المهدي ضربان

عايشت حرفها و إبداعتنا و قصصها و شعرها ..كانت تؤسس في ثنايا زخم الكتابة الإبداعية محطة راقية من هوس الكتابة التي رصدتها لغتها لتنتج لنا معنى راقيا من وحي التجربة ننعم ومن خلال ذلك التخمين الجمالي بفوز أكيد من تجربتها الابداعية التي تشكلت وارتقت الى حبكة فنية ناصعة تلازم بعثا لها في تثوير ملكتها...
كانت ولازالت الشاعرة الوحيدة التي لازمت آجاندتي الإسمية لترتقي الى مصاف مبدعات عرفن كيف يرسمن لغة بوح تتغلغل في الذات لتصنع توليفة عجيبة ..التواصل معها بدأ من لحظة رسمت لي كلماتها مؤشرا على ذلك الشعر الذي ينشر رحيقه المقوى ليصنع لنا الأنموذج المذهل في ساحة المعنى والعطاءات ... صفحتها كانت...
من زمان كنت مسكونا بتلك الصحف التي تأتينا من باريس في الثمانينات ..نعيش نكهة مجلات .." اليوم السابع".. و " المستقل " و" كل العرب" ..صدفة وجدتني أغوص في عنوان كان يجذبني معناه من لافتة عنوان بسيميائية دلالية.. تؤشر على ما تعلمناه في معهد العلوم السياسية والإعلامية في عام 1980 .. نعيش محطات...
كل شيء بدأ حينما طالعت بالصدفة عنوانا يؤشر على معلومة لم أكن متأكدا منها ..قصيدة للشاعرة اللبنانية حنان شبيب بعنوان : تعالوا .. ثم أقرأ "صوت و غناء المنشدة قحام وافية".. معلومة نقلها موقع "حصاد الحبر".. تساءلت.. قلت ربما يكون هناك خطأ في العنوان... وما دخل الشاعرة قحام وافية في الغناء...
كان لي معها تفاصيلا كثيرة من محطات كلام.. فيه مايمكن أن شكل عندي نظرة ما ..في سياق ما كانت تحتفي به من إضافات ..صنعتها بتفكيرها الجاد الذي شكل عندها محطات للانطلاقة في الكتابة لعالم الطفل..حينما تصالحت جيدا مع هذا الفكر والإبداع والأدب الذي يتجه للطفل ويناسب مستواه ..فراحت تهندس لهذا المطلب الذي...
أحيانا يكون للاسم لديك رنين يرصد تجربة من عايشتهم ضمن الواقع الثقافي.. يمنحونك رؤية ما تشكلت من صميم المنهج القيمي لما تتركه لديك أسماء في صميم الحراك الإنساني.. وكذلك عايشت حرفها وحرفتها ونسوجا من إضافات وكتابات و ومضات تحمل شحنة من إبداع وتفاصيل إلتصقت عادة بطبيعتها الإنسانية التي إستوحت...
حينما يبحر بك التواصل في ثنايا زخم البحث عن الجديد.. تجد نفسك مولعا في ترسيم وعي الفكرة والبحث عن كل تفاصيل تتعلق برؤية لديك تخزنها الذاكرة ..عن أحداث وشخوص وفواصل مختلفة.. عايشتها في الماضي ترسل لك إشارات من وحي الغوص في الزمان و المكان و حتى الكينونة..كذلك وجدتني تصالحت مع شاعرة تونسية مميزة...
الإعلام بالنسبة لي أراه مثل الإدمان..!!! كنت علقت يوما عليها.. قائلا: " مع الأيام عايشت أفكارك .. ومضات كتاباتك.. مواقفك.. ملاحظاتك ..و تفاصيلك كلها.. وجدتك جادة ..معتدلة غير متحاملة ..واضحة .. تحبين عملك ...زينتك وبهاء صورتك في المقام الأول .. روحك ..و ذاتك و هالتك.. تصنع الألفة...
كان لقائي يوما مع الناقد الدكتور عبد الحميد هيمة في الجزائر العاصمة عبر إحتفالية تكريمية.. أقامتها معالي وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي..في إطار فعاليات منتدى الكتاب الموسوم : " أثر نوابغ الجزائر في المعرفة الانسانية " و الذي انتظم على شرف " نوابغ و أعلام الجزائر " وكان ذلك يوم...
وجدتني أعايش حرفها وكتاباتها عبر زخم من الإضافات التي شدتني فواصلها من أسم تعودت أن أقرأ له وأعايش حراكه الراقي والمستمر ..كان لغزارة إنتاجها أن كنت أتساءل من تكون هذه الكاتبة التي كانت تؤشر عليها محركات البحث العالمية و الأنطولوجيات بشكل كبير ..ترصد كتاباتها وكذا إبحارها في عالم البحث وتثوير...
كان لإسمه أن رافقني في محطات عديدة.. يلازمني بمعان وإضافات رصدتها من لحظة أن أنعمت علينا التعددية الإعلامية بعناوين مختلفة في الإعلام المكتوب الذي إرتسم تقليدا نعايشه ونطالعه ونعيش فصوله مع الكتابة في أركان كنا نطالعها لكونها لونت المشهد الإعلامي.. بعناوين دخلت في مخيلتنا وفي أفكارنا التي لامست...
علاقتي بها لم تكن سوى تواصلا إنسانيا فيه تلك البساطة التي لا تخرج عن سكة المصطلحات البروتوكولية من كلام.. " أهلا وسهلا ..تحياتي ..ومرحبا ..نتشرف بك ..ونسعد بتواجدكم .." ..هكذا كان المعنى يتجلى في تموضعي مع واحدة كبيرة لنا في البحث والنقد والدراسات والكتابات والمطارحات العلمية والأكاديمية...
هذا الإسم الذي شدني كثيرا من لحظة عايشت حرفها وإضافاتها وجديدا كانت تهندسه بحاستها الإعلامية المحترفة ..كانت وعبر ومجهود لها في الدفة الثقافية.. تعرف جيدا كيف تلازم تراجم أسماء من المبدعين الذين كانوا يؤسسون لعرفها الإعلامي الذي واكب سيرهم ورسم لهم ما يمكن أن يشكل بوابة من حروف تصنعها هذه...
أكاد أقول وبكل جرأة أنني حققت نصابا جادا في التحصيل المعلوماتي الذي يؤكد جدارتك في الحصول على تلك المعلومة النادرة التي تنشطر لترسم حكاية تراجم إعلامية خالدة ..نلتها من تعارفي معها من لحظة بدأ تواصلنا ..عايشت حرفا وفصولا نادرة ..من تراتيل معلوماتية.. لونت مشهد حكايتي مع الكتابة التي تؤول الى...
الكتابة في الثقافي كانت ولا زالت تستهويني ..أقرأ حينما يكتب : جمال الغيطاني.. وأحمد المديني..وكوليت خوري.. وسلوى نعيمي.. وعبد العزيز بوباكير ..والسعيد بوطاجين.. وعبد العزيز غرمول.. ومحمد الزاوي ..وعمار بورويس.. أعيش تلك الرغوة من لغة كريستالية يهندسها هؤلاء وأقلام أخرى جاءت كي تمنح الثقافي...

هذا الملف

نصوص
35
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى