هل كان الموت في إجازة أم في مطلق التخمة ؟ هل كان منهكا أم في لحظة سهو نسي خلالها تعاويذ طلاسيمه فتلفظها خطأ. فانقلبت صفحة لم تشأ أن تكتب بغير إكسير الحياة؟
هو تفسيري الوحيد الذي أجده مبررا لتواجد هذا الرجل بيننا في هذه الحياة. و لعل هذا الاستثناء يفوق طاقة الإدراك أحيانا. و يخلق في الأذهان انشغالات و تمثلات خرافية عن هذا الرجل. و لذلك سيجد من سيكون بصدد لقائه الاول بهذه الأسطورة الحيةـ أنه يسير صوب ما يشبه حدا فاصلا بين عالمين ليس بينهما تقاطع. و لهذا سيعتقد أنه وهو في طريقه إلى ذلك الفاصل، سينفتح فجأة في وجهه ممر ملفوف بالسرية و سيمضي به صعودا ليجد نفسه تطأ غالما يحتاج الاستيعاب فيه الى حواس مختلفة. معطيات لا تقوى التفسيرات على احتوائها. و لكي لا يغرق نفسه في المزيد من الغموض، سيحاول أن يعمد إلى تشغيل ذاكرته دون سواها ليحثها على تسجيل أنها عاشت للحظات في رحاب عالم نعمده سطوة الخوارق المصرة على دفن أسرارها في جوفها. لكن هل يشبع هذا شغف و شغب العقل؟
سيشعر المرء أن عظم الجمجمة يكاد يتحطم من وقع السؤال. إذ بعد ان تجالس الرجل، ستكتشف أن الإنسان له استعداد فطري لجنوح غريب يتمثل في أنه يضيف للواقع أحيانا أشياء لا يستطيع تحملها. وحتى حين يواجهه الواقع بحقيقته الخالصة بعد ان ينفض عنه كل ما علق به، فالانسان يرفض كل اشكال التصويب و يظل متشيثا بتمثلاته كبديل للحقيقة التي قد لا تكون معبرة عن ما كان يتمناه ان يكون.
هكذا قد يكون شعر الكثير ممن جالسوا اخمد المرزوقي. هذا الرجل الذي هو أكثر من بشر. و اقل بقليل من مارد. لكنه يصر أن ينفي عنه كل هذا. إذ ليست له طاقة المردة. و لا عضلات هرقل. و لا عيون زرقاء اليمامة. و لا صبر أيوب. و المفارقة العجيبة التي تصدم مجالسه هي أن الادهاش ليس وحده المترتب عن المعجزات. بل الوداعة هي الاخرى يمكن ان تصنع الفعل نفسه.
الرجل في منتهى اللطف. و هذا يضيف لبسا إضافيا أشد تعقيدا. إذ كيف لمن عاش ما عاشه أن يظل بشرا و بتلك الوداعة؟ و كيف لمن صودرت أزهى سنوات عمره التي عوضت بذلك الشريط اللانهائي من الظلمة و البرودة و العزلة و المآسي لا يفقد صوابه ، بل و ان يظل محتفظا بالقدرة على الابتسام؟
الاساطير اليوم ليست هي اساطير الامس. أساطير الامس تمثلت باالقدرة على مواجهة القهر و الاخضاع و البطش و الشراسة. و صنع كل ما يفوق طاقة الانسان. لكن اساطير اليوم كما تعرفها سيرة احمد المرزوقي هي أن لا تهزمك القوة. هي ان يسقونك موتا فتهديهم حياة. أن يصبوا في جوفك النار و الحديد و الفواجع، فتنبت لهم الصمود و الشموخ.
أحمد المرزوقي اكد أن الاساطير ليست فعلا خرافيا أبطاله المردة و الخوارق. بل الانسان حين يتعرف على القوة الكامنة فيه يستطيع ان يجبر التاريخ للتوقف في محطته و يوجد فصولا من حياة لا تقع ضمن معرفة الجلادين. فكم نحتاج منك يا احمد كي نعيد اكتشاف ما يوجد بداخلنا من قوة من اجل ان نكتب اقدارنا؟
هو تفسيري الوحيد الذي أجده مبررا لتواجد هذا الرجل بيننا في هذه الحياة. و لعل هذا الاستثناء يفوق طاقة الإدراك أحيانا. و يخلق في الأذهان انشغالات و تمثلات خرافية عن هذا الرجل. و لذلك سيجد من سيكون بصدد لقائه الاول بهذه الأسطورة الحيةـ أنه يسير صوب ما يشبه حدا فاصلا بين عالمين ليس بينهما تقاطع. و لهذا سيعتقد أنه وهو في طريقه إلى ذلك الفاصل، سينفتح فجأة في وجهه ممر ملفوف بالسرية و سيمضي به صعودا ليجد نفسه تطأ غالما يحتاج الاستيعاب فيه الى حواس مختلفة. معطيات لا تقوى التفسيرات على احتوائها. و لكي لا يغرق نفسه في المزيد من الغموض، سيحاول أن يعمد إلى تشغيل ذاكرته دون سواها ليحثها على تسجيل أنها عاشت للحظات في رحاب عالم نعمده سطوة الخوارق المصرة على دفن أسرارها في جوفها. لكن هل يشبع هذا شغف و شغب العقل؟
سيشعر المرء أن عظم الجمجمة يكاد يتحطم من وقع السؤال. إذ بعد ان تجالس الرجل، ستكتشف أن الإنسان له استعداد فطري لجنوح غريب يتمثل في أنه يضيف للواقع أحيانا أشياء لا يستطيع تحملها. وحتى حين يواجهه الواقع بحقيقته الخالصة بعد ان ينفض عنه كل ما علق به، فالانسان يرفض كل اشكال التصويب و يظل متشيثا بتمثلاته كبديل للحقيقة التي قد لا تكون معبرة عن ما كان يتمناه ان يكون.
هكذا قد يكون شعر الكثير ممن جالسوا اخمد المرزوقي. هذا الرجل الذي هو أكثر من بشر. و اقل بقليل من مارد. لكنه يصر أن ينفي عنه كل هذا. إذ ليست له طاقة المردة. و لا عضلات هرقل. و لا عيون زرقاء اليمامة. و لا صبر أيوب. و المفارقة العجيبة التي تصدم مجالسه هي أن الادهاش ليس وحده المترتب عن المعجزات. بل الوداعة هي الاخرى يمكن ان تصنع الفعل نفسه.
الرجل في منتهى اللطف. و هذا يضيف لبسا إضافيا أشد تعقيدا. إذ كيف لمن عاش ما عاشه أن يظل بشرا و بتلك الوداعة؟ و كيف لمن صودرت أزهى سنوات عمره التي عوضت بذلك الشريط اللانهائي من الظلمة و البرودة و العزلة و المآسي لا يفقد صوابه ، بل و ان يظل محتفظا بالقدرة على الابتسام؟
الاساطير اليوم ليست هي اساطير الامس. أساطير الامس تمثلت باالقدرة على مواجهة القهر و الاخضاع و البطش و الشراسة. و صنع كل ما يفوق طاقة الانسان. لكن اساطير اليوم كما تعرفها سيرة احمد المرزوقي هي أن لا تهزمك القوة. هي ان يسقونك موتا فتهديهم حياة. أن يصبوا في جوفك النار و الحديد و الفواجع، فتنبت لهم الصمود و الشموخ.
أحمد المرزوقي اكد أن الاساطير ليست فعلا خرافيا أبطاله المردة و الخوارق. بل الانسان حين يتعرف على القوة الكامنة فيه يستطيع ان يجبر التاريخ للتوقف في محطته و يوجد فصولا من حياة لا تقع ضمن معرفة الجلادين. فكم نحتاج منك يا احمد كي نعيد اكتشاف ما يوجد بداخلنا من قوة من اجل ان نكتب اقدارنا؟