ارتفاع موجة العنف التلاميذي , سواء بالمؤسسات التعليمة او خارجها , كان اخرها ماوقع امام البرلمان المغربي , اقدام مجموعة من الثلاميذ على احراق العلم الوطني في حالة استمتاع بالتقاط صور السيلفي و رغبتهم الجامحة في التنازل عن الجنسية المغربية يكشف عمق العطب وراء موجة لعنف المتزايد بوثيرة تصاعدية .
الكم الرهيب من الشتائم المستفزة و الغير الغير الاخلاقية ضد شحص رئيس الحكومة ليست فقط مؤشرا على الانحطاط ., و حالة البؤس لكنها اصبحت واقعا لا يكفي اصدار بيانات الشجب لكن ينبغي فهمه و التعامل معه ؟
ربما العنوان الابرز ان ما وقع هو سلوك صادم , يؤشر على انهيار القيم الوطنية لدى متعلم انفقت الدولة الكثير من الجهد و المال لكي يتثسبت بحب الوطن في زمن السلم و الحرب , ان يحفظ النشيد الوطني كما يحفظ الرقم السري لحسابه على الفيس بوك , و النتيجة صدمة في اول امتحان عنف هادر و رغبة جامحة للتحرر من كل ما يربطه بالوطن . المشهد كان صادما و لافتا و ان كان متوقعا باستحضار وضع المؤسسات المهترئة و العاجزة على اداء مهمتتها .
ربما ما يقع يشكل صدمة لكي نفكر فيما وقع و فيما سيقع و لماذا وقع ؟؟؟ اسئلة تكتسب مشروعيتها من خطورة الحدث . الملاحظة الاهم هو مؤشرات عن ميلاد جيل المستقبل بدون قيم حول الوطن و للوطن .
ربما التوقف عند حالة احراق التلاميذ للعلم الوطني سيكون تعاملا انتقائيا , لاسيما ان حالات كثيرة مرت من امام اعيننا و على شبكات التواصل و لم تحض بنفس النقاش العمومي و لم نحرك ساكنا , و لم نفعل وحتى ننفعل ولم نبدي غضبنا و ولم نعلن شجبنا , و غيرتنا على علم بمثابة رمز لهوية جماعية .
بالامس القريب : سائح فرنسي يتبول على العلم الوطني و بنشوة بارزة , و هو يلتحف به بعد مضاجعة جنسية , و كأن العلم اصبح و سيلة تنظيف في مشهد مقزز و مؤلم و طافح بكل معاني الاستهزاء بمشاعرنا و قيمنا ورموزنا الاجتماعية و الدينية .
شخص مجهول , اصبح نجما في اطار موجة التافهين يلتحف العلم الوطني لكي يمارس هوايته في السب و التشهير و هو سائح يقدم صورة سلبية عن الثقافة و الانسان المغربي .
مغنية , لا تغني لكنها تتغنج , مقيمة بتلفزات الدولة , تمنح لها اموالا و امتيازات و هواتف كل المسؤولين و اشياء اخرى لكي تغني النشيد الوطني فتتعسف عليه , فتحول المعنى الى اللامعنى بعدها تقدم اعتذرا في كلمتين باردتين بلا حس و بلا قيمة .
امراة عجوز بجبال الاطلس من شدة البرد التحفت بالعلم الوطني لعله يحميها قساوة الطبيعةالباردةوتنكرالدولة ؟
سيكون ضعفا منا , ان انتقدنا اطفالا في حالة اندفاع و طالبنا بمحاكمتهم , لانهم كشفوا لنا حقيقتنا و اننا المسؤولون عما وقع .
الواقع اذا لم ننصت ينتقم عبارة و استنتاج سوسيولوجي لجاك بيرك يكشف ان تجاهل الواقع يقود الى نتائج عنيفة , ربما الحسنة الوحيدة للعنف التلامذي انه كشف للجميع حقيقة منتوج المؤسسات المكلفة بالتنشئة الاجتماعية دون أي استثناء : الاسرة و المدرسة والاعلام و الجمعيات و كل مؤسسات الوساطة الاجتماعية .
بلا شك , فالمنتوج يدل على المنتج , و ان مؤسساتنا المهترئة اصبحت عاجزة على انجاز المطلوب منها , و ان ما تنتجه يقود الى العبث و الفوضى .
مدارسنا لم قادرة على انتاج اجيال بهوية صلبة متمسكين بقيمهم الدينية و الاجتماعية و مستعدين للتضحية من اجلها.
ربما انتهى زمن الهويات الصلبة و عوضت بهويات سائلة متدفقة لجيل بلا قيم و بلا مرجعيات تائه شمالا و يمينا و احيانا في كل الاتجاهات , جيل لا يعترف بالقيم لدرجة انه يستمتع بالتحرر منها و مستعد لحرقها/ رمزية حرق العلم الوطني ؟؟
الامر الصادم و هو المفعول العكسي لمنتوج مؤسساتنا , بدل تكوين جيل متشبع بالقيم الوطنية نجد ه يستمتع بمعاداة ما كان المفروض فيها ان يتمسك به , و يدافع عنع في زمن السلم والحرب وفي اوقات الشدة .
ماذا لو وقع عدوان على ارضنا ووطنا هل سيدافع هؤلاء عن وطنهم , هل سيموتون لكي يعيش الوطن ؟؟؟ هو سؤال افتراضي , لكن التفكير فيه يثير الضجر ...
ان كانت الدولة تستصغر و تهين الوطن , فكيف نطالب بجيل ان يفعل ما عجزت عنه الدولة ومؤسساتها الضخمة و الممتدة و الواسعة و العريضة و بكافة امكانياتها .
الوطن يعني ارض للجميع و قانون على الجميع و الوطنية احساس بالوفاء لمن يمنحنا الحب و الاستقرار و الكرامة . الطيارون اليابانيون في حرب العالمية الثانية , و بعد ان سمعوا خبر اعلان نهاية الحرب و توقيع قرار الهزيمة لم يستطيعوا النزول حفاظا على كباريائهم , و قرروا مهاجة السفن الامريكية انتحارا , لم تكن لهم القدرة على النزول فوق ارض لم يستطيعوا الحفاظ عليها , فكان الموت شكلا من اشكال الحب و الوطنية و الوفاء و لا عبو فريقها الوطني لا يحتفاون حين يسجلون اهداف في مباريات كرة القدم اقتناعا انهم يقومون بواجب وطني.
لذا سيستمر العنف و يستمر مسلسل معاداة الوطن لان الدولة منحازة للبعض على حساب البعض , انها تكره البعض و تحابي البعض , تكافئ البعض و تعاقب البعض , لا توزع الحب بنفس المقدار انها دولة تشبه الاب فيودور كارمازوف في رواية دستويفسكي حين يكره الاب ابناءه
للاسف بعض تجار السياسة حولوا الوطن الى سعلة و جعلو ا النشيد الوطني مجرد اغنية يرددها بلا حس و بلا احساس من اعتاد الغناء للسكارى في العلب اللليلية و الاماكن المغلقة .
اما اعلام الدولة فقد حول شاشة التلفاز الى مطبخ و قاعة موسيقى .
شئ لا يصدقه العقل و يخدش الحس الانساني السليم ان تنفق المليارات على برنامج تلفزي في شكل مسابقة للطبخ للاطفال الصغار , بالصدفة و انا بمكتبي سمعت صوت طفلة ات من تلفاز دولتنا , وهي تتحدث بالكثير من الثقة انا استطاعت اعداد طبق الكسكس مع بعض لوازمه و تتحدث بحرفية عالية و بثقة خبير في الطبخ . ما يقع جريمة في حق الطفولة , حين نجعل الكبار صغار و نجعل الصغار كبارا , انه اعلام يقوم بعملية مسخ كلي لهوية شعب .
نقتل الوطن حين نزرع التفرقة بين ابناءه و بين مناطقه , وحدها العدالة و قيم العدل و الانصاف قادرة على التصحيح و مواجهة الاختلالات , فلا يعقل ان نحاكم و نصدر بيانات التنديد و الشجب ضد من احرق العلم الوطني و نتجاهل من اساءت للنشيد الوطني و الاسؤا يتم تكريمها .
ان العنف ابن اللاعدل , لذا و حده العدل طريق لبناء الوطن و الحفاظ عليه , و العدل يعني الصرامة و لا احد فوق القانون و لا احد ينبغي ان يكون تحت القانون , انذاك سيولد جيل جديد يحمل الوطن في قلبه وعقله .
سيتحقق ذلك حتما حين تصبح الدولة بنت المجتمع و خادمة للوطن , غير ذلك سيستمر العنف و الانحدار و ربما السقوط .
الكم الرهيب من الشتائم المستفزة و الغير الغير الاخلاقية ضد شحص رئيس الحكومة ليست فقط مؤشرا على الانحطاط ., و حالة البؤس لكنها اصبحت واقعا لا يكفي اصدار بيانات الشجب لكن ينبغي فهمه و التعامل معه ؟
ربما العنوان الابرز ان ما وقع هو سلوك صادم , يؤشر على انهيار القيم الوطنية لدى متعلم انفقت الدولة الكثير من الجهد و المال لكي يتثسبت بحب الوطن في زمن السلم و الحرب , ان يحفظ النشيد الوطني كما يحفظ الرقم السري لحسابه على الفيس بوك , و النتيجة صدمة في اول امتحان عنف هادر و رغبة جامحة للتحرر من كل ما يربطه بالوطن . المشهد كان صادما و لافتا و ان كان متوقعا باستحضار وضع المؤسسات المهترئة و العاجزة على اداء مهمتتها .
ربما ما يقع يشكل صدمة لكي نفكر فيما وقع و فيما سيقع و لماذا وقع ؟؟؟ اسئلة تكتسب مشروعيتها من خطورة الحدث . الملاحظة الاهم هو مؤشرات عن ميلاد جيل المستقبل بدون قيم حول الوطن و للوطن .
ربما التوقف عند حالة احراق التلاميذ للعلم الوطني سيكون تعاملا انتقائيا , لاسيما ان حالات كثيرة مرت من امام اعيننا و على شبكات التواصل و لم تحض بنفس النقاش العمومي و لم نحرك ساكنا , و لم نفعل وحتى ننفعل ولم نبدي غضبنا و ولم نعلن شجبنا , و غيرتنا على علم بمثابة رمز لهوية جماعية .
بالامس القريب : سائح فرنسي يتبول على العلم الوطني و بنشوة بارزة , و هو يلتحف به بعد مضاجعة جنسية , و كأن العلم اصبح و سيلة تنظيف في مشهد مقزز و مؤلم و طافح بكل معاني الاستهزاء بمشاعرنا و قيمنا ورموزنا الاجتماعية و الدينية .
شخص مجهول , اصبح نجما في اطار موجة التافهين يلتحف العلم الوطني لكي يمارس هوايته في السب و التشهير و هو سائح يقدم صورة سلبية عن الثقافة و الانسان المغربي .
مغنية , لا تغني لكنها تتغنج , مقيمة بتلفزات الدولة , تمنح لها اموالا و امتيازات و هواتف كل المسؤولين و اشياء اخرى لكي تغني النشيد الوطني فتتعسف عليه , فتحول المعنى الى اللامعنى بعدها تقدم اعتذرا في كلمتين باردتين بلا حس و بلا قيمة .
امراة عجوز بجبال الاطلس من شدة البرد التحفت بالعلم الوطني لعله يحميها قساوة الطبيعةالباردةوتنكرالدولة ؟
سيكون ضعفا منا , ان انتقدنا اطفالا في حالة اندفاع و طالبنا بمحاكمتهم , لانهم كشفوا لنا حقيقتنا و اننا المسؤولون عما وقع .
الواقع اذا لم ننصت ينتقم عبارة و استنتاج سوسيولوجي لجاك بيرك يكشف ان تجاهل الواقع يقود الى نتائج عنيفة , ربما الحسنة الوحيدة للعنف التلامذي انه كشف للجميع حقيقة منتوج المؤسسات المكلفة بالتنشئة الاجتماعية دون أي استثناء : الاسرة و المدرسة والاعلام و الجمعيات و كل مؤسسات الوساطة الاجتماعية .
بلا شك , فالمنتوج يدل على المنتج , و ان مؤسساتنا المهترئة اصبحت عاجزة على انجاز المطلوب منها , و ان ما تنتجه يقود الى العبث و الفوضى .
مدارسنا لم قادرة على انتاج اجيال بهوية صلبة متمسكين بقيمهم الدينية و الاجتماعية و مستعدين للتضحية من اجلها.
ربما انتهى زمن الهويات الصلبة و عوضت بهويات سائلة متدفقة لجيل بلا قيم و بلا مرجعيات تائه شمالا و يمينا و احيانا في كل الاتجاهات , جيل لا يعترف بالقيم لدرجة انه يستمتع بالتحرر منها و مستعد لحرقها/ رمزية حرق العلم الوطني ؟؟
الامر الصادم و هو المفعول العكسي لمنتوج مؤسساتنا , بدل تكوين جيل متشبع بالقيم الوطنية نجد ه يستمتع بمعاداة ما كان المفروض فيها ان يتمسك به , و يدافع عنع في زمن السلم والحرب وفي اوقات الشدة .
ماذا لو وقع عدوان على ارضنا ووطنا هل سيدافع هؤلاء عن وطنهم , هل سيموتون لكي يعيش الوطن ؟؟؟ هو سؤال افتراضي , لكن التفكير فيه يثير الضجر ...
ان كانت الدولة تستصغر و تهين الوطن , فكيف نطالب بجيل ان يفعل ما عجزت عنه الدولة ومؤسساتها الضخمة و الممتدة و الواسعة و العريضة و بكافة امكانياتها .
الوطن يعني ارض للجميع و قانون على الجميع و الوطنية احساس بالوفاء لمن يمنحنا الحب و الاستقرار و الكرامة . الطيارون اليابانيون في حرب العالمية الثانية , و بعد ان سمعوا خبر اعلان نهاية الحرب و توقيع قرار الهزيمة لم يستطيعوا النزول حفاظا على كباريائهم , و قرروا مهاجة السفن الامريكية انتحارا , لم تكن لهم القدرة على النزول فوق ارض لم يستطيعوا الحفاظ عليها , فكان الموت شكلا من اشكال الحب و الوطنية و الوفاء و لا عبو فريقها الوطني لا يحتفاون حين يسجلون اهداف في مباريات كرة القدم اقتناعا انهم يقومون بواجب وطني.
لذا سيستمر العنف و يستمر مسلسل معاداة الوطن لان الدولة منحازة للبعض على حساب البعض , انها تكره البعض و تحابي البعض , تكافئ البعض و تعاقب البعض , لا توزع الحب بنفس المقدار انها دولة تشبه الاب فيودور كارمازوف في رواية دستويفسكي حين يكره الاب ابناءه
للاسف بعض تجار السياسة حولوا الوطن الى سعلة و جعلو ا النشيد الوطني مجرد اغنية يرددها بلا حس و بلا احساس من اعتاد الغناء للسكارى في العلب اللليلية و الاماكن المغلقة .
اما اعلام الدولة فقد حول شاشة التلفاز الى مطبخ و قاعة موسيقى .
شئ لا يصدقه العقل و يخدش الحس الانساني السليم ان تنفق المليارات على برنامج تلفزي في شكل مسابقة للطبخ للاطفال الصغار , بالصدفة و انا بمكتبي سمعت صوت طفلة ات من تلفاز دولتنا , وهي تتحدث بالكثير من الثقة انا استطاعت اعداد طبق الكسكس مع بعض لوازمه و تتحدث بحرفية عالية و بثقة خبير في الطبخ . ما يقع جريمة في حق الطفولة , حين نجعل الكبار صغار و نجعل الصغار كبارا , انه اعلام يقوم بعملية مسخ كلي لهوية شعب .
نقتل الوطن حين نزرع التفرقة بين ابناءه و بين مناطقه , وحدها العدالة و قيم العدل و الانصاف قادرة على التصحيح و مواجهة الاختلالات , فلا يعقل ان نحاكم و نصدر بيانات التنديد و الشجب ضد من احرق العلم الوطني و نتجاهل من اساءت للنشيد الوطني و الاسؤا يتم تكريمها .
ان العنف ابن اللاعدل , لذا و حده العدل طريق لبناء الوطن و الحفاظ عليه , و العدل يعني الصرامة و لا احد فوق القانون و لا احد ينبغي ان يكون تحت القانون , انذاك سيولد جيل جديد يحمل الوطن في قلبه وعقله .
سيتحقق ذلك حتما حين تصبح الدولة بنت المجتمع و خادمة للوطن , غير ذلك سيستمر العنف و الانحدار و ربما السقوط .