مرت في 25 يناير الماضي، الذكرى الرابعة لوفاة المخرج البحريني الشاب محمد جاسم شويطر. وأعيد نشر هذا الحوار إهداء لروحه الملهمة.
الحوار مع الشاب محمد جاسم شويطر، حديث رائع؛ ذلك أن هذا الشاب البحريني نموذج حي لإرادة الشباب ومبلغ ما يفور في قلوبهم من رغبة في الحياة وعزيمة ماضية في خدمة وطنهم. أصيب بالسرطان وهو في عز نجاحه الفني في قمة تألقه، حين حقق العديد من الجوائز المهمة، كان أبرزها فوز فيلمه (سلاح الأجيال) بالمركز الثالث في مهرجان الخليج السينمائي الرابع في دبي، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في مهرجان العائلة الدولي السينمائي الـ17 في هوليوود، ومع ذلك لم يتراجع عن طموحه واستمر في عطائه حتى حقق فيلمه النادر «هودجكن.. كيف تجعل المرض صديقاً» فكان مدهشاً في طرحه قصته الشخصية مع المرض العضال، حيث حظي الفيلم ومازال باهتمام إعلامي كبير.
في هذه السطور، يكشف محمد عن جانب من حياته ومرضه وتجربته السينمائية، في حديث يؤكد أنه من نوعية خاصة من البشر لا تعترف بالهزيمة أبداً...
* المخرج محمد جاسم، أم الشاب البحريني القدوة الذي تمكن من التعايش مع المرض العضال، أيهما أقرب إليك؟
- يمكنك أن تربط بين الاثنين؛ فإن فيلمي عن مرض الهودجكن يمثل قصتي التي أعيشها، إذ أعيش حياتي كمخرج مواصلاً صناعتي الأفلام عن طريق إصراري على مقاومة المرض.
* فيلمك الأخير، «كيف تجعل المرض صديقاً» كان لافتاً استرعى اهتمام الكثيرين ليس في البحرين وحسب، بماذا تشعر وأنت تشاهد كل هذا الاهتمام؟
- لم أكن أتوقع أن يحظى الفيلم بكل هذا الاهتمام، لكن أرجع سبب الاهتمام لكون الفيلم يربط المرض بحياة إنسان هو محمد جاسم، والرسالة التي يقدمها محمد لمرضى السرطان والعلاج الكيماوي من أجل التعايش مع المرض. لقد عرضت فيلمي في الأردن على عدد من الأصدقاء والأطباء وفريق العمل ومن ضمنهم سفير البحرين في الأردن ناصر الكعبي، وكانت ردود الفعل غير متوقعة كذلك اندماجهم وتعايشهم مع الفيلم طوال مدة العرض.
لن أتنازل
*كانت لك من قبل فرصة الفوز بجائزة أفضل فيلم للمؤثرات البصرية «الجرفيك « في مهرجان العائلة السينمائي الدولي بعاصمة السينما العالمية هوليود عن فيلم الأنيميشين « سلاح الأجيال»،، لماذا حظي الفيلم بكل هذا التكريم؟
- صنعت الفيلم وعيني على المشاركة بالمهرجانات، وكل ذلك نتيجة شغفي بالسينما والأنيميشين، أما فكرة الفيلم فهي موجودة من قبل 3 سنوات من إنتاجها، وتتحدث عن السلام، كيف يمكن للإنسان الضعيف أن يقاوم كل حروب العالم، من أجل العيش بسلام، كيف يقاوم حروباً تدمر كل شيء، وأسعدني أن يفوز الفيلم في العديد من المهرجانات المحلية والدولية.
* وقوفك وأنت تستلم جائزة مهرجان دبي كان رائعاً، وزادت روعته في أعين الناس لأنك كنت تكابد المرض، بصراحة هل أنت راض عن نفسك؟
- الحمد لله، واجب الإنسان أن يتقبل الحياة كما هي، إن تجربتي تثبت أن الإنسان يستطيع أن يتحدى المرض وأن يمارس أحلامه ومنها حلمي الفني، أما عن جائزة مهرجان الخليج السينمائي بدبي، فكانت مفاجأة رائعة زادتني إصراراً على العمل والإنتاج.
قصة عظيمة
*لماذا لجأ الشاب محمد شويطر لقصة عاشها هو فقدمها في فيلمه «كيف تجعل المرض صديقاً»؟
- إن لذلك قصة؛ لقد أصبت بهذا المرض في 2010 وكانت مدة علاجي 6 أشهر علاج كيماوي وشهرين علاج إشعاعي وبعدها بفضل الله زال الورم والمرض، لكنه عاودني في نهاية سنة 2012 وذهبت إلى الأردن ومازلت أواصل العلاج الكيماوي. وكنت دائم التفكير في العلاج الكيماوي، فهو متعب إلى درجة العجز عن النهوض من على السرير، وكنت أشاهد حال آخرين يعانون ما أعانيه، وأسمع عن حال كثيرين مصابين بالسرطان يعالجون بالكيماوي، لكن بعد ذلك وجدت نفسي تستجيب للحياة، وممارسة أيامها وليالها، حيث أصبحت أتقبل هذا العلاج وأتعايش معه. وخطرت على بالي عندها فكرة مفادها؛ كيف أجعل المرض صديقاً بتوثيق لحظاتي التي عشتها أثناء العلاج، وتصوير حياتي مع الأطباء والممرضين، وكل ما كان يدور في هذه المدة، وكل ذلك من أجل أن أوصل رسالة للمرضى لرفع معنوياتهم وتحدي المرض، فخرج الفيلم بعنوان «هودجكن» وشعار «كيف تجعل المرض صديقاً».
* لو أردت منك اختصار قصة حياتك مع السينما، فماذا تقول؟
- إن السينما عبارة عن إطار صورة أو لوحة تشكيلية فيه، والسؤال كيف للمخرج أن يوصل هذه اللوحة للمشاهد بقصة أو معلومة أو ترفيه فيعبر المشاهد عن إعجابه بها. إن هناك جملة من الأفلام السينمائية ينفق عليها ميزانيات ضخمة، لكن عند الجمهور هي فاشلة والبعض يقدم أفلاماً بميزانيات رمزية وتصل للمشاهد بنجاح. وأنا ومنذ صغري كنت أتابع السينما، وكان حلمي أن أصنع فيلماً لكن كيف؟ لقد بدأت في التسعينات العمل على جهاز الكمبيوتر في مجال الرسم الرقمي، وواصلت الرسم مع توافر أفكار وخيالات. وقد بدأت بممارسة الرسم منذ الصغر في العام 1998 واتجهت بعد ذلك لممارسة الرسم والجرافيك الرقمي، واستمررت في تطوير نفسي في هذا المجال. وقد أنجزت بعض الأعمال التجريبية العام 2002، ثم بدأت في تنفيذ الإعلانات التلفزيونية من مونتاج وجرافيك بالإضافة إلى الإخراج، وقدمت كثيراً من الإنجازات في مجال المونتاج والجرافيك لعديد من الأفلام والمسلسلات، حتى أنتجت أول فلم من إخراجي وكتابتي وهو (سلاح الأجيال) وقد شارك في العديد من المهرجانات وفاز بجائزتين المركز الثالث في مهرجان الخليج السينمائي الرابع في دبي وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في مهرجان العائلة الدولي السينمائي الـ17 في هوليوود.
الوطن البحرينية الخميس2 يناير 2014
الحوار مع الشاب محمد جاسم شويطر، حديث رائع؛ ذلك أن هذا الشاب البحريني نموذج حي لإرادة الشباب ومبلغ ما يفور في قلوبهم من رغبة في الحياة وعزيمة ماضية في خدمة وطنهم. أصيب بالسرطان وهو في عز نجاحه الفني في قمة تألقه، حين حقق العديد من الجوائز المهمة، كان أبرزها فوز فيلمه (سلاح الأجيال) بالمركز الثالث في مهرجان الخليج السينمائي الرابع في دبي، وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في مهرجان العائلة الدولي السينمائي الـ17 في هوليوود، ومع ذلك لم يتراجع عن طموحه واستمر في عطائه حتى حقق فيلمه النادر «هودجكن.. كيف تجعل المرض صديقاً» فكان مدهشاً في طرحه قصته الشخصية مع المرض العضال، حيث حظي الفيلم ومازال باهتمام إعلامي كبير.
في هذه السطور، يكشف محمد عن جانب من حياته ومرضه وتجربته السينمائية، في حديث يؤكد أنه من نوعية خاصة من البشر لا تعترف بالهزيمة أبداً...
* المخرج محمد جاسم، أم الشاب البحريني القدوة الذي تمكن من التعايش مع المرض العضال، أيهما أقرب إليك؟
- يمكنك أن تربط بين الاثنين؛ فإن فيلمي عن مرض الهودجكن يمثل قصتي التي أعيشها، إذ أعيش حياتي كمخرج مواصلاً صناعتي الأفلام عن طريق إصراري على مقاومة المرض.
* فيلمك الأخير، «كيف تجعل المرض صديقاً» كان لافتاً استرعى اهتمام الكثيرين ليس في البحرين وحسب، بماذا تشعر وأنت تشاهد كل هذا الاهتمام؟
- لم أكن أتوقع أن يحظى الفيلم بكل هذا الاهتمام، لكن أرجع سبب الاهتمام لكون الفيلم يربط المرض بحياة إنسان هو محمد جاسم، والرسالة التي يقدمها محمد لمرضى السرطان والعلاج الكيماوي من أجل التعايش مع المرض. لقد عرضت فيلمي في الأردن على عدد من الأصدقاء والأطباء وفريق العمل ومن ضمنهم سفير البحرين في الأردن ناصر الكعبي، وكانت ردود الفعل غير متوقعة كذلك اندماجهم وتعايشهم مع الفيلم طوال مدة العرض.
لن أتنازل
*كانت لك من قبل فرصة الفوز بجائزة أفضل فيلم للمؤثرات البصرية «الجرفيك « في مهرجان العائلة السينمائي الدولي بعاصمة السينما العالمية هوليود عن فيلم الأنيميشين « سلاح الأجيال»،، لماذا حظي الفيلم بكل هذا التكريم؟
- صنعت الفيلم وعيني على المشاركة بالمهرجانات، وكل ذلك نتيجة شغفي بالسينما والأنيميشين، أما فكرة الفيلم فهي موجودة من قبل 3 سنوات من إنتاجها، وتتحدث عن السلام، كيف يمكن للإنسان الضعيف أن يقاوم كل حروب العالم، من أجل العيش بسلام، كيف يقاوم حروباً تدمر كل شيء، وأسعدني أن يفوز الفيلم في العديد من المهرجانات المحلية والدولية.
* وقوفك وأنت تستلم جائزة مهرجان دبي كان رائعاً، وزادت روعته في أعين الناس لأنك كنت تكابد المرض، بصراحة هل أنت راض عن نفسك؟
- الحمد لله، واجب الإنسان أن يتقبل الحياة كما هي، إن تجربتي تثبت أن الإنسان يستطيع أن يتحدى المرض وأن يمارس أحلامه ومنها حلمي الفني، أما عن جائزة مهرجان الخليج السينمائي بدبي، فكانت مفاجأة رائعة زادتني إصراراً على العمل والإنتاج.
قصة عظيمة
*لماذا لجأ الشاب محمد شويطر لقصة عاشها هو فقدمها في فيلمه «كيف تجعل المرض صديقاً»؟
- إن لذلك قصة؛ لقد أصبت بهذا المرض في 2010 وكانت مدة علاجي 6 أشهر علاج كيماوي وشهرين علاج إشعاعي وبعدها بفضل الله زال الورم والمرض، لكنه عاودني في نهاية سنة 2012 وذهبت إلى الأردن ومازلت أواصل العلاج الكيماوي. وكنت دائم التفكير في العلاج الكيماوي، فهو متعب إلى درجة العجز عن النهوض من على السرير، وكنت أشاهد حال آخرين يعانون ما أعانيه، وأسمع عن حال كثيرين مصابين بالسرطان يعالجون بالكيماوي، لكن بعد ذلك وجدت نفسي تستجيب للحياة، وممارسة أيامها وليالها، حيث أصبحت أتقبل هذا العلاج وأتعايش معه. وخطرت على بالي عندها فكرة مفادها؛ كيف أجعل المرض صديقاً بتوثيق لحظاتي التي عشتها أثناء العلاج، وتصوير حياتي مع الأطباء والممرضين، وكل ما كان يدور في هذه المدة، وكل ذلك من أجل أن أوصل رسالة للمرضى لرفع معنوياتهم وتحدي المرض، فخرج الفيلم بعنوان «هودجكن» وشعار «كيف تجعل المرض صديقاً».
* لو أردت منك اختصار قصة حياتك مع السينما، فماذا تقول؟
- إن السينما عبارة عن إطار صورة أو لوحة تشكيلية فيه، والسؤال كيف للمخرج أن يوصل هذه اللوحة للمشاهد بقصة أو معلومة أو ترفيه فيعبر المشاهد عن إعجابه بها. إن هناك جملة من الأفلام السينمائية ينفق عليها ميزانيات ضخمة، لكن عند الجمهور هي فاشلة والبعض يقدم أفلاماً بميزانيات رمزية وتصل للمشاهد بنجاح. وأنا ومنذ صغري كنت أتابع السينما، وكان حلمي أن أصنع فيلماً لكن كيف؟ لقد بدأت في التسعينات العمل على جهاز الكمبيوتر في مجال الرسم الرقمي، وواصلت الرسم مع توافر أفكار وخيالات. وقد بدأت بممارسة الرسم منذ الصغر في العام 1998 واتجهت بعد ذلك لممارسة الرسم والجرافيك الرقمي، واستمررت في تطوير نفسي في هذا المجال. وقد أنجزت بعض الأعمال التجريبية العام 2002، ثم بدأت في تنفيذ الإعلانات التلفزيونية من مونتاج وجرافيك بالإضافة إلى الإخراج، وقدمت كثيراً من الإنجازات في مجال المونتاج والجرافيك لعديد من الأفلام والمسلسلات، حتى أنتجت أول فلم من إخراجي وكتابتي وهو (سلاح الأجيال) وقد شارك في العديد من المهرجانات وفاز بجائزتين المركز الثالث في مهرجان الخليج السينمائي الرابع في دبي وجائزة أفضل مؤثرات بصرية في مهرجان العائلة الدولي السينمائي الـ17 في هوليوود.
الوطن البحرينية الخميس2 يناير 2014