إن الدافع العميق الذي يربط أي فرد أو جماعة، أو شعب من الشعوب بجذوره وتراثه هو الحرص والاهتمام الشديدين بجمع هذا التراث للحفاظ عليه. ذلك لأنه يمثل الأصالة والحكمة في مختلف أنشطة الحياة الاجتماعية والعلمية والفنية وهو مصدر وفير بوصفه مادة للدراسة.
وتبرز من بين هذا التراث، الوحدات الزخرفية الشعبية وتنوع أنماطها في الحرف الشعبية في البحرين. ورغم كونه موضوعاً حميماً من موضوعات علم الفلكلور، حيث تمثل دراستها كموضوع مهم في مجال العادات والتقاليد، أو مجال التراث المادي، أو ضمن مجال فنون التشكيل الشعبي ومناهج التربية الفنية ودراستها في إطار هذا العلم، تدعم فكرة أن التقسيم والتصنيف والتحليل من أجل المحافظة عليها، وإمكان إعادة إنتاجها من خلال مناهج التربية الفنية في البحرين؛ إلا أن الوحدات الزخرفية الشعبية كانت موضوعاً لدراسات بسيطة في الزي الشعبي البحريني والعمارة لبعض الهواة الذين بحسهم الوطني أو الشعبي التفتوا إلى أهمية تسجيل ووصف قطع الزي التقليدي أو بعض النقوش على الأبواب وألواح الجبس. وهي دراسات اختلفت تبعاً لتخصصات القائمين بها وهي في جملتها، اعتمدت على الجوانب التاريخية والمتاحف وافتقرت في مقابل ذلك ـ غالباً- إلى الدراسة التحليلية ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والثقافية والمكانية، إضافة لبعض دراسات الحرف والصناعات التقليدية كصناعة الحلي والمجوهرات وتطور الصناعة الحرفية، وموضوعاً للفن الشتكيلي حيث الاهتمام بالوحدات الزخرفية والألوان والخطوط الدقيقة التي تناولها بعض الفنانين التشكيليين في لوحاتهم الفنية، أما فيما يتناول موضوع الزخارف الشعبية في تخصيص الأنثروبولوجيا والفلكلور فإنه يتسم بالضحالة النسبية من حيث كم الدراسات في الخليج العربي.
لعل هذا أحد مبررات دراسة الباحثة سميرة محمد الشنو، الصادرة مع العدد الجديد من مجلة «الثقافة الشعبية».. «الوحدات الزخرفية في الفن الشعبي البحريني كمصدر لتنوع الإنتاج الفني». فان الشنو حاولت عبر دراسة الزخارف الشعبية، أن تكشف عن ملامح الثقافة بما تشمله من عادات وتقاليد، وقيم جمالية وفنية، وأخلاقية ودينية، وما تحمل من رموز مرئية للهوية القومية في شتى أنحاء العالم وتعبير فطري للفنان الشعبي، وانعكاس لتحولات المجتمع التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، نظرا لكونها من المورثات المحببة وموضوعا للاهتمام الرسمي والشعبي. فضلا عن أن دراسة الفن الشعبي البحريني بشكل عام، تحقق عدة أهداف، منها إبراز الدور الحضاري للتراث الشعبي البحريني للناشئة من خلال إلقاء الضوء على إسهاماته الرائدة في إثراء الحضارات القديمة في المنطقة منذ العصر الدلموني والحضارة العربية الاسلامية، والمحافظة على مكونات الثقافة الشعبية الأصلية لمجتمع البحرين من الاندثار، وتحقيق التواصل المعرفي والوجداني، خصوصاً مع الحاجة إلى تعميق ارتباط الناشئة بتراثهم الاجتماعي الثقافي الأصيل، وتمثل ما يحمله من عادات وتقاليد وآداب، وأخلاق، وقواعد عمل وسلوك.
قدمت الشنو لدراستها، بتمهيد تناولت فيه ماهية الفن الشعبي التشكيلي، والفن التشكيلي من حيث كونه فناً وتطبيقاً، وأهداف دراسة الفن الشعبي البحريني، كذلك العوامل المؤثرة في الفنون التشكيلية الشعبية في مملكة البحرين، بالإضافة لتصنيف الفنون التشكيلية الشعبية فيها، والزخرفة الشعبية السائدة في السطوح المختلفة لعناصر التراث البحريني، والأبعاد الفلسفية والثقافية للفنون الشعبية. ثم أنثنت للحديث عن الزخارف الشعبية الخليجية، ومبادىء الزخرفة، والزخرفة الإسلامية، وماهية التصميم، وعناصره، والنظام البنائي للتصميم (هيكل التكوين – إطار العمل الفني المصمم)، الأسس الفنية للتصميم، القيم الفنية والجمالية المرتبطة بالتصميم، المعالجات الفنية المرتبطة بالتصميم.
وضمّنت الباحثة الشنو، الصفحات الأخيرة من دراستها، جداول توضح أنواع الزخارف الشعبية في الفن الشعبي البحريني، وتوظيفها في الإنتاج الفني. تمثل كوحدات زخرفية، دفعة قليلة ضمن كم هائل من الزخارف المستخدمة في ملابس الرجال والبشوت والعديد من الحرف كالنقش على الحجر والفخار وصياغة الذهب. وجدتها الشنو تجربة ستهيء لظهور العديد من الدراسات في كل مجال من مجالات الحرف التقليدية على حدة، وذلك من خلال عقد مجموعة من الدورات والندوات التي تحث المدرسين والقائمين على الموروث الشعبي لاستخلاص ما يمكن استخلاصه من وحدات ومفردات شعبية لرصدها وتخزينها من أجل المحافظة عليها، وهي مسؤولية تبدأ من الأفراد أولاً، ثم تنتقل إلى المؤسسات الاجتماعية والحكومية.
وبينت أن المردود الذي سنجنيه من وراء توثيق هذه العناصر في جداول مقننة سيتيح للطلاب سهولة تناولها عبر الحاسوب وعمل العديد من الأعمال الفنية كالبطاقات والمعايدات وعمل الإعلانات وواجهات الصحون، وإدراجها على الأقمشة في الطباعة اليدوية، وحفرها على الطينات المختلفة في الخزف وعجائن الداس، وتداولها في العديد من المناسبات الشعبية عن طريق استثمار تلك الوحدات الزخرفية في أعمال فنية تفيد الطلاب وتثري المجتمع بالبصمات الشعبية التي تميز أهل البحرين.
وتبرز من بين هذا التراث، الوحدات الزخرفية الشعبية وتنوع أنماطها في الحرف الشعبية في البحرين. ورغم كونه موضوعاً حميماً من موضوعات علم الفلكلور، حيث تمثل دراستها كموضوع مهم في مجال العادات والتقاليد، أو مجال التراث المادي، أو ضمن مجال فنون التشكيل الشعبي ومناهج التربية الفنية ودراستها في إطار هذا العلم، تدعم فكرة أن التقسيم والتصنيف والتحليل من أجل المحافظة عليها، وإمكان إعادة إنتاجها من خلال مناهج التربية الفنية في البحرين؛ إلا أن الوحدات الزخرفية الشعبية كانت موضوعاً لدراسات بسيطة في الزي الشعبي البحريني والعمارة لبعض الهواة الذين بحسهم الوطني أو الشعبي التفتوا إلى أهمية تسجيل ووصف قطع الزي التقليدي أو بعض النقوش على الأبواب وألواح الجبس. وهي دراسات اختلفت تبعاً لتخصصات القائمين بها وهي في جملتها، اعتمدت على الجوانب التاريخية والمتاحف وافتقرت في مقابل ذلك ـ غالباً- إلى الدراسة التحليلية ومراعاة الأبعاد الاجتماعية والثقافية والمكانية، إضافة لبعض دراسات الحرف والصناعات التقليدية كصناعة الحلي والمجوهرات وتطور الصناعة الحرفية، وموضوعاً للفن الشتكيلي حيث الاهتمام بالوحدات الزخرفية والألوان والخطوط الدقيقة التي تناولها بعض الفنانين التشكيليين في لوحاتهم الفنية، أما فيما يتناول موضوع الزخارف الشعبية في تخصيص الأنثروبولوجيا والفلكلور فإنه يتسم بالضحالة النسبية من حيث كم الدراسات في الخليج العربي.
لعل هذا أحد مبررات دراسة الباحثة سميرة محمد الشنو، الصادرة مع العدد الجديد من مجلة «الثقافة الشعبية».. «الوحدات الزخرفية في الفن الشعبي البحريني كمصدر لتنوع الإنتاج الفني». فان الشنو حاولت عبر دراسة الزخارف الشعبية، أن تكشف عن ملامح الثقافة بما تشمله من عادات وتقاليد، وقيم جمالية وفنية، وأخلاقية ودينية، وما تحمل من رموز مرئية للهوية القومية في شتى أنحاء العالم وتعبير فطري للفنان الشعبي، وانعكاس لتحولات المجتمع التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، نظرا لكونها من المورثات المحببة وموضوعا للاهتمام الرسمي والشعبي. فضلا عن أن دراسة الفن الشعبي البحريني بشكل عام، تحقق عدة أهداف، منها إبراز الدور الحضاري للتراث الشعبي البحريني للناشئة من خلال إلقاء الضوء على إسهاماته الرائدة في إثراء الحضارات القديمة في المنطقة منذ العصر الدلموني والحضارة العربية الاسلامية، والمحافظة على مكونات الثقافة الشعبية الأصلية لمجتمع البحرين من الاندثار، وتحقيق التواصل المعرفي والوجداني، خصوصاً مع الحاجة إلى تعميق ارتباط الناشئة بتراثهم الاجتماعي الثقافي الأصيل، وتمثل ما يحمله من عادات وتقاليد وآداب، وأخلاق، وقواعد عمل وسلوك.
قدمت الشنو لدراستها، بتمهيد تناولت فيه ماهية الفن الشعبي التشكيلي، والفن التشكيلي من حيث كونه فناً وتطبيقاً، وأهداف دراسة الفن الشعبي البحريني، كذلك العوامل المؤثرة في الفنون التشكيلية الشعبية في مملكة البحرين، بالإضافة لتصنيف الفنون التشكيلية الشعبية فيها، والزخرفة الشعبية السائدة في السطوح المختلفة لعناصر التراث البحريني، والأبعاد الفلسفية والثقافية للفنون الشعبية. ثم أنثنت للحديث عن الزخارف الشعبية الخليجية، ومبادىء الزخرفة، والزخرفة الإسلامية، وماهية التصميم، وعناصره، والنظام البنائي للتصميم (هيكل التكوين – إطار العمل الفني المصمم)، الأسس الفنية للتصميم، القيم الفنية والجمالية المرتبطة بالتصميم، المعالجات الفنية المرتبطة بالتصميم.
وضمّنت الباحثة الشنو، الصفحات الأخيرة من دراستها، جداول توضح أنواع الزخارف الشعبية في الفن الشعبي البحريني، وتوظيفها في الإنتاج الفني. تمثل كوحدات زخرفية، دفعة قليلة ضمن كم هائل من الزخارف المستخدمة في ملابس الرجال والبشوت والعديد من الحرف كالنقش على الحجر والفخار وصياغة الذهب. وجدتها الشنو تجربة ستهيء لظهور العديد من الدراسات في كل مجال من مجالات الحرف التقليدية على حدة، وذلك من خلال عقد مجموعة من الدورات والندوات التي تحث المدرسين والقائمين على الموروث الشعبي لاستخلاص ما يمكن استخلاصه من وحدات ومفردات شعبية لرصدها وتخزينها من أجل المحافظة عليها، وهي مسؤولية تبدأ من الأفراد أولاً، ثم تنتقل إلى المؤسسات الاجتماعية والحكومية.
وبينت أن المردود الذي سنجنيه من وراء توثيق هذه العناصر في جداول مقننة سيتيح للطلاب سهولة تناولها عبر الحاسوب وعمل العديد من الأعمال الفنية كالبطاقات والمعايدات وعمل الإعلانات وواجهات الصحون، وإدراجها على الأقمشة في الطباعة اليدوية، وحفرها على الطينات المختلفة في الخزف وعجائن الداس، وتداولها في العديد من المناسبات الشعبية عن طريق استثمار تلك الوحدات الزخرفية في أعمال فنية تفيد الطلاب وتثري المجتمع بالبصمات الشعبية التي تميز أهل البحرين.