الوليد بن يزيد
( 88 - 126 هـ = 707 - 744 م )
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة المروانية بالشام.
كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، يعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء. له شعر رقيق وعلم بالموسيقى.
قال أبو الفرج: " له أصوات صنعها مشهورة، وكان يضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز "
وقال السيد المرتضى: " كان مشهورا بالإلحاد، متظاهرا بالعناد "
وقال ابن خلدون: ساءت القالة فيه كثيرا، وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا إنها من شناعات الأعداء ألصقوها به.
ولي الخلافة ( سنة 125 هـ ) بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ونقم عليه الناس حبه للهو، فبايعوا سرا ليزيد ابن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد - وكان غائبا في " الأغدف " من نواحي عمان، بشرقي الأردن - فجاءه النبأ، فانصرف إلى البخراء، فقصده جمع من أصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير. وكان الذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك وحمل رأسه إلى دمشق فنصب في الجامع ولم يزل أثر دمه على الجدار إلى أن قدم المأمون دمشق ( سنة 215 ) فأمر بحكه
* المصدر: الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي = بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعّمِ
وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي = أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا = ِإذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ
وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا = إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْـمِ فِي الفَـمِ
***
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ = لَنَا مَبْسَماً عَذْبـاً وَجِيـداً مُطَوَّقَـا
كَـأَنَّ غُلامـاً كَاتِبـاً ذَا بَرَاعَـةٍ = تَعَمَّـدَ نُونَـي حَاجِبَيْـهَا فَعَرَّقَـا
وَأَحقَافُ رَمْـلٍ جَاذَبَتْـهَا وَهَـزَّةٌ = عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْـن النَّقَـا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيـبِ فَقَبَّلَـتْ = يَدِي غَلَطاً مِنْـهَا فَقَبَّلْـتُ مَفْرقَـا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَـا وابْتِسَامُهَـا = يُرينِي شعَاعاً آخِـرَ اللَّيـلِ مُشْرِقَـا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعـاً قَبْـلَ وَجْهِهَـا = وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِـي مِنَ البَيْـنِ أَشْفَقَـا
***
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبا = رواعف بالجاديِّ سودِ المَدَامعِ
سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَـا نُمْـنَ نَومَـةً = مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَيـن فَوقَ المضَاجـعِ
أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَةِ رَاجعٌ = مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجعِ؟
قَنعْتُ بـزورٍ مِـنْ خَيـالٍ بعثْنَـهُ = وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُـمُ غَيـر قانِـعِ
إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظرةً = تُطفِّي جَوىً بين الحَشَا والأضالعِ
تَقُول نساء الحـيِّ: تَطمعُ أَنْ تَـرَى = مَحَاسِنَ لَيلَى؟ مُتْ بِداءِ المطَامعِ
وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعيـنٍ تَرَى بِهَـا = سِوَاهَـا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَـا بالمَدَامـعِ
وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَـدْ جَـرَى = حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِـعِ
أُجِلُّكِ يَا لَيلَـى عَنْ العَيـنِ ، إِنَّمَـا = أَرَاكِ بِقَلـبٍ خَاشِـعٍ لَكِ خَاضِـعِ
وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيـتُ ، بِذَائِـعِ = وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَـاءَتْ بِضَائِـعِ
( 88 - 126 هـ = 707 - 744 م )
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، أبو العباس: من ملوك الدولة المروانية بالشام.
كان من فتيان بني أمية وظرفائهم وشجعانهم وأجوادهم، يعاب بالانهماك في اللهو وسماع الغناء. له شعر رقيق وعلم بالموسيقى.
قال أبو الفرج: " له أصوات صنعها مشهورة، وكان يضرب بالعود ويوقع بالطبل ويمشي بالدف على مذهب أهل الحجاز "
وقال السيد المرتضى: " كان مشهورا بالإلحاد، متظاهرا بالعناد "
وقال ابن خلدون: ساءت القالة فيه كثيرا، وكثير من الناس نفوا ذلك عنه وقالوا إنها من شناعات الأعداء ألصقوها به.
ولي الخلافة ( سنة 125 هـ ) بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك، فمكث سنة وثلاثة أشهر، ونقم عليه الناس حبه للهو، فبايعوا سرا ليزيد ابن الوليد بن عبد الملك، فنادى بخلع الوليد - وكان غائبا في " الأغدف " من نواحي عمان، بشرقي الأردن - فجاءه النبأ، فانصرف إلى البخراء، فقصده جمع من أصحاب يزيد فقتلوه في قصر النعمان بن بشير. وكان الذي باشر قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك وحمل رأسه إلى دمشق فنصب في الجامع ولم يزل أثر دمه على الجدار إلى أن قدم المأمون دمشق ( سنة 215 ) فأمر بحكه
* المصدر: الأعلام، خير الدين الزركلي، 1980
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي
ألاَ فَامْلَ لِي كَاسَاتِ خَمْـرٍ وَغَنِّنِـي = بِذِكْـرِ سُلَيْمَـى وَالرَّبَـابِ وَتَنَعّمِ
وَإيَّـاكَ ذِكْـرَ العَـامِـرِيَّـةِ إِنَّنِـي = أَغَـارُ عَلَيْـهَا مِـنْ فَـمِ المُتَكَلِّـمِ
أغَـارُ عَلَـى أَعْطَافِهَـا مِنْ ثِيَابِهَـا = ِإذَا لَبَسَتْـهَا فَـوقَ جِسْـمٍ مَنَعَّـمِ
وَأَحْسُـدُ كَاسَـاتٍ تُقَبِّـلُ ثَغْرَهَـا = إِذَا وَضَعَتْهَا مَوْضِعَ اللَّثْـمِ فِي الفَـمِ
***
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ
إِذَا بَرَزَتْ لَيلَى مِنَ الخِدْرِ أَبْـرَزَتْ = لَنَا مَبْسَماً عَذْبـاً وَجِيـداً مُطَوَّقَـا
كَـأَنَّ غُلامـاً كَاتِبـاً ذَا بَرَاعَـةٍ = تَعَمَّـدَ نُونَـي حَاجِبَيْـهَا فَعَرَّقَـا
وَأَحقَافُ رَمْـلٍ جَاذَبَتْـهَا وَهَـزَّةٌ = عَرَتْهَا كَمَا هَزَّ الصَّبَا غُصْـن النَّقَـا
أَتَتْ تَتَهَادَى كَالقَضِيـبِ فَقَبَّلَـتْ = يَدِي غَلَطاً مِنْـهَا فَقَبَّلْـتُ مَفْرقَـا
وَبَاتَتْ يَدِي طَوقاً لَهَـا وابْتِسَامُهَـا = يُرينِي شعَاعاً آخِـرَ اللَّيـلِ مُشْرِقَـا
فَلَمْ أَرَ بَدْراً طَالِعـاً قَبْـلَ وَجْهِهَـا = وَلاَ مَيِّتاً قَبْلِـي مِنَ البَيْـنِ أَشْفَقَـا
***
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ
وسِرْبٍ كَعَيْنِ الدِّيكِ مَيلٍ إلى الصّبا = رواعف بالجاديِّ سودِ المَدَامعِ
سَمِعْنَ غنَاءً بَعْدمَـا نُمْـنَ نَومَـةً = مِنَ اللَّيلِ فاقْلَوْلَيـن فَوقَ المضَاجـعِ
أَيَا دَهْرُ هَلْ شَرْخ الشَّبيبَةِ رَاجعٌ = مَعَ الخفراتِ البيض أَمْ غَير راجعِ؟
قَنعْتُ بـزورٍ مِـنْ خَيـالٍ بعثْنَـهُ = وكنْتُ بِوَصْلٍ مِنْهُـمُ غَيـر قانِـعِ
إِذَا رُمْتُ مِنْ لَيلَى عَلَى البُعدِ نَظرةً = تُطفِّي جَوىً بين الحَشَا والأضالعِ
تَقُول نساء الحـيِّ: تَطمعُ أَنْ تَـرَى = مَحَاسِنَ لَيلَى؟ مُتْ بِداءِ المطَامعِ
وكَيفَ تَرَى لَيلَى بِعيـنٍ تَرَى بِهَـا = سِوَاهَـا ؟ وَمَا طَهَّرْتَهَـا بالمَدَامـعِ
وتلتذُّ مِنهَا بالحَديثِ وَقَـدْ جَـرَى = حَديثُ سِوَاهَا فِي خروقِ المَسَامِـعِ
أُجِلُّكِ يَا لَيلَـى عَنْ العَيـنِ ، إِنَّمَـا = أَرَاكِ بِقَلـبٍ خَاشِـعٍ لَكِ خَاضِـعِ
وَمَا سِرُّ لَيلَى ، مَا حَيِيـتُ ، بِذَائِـعِ = وَمَا عَهْدُ لَيلَى إِنْ تَنَـاءَتْ بِضَائِـعِ