هل سألت نفسك يوما لماذا خلقت؟ ربما تكون الإجابة هي أن الله خلقنا جميعاً لنعمر الأرض، فكل البشر مستخلفون فيها لأداء دور معين.
وهل تساءلت داخلك وبحثت عن دورك في تلك الأرض؟ أم أنك مازلت تمثل عليها دور المستهلك فقط؟
لا شيء في هذا الكون خلق عبثا، كل فرد منا موجود في هذه الحياة لحكمة، فإن أدركت دورك الحقيقي في الحياة أصبحت بصيرا، فإن أبصرت وجدت نفسك تسعى محاولا أن تنير الطريق لغيرك، حتى يجد الشيء الموكل به في هذا العالم، وهو دور أقرب ما يكون لدور الأنبياء، لذا لا تعبأ بالكثيرين من حولك الذين لا يملكون فقط إلا الانتقاد، ولا يعجبهم من الحياة شيئا، فمثلهم يسلبك طاقتك على البناء والتغيير، فلا تلق لهم بالا وتقدم في طريقك، فمن يؤمن أن له دورا يجب أن يقوم به، ومسؤولية تقع على عاتقه لابد أن يؤديها في الحياة رغم إدراكه سوء الواقع الذي نحياه، وأن ما يحدث في هذا الواقع يعود بسبب أو بآخر إلى تقصيره في أداء مهامه بإتقان وإحسان، فيحاول جاهداً تعويض هذا التقصير وصناعة تأثير بسيط يسعى أن يرى أثره في المستقبل، لابد سيجد نتاج ذلك ويلمس حصاده.
ربما يلح في ذهنك تساؤل : وهل الشيء البسيط الذي أصنعه أنا، بمجهودي الفردي المتواضع من الممكن أن يحدث فرقاً في الحياة على عظمها؟ وما تأثير ذلك في مواجهة كل التحديات المستعصي حلها؟
لا بد أن تؤمن أن وجودك – حقاً – يؤثر في الحياة، وأن الشيء البسيط الذي تحاول فعله قد يصل بك إلى شيء أعظم فيما بعد، وأن المعادلة تتأثر بوجود أثر كل واحد منا، حتى ولو كان أثراً بسيطاً.
وليكن تأثيرك كالفراشة التي تحدث عنها عالم الرياضيات والأرصاد الجوية إدوارد لورينتز عام 1963م، في نظريته " أثر الفراشة" التي تقول : إن رفَّة جناحِ الفَراشَةِ في مَكْانٍ مَا قَد تُسَبِّبُ إِعْصاراً في مَكانٍ آخَرَ مِنْ الأَرْضِ بَعْدَ عِدَّةِ سِنْين"، فالتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث ما قد يكون بسيطا في حد ذاته، يمكنه أن يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية والتي يفوق حجمها بمراحل الحدث البدائي، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفي أماكن أبعد ما يكون عن التوقع، فثمة حدث يقع في لحظة ما قد يغير حياة باكملها.
يقول محمود درويش : أَثرُ الفراشة لا يُرَى... أُثرُ الفراشة لا يزولُ
فإن كنت تريد أن تحيا حياة حقيقية مفعمة بكل ما تعنيه الحياة، عليك أن تتحرك من مكانك باحثا عن الأمر الذي خلقت من أجله في هذا العالم، أن تدرك دورك الحقيقي فيه والذي يجعل لوجودك معنى وقيمة حقيقية وتسعى جاهدا في تحقيقه، إنها الحقيقة, الحقيقة التي تجعل لحياتك معنى.
إن شعوب الصين واليابان والهند وكافة دول جنوب شرق آسيا وهم نصف البشرية تقريبا تقوم عقائدهم الدينية – بصرف النظر عن مدى توافقها مع عقائدنا - على فكرة الكارما، والتي تعني أن الإنسان لا بد أن يعود الى الحياة مرة اخرى بعد موته ليكمل رؤاه النبيلة، ويصلح ما أفسده خلال حياته الماضية، بمعنى آخر: الكارما تحتم عليك العودة لتتابع أثر الفراشة الذي أحدثته في هذا العالم فتأثرت به وتأثر به غيرك, وحتى تعيش حياتك كما تتمنى، وتسير نحو الأفضل، وبالتبعية يكون لوجودك تأثير فعلي في حياتك و حياة غيرك، قد تنهكك الرحلة، وترهق روحك، لكنك ستدرك أن الكنز الحقيقي يكمن في هذه الرحلة، وأن ما تتعلمه أثناء رحلتك أعظم من توقعاتك، فآمن بما تفعله يؤمن بك الناس ويتحقق لك ما تسعى إليه في الحياة، ولعل ما تفعله في النهاية يكون مثل أثر الفراشة كما يصفه الشاعر محمود درويش بأنه لا يرى، ولكنه أيضاً لا يزول، فماذا لو كان هذا ما يفعله الإنسان؟ ماذا إن كنا نحاول نحن أن نصنع أثراً بسيطاً من شأنه أن يخلق تغييراً كبيراً في المستقبل؟
[email protected]
وهل تساءلت داخلك وبحثت عن دورك في تلك الأرض؟ أم أنك مازلت تمثل عليها دور المستهلك فقط؟
لا شيء في هذا الكون خلق عبثا، كل فرد منا موجود في هذه الحياة لحكمة، فإن أدركت دورك الحقيقي في الحياة أصبحت بصيرا، فإن أبصرت وجدت نفسك تسعى محاولا أن تنير الطريق لغيرك، حتى يجد الشيء الموكل به في هذا العالم، وهو دور أقرب ما يكون لدور الأنبياء، لذا لا تعبأ بالكثيرين من حولك الذين لا يملكون فقط إلا الانتقاد، ولا يعجبهم من الحياة شيئا، فمثلهم يسلبك طاقتك على البناء والتغيير، فلا تلق لهم بالا وتقدم في طريقك، فمن يؤمن أن له دورا يجب أن يقوم به، ومسؤولية تقع على عاتقه لابد أن يؤديها في الحياة رغم إدراكه سوء الواقع الذي نحياه، وأن ما يحدث في هذا الواقع يعود بسبب أو بآخر إلى تقصيره في أداء مهامه بإتقان وإحسان، فيحاول جاهداً تعويض هذا التقصير وصناعة تأثير بسيط يسعى أن يرى أثره في المستقبل، لابد سيجد نتاج ذلك ويلمس حصاده.
ربما يلح في ذهنك تساؤل : وهل الشيء البسيط الذي أصنعه أنا، بمجهودي الفردي المتواضع من الممكن أن يحدث فرقاً في الحياة على عظمها؟ وما تأثير ذلك في مواجهة كل التحديات المستعصي حلها؟
لا بد أن تؤمن أن وجودك – حقاً – يؤثر في الحياة، وأن الشيء البسيط الذي تحاول فعله قد يصل بك إلى شيء أعظم فيما بعد، وأن المعادلة تتأثر بوجود أثر كل واحد منا، حتى ولو كان أثراً بسيطاً.
وليكن تأثيرك كالفراشة التي تحدث عنها عالم الرياضيات والأرصاد الجوية إدوارد لورينتز عام 1963م، في نظريته " أثر الفراشة" التي تقول : إن رفَّة جناحِ الفَراشَةِ في مَكْانٍ مَا قَد تُسَبِّبُ إِعْصاراً في مَكانٍ آخَرَ مِنْ الأَرْضِ بَعْدَ عِدَّةِ سِنْين"، فالتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث ما قد يكون بسيطا في حد ذاته، يمكنه أن يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية والتي يفوق حجمها بمراحل الحدث البدائي، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفي أماكن أبعد ما يكون عن التوقع، فثمة حدث يقع في لحظة ما قد يغير حياة باكملها.
يقول محمود درويش : أَثرُ الفراشة لا يُرَى... أُثرُ الفراشة لا يزولُ
فإن كنت تريد أن تحيا حياة حقيقية مفعمة بكل ما تعنيه الحياة، عليك أن تتحرك من مكانك باحثا عن الأمر الذي خلقت من أجله في هذا العالم، أن تدرك دورك الحقيقي فيه والذي يجعل لوجودك معنى وقيمة حقيقية وتسعى جاهدا في تحقيقه، إنها الحقيقة, الحقيقة التي تجعل لحياتك معنى.
إن شعوب الصين واليابان والهند وكافة دول جنوب شرق آسيا وهم نصف البشرية تقريبا تقوم عقائدهم الدينية – بصرف النظر عن مدى توافقها مع عقائدنا - على فكرة الكارما، والتي تعني أن الإنسان لا بد أن يعود الى الحياة مرة اخرى بعد موته ليكمل رؤاه النبيلة، ويصلح ما أفسده خلال حياته الماضية، بمعنى آخر: الكارما تحتم عليك العودة لتتابع أثر الفراشة الذي أحدثته في هذا العالم فتأثرت به وتأثر به غيرك, وحتى تعيش حياتك كما تتمنى، وتسير نحو الأفضل، وبالتبعية يكون لوجودك تأثير فعلي في حياتك و حياة غيرك، قد تنهكك الرحلة، وترهق روحك، لكنك ستدرك أن الكنز الحقيقي يكمن في هذه الرحلة، وأن ما تتعلمه أثناء رحلتك أعظم من توقعاتك، فآمن بما تفعله يؤمن بك الناس ويتحقق لك ما تسعى إليه في الحياة، ولعل ما تفعله في النهاية يكون مثل أثر الفراشة كما يصفه الشاعر محمود درويش بأنه لا يرى، ولكنه أيضاً لا يزول، فماذا لو كان هذا ما يفعله الإنسان؟ ماذا إن كنا نحاول نحن أن نصنع أثراً بسيطاً من شأنه أن يخلق تغييراً كبيراً في المستقبل؟
[email protected]