لا يحتاج الامر الى اكثر من بضعة ايام في بداية الزواج ليتكشف للشريكين ان الصراع على السلطة داخل الاسرة حقيقة لا بد من الاعتراف بها والتكيف معها وربما معالجتها والتقليل من آثارها السلبية حفاظا على الزواج من عثرات هو بغنى عنها وفي بعض الحالات انقاذا للزواج من انهيار يكاد يكون مؤكدا.
ونحن عندما نتحدث عن الصراع على السلطة في الاسرة لا نتحدث عن اصرار احد الشريكين على ان تكون له الكلمة الاخيرة في نزاع صغير مثل شراء ثلاجة من نوع معين او قضاء العطلة المدرسية في مصيف معين. ولكننا نتحدث عن الوضع الذي يصر فيه احد الشريكين اصرارا كاملا ومستمرا على ان تكون له القيادة في تسيير شؤون الاسرة من ادق تفاصيل الحياة اليومية الى المسائل الكبيرة كزواج احد الابناء او سفره الى بلد اجنبي لاكمال الدراسة او للاقامة.
واذا بحثنا عن اسباب الصراع على السلطة داخل الاسرة يمكن ان نجد انه يعود في الاساس الى مفاهيم اجتماعية سائدة في بعض المجتمعات تفيد بان للرجل الحق في ان يكون صاحب السيادة في البيت وان على الزوجة ان تطيع وان تخضع دون أخذ ورد. وهناك مفاهيم اجتماعية من نوع آخر تفيد بان من حق المرأة العصرية – وخاصة المتعلمة والعاملة – ان يكون لها موقع السيادة في البيت فهي جديرة بهذا الموقع لانها مؤهلة له: فهي سيدة بيتها الآمرة الناهية وما على الزوج الا ان يطيع وينفذ الاوامر. وكثير من الازواج والزوجات يحملون هذه المفاهيم معهم الى بيت الزوجية.
هذه المفاهيم هي حالات متطرفة كما يبدو واضحا. ولكنها مع ذلك تترك اثرا واضحا في كل الاسر تقريبا بطريقة او باخرى. واذا لم تعالج المشكلة بوعي وتفهم فان النتيجة ستكون اما ان يتحول الزواج الى علاقة لا حب فيها – وما اكثر البيوت التي لا حب فيها – مع الحفاظ على شكل الاسرة امام الناس والمجتمع واما ان تنهار العلاقة وينتهي كل شيء. ولكن لحسن الحظ انه اذا كان الشريكان يحب احدهما الاخر فان بامكانهما ان يتوصلا الى حلول وسط في تقاسم السلطة بينهما بحيث يبقى الاحترام سيد الموقف وخدمة المصالح العليا للاسرة هي الهدف. ومع ذلك نقول انه اذا كانت هذه المفاهيم التي يحملها الشريكان الى بيت الزوجية من القوة بمكان فان استشارة متخصصين في الارشاد النفسي مسألة على جانب من الاهمية لتذليل الصعاب امام الاسرة.
وهناك نوعان من الصراع على السلطة داخل الاسرة: الاول يصر فيه احد الشريكين على الانفراد في ادارة دفة القيادة بمعزل عن الشريك الآخر. والثاني يخرج فيه احد الشريكين الشريك الآخر من حياته كليا، فهو يتصرف كما لو ان الشريك الآخر ليس موجودا.
والسبيل الوحيد لحل مشكلة الصراع على السلطة في داخل الاسرة هو الاعتراف بان الزواج مؤلف من شريكين كاملي الاهلية لكل منهما افكاره ومعتقداته وحاجاته ومشاعره وقيمه، وهما يقفان على درجة واحدة من الاهمية والقيمة. وعلى هذا فان كلا من الشريكين ملتزم باحترام الشريك الآخر فهو لا يستغله ولا يمحوه من الوجود. ويجب ان يكون واضحا هنا ان الصراع على السلطة داخل الاسرة قد يكون خاليا من العنف البدني والجنسي خلوا تاما، ومع ذلك فهو مسيء لكل من الشريكين. هناك الكثير من اشكال العنف التي يمارسها الشريك ضد شريكه في الاسرة: فالعنف قد يأخذ شكل الاهانات اللفظية والضغوط النفسية والتخويف والتهديد والوعيد. وهذا العنف يمارسه الرجل بقدر ما تمارسه المرأة.
فاذا كان الشريك – رجلا او امرأة - يمارس التسلط على مدار الساعة بقصد الاطباق عليك وعلى حركاتك وخياراتك وافكارك، فانت لا تستطيع ان تقول شيئا او تفعل شيئا يخالف ما يعتقد انه مناسب ومقبول فهذا شكل من اشكال العنف المرفوض. واذا كان الشريك يسخر من طريقتك في التفكير والكلام والتعبير عن نفسك، فهذا عنف مرفوض. واذا كان الشريك يشعرك بانك انسان لا قيمة له وقبيح وغبي وغير جدير بالحب، فهذا عنف مرفوض.
وهنا اريد ان اوجه كلمة خاصة لبعض النساء اللواتي يعاملن ازواجهن في كثير من العنف. فكم من زوجة تطلق لسانها بلا انضباط لاهانة الزوج وكأن الزوج ملك لها تفعل به ما تريد: تأمره وتنهره وتدعسه وتمزقه بلا خوف من الله. ودعوتي لهؤلاء النساء ان يتقين الله في رجالهن. وهذا جانب من حياة الاسر لا نسمع عنه ويبقى خلف ابواب مغلقة لاسباب واضحة.
يجب ان لا يقبل اي من الشريكين هذا اللون من التعامل من شريكه. واذا كان الامر هكذا فهذا دليل على ان العلاقة في وضع غير سليم وهي بحاجة الى تصحيح وعلاج. وهناك متخصصون في معالجة هذه الاوضاع. ويجب ان لا نحاول اقناع انفسنا بان هذه الاوضاع ستتحسن من تلقاء نفسها. فهي لن تتحسن بل قد تزداد سوءا اذا لم نقم بمحاولة تحسينها بوعي وفهم.
[email protected]
لندن - بريطانيا
ونحن عندما نتحدث عن الصراع على السلطة في الاسرة لا نتحدث عن اصرار احد الشريكين على ان تكون له الكلمة الاخيرة في نزاع صغير مثل شراء ثلاجة من نوع معين او قضاء العطلة المدرسية في مصيف معين. ولكننا نتحدث عن الوضع الذي يصر فيه احد الشريكين اصرارا كاملا ومستمرا على ان تكون له القيادة في تسيير شؤون الاسرة من ادق تفاصيل الحياة اليومية الى المسائل الكبيرة كزواج احد الابناء او سفره الى بلد اجنبي لاكمال الدراسة او للاقامة.
واذا بحثنا عن اسباب الصراع على السلطة داخل الاسرة يمكن ان نجد انه يعود في الاساس الى مفاهيم اجتماعية سائدة في بعض المجتمعات تفيد بان للرجل الحق في ان يكون صاحب السيادة في البيت وان على الزوجة ان تطيع وان تخضع دون أخذ ورد. وهناك مفاهيم اجتماعية من نوع آخر تفيد بان من حق المرأة العصرية – وخاصة المتعلمة والعاملة – ان يكون لها موقع السيادة في البيت فهي جديرة بهذا الموقع لانها مؤهلة له: فهي سيدة بيتها الآمرة الناهية وما على الزوج الا ان يطيع وينفذ الاوامر. وكثير من الازواج والزوجات يحملون هذه المفاهيم معهم الى بيت الزوجية.
هذه المفاهيم هي حالات متطرفة كما يبدو واضحا. ولكنها مع ذلك تترك اثرا واضحا في كل الاسر تقريبا بطريقة او باخرى. واذا لم تعالج المشكلة بوعي وتفهم فان النتيجة ستكون اما ان يتحول الزواج الى علاقة لا حب فيها – وما اكثر البيوت التي لا حب فيها – مع الحفاظ على شكل الاسرة امام الناس والمجتمع واما ان تنهار العلاقة وينتهي كل شيء. ولكن لحسن الحظ انه اذا كان الشريكان يحب احدهما الاخر فان بامكانهما ان يتوصلا الى حلول وسط في تقاسم السلطة بينهما بحيث يبقى الاحترام سيد الموقف وخدمة المصالح العليا للاسرة هي الهدف. ومع ذلك نقول انه اذا كانت هذه المفاهيم التي يحملها الشريكان الى بيت الزوجية من القوة بمكان فان استشارة متخصصين في الارشاد النفسي مسألة على جانب من الاهمية لتذليل الصعاب امام الاسرة.
وهناك نوعان من الصراع على السلطة داخل الاسرة: الاول يصر فيه احد الشريكين على الانفراد في ادارة دفة القيادة بمعزل عن الشريك الآخر. والثاني يخرج فيه احد الشريكين الشريك الآخر من حياته كليا، فهو يتصرف كما لو ان الشريك الآخر ليس موجودا.
والسبيل الوحيد لحل مشكلة الصراع على السلطة في داخل الاسرة هو الاعتراف بان الزواج مؤلف من شريكين كاملي الاهلية لكل منهما افكاره ومعتقداته وحاجاته ومشاعره وقيمه، وهما يقفان على درجة واحدة من الاهمية والقيمة. وعلى هذا فان كلا من الشريكين ملتزم باحترام الشريك الآخر فهو لا يستغله ولا يمحوه من الوجود. ويجب ان يكون واضحا هنا ان الصراع على السلطة داخل الاسرة قد يكون خاليا من العنف البدني والجنسي خلوا تاما، ومع ذلك فهو مسيء لكل من الشريكين. هناك الكثير من اشكال العنف التي يمارسها الشريك ضد شريكه في الاسرة: فالعنف قد يأخذ شكل الاهانات اللفظية والضغوط النفسية والتخويف والتهديد والوعيد. وهذا العنف يمارسه الرجل بقدر ما تمارسه المرأة.
فاذا كان الشريك – رجلا او امرأة - يمارس التسلط على مدار الساعة بقصد الاطباق عليك وعلى حركاتك وخياراتك وافكارك، فانت لا تستطيع ان تقول شيئا او تفعل شيئا يخالف ما يعتقد انه مناسب ومقبول فهذا شكل من اشكال العنف المرفوض. واذا كان الشريك يسخر من طريقتك في التفكير والكلام والتعبير عن نفسك، فهذا عنف مرفوض. واذا كان الشريك يشعرك بانك انسان لا قيمة له وقبيح وغبي وغير جدير بالحب، فهذا عنف مرفوض.
وهنا اريد ان اوجه كلمة خاصة لبعض النساء اللواتي يعاملن ازواجهن في كثير من العنف. فكم من زوجة تطلق لسانها بلا انضباط لاهانة الزوج وكأن الزوج ملك لها تفعل به ما تريد: تأمره وتنهره وتدعسه وتمزقه بلا خوف من الله. ودعوتي لهؤلاء النساء ان يتقين الله في رجالهن. وهذا جانب من حياة الاسر لا نسمع عنه ويبقى خلف ابواب مغلقة لاسباب واضحة.
يجب ان لا يقبل اي من الشريكين هذا اللون من التعامل من شريكه. واذا كان الامر هكذا فهذا دليل على ان العلاقة في وضع غير سليم وهي بحاجة الى تصحيح وعلاج. وهناك متخصصون في معالجة هذه الاوضاع. ويجب ان لا نحاول اقناع انفسنا بان هذه الاوضاع ستتحسن من تلقاء نفسها. فهي لن تتحسن بل قد تزداد سوءا اذا لم نقم بمحاولة تحسينها بوعي وفهم.
[email protected]
لندن - بريطانيا