يوم الثاني و العشرين من شهر فيفري ألفين و تسعة عشر كان الله يطل على حوريات الجنة و هن يكنسن الصحراء من رمل الفجيعة ... و كان يبتسم ... و يلوح للجوعى ... و يرمي من السماء السابعة أ لواح جلجامش
فؤادي فارغ مثل أم موسى
فراح ينكرني وجهي و رحت أنكر ملامحه
و راح يضج بالتافهين و بالناي الحزين
لا أعزف الناي من أجل أشجار الحزن فقط أعزف لأكشف الإنسان القابع بدواخلي
أموت و أحيا أضمخ دمي برذاذ الملح فتلقفتني الهاوية
فالموت ليس هو النهاية الموت هو نوع اخر من تجدد الجسد في زاوية مخفية
يا الشارع حبيبي
لم توقضك أصواتي
اذا احترق القلب
لست أرجوا من الشارع غير الذي يرتضيه الجائعين
كم يغتال في الشارع الطيبون و الأطفال و النساء و المدى و القبل
ها...
يخرج الآن الطيبون
فأرى الشارع يعج بالورد
و النساء زغردن و الأراجيح
تعزف أفراحها للجوعى
فأطرز بالحناء أيادي العذارى من أدمعي
و الأطفال يلوحون للغد
بمناديل تلف أحلامهم و ترميها وطنا أنيقا للجوعى
لماذا يخوننا الامام و القحاب و الكرسي و العسكر ...؟
وراحوا يدفنون أحلامنا في المراحيض و يلبسون معاطف من شواظ النار
و أرى الأصدقاء يشمون عنبر الكليمونجان و هم طالعون في الشارع كالجدار
فتضاءل الظل في عنق النهار
فاحترقي يا شوارع الطيبين بالعبق و الصراخ
واحملي دمعتي الى الراقدين على الحجر
ها...
نحن في كف التافهين حماما نحترق
أيها التافهون ارحلوا
فالأرض ترجمكم و السماء و المقل
ارحلوا ما عادت الآفاق تحضنكم ما عادت النسوة تزغردن لقدومكم
تحت أرجلكم النار تستعر
و الرمل فر و الناس قد ملوا و افترقوا
و عناقيد الدموع تتدلى على أسوار الحارات و تهتف لمن غابوا و احترقوا
أيها التافهون ارحلوا هنا الأرض رجت و الناس انتفضوا
ها ...
أحمل الآن حلم الطيبين و هم يذرعون هذه الطرقات
يتخطون معابر الرصاص و الجماجم و السبايا
بالعويل و الصراخ و العرائس و الهدوء
يعبرون عتمة الليل يطفن على ظلال لها غبش المشتهى
و يرشقن كاهن المعبد
و كاهن المعبد يسرق آخر الأعشاب
و يضرم فيها نار النميمة
يا كاهن المعبد لا تسرق آخر أحلامنا
فالمدينة ذابت في قهوة النساء
و هن يولولن خلف خطى آخر اللصوص
ستون عاما و كاهن المعبد
يذروا دمانا في السماء
و يغسل عظامنا من الخطايا
و يسرق الخبز من جيوبنا النتنة
ستون عاما
أما تكفيك أيها الكاهن و نحن حفاة ...عراة
هل مازلت تسرق منا الماء و العشب و الريح و المطر ...؟
هل ما زلت تسقط في غيبوبة السؤال ...؟
و خلفلك الضباب و الغياب
فتغازلك الحوريات في ساحة أودان
فمت قبل أن يصير صوتك جلجلة و يكنسك اليقين
و انت الغارق في الجحيم
لماذا تكتظ بالشوك و الرصاص ...؟
و تسرق من فمنا روعة الكمنجات ...؟
اخلع يدك يا صديقي و ارمي اللصوص خلف شجرة الزقوم
ارمي ....
ارمي ...
ارمي ...
فالسماء ترمي و الطرقات و الأشجار و الجحيم
في ساحة أودان الطيبون يوزعون قاروات الماء على العطاشى
و يزرعون آخر الضحكات ...
.
بقلم الشاعر / جيــــلالي بن عبيــــــدة
فؤادي فارغ مثل أم موسى
فراح ينكرني وجهي و رحت أنكر ملامحه
و راح يضج بالتافهين و بالناي الحزين
لا أعزف الناي من أجل أشجار الحزن فقط أعزف لأكشف الإنسان القابع بدواخلي
أموت و أحيا أضمخ دمي برذاذ الملح فتلقفتني الهاوية
فالموت ليس هو النهاية الموت هو نوع اخر من تجدد الجسد في زاوية مخفية
يا الشارع حبيبي
لم توقضك أصواتي
اذا احترق القلب
لست أرجوا من الشارع غير الذي يرتضيه الجائعين
كم يغتال في الشارع الطيبون و الأطفال و النساء و المدى و القبل
ها...
يخرج الآن الطيبون
فأرى الشارع يعج بالورد
و النساء زغردن و الأراجيح
تعزف أفراحها للجوعى
فأطرز بالحناء أيادي العذارى من أدمعي
و الأطفال يلوحون للغد
بمناديل تلف أحلامهم و ترميها وطنا أنيقا للجوعى
لماذا يخوننا الامام و القحاب و الكرسي و العسكر ...؟
وراحوا يدفنون أحلامنا في المراحيض و يلبسون معاطف من شواظ النار
و أرى الأصدقاء يشمون عنبر الكليمونجان و هم طالعون في الشارع كالجدار
فتضاءل الظل في عنق النهار
فاحترقي يا شوارع الطيبين بالعبق و الصراخ
واحملي دمعتي الى الراقدين على الحجر
ها...
نحن في كف التافهين حماما نحترق
أيها التافهون ارحلوا
فالأرض ترجمكم و السماء و المقل
ارحلوا ما عادت الآفاق تحضنكم ما عادت النسوة تزغردن لقدومكم
تحت أرجلكم النار تستعر
و الرمل فر و الناس قد ملوا و افترقوا
و عناقيد الدموع تتدلى على أسوار الحارات و تهتف لمن غابوا و احترقوا
أيها التافهون ارحلوا هنا الأرض رجت و الناس انتفضوا
ها ...
أحمل الآن حلم الطيبين و هم يذرعون هذه الطرقات
يتخطون معابر الرصاص و الجماجم و السبايا
بالعويل و الصراخ و العرائس و الهدوء
يعبرون عتمة الليل يطفن على ظلال لها غبش المشتهى
و يرشقن كاهن المعبد
و كاهن المعبد يسرق آخر الأعشاب
و يضرم فيها نار النميمة
يا كاهن المعبد لا تسرق آخر أحلامنا
فالمدينة ذابت في قهوة النساء
و هن يولولن خلف خطى آخر اللصوص
ستون عاما و كاهن المعبد
يذروا دمانا في السماء
و يغسل عظامنا من الخطايا
و يسرق الخبز من جيوبنا النتنة
ستون عاما
أما تكفيك أيها الكاهن و نحن حفاة ...عراة
هل مازلت تسرق منا الماء و العشب و الريح و المطر ...؟
هل ما زلت تسقط في غيبوبة السؤال ...؟
و خلفلك الضباب و الغياب
فتغازلك الحوريات في ساحة أودان
فمت قبل أن يصير صوتك جلجلة و يكنسك اليقين
و انت الغارق في الجحيم
لماذا تكتظ بالشوك و الرصاص ...؟
و تسرق من فمنا روعة الكمنجات ...؟
اخلع يدك يا صديقي و ارمي اللصوص خلف شجرة الزقوم
ارمي ....
ارمي ...
ارمي ...
فالسماء ترمي و الطرقات و الأشجار و الجحيم
في ساحة أودان الطيبون يوزعون قاروات الماء على العطاشى
و يزرعون آخر الضحكات ...
.
بقلم الشاعر / جيــــلالي بن عبيــــــدة