ارتباط الإنسان البحريني بالنخلة، لا يختلف عن العلاقة بين الأم بابنها. كانت تعطيه الكثير، ليس ثمارها الغنية وحسب، بل جذوعها وأغصانها وخوصها وأليافها. وإذا كانت لدى الإنسان البحريني ما يشبه قائمة الأسماء التي تصنف بأنها محببة إليه، فإن النخلة، ليست حبيبة وحسب، بل كانت أماً رؤوماً لم ينسلخ عنها قط.
ثمة علاقة معلنة لدى البحرينيين تجاه هذه الشجرة التي رافقت الإنسان منذ شاء الله تعالى أن يخلق على هذه الأرض، وأن يعمّرها. منذ أيام الدلمونيين من قبلهم، وحتى هذا اليوم. فإن البحرين التي اشتهرت قديماً بنخيلها وبساتينها العديدة المثمرة التي قدر عدد النخيل فيها في ذلك الزمان الماضي بمليون نخلة، هيمنت زراعة النخيل فيها وإنتاج التمور بشكل كاف للاستهلاك المحلي والتصدير. فكان يزرع ما لا يقل عن 23 صنفاً من التمور وتستخدم الأوراق والفروع والبراعم والزهور من النخيل على نطاق واسع.
الحرف اليدوية نفسها، تنبؤنا بمقدار هذه العلاقة. لقد استغل الحرفي البحريني خامات النخلة، وطوعها لصناعة الأدوات التي يحتاج إليها في استخداماته اليومية لتسيير أموره الحياتية والمعيشية. وبحكم أنها كانت تحيط به، ومصدر فخره واعتزازه وأساس معاشه، اعتمد الحرفي على النخلة في مأكله ومسكنه إذ لا يخلو بيت قديم من جذع النخلة وسعفها وجريدها.
ووجدناه يعمل من جذعها الأسقف للبيوت الطينية لما يتميز به من صلابة ومقاومة لظروف الطقس المختلفة، وصنع من ليف النخلة الحبال المتينة التي تستخدم لأغراض مختلفة في البر والبحر، ومن جريدها صنعتَ البيوت المسماة «العريش»، عدا عن صناعة الحصير، الذي تفرش به أرضية المنازل، أو الذي يستخدم كبساط ينشر عليه الرطب حتى يجف ويصبح تمراً. ومن خوص النخلة صنع السلال على اختلاف أنواعها واستخداماتها مثل «القفهَ»، التي تستخدم لحفظ الملابس، أو وضع الأغراض في أثناء التسوق قديماً و»المرحلة»، التي تكون عادة أكبر حجماً وهي خاصة بالمزارعين يجمعون فيها التمور والخضروات لحملها إلى الأسواق، و»الزبيل»، وهو أصغر من المرحلة ومن الأدوات الخوصيهَ؛ «المهفهَ»، وهي عبارة عن مروحة يدوية صغيرة تصنع من الخوص على شكل مربع وتنتهي بمقبض، و»السفره»، وتصنع على شكل دائري بالخوص الملون في وحدات زخرفيهَ جميلة ويستخدم مفرشاً للأكل.
أما الدلمونيون، فلم يستبعد الباحث د.عبدالعزيز صويلح، أن تكون النخلة قد حظيت بتقديسهم وتأليههم، وقد أبرز صانع الختم أهميتها ومكانتها في كثير من الأختام. فهي من أبرز النباتات التي وضحت على نقوشها كرمز دلموني أصيل ومقدس، ولا تكاد تخلو منها الأختام ماعدا عدد قليل فقط.
لقد استلهم صانع الختم النخلة –والكلام مازال لـ د.صويلح- من الطبيعة وأوجدها كعنصر مهم مبين العناصر الزخرفية الأخرى المهمة التي تزخر بها الأختام الدلمونية، لما لها من خدمة في حياة الدلمونيين، فهم يستظلون بها ويأكلون منها، كما استخدموا سعفة النخلة وجذعها في بناء منازلهم وصناعة السفن الصغيرة وغيرها من الفوائد.
ثمة علاقة معلنة لدى البحرينيين تجاه هذه الشجرة التي رافقت الإنسان منذ شاء الله تعالى أن يخلق على هذه الأرض، وأن يعمّرها. منذ أيام الدلمونيين من قبلهم، وحتى هذا اليوم. فإن البحرين التي اشتهرت قديماً بنخيلها وبساتينها العديدة المثمرة التي قدر عدد النخيل فيها في ذلك الزمان الماضي بمليون نخلة، هيمنت زراعة النخيل فيها وإنتاج التمور بشكل كاف للاستهلاك المحلي والتصدير. فكان يزرع ما لا يقل عن 23 صنفاً من التمور وتستخدم الأوراق والفروع والبراعم والزهور من النخيل على نطاق واسع.
الحرف اليدوية نفسها، تنبؤنا بمقدار هذه العلاقة. لقد استغل الحرفي البحريني خامات النخلة، وطوعها لصناعة الأدوات التي يحتاج إليها في استخداماته اليومية لتسيير أموره الحياتية والمعيشية. وبحكم أنها كانت تحيط به، ومصدر فخره واعتزازه وأساس معاشه، اعتمد الحرفي على النخلة في مأكله ومسكنه إذ لا يخلو بيت قديم من جذع النخلة وسعفها وجريدها.
ووجدناه يعمل من جذعها الأسقف للبيوت الطينية لما يتميز به من صلابة ومقاومة لظروف الطقس المختلفة، وصنع من ليف النخلة الحبال المتينة التي تستخدم لأغراض مختلفة في البر والبحر، ومن جريدها صنعتَ البيوت المسماة «العريش»، عدا عن صناعة الحصير، الذي تفرش به أرضية المنازل، أو الذي يستخدم كبساط ينشر عليه الرطب حتى يجف ويصبح تمراً. ومن خوص النخلة صنع السلال على اختلاف أنواعها واستخداماتها مثل «القفهَ»، التي تستخدم لحفظ الملابس، أو وضع الأغراض في أثناء التسوق قديماً و»المرحلة»، التي تكون عادة أكبر حجماً وهي خاصة بالمزارعين يجمعون فيها التمور والخضروات لحملها إلى الأسواق، و»الزبيل»، وهو أصغر من المرحلة ومن الأدوات الخوصيهَ؛ «المهفهَ»، وهي عبارة عن مروحة يدوية صغيرة تصنع من الخوص على شكل مربع وتنتهي بمقبض، و»السفره»، وتصنع على شكل دائري بالخوص الملون في وحدات زخرفيهَ جميلة ويستخدم مفرشاً للأكل.
أما الدلمونيون، فلم يستبعد الباحث د.عبدالعزيز صويلح، أن تكون النخلة قد حظيت بتقديسهم وتأليههم، وقد أبرز صانع الختم أهميتها ومكانتها في كثير من الأختام. فهي من أبرز النباتات التي وضحت على نقوشها كرمز دلموني أصيل ومقدس، ولا تكاد تخلو منها الأختام ماعدا عدد قليل فقط.
لقد استلهم صانع الختم النخلة –والكلام مازال لـ د.صويلح- من الطبيعة وأوجدها كعنصر مهم مبين العناصر الزخرفية الأخرى المهمة التي تزخر بها الأختام الدلمونية، لما لها من خدمة في حياة الدلمونيين، فهم يستظلون بها ويأكلون منها، كما استخدموا سعفة النخلة وجذعها في بناء منازلهم وصناعة السفن الصغيرة وغيرها من الفوائد.