يواجه الطفل في اثناء حياته المدرسية الكثير من الخبرات التي تتراوح ما بين النجاح والفشل. ومن المهم ان نبرز الخبرات الناجحة ونشجع عليها. ولكن من الضروري - كذلك - ان ننتبه الى الخبرات الفاشلة في وقت مبكر للحيلولة دون ان تترك اثرا سيئا على حياة الطفل التعليمية والنفسية. والانتباه الى الخبرات الفاشلة في وقت مبكر يمكننا من تصحيحها ومن مساعدة الطفل في معاودة السير على الطريق السليم. فالطفل الذي يواجه خبرات سلبية في المدرسة قد يفقد الاهتمام في التعلم وفي المدرسة كلها. والخبرات المدرسية على اختلافها هي جزء لا يتجزأ من الخبرات الحياتية الكثيرة التي يمر بها كثير من الاطفال. واقامة علاقات مثمرة بين الاهل والمدرسة ومع المعلمين يمكن ان تساعد في مواجهة المشكلات بالشكل السليم. وباقامة هذه العلاقات مع المدرسة والمعلمين يغدو من الممكن ان نتنبه الى ظهور المشكلات المدرسية في حياة الطفل في وقت مناسب وان نعالجها قبل ان تتفاقم.
تظهر المشكلات المدرسية في شكل تخلف في التحصيل العلمي، وفي شكل فقدان الحافز لتحقيق تقدم ونجاح، وفي شكل عدم الاهتمام في اداء الواجبات المدرسية، وفي شكل علاقات سلبية مع التلاميذ الاخرين ومع المعلمين. ومن المشكلات المدرسية ما هو بسيط ومنها ما هو معقد، ومنها ما هو قصير الامد ومنها ما هو طويل الامد. غير انه حتى المشكلات البسيطة والقصيرة الامد قد تترك اثرا سلبيا في حياة الطفل التعليمية ايضا. وقد توصلت دراسات الى ان الاطفال يحققون نجاحات في المدرسة اذا ابدى الاهل اهتماما في العملية التربوية والتعليمية. ولا شك ان العلاقات القوية بين الاهل والمدرسة تفيد الطفل حتى وان كان تلميذا مجتهدا.
وبامكان الاهل ان يعرفوا ان كان الطفل يواجه مشكلات في المدرسة بملاحظة ما يلي:
-تدني درجاته في مادة مدرسية او اكثر.
-رفضه المشاركة في النشاطات المدرسية المختلفة.
-افتقاره الى اصدقاء ورفاق في المدرسة.
-تجاهله الحديث عن المدرسة لافراد الاسرة.
-عدم اهتمامه باداء واجباته المدرسية في البيت.
-محاولته ايجاد الاعذار لعدم الذهاب الى المدرسة.
-احساسه بعدم اهميته وضعف ثقته بنفسه وبامكاناته.
-تكرار احتجازه في المدرسة عقوبة له في آخر الدوام.
-افتقاره الى الحماسة والشعور بالتحدي: فهو قد يقول انه لا يتعلم شيئا في المدرسة.
-معاناته من مشكلات سلوكية او مشكلات في التركيز والانتباه.
-قد يكون الطفل ضحية لاساءة تلاميذ عدوانيين اكبر منه سنا في المدرسة.
في بعض الحالات قد يكون التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة عملية يسيرة وسهلة. وقد يكون الطفل راغبا في الحديث عنها اذا وجد الاهتمام الكافي من الكبار. ولكن كثيرا من الاطفال يخفون مشكلاتهم عن الاهل وعن المعلمين وعن رفاقهم. وقد يتذرعون بالمرض للتغيب عن امتحان مهم. وقد يتلفون رسائل موجهة للاهل من المدرسة.
ان افضل ما يمكن ان يفعله الاهل هو ان يتحدثوا الى الطفل كثيرا عن المدرسة وان يشجعوه على الحديث عن خبراته فيها. واذا تأخر الاهل في التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة فان هذه المشكلات فد تتفاقم وقد تؤدي الى عواقب تزداد صعوبة معالجتها مع الوقت. فمن الافضل تحديد المشكلة في بدايتها وايجاد حل لها قبل استفحالها. فالمشكلات المدرسية التي لا تعالج في بدايتها قد تؤثر في احترام الطفل لنفسه، ومع مرور الوقت قد تسيء الى صحته البدنية. فالمشكلات المدرسية تزيد من احتمالات ان يفقد الطفل الرغبة كليا في الذهاب الى المدرسة ومواصلة العملية التعليمية والتربوية. ويدفع تدني التحصيل المدرسي بالطفل الى رغبة ملحة في التغيب عن المدرسة او الهرب منها.
يضاف الى ذلك ان المشكلات المدرسية قد تفضي الى الصاق صفات غير مستحبة بالطفل مثل "قليل الاهتمام" او "قليل القدرة على التركيز" او "قليل الرغبة في القيام بمحاولة جادة". والامر الخطير هو ان الطفل التي تلصق به هذه العبارات يبدأ بتصديقها فتؤثر في سلوكه وتزداد مشاكساته او قد يجد من الاجدى الانسحاب والتقوقع على نفسه. فهذه العبارات توحي بان الطفل هو المسؤول وحده عن هذه المشكلات. في حين ان المشكلات المدرسية في الغالب دليل على ان النظام المدرسي يعاني من عيوب وبحاجة الى اصلاح.
يضاف الى ذلك ان الاطفال الذين يواجهون مشكلات مدرسية يغفلها الاهل قد تؤدي الى تراجع في احساسهم بالانتماء. والنجاح في المدرسة – حقيقة – يقوم في الاساس على صحة الطفل النفسية والبدنية والسلوكية معا في داخل المدرسة وخارجها. والعناية بصحة الطفل على اختلاف اشكالها تزيد من قدرته على الانتماء الى الجو المدرسي والافادة منه.
الاسباب الكامنة وراء المشكلات المدرسية:
نوعان من هذه الاسباب يعدان اكثر شيوعا بين الاطفال: يتمثل الاول بمشكلات صحية بصرية او سمعية او غير ذلك. ويتمثل الثاني بمشكلات انفعالية او سلوكية. وهناك اسباب كثيرة تقف وراء عدم قدرة الطفل على تحقيق تقدم على الصعيد المدرسي. من هذه الاسباب ما هو ذاتي ومدرسي واسري.
الاسباب الذاتية:
-الامراض المزمنة.
-ضعف في الملكات العقلية.
-اضطرابات سلوكية.
-مشكلات نفسية مثل الاكتئاب او القلق.
-ضعف في احترام الذات.
-الافتقار الى مهارات الاتصال بالغير.
-الافتقار الى مهارات اجتماعية.
-عدم القدرة على التركيز والانتباه.
-اهمال الطفل في البيت وسوء معاملته.
الاسباب المدرسية:
-تعرض الطفل للاساءة من الاطفال الاخرين.
-كراهية المدرسة وجوها وثقافتها.
-كراهية بعض المواد الدراسية.
-عدم الانسجام مع المعلمين والاداريين.
-الانشغال بنشاطات خارج المدرسة.
الاسباب الاسرية:
-عدم اهتمام الاهل بالمدرسة وعدم متابعتهم لتقدم الطفل فيها.
-الجو في البيت لا يساعد في دعم الطفل ولا يسهم في تعزيز العملية التعليمية.
-تفكك الاسرة وضعف وضعها الاقتصادي.
-تكليف الطفل بمسؤوليات في الاسرة وخارجها كالعمل لدعم الاسرة اقتصاديا او العناية بافراد الاسرة الاخرين كالكبار في السن او المرضى منهم.
وقد وجدت بعض الدراسات علاقة قوية بين صحة الطفل وادائه المدرسي. ومن المرجح ان الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة او مشكلات ذهنية وسلوكية وانفعالية سيواجهون مشكلات في الاداء المدرسي وفي بناء علاقات قوية ومثمرة مع غيرهم من اطفال المدرسة. فهذه المشكلات تؤدي بالطفل الى التغيب المتكرر عن المدرسة وبالتالي سيكون من المتعذر ان يكون اداؤه مقبولا فيها.
[email protected]
لندن - بريطانيا
تظهر المشكلات المدرسية في شكل تخلف في التحصيل العلمي، وفي شكل فقدان الحافز لتحقيق تقدم ونجاح، وفي شكل عدم الاهتمام في اداء الواجبات المدرسية، وفي شكل علاقات سلبية مع التلاميذ الاخرين ومع المعلمين. ومن المشكلات المدرسية ما هو بسيط ومنها ما هو معقد، ومنها ما هو قصير الامد ومنها ما هو طويل الامد. غير انه حتى المشكلات البسيطة والقصيرة الامد قد تترك اثرا سلبيا في حياة الطفل التعليمية ايضا. وقد توصلت دراسات الى ان الاطفال يحققون نجاحات في المدرسة اذا ابدى الاهل اهتماما في العملية التربوية والتعليمية. ولا شك ان العلاقات القوية بين الاهل والمدرسة تفيد الطفل حتى وان كان تلميذا مجتهدا.
وبامكان الاهل ان يعرفوا ان كان الطفل يواجه مشكلات في المدرسة بملاحظة ما يلي:
-تدني درجاته في مادة مدرسية او اكثر.
-رفضه المشاركة في النشاطات المدرسية المختلفة.
-افتقاره الى اصدقاء ورفاق في المدرسة.
-تجاهله الحديث عن المدرسة لافراد الاسرة.
-عدم اهتمامه باداء واجباته المدرسية في البيت.
-محاولته ايجاد الاعذار لعدم الذهاب الى المدرسة.
-احساسه بعدم اهميته وضعف ثقته بنفسه وبامكاناته.
-تكرار احتجازه في المدرسة عقوبة له في آخر الدوام.
-افتقاره الى الحماسة والشعور بالتحدي: فهو قد يقول انه لا يتعلم شيئا في المدرسة.
-معاناته من مشكلات سلوكية او مشكلات في التركيز والانتباه.
-قد يكون الطفل ضحية لاساءة تلاميذ عدوانيين اكبر منه سنا في المدرسة.
في بعض الحالات قد يكون التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة عملية يسيرة وسهلة. وقد يكون الطفل راغبا في الحديث عنها اذا وجد الاهتمام الكافي من الكبار. ولكن كثيرا من الاطفال يخفون مشكلاتهم عن الاهل وعن المعلمين وعن رفاقهم. وقد يتذرعون بالمرض للتغيب عن امتحان مهم. وقد يتلفون رسائل موجهة للاهل من المدرسة.
ان افضل ما يمكن ان يفعله الاهل هو ان يتحدثوا الى الطفل كثيرا عن المدرسة وان يشجعوه على الحديث عن خبراته فيها. واذا تأخر الاهل في التعرف الى مشكلات الطفل في المدرسة فان هذه المشكلات فد تتفاقم وقد تؤدي الى عواقب تزداد صعوبة معالجتها مع الوقت. فمن الافضل تحديد المشكلة في بدايتها وايجاد حل لها قبل استفحالها. فالمشكلات المدرسية التي لا تعالج في بدايتها قد تؤثر في احترام الطفل لنفسه، ومع مرور الوقت قد تسيء الى صحته البدنية. فالمشكلات المدرسية تزيد من احتمالات ان يفقد الطفل الرغبة كليا في الذهاب الى المدرسة ومواصلة العملية التعليمية والتربوية. ويدفع تدني التحصيل المدرسي بالطفل الى رغبة ملحة في التغيب عن المدرسة او الهرب منها.
يضاف الى ذلك ان المشكلات المدرسية قد تفضي الى الصاق صفات غير مستحبة بالطفل مثل "قليل الاهتمام" او "قليل القدرة على التركيز" او "قليل الرغبة في القيام بمحاولة جادة". والامر الخطير هو ان الطفل التي تلصق به هذه العبارات يبدأ بتصديقها فتؤثر في سلوكه وتزداد مشاكساته او قد يجد من الاجدى الانسحاب والتقوقع على نفسه. فهذه العبارات توحي بان الطفل هو المسؤول وحده عن هذه المشكلات. في حين ان المشكلات المدرسية في الغالب دليل على ان النظام المدرسي يعاني من عيوب وبحاجة الى اصلاح.
يضاف الى ذلك ان الاطفال الذين يواجهون مشكلات مدرسية يغفلها الاهل قد تؤدي الى تراجع في احساسهم بالانتماء. والنجاح في المدرسة – حقيقة – يقوم في الاساس على صحة الطفل النفسية والبدنية والسلوكية معا في داخل المدرسة وخارجها. والعناية بصحة الطفل على اختلاف اشكالها تزيد من قدرته على الانتماء الى الجو المدرسي والافادة منه.
الاسباب الكامنة وراء المشكلات المدرسية:
نوعان من هذه الاسباب يعدان اكثر شيوعا بين الاطفال: يتمثل الاول بمشكلات صحية بصرية او سمعية او غير ذلك. ويتمثل الثاني بمشكلات انفعالية او سلوكية. وهناك اسباب كثيرة تقف وراء عدم قدرة الطفل على تحقيق تقدم على الصعيد المدرسي. من هذه الاسباب ما هو ذاتي ومدرسي واسري.
الاسباب الذاتية:
-الامراض المزمنة.
-ضعف في الملكات العقلية.
-اضطرابات سلوكية.
-مشكلات نفسية مثل الاكتئاب او القلق.
-ضعف في احترام الذات.
-الافتقار الى مهارات الاتصال بالغير.
-الافتقار الى مهارات اجتماعية.
-عدم القدرة على التركيز والانتباه.
-اهمال الطفل في البيت وسوء معاملته.
الاسباب المدرسية:
-تعرض الطفل للاساءة من الاطفال الاخرين.
-كراهية المدرسة وجوها وثقافتها.
-كراهية بعض المواد الدراسية.
-عدم الانسجام مع المعلمين والاداريين.
-الانشغال بنشاطات خارج المدرسة.
الاسباب الاسرية:
-عدم اهتمام الاهل بالمدرسة وعدم متابعتهم لتقدم الطفل فيها.
-الجو في البيت لا يساعد في دعم الطفل ولا يسهم في تعزيز العملية التعليمية.
-تفكك الاسرة وضعف وضعها الاقتصادي.
-تكليف الطفل بمسؤوليات في الاسرة وخارجها كالعمل لدعم الاسرة اقتصاديا او العناية بافراد الاسرة الاخرين كالكبار في السن او المرضى منهم.
وقد وجدت بعض الدراسات علاقة قوية بين صحة الطفل وادائه المدرسي. ومن المرجح ان الاطفال الذين يعانون من امراض مزمنة او مشكلات ذهنية وسلوكية وانفعالية سيواجهون مشكلات في الاداء المدرسي وفي بناء علاقات قوية ومثمرة مع غيرهم من اطفال المدرسة. فهذه المشكلات تؤدي بالطفل الى التغيب المتكرر عن المدرسة وبالتالي سيكون من المتعذر ان يكون اداؤه مقبولا فيها.
[email protected]
لندن - بريطانيا