن فالمرأة والشعر يكملان بعضهما )
ولم تكن تجربة الشاعر عمار كشيش في مجموعته الشعرية
( سماوات النص الغائم ) الا امتداداً لكل التجارب التي سبقـته في ذلك وقد اضاف اسمه الى قائمة اولئك الشعراء الذين كانت موضوعة المرأة من اهم اشتغالاتهم الشعرية وقد شغلهم ذلك كثيرا باعتبارها قضية مهمة, وان اختلف مع الاخرين بأسلوبية تناولها وتجسيد تمظهراتها المتعددة فلقد تناول المرأة وصوّرها بعدة اساليب تعبيرية فهو تارة يراها بوعي كامل وبعقلانية واضحة واخرى تقوده فيها المشاعر والاحاسيس نحو ساحاتها وملاعبها ويسرح بمغازلتها بشغف وهناك الكثير من النساء التي يراهنَّ بفوارق فردية تختلف عن بعضها فها هو يصفهنَّ امامه كما بيادق الشطرنج واحدة تلو الاخرى تتقدمهن المرأة التي تود الهجرة الى بغداد وبعد ان يقضي وطراً معها ينتقل الى المرأة العاشقة حيث تكون ملهمة له ليجلس اخيرا عند تلك التي تحاول ان تتأقلم مع مناخ القرية
سماء ثانية ( الجسد )
بقيت صورة المرأة الاولى والتي اظهرتها وهي تمارس الاغواء الاول والتي انسحبت الى الاعتقاد الذي يرى في المرأة أحد حبائل الشيطان أو هي شيطان الإنس والذي اعتبر الجسد الأنثوي فتنة تحل معه اللعنة أينما حل ويستهدف طهارة الإنسان (الرجل) ونزاهته واستقامته. جسد يثير الرغبة وإثارته تؤدي غالباً إلى توريط الرجل في خطايا لم يكن ليرتكبها فيُنظر إليه كضحية لسلاح شيطاني هو جسد المرأة , الجسد (الفتنة).
ولكننا نرى ان الشاعر عمار كشيش يحوم حول الجسد كطائر وحشي او يصور الجسد باعتباره طائرا له اجنحة يحلق ويطير في سماوات نصوصه الغائمة .
فهو يرسم فم المرأة كحبات الفستق التي يتناولها في حالة الانتشاء والرغبة , او عندما يصورها وكأن هناك نحلة تسكن ما بين فخذيها تنتج العسل على الدوام .ثم يتفرس تضاريس ذلك الجسد الاسطوري وجغرافيته المذهلة فينتقل الى التفاصيل ليتفحص الضفيرة وكيف تشع وهجا تحت ضوء القمر وفي مرة كيف ترفع له كأس البحر وهي اي الضفيرة تشبه افعى الملاك وان النوارس تلعب في فيافيها ولم ينسى ان يشرح كيف ان اسنان النجوم تمشط هذه الجدائل . ثم ينتقل ليصف ساق المرأة وهي تعبر النهر
سماء ثالثة ( الانسان )
الانسان تعبير مذكر يحوم حول توصيف الرجل ولم يكن للمرأة الا ان تلتحق بهذا المفهوم قسرا للتعبير عن انسانيتها والانتماء اليها .
وهناك الكثير من المفاهيم التي تعنون للمرأة كينونتها وذاتها والتي تحط من مكانتها الانسانية فعلم النفس الاكلينيكي يرى ان الهستيريا مرض انثوي بالإضافة الى ان التحليل النفسي لدى فرويد يعتبر ان المرأة رجل ناقص , كل ذلك يسعى الى اختزال مهمة المرأة الى
*جسد جميل ...
*شخصية مستكينة...
*ذكاء محدود...
*لا تليق لأداء كل الادوار والوظائف...
من هنا ينطلق الشاعر عمار كشيش لتصوير حياة المرأة المريرة
(الام...الارملة...الثكلى...المقهورة...المريضة..)
يقول الشاعر عمار كشيش:
( هناك امرأة تشاركني الكتابة وتطلب مني ان لا افضحها كي لا تتعرض للسخرية والقتل من قبل القراء )
فنراه يقيم الكثير من الحفلات للنساء اللواتي يعرفهن...
*المرأة التي تود الهجرة الى بغداد
*المرأة العاشقة
*الجدة والام التي تروي الحكايات
*الاخت في المدينة المجاورة
*وهناك امرأة اخرى لابد له من ذكرها , تلك التي عشقها رجل من عشيرة اخرى واصبح شاعرا بسببها ...
*الام ذات الحنان اللزج والتي تختلف بأمومتها مع الاخريات...
وهناك ايضا في ثنايا نصوصه نساء اخريات بأسماء معرّفة...
*وحيدة خليل والتي يرتبط معها بعلاقة سرية خفية تشي بالكثير من الاسرار والحكايا
*دنيا ميخائيل الشاعرة التي يعرفها وربما ويكتب لها وعنها
*هدى مجيد صديقته التي لابد ان تحلق معه في سماواته الغائمة.
سماء رابعة ( الرمز )
الرمز الذي يشير الى المرأة والذي ابتدعته المخيلة الذكورية دائما ما يبعدها عن التفوق والتميز وغالبا ما يمثلها بما تبدو عليه وليس بما هي عليه .
من هنا ينطلق الشاعر عمار كشيش لينتصر الى هذا الكائن الذي ينظر اليه من زاوية خاصة ويتعامل معه بخصوصية شديدة فانطلق من الاحاسيس العميقة التي تثيرها المرأة الى انتاج مرموزات كثيرة محاولا سبر اغوار ذلك الكائن الغامض .
فلم تكن الكف الا امرأة تشكل بأصابعها سفرا خالدا من البذل والعمل , وكذلك مرايا ننظر بها الى انفسنا ونرى من خلالها الحقيقة التي تتجسد بعدة حالات... المرايا التي نأتي منها وننتهي اليها.
وبما انه لا يستطيع تجاوز كون المرأة سر الخصب فيصورها لنا نهرا متدفقا من عطاء وديمومة , الم تكن السمكة انثى... فاللواتي يعشن وسط النهر هن نساء نسعى دوما لاصطيادهن بشباك من وجد او بسنارة مطعومة بطُعم مثير وحين اصطيادها يحولها الى حائط مبكى للاعتراف والشكوى .
ولم يجد سوى القرية الجميلة التي اصبحت بائسة ليمثلها بالمرأة والتي يراها هو بهذه الهيئة وهذا الشكل وذلك المعنى... نعم فهو مسكون بالنساء اللواتي يشاركنه حتى في انتاج افكاره في تلك القرية النائية حتى يصل الى حدود السريالية ليتوقف ويترك صوت الحقيقة هو الذي يعبر عن مكنوناته وان تَشاطر معه احيانا في جدال خاسر, الحقيقة التي تقول ان المرأة هي القرية وان القرية هي المرأة.
سماء خامسة ( برزخ النص )
تحلق نصوص مجموعة (سماوات النص الغائم) في برزخ فاصل بين الشعر الموشوم بالجمال والدلالات والصور وبين الكتابات الاخرى التي تحاول رصد المعنى وكشف الحقيقة وهي اي نصوص المجموعة غالبا ما تحاول ردم ذلك البرزخ والسعي لتشكيل كيمياء نصية مخلوطة بمقادير معينة اجتهد الشاعر كثيرا في تقديرها وهي لم تكن الا تجربة لعب فيها بمهارة بين طرفي الوعي ولاءَه ولم تكن الغلبة لا للعقل الاعمى ولا للشعور الجامح نحو التجريب.
وفي خضم ذلك الخلط والتجريب واللعب كانت المرأة هي العنصر والمادة التي اشتغل بها الشاعر لطرح افكاره ورؤاه الجمالية والتي يحلم من خلالها بكتابة نص مقدس يقدمه الى ابناء جلدته مثل قصائد بودلير لكنه يشعر بالخيبة لان ابناء جلدته لا يعرفون شيء بحجم حبة البركة عن بودلير وهذا ما صوره من خلال احد ابطال نصوصه .
سماء سادسة ( مقترحات قرائية )
ولكي لا يقع قارئ هذه النصوص في فخ القراءة العسيرة ويتجه صوب الخذلان والانكسار وهو يحاول شد حبال التواصل مع نصوص المجموعة وتمتين القدرة التفاعلية معها عليه ان يقف خلف تجربة الشاعر الحياتية بكل تجلياتها ومدى تأثيرها في تجربته الشعرية والتي لم يستطع الفرار منها والتي تبان وتظهر في معظم نصوص المجموعة فهي ( القرية ,.المدينة, المرأة, النهر, بودلير, امير ناصر, وحيدة خليل ,الحلم ,الاستلاب, الخيبة, اليأس...الخ)
وبذلك يستطيع القارئ ان يكون امام نشرة شعرية تعلق على جدار المعرفة والانبهار .
سماء سابعة ( الخاتمة )
لم يسعى الشاعر الى الوصول الى هذه المرتبة لأنه يرى ان المرأة لم تصل اليها سابقا ولن تصل اليها حتى في مخيلته الشعرية.