تابعت فوتوغرافيا الفنان محمود رؤوف وما تنشره له صحيفة المدى ولفت انتباهي وأخيراً التقنية وتعرفت عليه بشكل جيد، لكني مازلت متعلقاً بالفوتوغرافيا الخاصة بالمشاهد والوقائع المألوفة والكاشفة عن خاصيته الفنية المميزة له. نحن لا نستطيع عزل الآخر عن المألوف لأن الواقعة المصورة هي التي تفضي بنا نحو المألوف والمعيش.
كما نستطيع ان نذهب بعيداً ونتعامل مع الصورة باعتبارها معروفة ومعيشة في الحياة اليومية، مثل هذا المصطلح تتسع كثيراً ليتستوعب الوقائع والاحداث المقترنة بزمن ما. بمعنى توفرها على سردية ذات مميزات فنية وفكرية. لان الفوتوغرافيا تعني سرداً ولا يمكن فك الاشتباك بينها وبين السرد ، لان وظيفتها هي الامساك بمروية واضحة، ومحددة، وتسجل بؤرة المألوف . وكلما كان الفنان واعياً لمهمته الفنية ومدركاً لما تنطوي عليه من وظائف، لعل أهمها أولاً: الدخول في قلب الحدث والتعرّف على تفاصيل لحظة سردية تجعل في الصورة تدويناً، حافظاً لفن السرد، زمنية لا يمكن اختزالها إلى صورة فقط، والاكتفاء بها وجمالياتها النسبية ، لانها خاضعة وبقوة لما تتوفر عليه العين من قدرة على مطاردة مكامن القوة وتفاصيل الجمال. وهذا يفضي من ان الجمال ظاهر وخفي، واهم من كل ذلك العين – المدربة – التي لا تكتفي بالظاهر من اشارات الجمال ، بل تغور تحت السطح وتنزل إلى الاعماق المحفزة تمنغ خلق التوتر وحبس الشفرات الكافية. والعين اوفر حظاً لاقتراح تصورات وتخيلات ولا تكتفي بالصورة الظاهرة بوصفها لحظة زمن تاريخي، تمكن التسلل اليه والتصرف على بعض جزئيات السردية فيه فالمعروض والمؤطر بذكاء عبر الصورة لا يزوغ عن لحظته، لحظة الالتقاط الذكية، والمعرفة لنا بزمنها العام وليس الدقيق جداً. والمحدد بجزئيات الزمن . واكثر ما تذهب اليه الصورة هو الزمن العام، الذي يوفر للمتلقي تفاصيل، يمكن ان تكون مقترحة وليست بعيدة عن الزمن.
وبالقدر الذي تعنيه الصورة المتمركزة على المألوف والمعروف، فأنها لا تغادر فضاء المعيوش المقترن مع حياة الجماعات والافراد، المائلة في سردية الصورة، باعتبارها من مكونات السرد والمروية اليومية المتكررة والباقية حاضرة دوماً، لان التكرر يعطي حضوراً قوياً.
انشغال الفنان محمود رؤوف بفوتوغرافيا اليومي والانغمار بالتفاصيل المسجلة من خلال الصورة ينطوي على شعرية دالة على انتظام مكونات المألوف والطاقة المتوفرة بالمعنى اللحظي، والدلالة غير المكتفية بزمن تسجيل الصورة ، بل دائماً ما تكون حالمة بما هو أدق وأعمق، إذا تحاورت الصورة الواحدة مع غيرها، المنتظمة بالتماثل والانسجام. من هنا وجدت في عديد من صورة المألوف الخاصة بالفنان محمود رؤوف حضور حساسية من نوع خاص، قادرة على التعامل مع المشهد عبر شعرية وتجعله مثيراً للذاكرة وتفاصيل وان تكون ذات صلة مع المألوف والذي – كما قال الناقد ياسين النضير – دائماً ما يكون معنياً بالحساسية والشعرية. وهذا ما وجدته ماثلاً في سرديات خاصة باليومي / اللحظي الخاص بالاسواق، والذكاء من خلال معرفة الاخر الجوهري وارى في الصورة تمظهراً حقيقياً لمقولة المفكر " ليفناس" والذي اعتبر الوجه هو الآخر، المرآة وهذه المقولة احدى مبتكراته الفلسفية في دراساته عن إلانا / الآخر . فالصورة هي المختزلة بسرديات تجمعية، تتضح بارزة وصادقة، مثلما تتبدى عن شعرية صادقة وهي تدنو اكثر فأكثر في العيون المعلقة بالخضار والمعروضات لكن الكامن في داخل النفس هو الحوار السري بين ما يستطيع عليه الفرد والمعروض ، الضروري والمهم.
ومثل هذه الفوتوغرافيات ليست اعتباطية بل القصدية جوهرها والشعرية مقررة بواسطة الانواع المعروضة بعناية ومهارة وكأنها مهيئة لاستقبال الافراد، والتشارك بمثل هذه الوظيفة يتم عرضها بالمجاورة بين الفاكهة والخضراوات الكثيرة والوانها وميولها بمتواليات تراتبية كالسلالم الصغيرة، حتى تنكشف الرموز الحاضرة في الوانها ودلالاتها الخاصة التي تبتعد اكثر من اجل معنى له علاقة قوية بالحضور المهيمن والحاجة الملحة. ومضافاً لذلك كله يقدم محمود رؤوف رسالة – والسرديات لها رسائل كثيرة – عن اللحظة – كما قلت – وايضاً عن المعيوش بين الحياة وتضداتها وجدلها العنيف والمهدد للافراد بزمن تزداد فيه الصراع المعبر عنها بالانفجارات الساعية لتقويض اليومي المألوف وتعطيله . لاني مثل هذا التفكيك يعين تعطيل الحياة وايقاف علاقات كثيرة جداً بين الافراد ومعروضات الاسواق المصطفة مع بعضها ، لتقدم لنا ما يشبه الحضور الحاضر كما قال هيغل ، الحضور المهيمن والذي تستهدفه افعال العنف وتقوضه وتقيد تفاصيل عرضه بعد الانفجار.
المعرض المألوف والذي خلق رواده – زبائنه – المعروفين ينطوي على مشتريات دلالية بين الرمز الدال على مفهوم محدد وما قادت اليه الحرب مع داعش والارهاب. فاللون الأحمر يخلص من معانيه واكتفي بمعنى الموت والانطفاء والتعطل . اما الاخضر فهو الرمز المعبر عن الانبعاث والتجدد واستمرار الخصب رداً على سرديات القتل والدمار الشامل والاسود لون مقترن برثائيات الفرد ومعبر عن المأساة التي عرف وعاش تفاصيلها. بمعنى المعروضات العديدة الأخرى ليست بعيدة عن الحضوبة. وامتلكت تجربة الفنان محمود رؤوف حضوراً لم يسلط عليها الضوء ، وهي تستحق الاهتمام.
كما نستطيع ان نذهب بعيداً ونتعامل مع الصورة باعتبارها معروفة ومعيشة في الحياة اليومية، مثل هذا المصطلح تتسع كثيراً ليتستوعب الوقائع والاحداث المقترنة بزمن ما. بمعنى توفرها على سردية ذات مميزات فنية وفكرية. لان الفوتوغرافيا تعني سرداً ولا يمكن فك الاشتباك بينها وبين السرد ، لان وظيفتها هي الامساك بمروية واضحة، ومحددة، وتسجل بؤرة المألوف . وكلما كان الفنان واعياً لمهمته الفنية ومدركاً لما تنطوي عليه من وظائف، لعل أهمها أولاً: الدخول في قلب الحدث والتعرّف على تفاصيل لحظة سردية تجعل في الصورة تدويناً، حافظاً لفن السرد، زمنية لا يمكن اختزالها إلى صورة فقط، والاكتفاء بها وجمالياتها النسبية ، لانها خاضعة وبقوة لما تتوفر عليه العين من قدرة على مطاردة مكامن القوة وتفاصيل الجمال. وهذا يفضي من ان الجمال ظاهر وخفي، واهم من كل ذلك العين – المدربة – التي لا تكتفي بالظاهر من اشارات الجمال ، بل تغور تحت السطح وتنزل إلى الاعماق المحفزة تمنغ خلق التوتر وحبس الشفرات الكافية. والعين اوفر حظاً لاقتراح تصورات وتخيلات ولا تكتفي بالصورة الظاهرة بوصفها لحظة زمن تاريخي، تمكن التسلل اليه والتصرف على بعض جزئيات السردية فيه فالمعروض والمؤطر بذكاء عبر الصورة لا يزوغ عن لحظته، لحظة الالتقاط الذكية، والمعرفة لنا بزمنها العام وليس الدقيق جداً. والمحدد بجزئيات الزمن . واكثر ما تذهب اليه الصورة هو الزمن العام، الذي يوفر للمتلقي تفاصيل، يمكن ان تكون مقترحة وليست بعيدة عن الزمن.
وبالقدر الذي تعنيه الصورة المتمركزة على المألوف والمعروف، فأنها لا تغادر فضاء المعيوش المقترن مع حياة الجماعات والافراد، المائلة في سردية الصورة، باعتبارها من مكونات السرد والمروية اليومية المتكررة والباقية حاضرة دوماً، لان التكرر يعطي حضوراً قوياً.
انشغال الفنان محمود رؤوف بفوتوغرافيا اليومي والانغمار بالتفاصيل المسجلة من خلال الصورة ينطوي على شعرية دالة على انتظام مكونات المألوف والطاقة المتوفرة بالمعنى اللحظي، والدلالة غير المكتفية بزمن تسجيل الصورة ، بل دائماً ما تكون حالمة بما هو أدق وأعمق، إذا تحاورت الصورة الواحدة مع غيرها، المنتظمة بالتماثل والانسجام. من هنا وجدت في عديد من صورة المألوف الخاصة بالفنان محمود رؤوف حضور حساسية من نوع خاص، قادرة على التعامل مع المشهد عبر شعرية وتجعله مثيراً للذاكرة وتفاصيل وان تكون ذات صلة مع المألوف والذي – كما قال الناقد ياسين النضير – دائماً ما يكون معنياً بالحساسية والشعرية. وهذا ما وجدته ماثلاً في سرديات خاصة باليومي / اللحظي الخاص بالاسواق، والذكاء من خلال معرفة الاخر الجوهري وارى في الصورة تمظهراً حقيقياً لمقولة المفكر " ليفناس" والذي اعتبر الوجه هو الآخر، المرآة وهذه المقولة احدى مبتكراته الفلسفية في دراساته عن إلانا / الآخر . فالصورة هي المختزلة بسرديات تجمعية، تتضح بارزة وصادقة، مثلما تتبدى عن شعرية صادقة وهي تدنو اكثر فأكثر في العيون المعلقة بالخضار والمعروضات لكن الكامن في داخل النفس هو الحوار السري بين ما يستطيع عليه الفرد والمعروض ، الضروري والمهم.
ومثل هذه الفوتوغرافيات ليست اعتباطية بل القصدية جوهرها والشعرية مقررة بواسطة الانواع المعروضة بعناية ومهارة وكأنها مهيئة لاستقبال الافراد، والتشارك بمثل هذه الوظيفة يتم عرضها بالمجاورة بين الفاكهة والخضراوات الكثيرة والوانها وميولها بمتواليات تراتبية كالسلالم الصغيرة، حتى تنكشف الرموز الحاضرة في الوانها ودلالاتها الخاصة التي تبتعد اكثر من اجل معنى له علاقة قوية بالحضور المهيمن والحاجة الملحة. ومضافاً لذلك كله يقدم محمود رؤوف رسالة – والسرديات لها رسائل كثيرة – عن اللحظة – كما قلت – وايضاً عن المعيوش بين الحياة وتضداتها وجدلها العنيف والمهدد للافراد بزمن تزداد فيه الصراع المعبر عنها بالانفجارات الساعية لتقويض اليومي المألوف وتعطيله . لاني مثل هذا التفكيك يعين تعطيل الحياة وايقاف علاقات كثيرة جداً بين الافراد ومعروضات الاسواق المصطفة مع بعضها ، لتقدم لنا ما يشبه الحضور الحاضر كما قال هيغل ، الحضور المهيمن والذي تستهدفه افعال العنف وتقوضه وتقيد تفاصيل عرضه بعد الانفجار.
المعرض المألوف والذي خلق رواده – زبائنه – المعروفين ينطوي على مشتريات دلالية بين الرمز الدال على مفهوم محدد وما قادت اليه الحرب مع داعش والارهاب. فاللون الأحمر يخلص من معانيه واكتفي بمعنى الموت والانطفاء والتعطل . اما الاخضر فهو الرمز المعبر عن الانبعاث والتجدد واستمرار الخصب رداً على سرديات القتل والدمار الشامل والاسود لون مقترن برثائيات الفرد ومعبر عن المأساة التي عرف وعاش تفاصيلها. بمعنى المعروضات العديدة الأخرى ليست بعيدة عن الحضوبة. وامتلكت تجربة الفنان محمود رؤوف حضوراً لم يسلط عليها الضوء ، وهي تستحق الاهتمام.