القمر والنجوم
قارب سكران، دفّة مجنونة
نحو المصب بشراع محموم
قمر سكران ، شمس مجنونة
ماذا تقول عنكما النجوم ؟
*****
يعود شعر البنتون إلى ماليزيا ، وهو شعر شعبي كان في بداياته شفويا قبل أن يُوَثَّقَ . ويُعد البنتون الشعر الوطني لبلاد ماليزيا وهو مشهور أيضا لدى الشعوب المالاوية كسنغفورة وأندونيسيا وبروناي وفي مقاطعة باتاني في تايلندة.
تتركب قصيدة البنتون من أربعة أبيات مقفاة ومتوازية ( أ ب / ب أ ) على أن يكون التوازي في الأصوات. ويحمل البيتان الأولان( ويطلق عليهما مرآة المعنى ) في قصيدة البنتون مدًى رمزيا، وهما يعتبران مقدمة وإعدادا لتلقي المعنى الذي سينبثق لاحقا في البيتين الأخيرين من القصيدة الذي يطلق عليه ( المقصود )، وفيهما تتجلى المعاني الأخلاقية والعاطفية والحكم المرصودة في هذا النص الشعري بالاعتماد على صور شعرية مأخوذة من الطبيعة والوجود.
ومثال ذلك:
الحكمة، من أين تأتي الحكمة؟
- من حقل الأرز تذهب نحو مجرى الماء.
والحب، من أن يجيء إذن؟
- من العينين ، ينزل إلى الكبد.
إن النواة الفاعلة في شعر البنتون ليس في تركيبته ( أربعة أبيات مقفاة ومتوازية ) فقط ، وإنما تتمثل في الصور التي تفعل فعلها بين قسمي القصيدة على أن لا تكون شديدة الوضوح حتى لا تبتذل المعاني ولا شديدة الغموض فيضيع المعنى بين السطور.
إن هذا الشكل من الشعر مرتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة الشفوية لشعوب الملاو وبعاداتها وتقاليدها المتوارثة منذ الأزمان القديمة لذلك يكثر فيه ذكر عادات الشعب المالاوي وتظهر لدى القارئ الغريب عن هذه الثقافة بعض الإشارات الملغزة العائدة للعب شاعر البنتون بالكلمات :
أشعاري نصوص غامضة
إذا لم تفهما لا تشعر بالغبن.
*****
الروح تبكي على أبواب قلبك
إنها تبغي العودة إلى هذا العالم.
وجه شاحب وجسد معذب
الحياة بدون طعم ولكننا نكره الموت.
*****
نمل أحمر في جوف الخيزران
إناء مليء بروح الزهر
عندما يمتلئ جسدي بالرغبة
وحدها حبيبتي تطمئن روحي.
*****
ازرع الأرز على هضبة جيرام
ازرع ثم استرح على صخرة
كيف للقلب أن لا يرتعش
لمرأى نهد من وراء وشاح.
*****
فراشة طائرة هنا وهناك
طائرة فوق البحر على أبواب الشعاب
لماذا كل هذا الخفقان في قلبي
القادم من بعيد، ليدوم طويلا؟
*****
إذا ذهبت إلى منبع النهر
اقطف لي وردة الفرنجبان
إذا مت قبلي
انتظرني على أبواب السماء.
*****
ما أكثر النجوم في السماء
ولكن نوم القمر وحده ساطع.
ما أكثر البنات الجميلات
ولكن عيني لا ترى إلا واحدة.
*****
نحو الجزيرة المبللة تحت زخات المطر
يطير النمل المجنح إلى حوافها.
لنمزح طوال العمر
سنكون وحيدين داخل القبور.
*****
نمل أحمر وسط الخيزران،
مزهرية ملأى برحيق الوردة.
عندما يلتهب داخلنا الحب،
دواء واحد ينقذنا، المحبوبة.
*****
قوس قزح ذو الألوان الزاهرة
حتى المساء يزين السماوات
لنجتز، إذن، معا الوادي
عمل الجماعة يصنع المعجزات.
*****
البنتون المتسلسل
يمكن لشعر البنتون أيضا أن يكون متسلسلا مثل قصيدة الرنجا اليابانية على أن يكتب من خلال قاعدة محددة بشروط يجب على الشاعر أن يلتزم بها: البيتان الثاني والرابع في الرباعية الأولى يجب استعادتهما في الرباعية التي تليها كبيت أول وثالث، على أن لا يقل عدد الرباعيات عن ستة وأن تنتهي القصيدة ببيت البداية.
وقد أغوت هذه التقنية في الكتابة الشعرية كثيرا من شعراء فرنسا وأوروبا عندما اكتشفوا شعر البنتون لعل أشهرهم الفرنسيين فيكتور هيقو وتيودور دوبنفيل وشارل بودلار وبول فيرلان . وهذا مفهوم ، فاستعادة الأبيات في القصيدة يجعل لها طابعا دراميا ويحولها إلى مسرح لأحداث لاهثة.
قاعدة أخرى يجب أن تتوفر في قصائد شعر البنتون المتسلسل ، فكما في البتون العادي ذو الرباعية الواحدة يجب أن يكون هناك تمايزا بين الجزء الأول من القصيدة والجزء الثاني منها. فينما يكون الأول ذو طابع مزاجي احتفالي يركز الشاعر في الثاني على إبراز الأحاسيس والمشاعر، ويظل الحال هكذا حتى نهاية القصيدة.
بنتون متسلسل أول:
أيتها العيون الصماء، أيتها الشفاه الذابلة
في قلبي يسكن حزن مرير.
الريح يقصف الشراع الآبق،
والزبد يلون البحر عند الشفق.
في قلبي يسكن حزن مرير.
هاهي رأسي قد وهبتها للملاك
والزبد يلون البحر عند الشفق،
والموج يقذفني نحو الهلاك.
هاهي رأسي قد وهبتها للملاك
بعدما قطعتها بسيفي
والموج يقذفني نحو الهلاك.
وأنا ذاهبة لحتفي
بعدما قطعتها بسيفي
روحي تطير نحو السماء
وأنا ذاهبة لحتفي
والبحر يلون الليل بالدماء.
روحي تطير نحو السماء
هل حقا أنا من قتلتك؟.
والبحر يلون الليل بالدماء
والبرق يفلق السحابة السوداء.
هل حقا أنا من قتلتك؟.
إنه القدر، فأنا أحبك
والبرق يفلق السحابة السوداء،
لتبتلعنا الهاوية إلى الأبد.
إنه القدر، فأنا أحبك
وسأموت حتى أنسى
لتبتلعنا الهاوية إلى الأبد،
أيتها العيون الصماء، أيتها الشفاه الذابلة
بنتون متسلسل ثان:
الفراشات تتلاعب بأجنحتها،
تطير نحو البحر، قريبا من سلسلة الصخور،
قلبي يؤلمني داخل صدري
منذ أيامي الأولى حتى الساعة.
تطير نحو البحر، قريبا من سلسلة الصخور...
هذا الطائر الكاسر ينطلق نحو بندام
منذ أيامي الأولى حتى الساعة،
أعجبت بالكثير من الشباب.
هذا الطائر الكاسر ينطلق نحو بندام
ويترك ريشه يسقط في باطاني
أعجبت بالكثير من الشباب.
ولكن لا شيء يمكن أن يشبه اختياري.
يترك ريشه يسقط في باطاني...
هذان حمامان نجيبان
لكن لا شيء يمكن أن يشبه اختياري.
حاذق أنا عندما ألامس القلب.
بنتون متسلسل ثالث:
ها قد أنهيت من العمر عشرين
ها هي طفولتي تذوي
- ويلاه ! الأيام الجميلة ولت،
إنه أمطار الخريف، وهذه أمطاره.
ها هي طفولتي تذوي
وزنابقي الأولى ذبلت
إنه أمطار الخريف، وهذه أمطاره.
في السماء تلبدت الغيوم.
زنابقي الأولى ذبلت
والزعرور تجردت أغصانه،
في السماء تلبدت الغيوم.
والمرج عظمت أحزانه.
الزعرور تجردت أغصانه،
ها أنا أبكي على أشجانه.
والمرج عظمت احزانه.
لا شمس في السماء الداكنة
ها أنا أبكي على أشجانه.
رغم أنْ لا شيء يذكر.
لا شمس في السماء الداكنة،
لكن الغابة تتلون بالأحمر.
رغم أنْ لا شيء يذكر،
تحت قدمي ستتفتح الزهور
لكن الغابة تتلون بالأحمر.
والطقس الجميل لن يعود.
شعراء ماليزيا الشباب يكتبون البنتون
محمد عمران شهيدان
نهرب عندما نرى القط الأسود
حتى لا تحل علينا اللعنة
لا تهتم بهذا السحر الأسود
قلبي يتأرجح بينها وبينك
نور عفيفة عصمان
في الربيع تتفتح الورود الجميلة
لكن قلوب الرجال تظل سوداء
كم أنت أناني وأنت تتركني في الخميلة
لو عشقتني كنت لك الدواء.
محمد عفيف حزامي:
عشرة آلاف قط يعبرون الشارع معا
لكنني أبحث بينها عن القط الأسود
عشرة آلاف امرأة تنتظرنني
لكنك وحدك من أعشقها.
أستير هني سيي
أن تكون بيضاء، بيضاء كالثلج الناصع
قطرة سوداء تبدل الأحوال.
اجعلوني عطوفا عندما يغضب قلبي
أنيروا لي الطريق عندما يشتد شكي.
ستيفان لينغ مان
انظروا وسط السماء السوداء
نجوم تبرق هذا المساء
كقلب فقد الأمل
أشتاقها يقضا ، أشتاقها وأنا ثمل.
العرب لم يكتشفوا بعد شعر البنتون:
والغريب في الأمر أن شعر البنتون لم يجد الحظوة الكبرى التي وجدتها قصيدة الهايكو اليابانية لدى شعراء أوروبا خاصة وفي العالم بصورة أعم عند ظهوره ( يكاد لا يعرف هذا الشعر في الثقافة والأدب العربيين حتى الآن ). ولنا أن نتساءل عن السبب. فهل الأمر يعود إلى هيبة اليابان والشهرة الكبيرة التي كان يحظى بها الشعر الياباني عامة فانتشر الهايكو في كل الآداب العالمية ، أم لأسباب أخرى لعل أهمها صعوبة كتابة هذه النوعية من القصيدة الشعرية التي لا تتوفر اللغات الأخرى ( غير الملاوية ) على خاصياتها الفينومينولوجية خاصة في الارتباط المعنوي والدلالي بين الجزء الأول والثاني من الرباعية .
Darghouthi Brahim
قارب سكران، دفّة مجنونة
نحو المصب بشراع محموم
قمر سكران ، شمس مجنونة
ماذا تقول عنكما النجوم ؟
*****
يعود شعر البنتون إلى ماليزيا ، وهو شعر شعبي كان في بداياته شفويا قبل أن يُوَثَّقَ . ويُعد البنتون الشعر الوطني لبلاد ماليزيا وهو مشهور أيضا لدى الشعوب المالاوية كسنغفورة وأندونيسيا وبروناي وفي مقاطعة باتاني في تايلندة.
تتركب قصيدة البنتون من أربعة أبيات مقفاة ومتوازية ( أ ب / ب أ ) على أن يكون التوازي في الأصوات. ويحمل البيتان الأولان( ويطلق عليهما مرآة المعنى ) في قصيدة البنتون مدًى رمزيا، وهما يعتبران مقدمة وإعدادا لتلقي المعنى الذي سينبثق لاحقا في البيتين الأخيرين من القصيدة الذي يطلق عليه ( المقصود )، وفيهما تتجلى المعاني الأخلاقية والعاطفية والحكم المرصودة في هذا النص الشعري بالاعتماد على صور شعرية مأخوذة من الطبيعة والوجود.
ومثال ذلك:
الحكمة، من أين تأتي الحكمة؟
- من حقل الأرز تذهب نحو مجرى الماء.
والحب، من أن يجيء إذن؟
- من العينين ، ينزل إلى الكبد.
إن النواة الفاعلة في شعر البنتون ليس في تركيبته ( أربعة أبيات مقفاة ومتوازية ) فقط ، وإنما تتمثل في الصور التي تفعل فعلها بين قسمي القصيدة على أن لا تكون شديدة الوضوح حتى لا تبتذل المعاني ولا شديدة الغموض فيضيع المعنى بين السطور.
إن هذا الشكل من الشعر مرتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة الشفوية لشعوب الملاو وبعاداتها وتقاليدها المتوارثة منذ الأزمان القديمة لذلك يكثر فيه ذكر عادات الشعب المالاوي وتظهر لدى القارئ الغريب عن هذه الثقافة بعض الإشارات الملغزة العائدة للعب شاعر البنتون بالكلمات :
أشعاري نصوص غامضة
إذا لم تفهما لا تشعر بالغبن.
*****
الروح تبكي على أبواب قلبك
إنها تبغي العودة إلى هذا العالم.
وجه شاحب وجسد معذب
الحياة بدون طعم ولكننا نكره الموت.
*****
نمل أحمر في جوف الخيزران
إناء مليء بروح الزهر
عندما يمتلئ جسدي بالرغبة
وحدها حبيبتي تطمئن روحي.
*****
ازرع الأرز على هضبة جيرام
ازرع ثم استرح على صخرة
كيف للقلب أن لا يرتعش
لمرأى نهد من وراء وشاح.
*****
فراشة طائرة هنا وهناك
طائرة فوق البحر على أبواب الشعاب
لماذا كل هذا الخفقان في قلبي
القادم من بعيد، ليدوم طويلا؟
*****
إذا ذهبت إلى منبع النهر
اقطف لي وردة الفرنجبان
إذا مت قبلي
انتظرني على أبواب السماء.
*****
ما أكثر النجوم في السماء
ولكن نوم القمر وحده ساطع.
ما أكثر البنات الجميلات
ولكن عيني لا ترى إلا واحدة.
*****
نحو الجزيرة المبللة تحت زخات المطر
يطير النمل المجنح إلى حوافها.
لنمزح طوال العمر
سنكون وحيدين داخل القبور.
*****
نمل أحمر وسط الخيزران،
مزهرية ملأى برحيق الوردة.
عندما يلتهب داخلنا الحب،
دواء واحد ينقذنا، المحبوبة.
*****
قوس قزح ذو الألوان الزاهرة
حتى المساء يزين السماوات
لنجتز، إذن، معا الوادي
عمل الجماعة يصنع المعجزات.
*****
البنتون المتسلسل
يمكن لشعر البنتون أيضا أن يكون متسلسلا مثل قصيدة الرنجا اليابانية على أن يكتب من خلال قاعدة محددة بشروط يجب على الشاعر أن يلتزم بها: البيتان الثاني والرابع في الرباعية الأولى يجب استعادتهما في الرباعية التي تليها كبيت أول وثالث، على أن لا يقل عدد الرباعيات عن ستة وأن تنتهي القصيدة ببيت البداية.
وقد أغوت هذه التقنية في الكتابة الشعرية كثيرا من شعراء فرنسا وأوروبا عندما اكتشفوا شعر البنتون لعل أشهرهم الفرنسيين فيكتور هيقو وتيودور دوبنفيل وشارل بودلار وبول فيرلان . وهذا مفهوم ، فاستعادة الأبيات في القصيدة يجعل لها طابعا دراميا ويحولها إلى مسرح لأحداث لاهثة.
قاعدة أخرى يجب أن تتوفر في قصائد شعر البنتون المتسلسل ، فكما في البتون العادي ذو الرباعية الواحدة يجب أن يكون هناك تمايزا بين الجزء الأول من القصيدة والجزء الثاني منها. فينما يكون الأول ذو طابع مزاجي احتفالي يركز الشاعر في الثاني على إبراز الأحاسيس والمشاعر، ويظل الحال هكذا حتى نهاية القصيدة.
بنتون متسلسل أول:
أيتها العيون الصماء، أيتها الشفاه الذابلة
في قلبي يسكن حزن مرير.
الريح يقصف الشراع الآبق،
والزبد يلون البحر عند الشفق.
في قلبي يسكن حزن مرير.
هاهي رأسي قد وهبتها للملاك
والزبد يلون البحر عند الشفق،
والموج يقذفني نحو الهلاك.
هاهي رأسي قد وهبتها للملاك
بعدما قطعتها بسيفي
والموج يقذفني نحو الهلاك.
وأنا ذاهبة لحتفي
بعدما قطعتها بسيفي
روحي تطير نحو السماء
وأنا ذاهبة لحتفي
والبحر يلون الليل بالدماء.
روحي تطير نحو السماء
هل حقا أنا من قتلتك؟.
والبحر يلون الليل بالدماء
والبرق يفلق السحابة السوداء.
هل حقا أنا من قتلتك؟.
إنه القدر، فأنا أحبك
والبرق يفلق السحابة السوداء،
لتبتلعنا الهاوية إلى الأبد.
إنه القدر، فأنا أحبك
وسأموت حتى أنسى
لتبتلعنا الهاوية إلى الأبد،
أيتها العيون الصماء، أيتها الشفاه الذابلة
بنتون متسلسل ثان:
الفراشات تتلاعب بأجنحتها،
تطير نحو البحر، قريبا من سلسلة الصخور،
قلبي يؤلمني داخل صدري
منذ أيامي الأولى حتى الساعة.
تطير نحو البحر، قريبا من سلسلة الصخور...
هذا الطائر الكاسر ينطلق نحو بندام
منذ أيامي الأولى حتى الساعة،
أعجبت بالكثير من الشباب.
هذا الطائر الكاسر ينطلق نحو بندام
ويترك ريشه يسقط في باطاني
أعجبت بالكثير من الشباب.
ولكن لا شيء يمكن أن يشبه اختياري.
يترك ريشه يسقط في باطاني...
هذان حمامان نجيبان
لكن لا شيء يمكن أن يشبه اختياري.
حاذق أنا عندما ألامس القلب.
بنتون متسلسل ثالث:
ها قد أنهيت من العمر عشرين
ها هي طفولتي تذوي
- ويلاه ! الأيام الجميلة ولت،
إنه أمطار الخريف، وهذه أمطاره.
ها هي طفولتي تذوي
وزنابقي الأولى ذبلت
إنه أمطار الخريف، وهذه أمطاره.
في السماء تلبدت الغيوم.
زنابقي الأولى ذبلت
والزعرور تجردت أغصانه،
في السماء تلبدت الغيوم.
والمرج عظمت أحزانه.
الزعرور تجردت أغصانه،
ها أنا أبكي على أشجانه.
والمرج عظمت احزانه.
لا شمس في السماء الداكنة
ها أنا أبكي على أشجانه.
رغم أنْ لا شيء يذكر.
لا شمس في السماء الداكنة،
لكن الغابة تتلون بالأحمر.
رغم أنْ لا شيء يذكر،
تحت قدمي ستتفتح الزهور
لكن الغابة تتلون بالأحمر.
والطقس الجميل لن يعود.
شعراء ماليزيا الشباب يكتبون البنتون
محمد عمران شهيدان
نهرب عندما نرى القط الأسود
حتى لا تحل علينا اللعنة
لا تهتم بهذا السحر الأسود
قلبي يتأرجح بينها وبينك
نور عفيفة عصمان
في الربيع تتفتح الورود الجميلة
لكن قلوب الرجال تظل سوداء
كم أنت أناني وأنت تتركني في الخميلة
لو عشقتني كنت لك الدواء.
محمد عفيف حزامي:
عشرة آلاف قط يعبرون الشارع معا
لكنني أبحث بينها عن القط الأسود
عشرة آلاف امرأة تنتظرنني
لكنك وحدك من أعشقها.
أستير هني سيي
أن تكون بيضاء، بيضاء كالثلج الناصع
قطرة سوداء تبدل الأحوال.
اجعلوني عطوفا عندما يغضب قلبي
أنيروا لي الطريق عندما يشتد شكي.
ستيفان لينغ مان
انظروا وسط السماء السوداء
نجوم تبرق هذا المساء
كقلب فقد الأمل
أشتاقها يقضا ، أشتاقها وأنا ثمل.
العرب لم يكتشفوا بعد شعر البنتون:
والغريب في الأمر أن شعر البنتون لم يجد الحظوة الكبرى التي وجدتها قصيدة الهايكو اليابانية لدى شعراء أوروبا خاصة وفي العالم بصورة أعم عند ظهوره ( يكاد لا يعرف هذا الشعر في الثقافة والأدب العربيين حتى الآن ). ولنا أن نتساءل عن السبب. فهل الأمر يعود إلى هيبة اليابان والشهرة الكبيرة التي كان يحظى بها الشعر الياباني عامة فانتشر الهايكو في كل الآداب العالمية ، أم لأسباب أخرى لعل أهمها صعوبة كتابة هذه النوعية من القصيدة الشعرية التي لا تتوفر اللغات الأخرى ( غير الملاوية ) على خاصياتها الفينومينولوجية خاصة في الارتباط المعنوي والدلالي بين الجزء الأول والثاني من الرباعية .
Darghouthi Brahim