ان هدفي من هذا البحث ان اقدم صورة عامة عن جانب إيجابي بارز قد يكون الوحيد في العلاقات العربية- الأمريكية ألا وهو الإتساع النسبي في حضور الأدب العربي وتلقيه في الولايات المتحدة منذ أواسط القرن العشرين حتى يومنا هذا. وسبب وصفي له بالإيجابية يعود إلى حقيقتين :
الأولى : ما أحرزه الأدب العربي من تقدم ترجمة ودراسة ومن حيث الإقبال عليه خارج دائرة المختصين من القراء يناقض السياسة الأمريكية الرسمية ومواقفها المعادية للعرب والمسلمين لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كما يناقض ما يتعرض له العرب أو الإسلام من حملات التشويه والعداء المتصاعدة بشكل لا نظير له في التاريخ الأمريكي الحديث في مختلف وسائل الإعلام والمطبوعات والأفلام السينمائية وبرامج إذاعية أو تلفزيونية متعددة يديرها من أطلق عليهم عبارة «مذيعي الإفتراءات أو الإتهامات(SMEARCASTERS)(1) وغيرها من الحملات التي يقودها انصار اللوبي الأسرائيلي الصهيوني واليمين المتطرف ولم تسلم منها حتى البرامج الجامعية بما فيها دراسات الشرق الأوسط والكتب المستعملة في تدريس اللغة العربية(2).
و مما لا يخفى على أحد من المعنيين بدراسة العرب والإسلام ان هذا الجانب السلبي كان ولا يزال موضع دراسات كثيرة لا حصر لها سواء في سياقة المعاصر أم في تاريخه الطويل الممتد بضعة قرون في تاريخ أمريكا(3) أو أكثر من ألف سنة في التراث الغربي عامة
وقد قام بأمثال هذه الدراسات عدد كبير من المؤلفين الأمريكيين بينهم من ينحدر من أصول عربية وفي مقدمتهم المفكر العالمي ادوارد سعيد والأساتذة فيليب حتي وجاك شاهين وميشيل سليمان وأدمون غريب وستيفن سلايطة صاحب أحدث مؤلف «العنصرية المعادية للعرب في الولايات المتحدة الأمريكية».
أما الحقيقة الأخرى التي تدفعني إلى اعتبار هذا الحضور تطوراً إيجابياًَ فهي هامشية الأدب العربي – إن لم تكن غيبته – في الجامعات الأمريكية وغيرها من المجالات في مرحلة ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي كما ذكرت في دراسة موجزة نشرت قبل عشرين عاما(4).لقد أشرت في الدراسة المذكورة إلى ان الإستشراق الأمريكي لم يقم بدور ملحوظ حتى وقت قريب في التعريف بانجازات الأدب العربي سواء عن طريق الدراسة أم الترجمة.وإلى ان حصيلة قرن مما نشر في مجلتين عريقتين مجلة « الجمعية الشرقية الأمريكية «(1843 – 1950) ومجلة «العالم الإسلامي» (1911 – 1950) لا تزيد عن «30 » دراسة أو ترجمة يتناول بعضها أعمالاً ثانوية أو تنتمي إلى التراث الشعبي أو الدراسات النظرية أو النقدية. ليس هذا الإهمال أو التهميش مقتصرا على الأدب العربي ّبل يشمل حقل دراسات الشرق الأوسط. او دراسة الإسلام حتى إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولهذا ليس من الغريب أن نقرأ في تقرير أمريكي مهم نشر عام 1949 :
« ان الشرق الأدنى مهمل كلياً وان هناك قلة من المختصين الذين يعرفون أي شيء عن المنطقة باستثناء اللغات»(5).
أما رواد المهجر الذين عرفوا بتجديدهم وتأثيرهم في الأدب العربي الحديث في وطنهم الأم فلم يكن لهم دور ملموس في التعريف به في عالمهم أو مغتربهم الجديد باستثناء ما يتصل بنتاج أدباء المهجر أنفسهم وبعض محاولات أمين الريحاني للتعريف بأبي العلاء المعري بل يمكن القول بأنه لم يكن –وليس- من المتوقع أن يقوموا بمثل هذا الدور وهم على خلاف – في رؤيتهم وممارساتهم – مع التيار التقليدي السائد في الأدب العربي آنذاك.
ولا بد من الإشارة هنا إلى ان حضور الأدب العربي الحديث عن طريق الترجمة إلى الإنجليزية كان هامشياً في هذه المرحلة إذ لا نجد سوى بضعة أعمال مصرية ترجمت إلى الإنجليزية مثل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي ومجموعتين قصصيتين لمحمود كامل ومحمود تيمور والجزء الأول والثاني من الأيام لطه حسين ويوميات نائب في الأرياف التي ترجمها أبا ايبان بعنوان «متاهة العدالة Maze of Justice» ونشرها في لندن عام 1947(6).
التلقي الأمريكي منذ 1950
إن الإهتمام الأمريكي الجاد بالأدب العربي (ودراسات الشرق الأوسط أو الإسلام) لم يبدأ إلابعد الخمسينيات من القرن الماضي وقد انعكس هذا الإهتمام تدريجيا في مجالات عدة تشمل المجال الجامعي والترجمة إلى الإنجليزية ودور النشر وتكاثر أو تشعب المنظمات ودورياتها التي تعنى بشؤون الشرق الأوسط وتدريس العربية والإسلام والدراسات الأسيوية والافريقيةوغيرها من الحقول بالإضافة إلى الإسهام الملحوظ للمكتبات الجامعية والعامة في نشر الأدب العربي باقتناء عدد كبير من مؤلفات الأدباء العرب وأخص بالذكر منها الأعمال المترجمة إلى الإنجليزية ودور الأدباء العرب الأمريكيين وبعض المجلات كمجلة الجديد الفصلية ALJADID التي تعتبر سجلا مهمايعكس الابداع العربي فى مختلف جوانبه الأدبية والفنية والفكرية.
وسأقتصر في هذا العرض على ما يلي :
(1) دور النشر
(2) المجال الجامعي
(3) الترجمة إلى الإنجليزية
(1) دور النشر وترجمة الأعمال العربية
ان القاء نظرة سريعة على كتابات مترجمي الآداب الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية يكشف عن تكرار الشكوى من العراقيل التي يواجهونها في نشر أعمالهم المترجمة نظراَ لأن دور النشر وخاصة الكبرى منها تتردد في طبع تلك الأعمال بسبب صعوبة تسويقها على نطاق واسع. وما قد تتحمله من خسائر مادية في سبيل نشرها.
ومما لاشك فيه ان المترجمين من اللغة العربية واجهوا ويواجهون العراقيل ذاتها بالإضافة إلى ما يلمسون من عقبات التحيز إزاء ما هو عربي كما ألمح إلى ذلك إدوارد سعيد في مقالته المشهورة «الأدب المحاصر Literature Embargoed (1990) حيث أشار الى ان أحد الناشرين اعتذر عن نشر بعض أعمال نجيب محفوظ بدعوى «العربية هي لغة مثيرة للجدل»(7).
ان شعور إدوارد سعيد بالخيبة في تعامله مع مؤسسات النشر الأمريكية ينعكس في سجل ناشرين محفوظ منذ عام 1966 وهو العام الذي شهد ظهور أول رواية مترجمة له « زقاق المدق « لا في أمريكا بل في بيروت. إذ لا نجد دار نشر تجارية كبرى قد قامت بنشر أعماله إلا بعد منحه جائزة نوبل بل يبدو ان ممثلين لناشري محفوظ الأمريكيين في القاهرة (مطبعة الجامعة الأمريكية) كانت تراودهم شكوك حول جدوى مشروع ترجمة أعمال محفوظ عشرة أعوام قبل مقال إدوارد سعيد إذ جاء في مقال لمراسل نيويورك تايمز(1980)(8) ما يدل على ان مدير مطبعة الجامعة الأمريكية كان لا يرى آنذاك إقبالاَ واسعاَ على الروايات متسائلاَ»عن جدوى ترجمة عمل لا يقرؤه سوى المتخصصين على أية حال.» ولابد هنا من التأكيد على ان موقفها قد تغيّر جذرياَ بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل. وقامت ولا تزال تقوم بدور مركزي بعيد الأثر في نشر أعمال محفوظ وغير محفوظ من أدباء مصر والأقطار العربية حتى يمكن القول بأن لها الفضل الأكبر في ترويج الأدب العربي الحديث المترجم في أمريكا أو على الصعيد العالمي.
وإذا كان لدور النشر الكبرى دور هامشي في نشر الأدب العربي الحديث فإن هناك دور نشر صغيرة أسهمت منذ سبعينيات القرن الماضي في ترويج الأدب العربي أهمها تاريخياَ «دار القارات الثلاث Three Continents Press» التي تعتبر الرائدة في نشر الأدب العربي وآداب العالم الثالث بالرغم من العقبات التي واجهتها في تسويق ما تنشر. فهي في حالة نجيب محفوظ مثلاَ لم تكن تستطيع بيع أكثر من بضع مئات من أعماله (بين 200 – 1000) سنويا قبل حصوله على جائزة نوبل غير أنها تميزت بمثابرتها في نشر ما يزيد عن « 35 « عملا قصصياَ أو شعرياَ لبعض الأدباء العرب (نجيب محفوظ – توفيق الحكيم – محمود درويش – خليل حاوي – محمد الماغوط وغيرهم) وبعض الدراسات التي تعنى بالأدب العربي الحديث.
وبالإضافة إليها ينبغي ذكر دار «انترلنك Interlink « التي بدأت منذ 1992 بنشر أعمال مترجمة لأمثال ليانه بدر وإبراهيم نصر الله ويحيى يخلف واميل حبيبي. وحنا مينه والشاعرة الأمريكية الفلسطينية الأصل نتالي حنظل مؤلفة أهم مجموعة صدرت حتى الآن عن شعر المرأة العربية.
وهناك كذلك دار نشر صغيرة أخرى دار « لن رينير/Lynne Rienner [ في كلورادو ] قامت بنشر أو أعادت نشر مجموعة من الروايات وبعض الدراسات كالدليل إلى توفيق الحكيم وقصص قصيرة لكاتبات سعوديات ورجال في الشمس لغسان كنفاني وعرس الزين للطيب صالح وكان آخر ما نشرته هذه السنة « مجموعة قصصية تمثل الخليج العربي بعنوان « برتقالات في الشمس Oranges in the Sun: Short Stories from the Arabian Gulf.
وقد قام بترجمتها أبو بكر أحمد باقادر ودبره أكرس Abubaker A. Bagader [Deborah Akers and. ومن المتوقع أن تنشر في أوائل السنة القادمة عملاَ مهماَ لبثينة شعبان عن الروائيات العربيات (1898 -2000).
أضف إلى هذه الدور داراَ أنشئت حديثاَ قبل أربع سنوات ARCHIPELAGO وقد قامت بنشر روايتين لإلياس خوري « باب الشمس « (2005) و« يا لو « (2008) ومجموعة محمود درويش الشعرية لماذا تركت الحصان وحيداَ (2006) وقد تميزت حتى اليوم بنشر مترجمات من الآداب العالمية] علما بانها وجهت نداء الى اصدقائها في 18 ديسمبر 2008 بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيسها تلتمس فيه مؤازرتهم المادية دعما لرسالتها في نشر الادب العالمي.
دور المطابع الجامعية :
تمتاز المطابع الجامعية عادة بنشر الدراسات في مختلف الحقول غير أنها بدأت حديثا – في حالات معدودة –َ بنشر الأعمال المترجمة من مختلف اللغات إلى الإنجليزية. ولا شك في أن أكثرها دعماَ للترجمة من العربية هي مطبعة الجامعة الأمريكية في القاهرة فقد نشرت عدداَ كبيراَ (يتجاوز المائة) من الأعمال العربية. وأسهمت بالتعاون مع دور نشر أمريكية أخرى في سبيل التعريف بالأدب العربي. وتليها مطبعة جامعة سير كيوز Syracuse في ولاية نيويورك وقد نشرت حتى الآن ما لا يقل عن (15) خمسة عشر عملاَ (غرناطة لرضوى عاشور واللجنة لصنع الله ابراهيم والبحث عن وليد مسعود ويوميات سراب عفان لجبرا ابراهيم جبرا ووقت بين الرماد والورد لأدونيس ومجموعة حديثة « القصة العراقية المعاصرة « ترجمة شاكر مصطفى صدرت في هذا العام 2008).
هذا بالإضافة إلى مطبعة جامعة تكساس ومركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة المذكورة وجامعة أركنسا وجامعة نيويورك مطبعة الدراسات النسوية. وتعرف المطبعة الأخيرة بدعمها لنشر أعمال المرأة العربية وغير العربية كـ«النفتالين والمحبوبات» لعالية ممدوح. وهدى شعراوي في مذكراتها 1879 – 1924 ورواية حديثة (2008) بعنوان «نافذة زبيدة: رواية عراقية في المنفى» التي تركز – كما تقول دار النشر – على غزو أمريكا الكارثي عام 2003 وبغداد تحترق» في طبعتي 2005 و2006 وقد وصفها بعض النقاد بأنها «سجل فريد لا غنى عنه لزمننا» أو « أنها تترجم لغة صانعي السياسة العقيمة إلى واقع دموي حي لمواطنين يعيشون في رعب وخوف».
وتميزت مطبعة جامعة كولومبيا بنشر ثلاث مجموعات/ انثولوجيات اساسية لكل من يدرس الأدب العربي الحديث وقد قامت الدكتورة سلمى الخضراء جيوسي بإعدادها :
* مجموعة الشعر العربي الحديث (1997)
* مجموعة القصة العربية الحديثة (2005)
* مجموعة الأدب الفلسطيني الحديث (1992).
و هناك مطابع جامعية أخرى نشرت أعمالاََ معدودة جدا كمطبعة – جامعة إنديانا التي نشرت مجموعة» ا لمسرح العربي الحديث» كجزء من مشروع الدكتورة جيوسي « بروتا «و جامعة نيويورك الرسمية التي نشرت مجموعة قصص قصيرة لكاتبات عربيات. وقد شاركت في هذه السنة جامعة ولاية مشيغن –ايست لانسنغ في نشر مجموعة قصائد عراقية « أزهار اللهيب : أصوات غير مسموعة من العراق Flowers of Flame of تعد فريدة لكونها تمثل ما يعرف اليوم بأدباء الداخل (أي الأدباء المقيمين في العراق) وقد ترجمها عدد من العراقيين أنفسهم. علماَ بأن الشاعر الأمريكي دان فيتش VEACH تحمّس لنشرها وقام بتخصيص ملف لها في مجلته « أتلنتا ريفيوAtlanta Review « [ عدد ربيع – صيف 2007 ] قبل ظهورها كمجموعة.
و يلاحظ أخيراَ أن مطابع الجامعات العريقة كهارفرد وبرنستن وييل وبنسلفانيا وغيرها لا تولي نشر المترجمات العربية اهتماماَ واضحاَ حتى الآن بالرغم من دورها المشهور في نشر الدراسات العربية الإسلامية.
و مهما يكن من أمر فإن الإعتماد على دور النشر الصغيرة ومطابع الجامعات يبدو كأنه السبيل العملي الأفضل لنشر الأدب العربي المترجم بدلاَ من دور النشر الكبرى التي تختار من الكتب ما يكفل لها الربح الوفيرببيع الآلاف أو الملايين من النسخ.
(2) المجال الجامعي :
ان ما ينبغي التنويه به في الحديث عن المجال الجامعي هو دور المجلس الأمريكي للجمعيات العلمية American Council of Learned Societies الذي أسس عام 1919 كان له دور مهم في سبيل دعم الدراسات الإنسانية وترقيتها أو تطويرها. إذ انه أسهم في المبادرات الأولى التي استهدفت تأسيس برامج لدراسات الشرق الأوسط. وكان من ثمراتها تأسيس برنامج دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستن عام 1947 بجهود المؤرخ الأمريكي العربي فيليب حتي. وكان للمجلس المذكور الفضل في تحقيق أول مشروع للترجمة من العربية إلى الإنجليزية في أوائل الخمسينيات بنشر أعمال تتناول التراث العربي الإسلامي وجوانب من الحياة السياسية والثقافية المعاصرة في مصر والمغرب. وبعض السير والمذكرات منها :
* العدالة الإجتماعية لسيد قطب (1953)
* من هنا نبدأ. لخالد محمد خالد (1953)
* من هنا نعلم. لمحمد الغزالي (1953)
* محمد عبده دراسة لعثمان أمين (1953)
* مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين (1954)
* عبقرية العرب في العلم والفلسفة لعمر فروخ (1954)
* الحركات الإستقلالية في المغرب العربي لعلال الفاسي (1954)
* مذكرات الملك عبد الله (1954)
* مذكرات محمد كرد علي (1954)
كما قام بترجمة «مع المخطوطات العربية» للمستشرق «كراتشكوفسكي» (عام 1953). ونشر بعض الببليوغرافيات التي تتناول الكتب والدوريات المنشورة في اللغات الغربية حول الشرق الأدنى. ورسائل الدكتوراه التي قدمت إلى الجامعات الأمريكية في حقل الشرق الأدنى وا لإسلام.(9)
ان في ترجمة الأعمال العربية المذكورة وتيسير بعض الفهارس دلالة واضحة على ما كان يشعر به بعض المسؤولين في الحكومة الفيدرالية والجامعات من الحاجة الماسة إلى تلافي العجز أو الفقر المعرفي فيما يتصل بالعالم العربي والإسلامي في منتصف القرن العشرين.و لهذا كان التركيز أولا على غير الأدب العربي من الحقول.
ولكنه لم يمر وقت طويل حتى بدأ يحتل مركزه في الأقسام الجامعية التي تعنى بلغات الشرق الأدنى وآدابه أو ثقافاته. وفي المراكز الوطنية لدراسات الشرق الأوسط التي أنشأت أول الأمر في جامعات معدودة كبرنستن وشيكاغو وهارفرد وكولمبيا ومشيغن وبنسلفانيا وجامعتي كاليفورنيا (بيركلي ولوس أنجلس) ثم بعد ذلك في جامعات أخرى. بالإضافة إلى عدد كبير من الجامعات التي أضافت إلى برامجها وحدات أو برامج تتصل بدراسات الشرق الأوسط. ويمكن القول بأن عدد المعاهد التي تعنى اليوم بتدريس هذا الحقل يبلغ ما يزيد عن (120) جامعة وكلية.
وبالرغم من هذا التوسع النسبي في الأقسام والبرامج ذات العلاقة بالشرق الأوسط وثقافاته. والتوسع البارز في تدريس العربية كلغة في عدد كبير من الجامعات (يتراوح العدد بين 264 جامعة أو كلية (عام 2002) و466 (عام 2006). فإن تدريس الأدب العربي بلغته الأصلية ظلّ مقتصرا على اعداد محدودة من الطلبة الناطقين بلغات أخرى لأنه يتطلب كفاءة لغوية لا تتيسّر حتى الآن إلا لبعض الساعين إلى التخصص في العربية وآدابها.
ومن هنا نسمع الشكوى المتكررة من صعوبة اللغة العربية. وذهب بعض الكتاب الغربيين إلى اعتبارها «ستاراَ حديدياَ» حال دون ترجمة الأدب العربي أو عقبة منعت أو تمنع الغرب من تحقيق تفهم أفضل للعرب وثقافتهم وغير ذلك من الإنطباعات أو الملاحظات التي توحي بأن العربية لغة غير دقيقة أو مسرفة في التنميق. لاشك في ان أمثال هذه المواقف الغربية دفعت ادوارد سعيد إلى القول عام 1988 «ان مركز العربية موضع صراع على نحو فريد في الثقافة الحديثة إذ يدافع عنها ويمجدها الناطقون بها وكتابها ويقلل من شأنها ويهاجمها ويتجاهلها الأجانب الذين يرون في اللغة العربية آخر حصن من حصون العربية والإسلام.(10)
واذا كانت صعوبة تحقيق الكفاءة اللغوية تحول دون تدريس الأدب العربي وتذوقه بلغته الأصلية على نطاق واسع. فإن توافر المترجمات منه (روايات ومجموعات قصصية أو شعرية. ومسرحيات مترجمة إلى الإنجليزية) يسّر له تقبلاَواسعا وإقبال عدد كبير من طلبة الجامعات على دراسته سواء كانوا في المراحل الجامعية الأولى أو مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه). ويبدو مما استطعت الوقوف عليه أن تدريسه كمادة في اللغة الإنجليزية يتفاوت في مناهجه وأهدافه. بين الرغبة في إعطاء صورة عامة عن الأدب العربي في سياقه الحديث أو القديم. والتركيز على نوع من أنواعه (خاصة الرواية) أو أعمال مختارة لبعض الأدباء (نجيب محفوظ. «فدوى طوقان ومحمود درويش وغسان كنفاني»– إلى التركيز على أدب المرأة العربية. وموضوعات بارزة كالمنفى والمواجهة بين الشرق والغرب.
من الواضح ان هذه المساقات (أو الكورسات) وأمثالها باللغة الإنجليزية لا تقتصر على الأقسام المعنية بالعربية وأدبها. بل تدرس في أغلب الحالات في أقسام أو برامج أخرى كالأدب المقارن. أو أدب العالم الثالث والدراسات النسوية ودراسات ما بعد الكولونيالية وأقسام الأدب الإنجليزي أحياناَ ومن نافلة القول التنويه بما تتميز الأقسام غير العربية من إمكانيات تتيح للأدب العربي فرص الوصول إلى عدد كبير من الطلاب.
ان توسعاَ كهذا في حضور الأدب العربي لم يكن – وليس – بالإمكان تحقيقه بغير إسهام جيل جديد من المستعربين والأساتذة الأمريكيين العرب. أما المستعربون فقد عرفوا بتفهمهم وتقييمهم الإيجابيين لمنجزات الأدب العربي. وإيمانهم بضرورة التعريف بها دراسة وترجمة أمثال تريفرلوكاسيك Trevor LeGassick (الذي نشر أول ترجمة لإحدى روايات نجيب محفوظ «زقاق المدق» عام 1966) وروجر ألن Roger Allen المعروف بترجماته ودراساته المتعددة ومارلين بوث Marilyn Booth التي تعنى خاصة بروايات المرأة العربية. ووليم هجنس William Hutchins الذي تميّز بترجمة عدد من روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والمازني وأعما ل أخرى لمحمد خضير وفاضل العزاوي وابراهيم الكوني وغيرهم والأستاذة مريم كوك Miriam Cooke التي تركز على أدب المرأة العربية أو المسلمة وشؤونها.
وقد ساهم مع هؤلاء المستعربين عدد أكبر من الأساتذة الأمريكيين العرب الذين جمعوا بين إستيعابهم لتراثهم العربي ومختلف المناهج والنظريات الغربية الحديثة في دراسة الأدب امثال عرفان شهيد، حليم بركات، منح خوري، عيسى بلاطة،ماجدة النويهي، جوزيف زيدان، ومنى ميخائيل وفاروق عبد الوهاب.
ولابد أخيراَ من التأكيد على أن أهمية هذا الحضور لا تتجلى في إعداد متعلمي العربية أو المختصين بالأدب العربي فحسب بل في ما يتيحه من فرص لطلاب الدراسات العليا في مختلف الحقول لتناول الأدب العربي ترجمة ودراسة في رسائلهم لدرجتي الماجستير والدكتوراه ولعله من المفيد ان أشير إلى ببليوغرافية «مارك دي Mark Day» الخاصة برسائل الدكتوراه التي قدمت بين 1902 و1997 في مجال واحد الا وهو مجال العلاقات الأدبية بين العرب والغرب.
ان إلقاء نظرة عابرة على هذه الببليوغرافية يكشف حقيقتين :
الأولى التباين الكبير بين عدد الرسائل في مرحلة النصف الأول من القرن العشرين (18 رسالة) وما يزيد عن 320 رسالة قدمت في
النصف الثاني من القرن المذكور.
الحقيقة الثانية : تنوع الدراسات أو الموضوعات التي تخص الأدب العربي وعلاقته أو علاقة الإسلام بالآداب العربية عامة والأدب الأمريكي بصفة خاصة. أذكر منها – على سبيل المثال – الشرق المسلم في الأدب الأمريكي والإستشراق في الأدب الإنكلو-أمريكي في القرن التسع عشر – الهوية الإسلامية والغرب في الأدب العربي المعاصر – شكسبير في العالم العربي – العالم الإسلامي [المحمدي] في الأدب الإنجليزي 1580 – 1642 – فكرة فلسطين المتغيرة في الأدب الأمريكي حتى 1867 – أصوات المرأة في الصالونات الأدبية العربية والفرنسية والإنجليزية.
و ينبغي أن يضاف إلى هذا التوسع الجامعي في حضور الأدب العربي ما نلمسه من النمو المطرد في الدراسات التي تعنى به منذ أواسط القرن العشرين كما تعكسه– إلى حد كبير- ببليوغرافية MLA العالمية إذ يلاحظ أنها لا تدرج من المداخل سوى ثلاثة أو أربعة قبل الخمسينيات بالمقارنة بما لا يقل عن « 715 « مدخلاَ يخص الأعمال المنشورة باللغة الإنجليزية وحدها في مرحلة ما بعد الخمسينيات (1950 – 2008).
و إذا حاولنا أن نستعرض هذه المداخل في مرحلتين : ما قبل حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل وما بعد ذلك فإننا نلاحظ أن معظمها (حوالي 450 مدخلاَ) نشر بعد حصول محفوظ على الجائزة المذكورة وذلك ما بين 1989 و2008.
كل هذه الحقائق أو الأرقام – وهناك غيرها – تبين ما حققه الأدب العربي من مكانة بارزة في الإطار الأمريكي أو خارجه.
ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية
لا شك في أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الغربية (أو غيرها من لغات العالم) موضوع جوهري شغل ولا يزال يشغل بال المفكرين والأدباء والمؤسسات في مختلف أرجاء الوطن العربي ولعل أول من أثار هذا الموضوع هو الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي حين أخذ عام 1894 على المستشرقين إهمالهم للأدب العربي الحديث (في مصر) دراسة وترجمة في خطبة –كما يقول- ألقاها في المؤتمر العاشر للمستشرقين المنعقد في جنيف لاعتقاده آنذاك أن ما حققه الأدب العربي من تطور جعله في مستوى لا يقل عن سواه مكانة.
قد تكون منذ ذلك التاريخ تراث ثرّ يحفل بشيء كثير من التكرار مداره أهمية ترجمة الأدب العربي وقلة ما ترجم منه إلى اللغات الغربية ولوم الآخر (أي الغرب) لتماديه في إهمال ترجمة الأدب العربي أو ميله إلى ترجمة ما يسيء إلى العرب. من الأمثلة الحديثة ما يعزى إلى الطيب صالح القول بأن نقص ترجمة الأدب العربي عزّز من الأحكام المسبقة المتميزة ضد العرب في الغرب «أو قوله: لا أعتقد أن قدراً كافياً قد ترجم من الأدب العربي. هناك بعض الاهتمام بالقصة وقد ترجمت بعض الروايات إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلخ ولكن إلى حد محدود». أو قول الروائي المصري بهاء طاهر « إن كبار الأدباء أمثال طه حسين ويحيى حقي ويوسف إدريس غير معروفين في الغرب». أو ما يراه الأستاذ فخري صالح من نزوع الغرب (أو بعض مؤسساته) إلى نشر أعمال تغذي الصورة النمطية للعربي في خيال الغرب. [الأدب العربي والاستشراق الجديد/ الحياة اللندنية 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007].
إن ترداد هذه الحقائق أو الملاحظات وسواها مما يتصل بترجمة الأدب العربي [نوعية الأعمال المترجمة – المعايير المتبعة في اختيارها- من يقوم بترجمتها – مدى تمثيلها للأدب العربي الحديث أو الآداب العربية كما يقول بعضهم – فاعليتها في تحقيق تفهم أفضل للعرب وثقافتهم – مدى نجاحها في اجتذاب أكبر عدد ممكن من القراء غير العرب – الشكوى من سوء ترجمة كثير من الروايات العربية المهمة أو اعتبارها كارثة أو نكبة كما صرحت بذلك رضوى عاشور حديثاً] أقول إن ترداد هذه الحقائق أو الملاحظات أمرٌ لا مفر منه لأسباب عدة
أولها الإحساس العربي المشروع بأهمية الترجمة وسيلة للحدّ من حملات التشويه المعادية للعرب في الغرب عامة.
وثانياً غيبة الكشاف التفصيلي الذي يلم بما ترجم من الأدب العربي فعلاً إلى اللغات الأخرى وقد دعا إليه كثير من المفكرين والأدباء العرب.
وهناك سبب ثالث لا يقل أهمية عن السببين المذكورين ألا وهو افتقارنا – حسب اطلاعي المحدود – إلى دراسات منهجية تعنى بالطرف الآخر أي المتلقي: كيف يتفاعل مع الأعمال المترجمة وما هي آثارها الإيجابية أو السلبية.
أما إذا ركزنا انتباهنا على ما أنجز فعلاً في مجال ترجمة الأدب العربي الحديث منذ أواسط القرن الماضي حتى عام 2003 في ضوء مسح سابق قمت به(11)، فنلاحظ إن عدد الأعمال المترجمة في كتب مستقلة يبلغ حوالي «600» عمل كما نلاحظ أن للرواية والقصة القصيرة – لا الشعر – النصيب الأكبر، إذ ترجم منها ما يزيد عن «330» رواية ومجموعة قصصية بالقياس إلى ما يزيد قليلاً عن مائة عمل شعري.
إن الإحصائية المذكورة لا تشمل بطبيعة الحال عشرات الأعمال التي ترجمت بعد 2003 كما لا تبيّن مكانة أو منزلة الترجمة من العربية بالنسبة إلى ما يترجم من اللغات الأخرى، ولكن يمكننا أن نشير إلى أن هذا التطور في حركة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية هيَّأ للأدب العربي المترجم أن يتبوأ في هذه السنة) 2008) المرتبة الرابعة بين الآداب العالمية المترجمة وفق آخر إحصاء [نوفمبر 2008](12)
علماً بأن المسؤول عن مشروع أسس حديثاً في جامعة روجستر لمتابعة ما ينشر من الأعمال المترجمة شهرياً كان قد وضع العربية في المرتبة الثالثة بعد الفرنسية والإسبانية في إحصائيته المنشورة في آذار (مارس) 2008.
[يرد في إحصائية مارس 2008 ما يلي من أرقام للأعمال المترجمة من عدة لغات:
الفرنسية 26
الإسبانية 19
العربية 17
الألمانية 16
الروسية 12
الإيطالية 8
العبرية 7
الصينية 6
اليابانية 6
البرتغالية 6
السويدية 6
ومما ينبغي التأكيد عليه هو أن هذا الازدياد الكمي للأعمال المترجمة، مهما كانت التحفظات، أتاح للأدب العربي أن يتجاوز دائرة قرائه الضيقة وجعل الاطلاع عليه متيسراً لدى عامة القراء لاسيما عن طريق مئات المكتبات التي تسعى إلى اقتناء الأعمال العربية المترجمة كما يدل على ذلك الجدول التالي:
نماذج من الكتب المترجمة المنشورة في الغرب وعدد المكتبات التي تقتنيها كما ترد في الدليل المعروف WorldCat [وهو اوسع قاعدة معلومات مكتبية في العالم].
ويلاحظ من الجدول السابق النص على الكتب المنشورة في الغرب التي تجد طريقها إلى كثير من المكتبات الجامعية والعامة وقد يتجاوز عددها في بعض الأحيان أكثر من ألف مكتبة كما هو الحال في أعمال نجيب محفوظ والطيب صالح المدرجة في الجدول وذلك بالمقارنة مع الإقبال المحدود جداً على اقتناء المترجمات المطبوعة في بعض الأقطار العربية كمصر والأردن والعراق والكويت، فتجد أعمالاً لا تقتنيها إلا مكتبة واحدة نحو «الصقر محلقاً» مجموعة شعرية لغازي القصيبي ترجمها نايف الكلالي و»بوح الوادي» لعبد العزيز البابطين ترجمة عبد الواحد لؤلؤة، و»مختارات من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين» أو بضع مكتبات [بين مكتبتين و16 مكتبة] في حالات أخرى، «ألف وجه للقمر» و«دماء على ستار الكعبة» و«لو أننا لم نفترق» لفاروق جويدة، و«في البدء كانت الأنثى» لسعاد الصباح، و«ثمن التضحية» لحامد دمنهوري و«وقصائد مختارة» لفدوى طوقان. وثلاث مجموعات شعرية لفاروق شوشة كما يتضح من الجدول التالي:
نماذج من الكتب المترجمة المنشورة في العالم العربي وعدد المكتبات
التي تقتنيها كما ترد في الدليل المعروف WorldCat
Flight of the Falcon /
Author: Qusaybi, Ghazi `Abd al-Rahman.; Al-Kalali, Nayef,
Publication: Manama: Miracle Graphics, 2005
Libraries Worldwide: 1
Pathways of dawn /
Author(s): Suwaydi, Muhammad Ahmad.
Nuseibeh, Zaki Anwar.
Publication: [Abu Dhabi: s.n.],
Libraries worldwide that own item: 1
Bab al-Futuh /
Author: Diyab, Mahmud.; Moussa-Mahmoud, Fatma.; Mazhar, Amal Aly.
Publication: Guizeh, Egypt : Ministry of Culture, Foreign Cultural Relations, 1999
Libraries Worldwide: 1
Intimations of the deserts : anthology of poems /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud, 1936-; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtin’s Prize for Poetic Creativity, 2004
Libraries Worldwide: 1
Al Babtain dictionary of contemporary Arab poets : poets’ biographies /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud,
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtain Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 1
Selections from al-Babtain’s lexicon of contemporary Arab poets : (biographies and poems of 101 Arab poets) /
Author: Luluah, `Abd al-Wahid.; Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud,
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtain’s Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 1
Wastefarer /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud, 1936-; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtin’s Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 2
The price of sacrifice
Author: Damanhuri, Hamid.
Publication: Beirut, Khayats, 1965
Libraries Worldwide: 5
Modern Egyptian short stories
Publication: Cairo : Anglo-Egyptian Bookshop, 1961
Libraries Worldwide: 6
Iraqi short stories : an anthology /
Author: Hafiz, Yasin Taha.; Dulaymi, Lutfiyah.
Publication: Baghdad, Iraq : Dar Al-Mamun for Translation and Pub., 1988
Libraries Worldwide: 7
Had we not parted /
Author: Juwaydah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : State Pub. House (G.E.B.O.), 1999
Libraries Worldwide: 7
In the beginning was the female /
Author: Al-Sabah, S. M.; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Beirut : Dar Sader, 1994
Libraries Worldwide: 8
An ebony face : poems /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : G.E.B.O, 2000
Libraries Worldwide: 8
Time to catch time /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : G.E.B.O, 1997
Libraries Worldwide: 8
A thousand faces has the moon : poems /
Author: Juwaydah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : GEBO, 1997
Libraries Worldwide: 10
Blood stains on the veils of the Kaaba /
Author: Juwaydah, Faruq.; Naguib, Suad Mahmoud.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : State Pub. House, 1996
Libraries Worldwide: 10
Modern Iraqi poetry /
Author: Hafiz, Yasin Taha.
Publication: Baghdad : Dar al-Mamun, 1989
Libraries Worldwide: 10
The language of lover’s blood /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : General Egyptian Book Organization, 1990
Libraries Worldwide: 12
Beauty bathing in the river : poems /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad,
Publication: Cairo : Egyptian State Pub. House, GEBO, 2003
Libraries Worldwide: 13
Selected poems of Fadwa Tuqan /
Author: Tuqan, Fadw?.; Dawood, Ibrahim.
Publication: Irbid, Jordan : Yarmouk University, 1994
Libraries Worldwide: 16
ومما يدعو إلى التساؤل عن سرّ الاهتمام بترجمة أعمال عربية كهذه إلى الانجليزية (أو غيرها من اللغات الغربية) ونشرها في بيئة عربية أنها نادراً ما تكون موضوع تعريف أو دراسة في مطبوعات اللغة المستهدفة أي الانجليزبة في هذه الحال.
قد يكون للقائمين بها أهداف أخرى بينها التعريف بالأدب العربي الحديث على الصعيد المحلي، أو استخدامها كأداة تعليمية في إعداد المترجمين أو الاعتقاد بأن على العرب أن يتحملوا قسطهم من المسؤولية في ترجمة أدبهم إلى اللغات الغربية أو غيرها. ومهما يكن الأمر فقد يكون من المفيد أن تدرس هذه الظاهرة او يعاد النظر فيها بعد تجربة نصف قرن في ضوء ما حققته من نتائج في سبيل التعريف بالأدب العربي.
الأدب العربي وأنثولوجيات الأدب العالمي
إن توافر عدد لا يستهان به من الأعمال المترجمة هيأ للأدب العربي مجالاً آخر للانتشار عن طريق مجموعات الأدب العالمي أو غير الغربي منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي أي بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل بخلاف ما كان سائداً قبل ذلك من إغفال أو إقصاء للأدب العربي.
ويلاحظ اليوم أن هذه المجموعات تضم في حالات كثيرة نماذج من الأعمال العربية قد ترد أحياناً في أكثر من مجموعة فنرى نماذج قصصية مختارة من أعمال ديزي الأمير – ذو النون أيوب – سلوى بكر – ليلى بعلبكي – محمد خضير – سحر خليفة – أليفة رفعت – نوال السعداوي – غادة السمان – الطيب صالح – غسان كنفاني – إبراهيم الكوني – نجيب محفوظ وغيرهم، كما نرى قصائد لعدد أكبر من الشاعرات والشعراء: فوزية أبو خالد – أدونيس _ عبد الله البردوني – عبد الوهاب البياتي – قاسم حداد – بلند الحيدري – فدوى طوقان – عبد العزيز المقالح – سعدي يوسف وآخرين.
ولا أظن أن أهمية هذه الأنثولوجيات تخفى على أحد من المعنيين بالآداب العالمية كوسيلة أخرى لنشر أي أدب وطني كالأدب العربي لا لأنها تستخدم في تدريس مادة الأدب العالمي في المدارس والجامعات فحسب بل لأنها بحكم تنوع موادها وتمثيلها لآداب عالمية مختلفة تلقى رواجاً بين عامة القراء بغض النظر عن خلفياتهم أو ميولهم.
وثمة جانب آخر جوهري يتصل بما حققته الترجمة في مجالين: تمثيل أدب المرأة العربية والتمثيل الجغرافي للأدب العربي الحديث عامة.
أما أدب المرأة فقد شهد اهتماماً مطرداً منذ 1967 بترجمة قصص قصيرة أو روايات أو مجموعات شعرية تمثل إنجازاتها الأدبية ومما أسهم في هذا التطور الإيجابي تنامي الحركة أو الدراسات النسوية في الولايات المتحدة واهتماماتها بالمرأة عالمياً بالإضافة إلى حضور المرأة العربية ذاتها في الأوساط الجامعية الأمريكية. ليس من الغريب إذن أن تترجم أعمال عدد كبير من الروائيات أو الشاعرات [أمثال ليلى أبو زيد (المغرب) ديزي الأمير وبتول خضيري (العراق) سحر خليفة وليانة بدر (فلسطين) هدى بركات وأملي نصر الله (لبنان) نوال السعداوي، رضوى عاشور ولطيفة الزيات (مصر) وسعاد الصباح (الكويت)] وأن يكون أدب المرأة موضع اهتمام في تدريس الأدب العربي الحديث أو في مواد تركز على أدب المرأة العربية، أو ضمن مواد أعم محورها أدب المرأة عامة.
وإذا انتقلنا إلى موضوع التمثيل الجغرافي في الأعمال العربية المترجمة فاننا نلاحظ أولاً أن التمثيل الجغرافي أمرٌ يتميز به الأدب العربي عن سواه (كالأدب التركي أو الأدب الأمريكي أو الأدب الياباني) لأنه ليس نتاج كيان سياسي موحد بل هو نتاج أقاليم أو أقطار مختلفة مما دفع بعضهم إلى القول بأننا أمام آداب عربية: أدب مصري، وأدب سوري وأدب فلسطيني وأدب عراقي أو أدب الجزيرة العربية أو أدب الخليج العربي وغير ذلك من التسميات التي تطلق – في الواقع – على بعض الأعمال المترجمة أو تستخدم في تدريس الأدب العربي الحديث في الجامعات الأمريكية، أو بعض الاتفاقيات الثقافية بين أمريكا والأقطار العربية كاتفاقية التبادل بين الأدبين المصري والأمريكي التي عقدت في مطلع هذا العام. ولهذا من حق القارئ أن يتساءل عن مدى تمثيل الأعمال التي ترجمت منذ الخمسينيات في القرن الماضي- للأقطار العربية المختلفة.
من الواضح – كما هو من المتوقع – أن يكون لمصر النصيب الأكبر في النوعين القصصي والمسرحي لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها، إذ نجد أنها ممثلة بما لا يقل عن «170» رواية أو مجموعة قصصية من مجموع «322» تقريباً تليها الأقطار الأخرى:
لبنان (26) فلسطين (22) وكل من العراق والسعودية وسوريا (11) والمغرب (8) وليبيا (7) وكل من تونس والجزائر والإمارات واليمن (2) والأردن (3) والسودان (5) والكويت (1).
وتكاد تكون جميع المسرحيات المترجمة مصرية باستثناء ثلاث تمثل ليبيا وسوريا.
أما في الشعر فنلاحظ أن فلسطين تحتل المرتبة الأولى (19) عملاً شعرياً يليها العراق (14) ولبنان ومصر (11) والسعودية (6) وسوريا والأردن (4) والكويت (3) واليمن (2) وكل من المغرب والسودان وعمان والإمارات (1).
إن هذه الأرقام – بالرغم من كونها تقريبية أو تعكس مرحلة معينة – تدل دلالة واضحة على أن الأدب العربي الحديث غير ممثل جغرافياً في الأعمال المترجمة، بل إنها تثير التساؤل حول إمكان تحقيق التمثيل الجغرافي أو ضرورة التقيد به لأسباب عدة منها
أولاً تعذر التحكم فيما يختاره أي مترجم من أعمال للترجمة.
ثانياً استحالة فرض توجه معين على ما يختاره الناشرون من المترجمات للنشر تلبية لأذواق القراء أو رغباتهم في اللغات المستهدفة
وثالثاً – وقد يكون أهم سبب _ غيبة الكيان العربي الموحد أو المؤسسة الثقافية العربية المؤهلة والجادة حقاً في سبيل اختيار الأعمال الأدبية على أساس تميّزها بخصائص فنية عالية بغض النظر عن هويتها الإقليمية أو القطرية.
الدور الأمريكي في دعم ترجمة الأدب العربي
لا شك في أن ترجمة أدب من لغته الأصلية إلى لغة أخرى هي من مسؤوليات مواطني اللغة المستهدفة ومؤسساتها الثقافية سواء يتعلق الأمر بالأدب العربي أو الأدب الأمريكي في سياق موضوعنا.
وأول ما يمكن أن نلاحظه بشأن ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية هامشية الدور الأمريكي في دعمه خلال ما يزيد عن نصف قرن لأسباب عدة أولها أو أهمها أن الترجمة الأدبية عامة لا تلقى في الولايات المتحدة ما تستحقه من الدعم على مختلف الأصعدة الرسمية وغير الرسمية كما لا تلقى إقبالاً واسعاً لدى القراء الأمريكيين. وبسبب هذا الوضع تتردد بين الأدباء ورجال الفكر وعلى صفحات الصحف الشكوى المألوفة التي نسمعها في العالم العربي من قلة ما يترجم من الآداب الأخرى. أذكر على سبيل المثال قولEsther Allen رئيسة لجنة الترجمة السابقة في مركز القلم الأمريكي PEN «نحن الشريان المسدود الذي يمنع الكُتّاب من الوصول إلى خارج بلادهم» مستشهدة بالنسبة الضئيلة من الأعمال المترجمة المنشورة في الولايات المتحدة عام 2003 إذ لم يزد عددها عن «330» عملاً من مجموع 200,000 كتاب نشر في العام ذاته. ويبدو أنها أرادت أن تظهر مدى تخلف أمريكا في هذا المجال أضافت قائلة أن هذا العدد يقارب ما نشر في العالم العربي من المترجمات خلال العام المذكور كما ورد في الكتاب المشهور بعنوانه الساخر أو المتحدي «آداب من محور الشر: كتابات من إيران والعراق وكوريا الشمالية وأقطار معادية أخرى Literature from the “Axis of Evil”: Writing from Iran, Iraq, Korea, and Other Enemy Nations» (2006).
ولهذا ليس من الغريب أن نقرأ مثلاً تصريحاً لكاتب أمريكي مشهور Jonathan Safran Foer جاء فيه أنه من المخجل أو العار أن تكون نسبة الأعمال المترجمة المنشورة في الولايات المتحدة أقل من 3% بالقياس إلى نسب أعلى تتراوح بين 25-45% في أقطار أخرى وأضاف قائلاً:
«نحن نركز عملياً كل انتباهنا السياسي والعسكري على الشرق الأوسط ولكن كم من المواطنين يستطيعون الزعم بأنهم قرأوا كتاباً واحداً مترجماً من الأدب العربي؟» [ انظر صحيفة نيويورك تايمز 16/1/2005].
وجاء في مقال لمترجم معروف James Snyder نشر حديثاً أنه ليس لأدباء أمريكا من سبيل للتعرف على الأعمال الأجنبية المتميزة كما أنه ليس هناك ما يوليها مترجمةً حقها من التقدير أو الاعتراف بها على الصعيد القومي وأضاف صاحب المقال قوله:
«إن أعلى جوائزنا الأدبية (جائزة بولتزر وجائزة الكتاب الوطني) لا تشمل بالتقدير أعمالاً لمؤلفين أجانب أو الأعمال التي تنشر مترجمة. لقد آن الأوان أن نغيّر هذا لصالح كل المعنيين بالأمر: المؤلفين والناشرين والمترجمين وفوق ذلك التعطش العام لفهم عالم معقد لا نستطيع تجاهله.”
واقترح الكاتب ان تخصص جائزة للاداب الاجنبية المنشورة في امريكا بشرط ان يكون المترجم امريكيا وان يكون المحكمون من ذوي الكفاءة في لغة العمل الاصلية.
[انترناشنل هيرالد تربيون 26/6/2008] وأغلب الظن أن هذا التذمر المتزايد من الدور الهامشي للترجمة الأدبية في أمريكا كان الدافع إلى تأسيس مشروع جديد (2007) باسم3% threepercent في جامعة روجستر/ نيويورك لإعداد إحصائية تعلن دورياً أو شهرياً لما يترجم من الأعمال إلى الإنجليزية في مجالي القصة والشعر.
http://www.rochester.edu/College/translation/threepercent/index.php?s=about
هناك – بالرغم من أمثال هذه الملاحظات السلبية – مؤسسات رسمية وغير رسمية تحاول تعضيد الترجمة الأدبية من مختلف اللغات وأهمها المؤسسة الوطنية للفنون National Endowment for the Arts التي أسست عام 1966.
فهي تقدم سنوياً منذ عام 1981 بعض المنح في سبيل دعم مشروعات للترجمة الأدبية غير أن تقريرها السنوي عام 2006 بمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيسها يشير إلى أن نصيب الترجمة كان ضئيلاً نسبياً (حوالي 246 منحة لمشاريع ترجمة من 46 لغة) وكان للعربية منها خمس منح دعماً لترجمة أربع روايات ومجموعة شعرية واحدة لسعدي يوسف التي ظهرت تحت عنوان «بلا ألفباء بلا وجه». Without Alphabet Without Face
من الجدير بالذكر أن المؤسسة المذكورة تلجأ إلى طريقة أخرى لدعم الترجمة الأدبية بعقد اتفاقيات مع بعض الأقطار كاليونان وإسبانيا في سبيل تعزيز التبادل الأدبي. وكان آخرها الاتفاقية التي عقدت في مطلع العام الماضي (2008) مع مصر لتبادل نشر الأدبين المصري والأمريكي تحت اسم «مبادرة القراءة الكبرى» كما جاء في خطاب رئيس المؤسسة المذكورة الشاعر الأمريكي داناجويا:
«ما نحن اليوم بصدده هو بداية تبادل أدب كلاسيكي [كذا] بين الولايات المتحدة ومصر. ونحن متشوقون جداً لجلب أعمال نجيب محفوظ الأدبية إلى الولايات المتحدة…»
Statements at the Big Read Launch”
كلمات حفل الإعلان عن مبادرة «القراءة الكبرى» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب:
http://cairo.usembassy.gov/pa/pr013108.htm [January 31,2008].
ويبدو أنها بدأت فعلاً في تنفيذ خطتها بافتتاح ما سمي بـ «مبادرة القراءة الكبرى» في ولاية فلوريدا خلال الشهرين الماضيين (أكتوبر – نوفمبر 2008) وفق برنامج شمل عرض بعض الأفلام عن أم كلثوم وكليوباترا وأخرى مبنية على أعمال نجيب محفوظ كزقاق المدق وثرثرة فوق النيل واللص والكلاب وعمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني وبعض الندوات الثقافية والأدبية.
[راجعwww.flcenterlitarts.com ] ليست المؤسسة الحكومية المذكورة المصدر الوحيد لدعم الترجمة الأدبية بل هناك مؤسسات أهلية أخرى بالإضافة إلى مؤسسات أجنبية تقدم منحاً أو جوائز سنوية لترجمة آدابها الوطنية ونشرها داخل الولايات المتحدة وبين هذه الآداب التي تلقى دعماً الأدب الياباني والفرنسي والألماني والآداب الاسكندنافية ولعلني لا أعدو الصواب إن قلت بأن الأدب العربي بحاجة إلى مؤسسات عربية رسمية أو غير رسمية تعمل داخل الولايات المتحدة على دعم ترجمته كما تفعل المؤسسات الأجنبية الأخرى. وهناك بين المعنيين بالترجمة الأدبية من يرى ألا مفر من إسهام الحكومات الأجنبية بنشر آدابها المترجمة بالتعاون مع دور النشر.
راجع
ALTA Literary Translation Blog
A weblog for the American Literary Translators Association
ولا بد هنا من الإشارة إلى مؤسسة عربية غير رسمية أسهمت إسهاماً بعيد الأثر في التعريف بالأدب العربي الحديث وأقصد بها مشروع بروتا بإدارة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الذي قام منذ ثمانينيات القرن الماضي بترجمة عدد غير قليل من الأنثولوجيات الأساسية – التي أشرت إليها من قبل – والروايات وبعض المجموعات الشعرية. ومن مزايا المشروع تمثيل الأدب العربي في الأقطار العربيةواجياله الى حد بعيد ومحاولته تمثيل الأنواع الأدبية المختلفة (الشعر-القصة القصيرة-الرواية-المسرحية-السيرة) وقد تميّز كذلك باعتماده على عدد كبير من المترجمين إذ شارك مثلاً في أنثولوجية الشعر العربي الحديث «28» مترجماً ومترجمة وفي أنثولوجية المسرح العربي الحديث «17» مترجماً، ومترجمان أو أكثر في ترجمة الروايات. ومما لاشك فيه أن لهذا الإسهام الجماعي وحسن اختيار النصوص أثراً كبيراً في رفع شأن الأدب العربي، وتحقيق انتشار واسع نسبي لم يألفه من قبل بين عامة القراء في أمريكا أو غيرهامن الأقطار.
ان هذا العرض الجزئي –كما قلت- لايتناول الا بعض مظاهر التطور في انتشار الادب العربي في أمريكا غير انه بالرغم من ذلك يدل دلالة واضحة على ان الابداع العربي في مجال الادب اثبت دوره الفعال في مواجهة التحديات المعادية للعرب وامكانيته- اكثر من جوانب عربية أخرى-في ان يترك اثارا ايجابية في نفوس متلقيه من عامة القراء في الولايات المتحدة او غيرها من الاقطار الاوروبية.
الهوامش
1- انظر موقع FAIR Fairness and Accuracy in Reporting
Unmasks the Smearcasters How Islamiphobes spread fear, bigotry and misinformation
حيث تذكر نبذة موجزة اثني عشرة من القائمين بامثال هذه الحملات كدانيال
Pipes – Bill O’Reilly, David Horowitz, Steven Emerson, Robert Spenser etc.
2- انظر Kramer وWashington Post “ Teaching Arabic and Propaganda” July 5, 2008. كما راجع مقال Lockman 2005 حول مهاجمة اليمين لدرا سات الشرق الاوسط.
3- Timothy Marr,. The Cultural Roots of American Islamicism. Cambridge: New York: Cambridge University Press, 2006.
وانظر كذلك فؤاد شعبان حول تكون صورة الاسلام في الفكر الامريكي منذ بدء استيطان الاوربيين في العالم الجديد.: Sha’ban, Fuad. Islam and Arabs in Early Islamic Thought: The Roots of American Orientalism in America. Durham, NC: The Acron Press, 1991.
4- «التلقي الامريكي للادب العربي» الاستشراق اعداد محسن جاسم الموسوي ج2 بغداد: وزارة الثقافة:1987 ص ص 71-78
5- انظر Winder ص ص:43-44
6 – الطعمة ص 14 في كتابه Modern Arabic Literature in Translation
7 – Edward Said “Embargoed Literature.” Nation September 17, 1990.278-280.
8 – Christopher Wren. “Literary Letter from Cairo.” New York Times Book Review March 16, 1980:3, 22.
9- American Council of Learned Societies Bulletin March 1952 and May 1954. انظرنشرة المجلس المذكور للوقوف علي اختيار الاعمال العربية للترجمة في الخمسينيات من القرن الماضي.
10- ُEdward Said. “Goodbye to Mahfuz.” London Review of Books December 8, 1988.10-11.
11 – Modern Arabic Literature in Translation Cited above
12 – رسالة شخصية من Chad Post بتاريخ 10 نوفمبر.
Bibliography
Abu-Laban, Baha & Faith T. Zeady. Arabs in America: Myths and Realities. Wilmette, IL. Medina University International Press, 1973.
Altoma, Salih J. Modern Arabic Literature in Translation: A Companion. London: Saqi Books, 2005.
_____.“Arabic-Western Literary Relations in American Publications: A Selected Bibliography.” Yearbook of Comparative and General Literature 48(2000): 221-262.[Covers 1.Background: A. Arabic Literature. B. Western Views of Islam. 2. Orientalism. 3. Travel Literature.4. Translation From and Into Arabic.5. Linguistic Borrowings. 6. Greek-Arabic Relations.7. Western Reception of Arabic Literature.7a. The Arabian Nights.7b. Courtly Love and the Troubadours. 7c. Dante’s Divine Comedy and Islam. 7d. Kalilah wa Dimnah.7e. Romance of Antar. 7f. Maqamat and the Picaresque Narrative. 8. Other Arabo-Islamic Elements in Western Literatures.8.1. American Literature. 8.2. English Literature. 8.3. French Literature. 8.4. German Literature.8.5. Italian Literature. 8.6. Spanish and Hispano-Arabic Literature.9. Modern Arabic Literature and the West. General Works. East-West Encounter. Reception and Influences.9.3a. Overview. 9.3b. Drama.9.3c. Fiction.9.3d. Poetry.Arab American Literature.Francophone North African Literature. 12. Miscellaneous.] Arab and American Culture. Ed. George N. Atiyeh. Washington, D.C.: American Enterprise Institute, 1977.
The Arab Image in Western Mass Media. 1979 International Seminar. London: Outline Books, 1980.
Day, Mark. “Bibliography on Doctoral Dissertations in English on Arabic-Western Literary Relations.” Yearbook of Comparative and General Literature 48(2000): 167-219.
“Fairness and Accuracy in Reporting Unmasks the Smearcasters How Islamiphobes spread fear, bigotry and misinformation.” www.smearcasting.com
Ghareeb, Edmund, ed. Split Vision: A Portrayal of Arabs in the American Media. Washington, D.C.: American-Arab Affairs Council, 1983. [See esp.pp.315-390].
Goldberg, Michelle. “Osama University?” http://dir.salon.com/story/news/feature/2003/11/06/middle_east/index.
Gottschalk, Peter and Gabriel Greenberg. Islamophobia: Making Muslims the Enemy. Lanham, MD. Rowman & Littlefield Publishers, 2008.
Khasawnih, Sami A., ed. Arab-American Relations: Towards a Bright Future. Amman: University of Jordan, 2001.
Kramer, Martin. Ivory Towers on Sand: The Failure of Middle Eastern Studies in America. Washington, D.C.: Washington Institute for Near East Policy, 2001.
___. “The Future of Middle Eastern Studies at Stake.” sandbox.blogcity.com/columbia_the_future_of_middle_eastern_studies_at_stake.htm [Note his remarks “The cause was the empowerment of Palestinians, Arabs, and Muslims. The struggle was against an axis of evil comprised of Western Orientalism, American imperialism, and Israeli Zionism.] Literature from the “Axis of Evil” Writing from Iran, Iraq, North Korea, and Other Enemy Nations. Words Without Borders. New York: The New Press, 2006.
Lockman, Zachary. Contending Visions of the Middle East: The History and Politics of Orientalism. Cambridge: Cambridge University Press.
____.“Critique from the Right: The Neo-conservative Assault on Middle East Studies” CR: The New Centennial Review 5.1 (2005): 63-110
Marr, Timothy. The Cultural Roots of American Islamicism. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2006.
“‘Out of this World’”: Islamic Irruptions in the Literary Americas.” American Literary History Fall 2006:521-549.
“Near Eastern Translation Program.” American Council of Learned Societies Bulletin 45 (March 1952):39-43; 47 (May 1954):53-54.
“Nobel Chief Disparages U.S. as ‘Too Insular’ for Great Writing.” New York Times October 1, 2008.
Obeidat, Marwan and Ibrahim Mumayiz. “Anglo–American Literary Sources on the Muslim Orient: The Roots and the Reuiterations[sic].” Journal of American Studies of Turkey 13 (2001):47-72.
Quinn, Frederick. The Sum of All Heresies: The Image of Islam in Western Thought. New York: Oxford University Press, 2008.
Rich, Motoko. “Translation is Foreign to U.S. Publishers.” New York Times October 18, 2008.
Said, Edward. Orientalism. New York: Pantheon, 1978.
____. “The Media Revolution and the Resurgence of Islam.” See The Arab Image in Western Mass Media cited above.pp.91-106.
____.“Goodbye to Mahfuz.” London Review of Books December 8, 1988.10-11.
____. “Embargoed Literature.” Nation September 17, 1990.278-280.
____. “Orientalism Once More (2003)” Lecture at the Institute of Social Studies, The Hague, The Netherlands, 21 May, 2003
Salaita, Stephen. Anti-Arab Racism in the USA: Where It Comes from and What It Means for Politics Today. London; Ann Arbor, MI: Pluto Press, 2006.
___ Arab American Literary Fictions, Cultures, and Politics. New York: Palgrave Macmillan, 2007.
Semmerling, Tim Jon. «Evil» Arabs in American Popular Film: Orientalist Fear. Austin: University of Texas Press, 2006.
Sha’ban, Fuad. Islam and Arabs in Early Islamic Thought: The Roots of American Orientalism in America. Durham, NC: The Acron Press, 1991.
___. “‘A Manner of Speaking: An Analysis of the American Orientalist Discourse’” Arab-American Relations: Towards a Bright Future. Ed. Sami A. Khasawnih. Amman: University of Jordan, 2001.7-21.
Shaheen, Jack G. Guilty: Hollywood’s Verdict on Arabs after 9/11. Northampton, MA: Olive Branch Press, 2008
____. Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies a People. New York: Olive Branch Press, 2001
____. The TV Arab. Bowling Green, Ohio: Bowling Green State University Popular Press, 1984
_____ Abscam: Arabiaphobia in America. Washington, D.C. : American-Arab Anti-Discrimination Committee, 1980.
Snyder, James Thomas. “Literature Lost.” The International Herald Tribune June 24, 2008.
“Statements at the Big Read Launch”
كلمات حفل الإعلان عن مبادرة «القراءة الكبرى» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب http://cairo.usembassy.gov/pa/pr013108.htm [January 31, 2008].
Suleiman, Michael W. Arabs in the Mind of America. Brattleboro, VT: Amana Books, 1988.
Teti, Andrea. “Bridging the Gap: IR. Middle East Studies and the Disciplinary Politics of the Area Studies Controversy.” Journal of International Relations 13.1 (2007): 117-145.
“three percent.” http://www.rochester.edu/College/translation/threepercent/index.php?s=about
Tonkin, Boyd. “Is the Arab World Ready for a Literary Revolution?” Independent April 15, 2008.
Winder, R. Bayly. “Four decades of Middle Eastern Study.” Middle East Journal 41.1 (Winter 1987):40-63.
Worth, Robert F. “One Language, Many Voices: THE ANCHOR BOOK OF MODERN ARABIC FICTION Edited by Denys Johnson-Davies.” New York Times November 26, 2006.
____.“Arabic Lessons.” New York Times January 6, 2008. Pg27.
Wren, Christopher. “Literary Letter from Cairo.” New York Times Book Review March 16, 1980:3, 22.
صالح جواد الطعمة
استاذ الأدب بجامعة انديانا الأمريكية
- منقول عن:
* أ. د. صالح جواد الطهمة : التلقي الأمريكي للأدب العربي 1950 – 2008
الأولى : ما أحرزه الأدب العربي من تقدم ترجمة ودراسة ومن حيث الإقبال عليه خارج دائرة المختصين من القراء يناقض السياسة الأمريكية الرسمية ومواقفها المعادية للعرب والمسلمين لاسيما بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) كما يناقض ما يتعرض له العرب أو الإسلام من حملات التشويه والعداء المتصاعدة بشكل لا نظير له في التاريخ الأمريكي الحديث في مختلف وسائل الإعلام والمطبوعات والأفلام السينمائية وبرامج إذاعية أو تلفزيونية متعددة يديرها من أطلق عليهم عبارة «مذيعي الإفتراءات أو الإتهامات(SMEARCASTERS)(1) وغيرها من الحملات التي يقودها انصار اللوبي الأسرائيلي الصهيوني واليمين المتطرف ولم تسلم منها حتى البرامج الجامعية بما فيها دراسات الشرق الأوسط والكتب المستعملة في تدريس اللغة العربية(2).
و مما لا يخفى على أحد من المعنيين بدراسة العرب والإسلام ان هذا الجانب السلبي كان ولا يزال موضع دراسات كثيرة لا حصر لها سواء في سياقة المعاصر أم في تاريخه الطويل الممتد بضعة قرون في تاريخ أمريكا(3) أو أكثر من ألف سنة في التراث الغربي عامة
وقد قام بأمثال هذه الدراسات عدد كبير من المؤلفين الأمريكيين بينهم من ينحدر من أصول عربية وفي مقدمتهم المفكر العالمي ادوارد سعيد والأساتذة فيليب حتي وجاك شاهين وميشيل سليمان وأدمون غريب وستيفن سلايطة صاحب أحدث مؤلف «العنصرية المعادية للعرب في الولايات المتحدة الأمريكية».
أما الحقيقة الأخرى التي تدفعني إلى اعتبار هذا الحضور تطوراً إيجابياًَ فهي هامشية الأدب العربي – إن لم تكن غيبته – في الجامعات الأمريكية وغيرها من المجالات في مرحلة ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي كما ذكرت في دراسة موجزة نشرت قبل عشرين عاما(4).لقد أشرت في الدراسة المذكورة إلى ان الإستشراق الأمريكي لم يقم بدور ملحوظ حتى وقت قريب في التعريف بانجازات الأدب العربي سواء عن طريق الدراسة أم الترجمة.وإلى ان حصيلة قرن مما نشر في مجلتين عريقتين مجلة « الجمعية الشرقية الأمريكية «(1843 – 1950) ومجلة «العالم الإسلامي» (1911 – 1950) لا تزيد عن «30 » دراسة أو ترجمة يتناول بعضها أعمالاً ثانوية أو تنتمي إلى التراث الشعبي أو الدراسات النظرية أو النقدية. ليس هذا الإهمال أو التهميش مقتصرا على الأدب العربي ّبل يشمل حقل دراسات الشرق الأوسط. او دراسة الإسلام حتى إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولهذا ليس من الغريب أن نقرأ في تقرير أمريكي مهم نشر عام 1949 :
« ان الشرق الأدنى مهمل كلياً وان هناك قلة من المختصين الذين يعرفون أي شيء عن المنطقة باستثناء اللغات»(5).
أما رواد المهجر الذين عرفوا بتجديدهم وتأثيرهم في الأدب العربي الحديث في وطنهم الأم فلم يكن لهم دور ملموس في التعريف به في عالمهم أو مغتربهم الجديد باستثناء ما يتصل بنتاج أدباء المهجر أنفسهم وبعض محاولات أمين الريحاني للتعريف بأبي العلاء المعري بل يمكن القول بأنه لم يكن –وليس- من المتوقع أن يقوموا بمثل هذا الدور وهم على خلاف – في رؤيتهم وممارساتهم – مع التيار التقليدي السائد في الأدب العربي آنذاك.
ولا بد من الإشارة هنا إلى ان حضور الأدب العربي الحديث عن طريق الترجمة إلى الإنجليزية كان هامشياً في هذه المرحلة إذ لا نجد سوى بضعة أعمال مصرية ترجمت إلى الإنجليزية مثل مسرحية مجنون ليلى لأحمد شوقي ومجموعتين قصصيتين لمحمود كامل ومحمود تيمور والجزء الأول والثاني من الأيام لطه حسين ويوميات نائب في الأرياف التي ترجمها أبا ايبان بعنوان «متاهة العدالة Maze of Justice» ونشرها في لندن عام 1947(6).
التلقي الأمريكي منذ 1950
إن الإهتمام الأمريكي الجاد بالأدب العربي (ودراسات الشرق الأوسط أو الإسلام) لم يبدأ إلابعد الخمسينيات من القرن الماضي وقد انعكس هذا الإهتمام تدريجيا في مجالات عدة تشمل المجال الجامعي والترجمة إلى الإنجليزية ودور النشر وتكاثر أو تشعب المنظمات ودورياتها التي تعنى بشؤون الشرق الأوسط وتدريس العربية والإسلام والدراسات الأسيوية والافريقيةوغيرها من الحقول بالإضافة إلى الإسهام الملحوظ للمكتبات الجامعية والعامة في نشر الأدب العربي باقتناء عدد كبير من مؤلفات الأدباء العرب وأخص بالذكر منها الأعمال المترجمة إلى الإنجليزية ودور الأدباء العرب الأمريكيين وبعض المجلات كمجلة الجديد الفصلية ALJADID التي تعتبر سجلا مهمايعكس الابداع العربي فى مختلف جوانبه الأدبية والفنية والفكرية.
وسأقتصر في هذا العرض على ما يلي :
(1) دور النشر
(2) المجال الجامعي
(3) الترجمة إلى الإنجليزية
(1) دور النشر وترجمة الأعمال العربية
ان القاء نظرة سريعة على كتابات مترجمي الآداب الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية يكشف عن تكرار الشكوى من العراقيل التي يواجهونها في نشر أعمالهم المترجمة نظراَ لأن دور النشر وخاصة الكبرى منها تتردد في طبع تلك الأعمال بسبب صعوبة تسويقها على نطاق واسع. وما قد تتحمله من خسائر مادية في سبيل نشرها.
ومما لاشك فيه ان المترجمين من اللغة العربية واجهوا ويواجهون العراقيل ذاتها بالإضافة إلى ما يلمسون من عقبات التحيز إزاء ما هو عربي كما ألمح إلى ذلك إدوارد سعيد في مقالته المشهورة «الأدب المحاصر Literature Embargoed (1990) حيث أشار الى ان أحد الناشرين اعتذر عن نشر بعض أعمال نجيب محفوظ بدعوى «العربية هي لغة مثيرة للجدل»(7).
ان شعور إدوارد سعيد بالخيبة في تعامله مع مؤسسات النشر الأمريكية ينعكس في سجل ناشرين محفوظ منذ عام 1966 وهو العام الذي شهد ظهور أول رواية مترجمة له « زقاق المدق « لا في أمريكا بل في بيروت. إذ لا نجد دار نشر تجارية كبرى قد قامت بنشر أعماله إلا بعد منحه جائزة نوبل بل يبدو ان ممثلين لناشري محفوظ الأمريكيين في القاهرة (مطبعة الجامعة الأمريكية) كانت تراودهم شكوك حول جدوى مشروع ترجمة أعمال محفوظ عشرة أعوام قبل مقال إدوارد سعيد إذ جاء في مقال لمراسل نيويورك تايمز(1980)(8) ما يدل على ان مدير مطبعة الجامعة الأمريكية كان لا يرى آنذاك إقبالاَ واسعاَ على الروايات متسائلاَ»عن جدوى ترجمة عمل لا يقرؤه سوى المتخصصين على أية حال.» ولابد هنا من التأكيد على ان موقفها قد تغيّر جذرياَ بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل. وقامت ولا تزال تقوم بدور مركزي بعيد الأثر في نشر أعمال محفوظ وغير محفوظ من أدباء مصر والأقطار العربية حتى يمكن القول بأن لها الفضل الأكبر في ترويج الأدب العربي الحديث المترجم في أمريكا أو على الصعيد العالمي.
وإذا كان لدور النشر الكبرى دور هامشي في نشر الأدب العربي الحديث فإن هناك دور نشر صغيرة أسهمت منذ سبعينيات القرن الماضي في ترويج الأدب العربي أهمها تاريخياَ «دار القارات الثلاث Three Continents Press» التي تعتبر الرائدة في نشر الأدب العربي وآداب العالم الثالث بالرغم من العقبات التي واجهتها في تسويق ما تنشر. فهي في حالة نجيب محفوظ مثلاَ لم تكن تستطيع بيع أكثر من بضع مئات من أعماله (بين 200 – 1000) سنويا قبل حصوله على جائزة نوبل غير أنها تميزت بمثابرتها في نشر ما يزيد عن « 35 « عملا قصصياَ أو شعرياَ لبعض الأدباء العرب (نجيب محفوظ – توفيق الحكيم – محمود درويش – خليل حاوي – محمد الماغوط وغيرهم) وبعض الدراسات التي تعنى بالأدب العربي الحديث.
وبالإضافة إليها ينبغي ذكر دار «انترلنك Interlink « التي بدأت منذ 1992 بنشر أعمال مترجمة لأمثال ليانه بدر وإبراهيم نصر الله ويحيى يخلف واميل حبيبي. وحنا مينه والشاعرة الأمريكية الفلسطينية الأصل نتالي حنظل مؤلفة أهم مجموعة صدرت حتى الآن عن شعر المرأة العربية.
وهناك كذلك دار نشر صغيرة أخرى دار « لن رينير/Lynne Rienner [ في كلورادو ] قامت بنشر أو أعادت نشر مجموعة من الروايات وبعض الدراسات كالدليل إلى توفيق الحكيم وقصص قصيرة لكاتبات سعوديات ورجال في الشمس لغسان كنفاني وعرس الزين للطيب صالح وكان آخر ما نشرته هذه السنة « مجموعة قصصية تمثل الخليج العربي بعنوان « برتقالات في الشمس Oranges in the Sun: Short Stories from the Arabian Gulf.
وقد قام بترجمتها أبو بكر أحمد باقادر ودبره أكرس Abubaker A. Bagader [Deborah Akers and. ومن المتوقع أن تنشر في أوائل السنة القادمة عملاَ مهماَ لبثينة شعبان عن الروائيات العربيات (1898 -2000).
أضف إلى هذه الدور داراَ أنشئت حديثاَ قبل أربع سنوات ARCHIPELAGO وقد قامت بنشر روايتين لإلياس خوري « باب الشمس « (2005) و« يا لو « (2008) ومجموعة محمود درويش الشعرية لماذا تركت الحصان وحيداَ (2006) وقد تميزت حتى اليوم بنشر مترجمات من الآداب العالمية] علما بانها وجهت نداء الى اصدقائها في 18 ديسمبر 2008 بمناسبة الذكرى الخامسة لتأسيسها تلتمس فيه مؤازرتهم المادية دعما لرسالتها في نشر الادب العالمي.
دور المطابع الجامعية :
تمتاز المطابع الجامعية عادة بنشر الدراسات في مختلف الحقول غير أنها بدأت حديثا – في حالات معدودة –َ بنشر الأعمال المترجمة من مختلف اللغات إلى الإنجليزية. ولا شك في أن أكثرها دعماَ للترجمة من العربية هي مطبعة الجامعة الأمريكية في القاهرة فقد نشرت عدداَ كبيراَ (يتجاوز المائة) من الأعمال العربية. وأسهمت بالتعاون مع دور نشر أمريكية أخرى في سبيل التعريف بالأدب العربي. وتليها مطبعة جامعة سير كيوز Syracuse في ولاية نيويورك وقد نشرت حتى الآن ما لا يقل عن (15) خمسة عشر عملاَ (غرناطة لرضوى عاشور واللجنة لصنع الله ابراهيم والبحث عن وليد مسعود ويوميات سراب عفان لجبرا ابراهيم جبرا ووقت بين الرماد والورد لأدونيس ومجموعة حديثة « القصة العراقية المعاصرة « ترجمة شاكر مصطفى صدرت في هذا العام 2008).
هذا بالإضافة إلى مطبعة جامعة تكساس ومركز دراسات الشرق الأوسط في الجامعة المذكورة وجامعة أركنسا وجامعة نيويورك مطبعة الدراسات النسوية. وتعرف المطبعة الأخيرة بدعمها لنشر أعمال المرأة العربية وغير العربية كـ«النفتالين والمحبوبات» لعالية ممدوح. وهدى شعراوي في مذكراتها 1879 – 1924 ورواية حديثة (2008) بعنوان «نافذة زبيدة: رواية عراقية في المنفى» التي تركز – كما تقول دار النشر – على غزو أمريكا الكارثي عام 2003 وبغداد تحترق» في طبعتي 2005 و2006 وقد وصفها بعض النقاد بأنها «سجل فريد لا غنى عنه لزمننا» أو « أنها تترجم لغة صانعي السياسة العقيمة إلى واقع دموي حي لمواطنين يعيشون في رعب وخوف».
وتميزت مطبعة جامعة كولومبيا بنشر ثلاث مجموعات/ انثولوجيات اساسية لكل من يدرس الأدب العربي الحديث وقد قامت الدكتورة سلمى الخضراء جيوسي بإعدادها :
* مجموعة الشعر العربي الحديث (1997)
* مجموعة القصة العربية الحديثة (2005)
* مجموعة الأدب الفلسطيني الحديث (1992).
و هناك مطابع جامعية أخرى نشرت أعمالاََ معدودة جدا كمطبعة – جامعة إنديانا التي نشرت مجموعة» ا لمسرح العربي الحديث» كجزء من مشروع الدكتورة جيوسي « بروتا «و جامعة نيويورك الرسمية التي نشرت مجموعة قصص قصيرة لكاتبات عربيات. وقد شاركت في هذه السنة جامعة ولاية مشيغن –ايست لانسنغ في نشر مجموعة قصائد عراقية « أزهار اللهيب : أصوات غير مسموعة من العراق Flowers of Flame of تعد فريدة لكونها تمثل ما يعرف اليوم بأدباء الداخل (أي الأدباء المقيمين في العراق) وقد ترجمها عدد من العراقيين أنفسهم. علماَ بأن الشاعر الأمريكي دان فيتش VEACH تحمّس لنشرها وقام بتخصيص ملف لها في مجلته « أتلنتا ريفيوAtlanta Review « [ عدد ربيع – صيف 2007 ] قبل ظهورها كمجموعة.
و يلاحظ أخيراَ أن مطابع الجامعات العريقة كهارفرد وبرنستن وييل وبنسلفانيا وغيرها لا تولي نشر المترجمات العربية اهتماماَ واضحاَ حتى الآن بالرغم من دورها المشهور في نشر الدراسات العربية الإسلامية.
و مهما يكن من أمر فإن الإعتماد على دور النشر الصغيرة ومطابع الجامعات يبدو كأنه السبيل العملي الأفضل لنشر الأدب العربي المترجم بدلاَ من دور النشر الكبرى التي تختار من الكتب ما يكفل لها الربح الوفيرببيع الآلاف أو الملايين من النسخ.
(2) المجال الجامعي :
ان ما ينبغي التنويه به في الحديث عن المجال الجامعي هو دور المجلس الأمريكي للجمعيات العلمية American Council of Learned Societies الذي أسس عام 1919 كان له دور مهم في سبيل دعم الدراسات الإنسانية وترقيتها أو تطويرها. إذ انه أسهم في المبادرات الأولى التي استهدفت تأسيس برامج لدراسات الشرق الأوسط. وكان من ثمراتها تأسيس برنامج دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستن عام 1947 بجهود المؤرخ الأمريكي العربي فيليب حتي. وكان للمجلس المذكور الفضل في تحقيق أول مشروع للترجمة من العربية إلى الإنجليزية في أوائل الخمسينيات بنشر أعمال تتناول التراث العربي الإسلامي وجوانب من الحياة السياسية والثقافية المعاصرة في مصر والمغرب. وبعض السير والمذكرات منها :
* العدالة الإجتماعية لسيد قطب (1953)
* من هنا نبدأ. لخالد محمد خالد (1953)
* من هنا نعلم. لمحمد الغزالي (1953)
* محمد عبده دراسة لعثمان أمين (1953)
* مستقبل الثقافة في مصر لطه حسين (1954)
* عبقرية العرب في العلم والفلسفة لعمر فروخ (1954)
* الحركات الإستقلالية في المغرب العربي لعلال الفاسي (1954)
* مذكرات الملك عبد الله (1954)
* مذكرات محمد كرد علي (1954)
كما قام بترجمة «مع المخطوطات العربية» للمستشرق «كراتشكوفسكي» (عام 1953). ونشر بعض الببليوغرافيات التي تتناول الكتب والدوريات المنشورة في اللغات الغربية حول الشرق الأدنى. ورسائل الدكتوراه التي قدمت إلى الجامعات الأمريكية في حقل الشرق الأدنى وا لإسلام.(9)
ان في ترجمة الأعمال العربية المذكورة وتيسير بعض الفهارس دلالة واضحة على ما كان يشعر به بعض المسؤولين في الحكومة الفيدرالية والجامعات من الحاجة الماسة إلى تلافي العجز أو الفقر المعرفي فيما يتصل بالعالم العربي والإسلامي في منتصف القرن العشرين.و لهذا كان التركيز أولا على غير الأدب العربي من الحقول.
ولكنه لم يمر وقت طويل حتى بدأ يحتل مركزه في الأقسام الجامعية التي تعنى بلغات الشرق الأدنى وآدابه أو ثقافاته. وفي المراكز الوطنية لدراسات الشرق الأوسط التي أنشأت أول الأمر في جامعات معدودة كبرنستن وشيكاغو وهارفرد وكولمبيا ومشيغن وبنسلفانيا وجامعتي كاليفورنيا (بيركلي ولوس أنجلس) ثم بعد ذلك في جامعات أخرى. بالإضافة إلى عدد كبير من الجامعات التي أضافت إلى برامجها وحدات أو برامج تتصل بدراسات الشرق الأوسط. ويمكن القول بأن عدد المعاهد التي تعنى اليوم بتدريس هذا الحقل يبلغ ما يزيد عن (120) جامعة وكلية.
وبالرغم من هذا التوسع النسبي في الأقسام والبرامج ذات العلاقة بالشرق الأوسط وثقافاته. والتوسع البارز في تدريس العربية كلغة في عدد كبير من الجامعات (يتراوح العدد بين 264 جامعة أو كلية (عام 2002) و466 (عام 2006). فإن تدريس الأدب العربي بلغته الأصلية ظلّ مقتصرا على اعداد محدودة من الطلبة الناطقين بلغات أخرى لأنه يتطلب كفاءة لغوية لا تتيسّر حتى الآن إلا لبعض الساعين إلى التخصص في العربية وآدابها.
ومن هنا نسمع الشكوى المتكررة من صعوبة اللغة العربية. وذهب بعض الكتاب الغربيين إلى اعتبارها «ستاراَ حديدياَ» حال دون ترجمة الأدب العربي أو عقبة منعت أو تمنع الغرب من تحقيق تفهم أفضل للعرب وثقافتهم وغير ذلك من الإنطباعات أو الملاحظات التي توحي بأن العربية لغة غير دقيقة أو مسرفة في التنميق. لاشك في ان أمثال هذه المواقف الغربية دفعت ادوارد سعيد إلى القول عام 1988 «ان مركز العربية موضع صراع على نحو فريد في الثقافة الحديثة إذ يدافع عنها ويمجدها الناطقون بها وكتابها ويقلل من شأنها ويهاجمها ويتجاهلها الأجانب الذين يرون في اللغة العربية آخر حصن من حصون العربية والإسلام.(10)
واذا كانت صعوبة تحقيق الكفاءة اللغوية تحول دون تدريس الأدب العربي وتذوقه بلغته الأصلية على نطاق واسع. فإن توافر المترجمات منه (روايات ومجموعات قصصية أو شعرية. ومسرحيات مترجمة إلى الإنجليزية) يسّر له تقبلاَواسعا وإقبال عدد كبير من طلبة الجامعات على دراسته سواء كانوا في المراحل الجامعية الأولى أو مرحلة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه). ويبدو مما استطعت الوقوف عليه أن تدريسه كمادة في اللغة الإنجليزية يتفاوت في مناهجه وأهدافه. بين الرغبة في إعطاء صورة عامة عن الأدب العربي في سياقه الحديث أو القديم. والتركيز على نوع من أنواعه (خاصة الرواية) أو أعمال مختارة لبعض الأدباء (نجيب محفوظ. «فدوى طوقان ومحمود درويش وغسان كنفاني»– إلى التركيز على أدب المرأة العربية. وموضوعات بارزة كالمنفى والمواجهة بين الشرق والغرب.
من الواضح ان هذه المساقات (أو الكورسات) وأمثالها باللغة الإنجليزية لا تقتصر على الأقسام المعنية بالعربية وأدبها. بل تدرس في أغلب الحالات في أقسام أو برامج أخرى كالأدب المقارن. أو أدب العالم الثالث والدراسات النسوية ودراسات ما بعد الكولونيالية وأقسام الأدب الإنجليزي أحياناَ ومن نافلة القول التنويه بما تتميز الأقسام غير العربية من إمكانيات تتيح للأدب العربي فرص الوصول إلى عدد كبير من الطلاب.
ان توسعاَ كهذا في حضور الأدب العربي لم يكن – وليس – بالإمكان تحقيقه بغير إسهام جيل جديد من المستعربين والأساتذة الأمريكيين العرب. أما المستعربون فقد عرفوا بتفهمهم وتقييمهم الإيجابيين لمنجزات الأدب العربي. وإيمانهم بضرورة التعريف بها دراسة وترجمة أمثال تريفرلوكاسيك Trevor LeGassick (الذي نشر أول ترجمة لإحدى روايات نجيب محفوظ «زقاق المدق» عام 1966) وروجر ألن Roger Allen المعروف بترجماته ودراساته المتعددة ومارلين بوث Marilyn Booth التي تعنى خاصة بروايات المرأة العربية. ووليم هجنس William Hutchins الذي تميّز بترجمة عدد من روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والمازني وأعما ل أخرى لمحمد خضير وفاضل العزاوي وابراهيم الكوني وغيرهم والأستاذة مريم كوك Miriam Cooke التي تركز على أدب المرأة العربية أو المسلمة وشؤونها.
وقد ساهم مع هؤلاء المستعربين عدد أكبر من الأساتذة الأمريكيين العرب الذين جمعوا بين إستيعابهم لتراثهم العربي ومختلف المناهج والنظريات الغربية الحديثة في دراسة الأدب امثال عرفان شهيد، حليم بركات، منح خوري، عيسى بلاطة،ماجدة النويهي، جوزيف زيدان، ومنى ميخائيل وفاروق عبد الوهاب.
ولابد أخيراَ من التأكيد على أن أهمية هذا الحضور لا تتجلى في إعداد متعلمي العربية أو المختصين بالأدب العربي فحسب بل في ما يتيحه من فرص لطلاب الدراسات العليا في مختلف الحقول لتناول الأدب العربي ترجمة ودراسة في رسائلهم لدرجتي الماجستير والدكتوراه ولعله من المفيد ان أشير إلى ببليوغرافية «مارك دي Mark Day» الخاصة برسائل الدكتوراه التي قدمت بين 1902 و1997 في مجال واحد الا وهو مجال العلاقات الأدبية بين العرب والغرب.
ان إلقاء نظرة عابرة على هذه الببليوغرافية يكشف حقيقتين :
الأولى التباين الكبير بين عدد الرسائل في مرحلة النصف الأول من القرن العشرين (18 رسالة) وما يزيد عن 320 رسالة قدمت في
النصف الثاني من القرن المذكور.
الحقيقة الثانية : تنوع الدراسات أو الموضوعات التي تخص الأدب العربي وعلاقته أو علاقة الإسلام بالآداب العربية عامة والأدب الأمريكي بصفة خاصة. أذكر منها – على سبيل المثال – الشرق المسلم في الأدب الأمريكي والإستشراق في الأدب الإنكلو-أمريكي في القرن التسع عشر – الهوية الإسلامية والغرب في الأدب العربي المعاصر – شكسبير في العالم العربي – العالم الإسلامي [المحمدي] في الأدب الإنجليزي 1580 – 1642 – فكرة فلسطين المتغيرة في الأدب الأمريكي حتى 1867 – أصوات المرأة في الصالونات الأدبية العربية والفرنسية والإنجليزية.
و ينبغي أن يضاف إلى هذا التوسع الجامعي في حضور الأدب العربي ما نلمسه من النمو المطرد في الدراسات التي تعنى به منذ أواسط القرن العشرين كما تعكسه– إلى حد كبير- ببليوغرافية MLA العالمية إذ يلاحظ أنها لا تدرج من المداخل سوى ثلاثة أو أربعة قبل الخمسينيات بالمقارنة بما لا يقل عن « 715 « مدخلاَ يخص الأعمال المنشورة باللغة الإنجليزية وحدها في مرحلة ما بعد الخمسينيات (1950 – 2008).
و إذا حاولنا أن نستعرض هذه المداخل في مرحلتين : ما قبل حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل وما بعد ذلك فإننا نلاحظ أن معظمها (حوالي 450 مدخلاَ) نشر بعد حصول محفوظ على الجائزة المذكورة وذلك ما بين 1989 و2008.
كل هذه الحقائق أو الأرقام – وهناك غيرها – تبين ما حققه الأدب العربي من مكانة بارزة في الإطار الأمريكي أو خارجه.
ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية
لا شك في أن ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الغربية (أو غيرها من لغات العالم) موضوع جوهري شغل ولا يزال يشغل بال المفكرين والأدباء والمؤسسات في مختلف أرجاء الوطن العربي ولعل أول من أثار هذا الموضوع هو الشاعر العربي الكبير أحمد شوقي حين أخذ عام 1894 على المستشرقين إهمالهم للأدب العربي الحديث (في مصر) دراسة وترجمة في خطبة –كما يقول- ألقاها في المؤتمر العاشر للمستشرقين المنعقد في جنيف لاعتقاده آنذاك أن ما حققه الأدب العربي من تطور جعله في مستوى لا يقل عن سواه مكانة.
قد تكون منذ ذلك التاريخ تراث ثرّ يحفل بشيء كثير من التكرار مداره أهمية ترجمة الأدب العربي وقلة ما ترجم منه إلى اللغات الغربية ولوم الآخر (أي الغرب) لتماديه في إهمال ترجمة الأدب العربي أو ميله إلى ترجمة ما يسيء إلى العرب. من الأمثلة الحديثة ما يعزى إلى الطيب صالح القول بأن نقص ترجمة الأدب العربي عزّز من الأحكام المسبقة المتميزة ضد العرب في الغرب «أو قوله: لا أعتقد أن قدراً كافياً قد ترجم من الأدب العربي. هناك بعض الاهتمام بالقصة وقد ترجمت بعض الروايات إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلخ ولكن إلى حد محدود». أو قول الروائي المصري بهاء طاهر « إن كبار الأدباء أمثال طه حسين ويحيى حقي ويوسف إدريس غير معروفين في الغرب». أو ما يراه الأستاذ فخري صالح من نزوع الغرب (أو بعض مؤسساته) إلى نشر أعمال تغذي الصورة النمطية للعربي في خيال الغرب. [الأدب العربي والاستشراق الجديد/ الحياة اللندنية 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007].
إن ترداد هذه الحقائق أو الملاحظات وسواها مما يتصل بترجمة الأدب العربي [نوعية الأعمال المترجمة – المعايير المتبعة في اختيارها- من يقوم بترجمتها – مدى تمثيلها للأدب العربي الحديث أو الآداب العربية كما يقول بعضهم – فاعليتها في تحقيق تفهم أفضل للعرب وثقافتهم – مدى نجاحها في اجتذاب أكبر عدد ممكن من القراء غير العرب – الشكوى من سوء ترجمة كثير من الروايات العربية المهمة أو اعتبارها كارثة أو نكبة كما صرحت بذلك رضوى عاشور حديثاً] أقول إن ترداد هذه الحقائق أو الملاحظات أمرٌ لا مفر منه لأسباب عدة
أولها الإحساس العربي المشروع بأهمية الترجمة وسيلة للحدّ من حملات التشويه المعادية للعرب في الغرب عامة.
وثانياً غيبة الكشاف التفصيلي الذي يلم بما ترجم من الأدب العربي فعلاً إلى اللغات الأخرى وقد دعا إليه كثير من المفكرين والأدباء العرب.
وهناك سبب ثالث لا يقل أهمية عن السببين المذكورين ألا وهو افتقارنا – حسب اطلاعي المحدود – إلى دراسات منهجية تعنى بالطرف الآخر أي المتلقي: كيف يتفاعل مع الأعمال المترجمة وما هي آثارها الإيجابية أو السلبية.
أما إذا ركزنا انتباهنا على ما أنجز فعلاً في مجال ترجمة الأدب العربي الحديث منذ أواسط القرن الماضي حتى عام 2003 في ضوء مسح سابق قمت به(11)، فنلاحظ إن عدد الأعمال المترجمة في كتب مستقلة يبلغ حوالي «600» عمل كما نلاحظ أن للرواية والقصة القصيرة – لا الشعر – النصيب الأكبر، إذ ترجم منها ما يزيد عن «330» رواية ومجموعة قصصية بالقياس إلى ما يزيد قليلاً عن مائة عمل شعري.
إن الإحصائية المذكورة لا تشمل بطبيعة الحال عشرات الأعمال التي ترجمت بعد 2003 كما لا تبيّن مكانة أو منزلة الترجمة من العربية بالنسبة إلى ما يترجم من اللغات الأخرى، ولكن يمكننا أن نشير إلى أن هذا التطور في حركة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية هيَّأ للأدب العربي المترجم أن يتبوأ في هذه السنة) 2008) المرتبة الرابعة بين الآداب العالمية المترجمة وفق آخر إحصاء [نوفمبر 2008](12)
علماً بأن المسؤول عن مشروع أسس حديثاً في جامعة روجستر لمتابعة ما ينشر من الأعمال المترجمة شهرياً كان قد وضع العربية في المرتبة الثالثة بعد الفرنسية والإسبانية في إحصائيته المنشورة في آذار (مارس) 2008.
[يرد في إحصائية مارس 2008 ما يلي من أرقام للأعمال المترجمة من عدة لغات:
الفرنسية 26
الإسبانية 19
العربية 17
الألمانية 16
الروسية 12
الإيطالية 8
العبرية 7
الصينية 6
اليابانية 6
البرتغالية 6
السويدية 6
ومما ينبغي التأكيد عليه هو أن هذا الازدياد الكمي للأعمال المترجمة، مهما كانت التحفظات، أتاح للأدب العربي أن يتجاوز دائرة قرائه الضيقة وجعل الاطلاع عليه متيسراً لدى عامة القراء لاسيما عن طريق مئات المكتبات التي تسعى إلى اقتناء الأعمال العربية المترجمة كما يدل على ذلك الجدول التالي:
نماذج من الكتب المترجمة المنشورة في الغرب وعدد المكتبات التي تقتنيها كما ترد في الدليل المعروف WorldCat [وهو اوسع قاعدة معلومات مكتبية في العالم].
ويلاحظ من الجدول السابق النص على الكتب المنشورة في الغرب التي تجد طريقها إلى كثير من المكتبات الجامعية والعامة وقد يتجاوز عددها في بعض الأحيان أكثر من ألف مكتبة كما هو الحال في أعمال نجيب محفوظ والطيب صالح المدرجة في الجدول وذلك بالمقارنة مع الإقبال المحدود جداً على اقتناء المترجمات المطبوعة في بعض الأقطار العربية كمصر والأردن والعراق والكويت، فتجد أعمالاً لا تقتنيها إلا مكتبة واحدة نحو «الصقر محلقاً» مجموعة شعرية لغازي القصيبي ترجمها نايف الكلالي و»بوح الوادي» لعبد العزيز البابطين ترجمة عبد الواحد لؤلؤة، و»مختارات من معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين» أو بضع مكتبات [بين مكتبتين و16 مكتبة] في حالات أخرى، «ألف وجه للقمر» و«دماء على ستار الكعبة» و«لو أننا لم نفترق» لفاروق جويدة، و«في البدء كانت الأنثى» لسعاد الصباح، و«ثمن التضحية» لحامد دمنهوري و«وقصائد مختارة» لفدوى طوقان. وثلاث مجموعات شعرية لفاروق شوشة كما يتضح من الجدول التالي:
نماذج من الكتب المترجمة المنشورة في العالم العربي وعدد المكتبات
التي تقتنيها كما ترد في الدليل المعروف WorldCat
Flight of the Falcon /
Author: Qusaybi, Ghazi `Abd al-Rahman.; Al-Kalali, Nayef,
Publication: Manama: Miracle Graphics, 2005
Libraries Worldwide: 1
Pathways of dawn /
Author(s): Suwaydi, Muhammad Ahmad.
Nuseibeh, Zaki Anwar.
Publication: [Abu Dhabi: s.n.],
Libraries worldwide that own item: 1
Bab al-Futuh /
Author: Diyab, Mahmud.; Moussa-Mahmoud, Fatma.; Mazhar, Amal Aly.
Publication: Guizeh, Egypt : Ministry of Culture, Foreign Cultural Relations, 1999
Libraries Worldwide: 1
Intimations of the deserts : anthology of poems /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud, 1936-; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtin’s Prize for Poetic Creativity, 2004
Libraries Worldwide: 1
Al Babtain dictionary of contemporary Arab poets : poets’ biographies /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud,
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtain Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 1
Selections from al-Babtain’s lexicon of contemporary Arab poets : (biographies and poems of 101 Arab poets) /
Author: Luluah, `Abd al-Wahid.; Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud,
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtain’s Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 1
Wastefarer /
Author: Babatin, `Abd al-`Aziz Sa`ud, 1936-; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Kuwait : Foundation of Abdulaziz Saud Al-Babtin’s Prize for Poetic Creativity, 2006
Libraries Worldwide: 2
The price of sacrifice
Author: Damanhuri, Hamid.
Publication: Beirut, Khayats, 1965
Libraries Worldwide: 5
Modern Egyptian short stories
Publication: Cairo : Anglo-Egyptian Bookshop, 1961
Libraries Worldwide: 6
Iraqi short stories : an anthology /
Author: Hafiz, Yasin Taha.; Dulaymi, Lutfiyah.
Publication: Baghdad, Iraq : Dar Al-Mamun for Translation and Pub., 1988
Libraries Worldwide: 7
Had we not parted /
Author: Juwaydah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : State Pub. House (G.E.B.O.), 1999
Libraries Worldwide: 7
In the beginning was the female /
Author: Al-Sabah, S. M.; Luluah, `Abd al-Wahid.
Publication: Beirut : Dar Sader, 1994
Libraries Worldwide: 8
An ebony face : poems /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : G.E.B.O, 2000
Libraries Worldwide: 8
Time to catch time /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : G.E.B.O, 1997
Libraries Worldwide: 8
A thousand faces has the moon : poems /
Author: Juwaydah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : GEBO, 1997
Libraries Worldwide: 10
Blood stains on the veils of the Kaaba /
Author: Juwaydah, Faruq.; Naguib, Suad Mahmoud.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : State Pub. House, 1996
Libraries Worldwide: 10
Modern Iraqi poetry /
Author: Hafiz, Yasin Taha.
Publication: Baghdad : Dar al-Mamun, 1989
Libraries Worldwide: 10
The language of lover’s blood /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad.
Publication: [Cairo] : General Egyptian Book Organization, 1990
Libraries Worldwide: 12
Beauty bathing in the river : poems /
Author: Shushah, Faruq.; `Inani, Muhammad Muhammad,
Publication: Cairo : Egyptian State Pub. House, GEBO, 2003
Libraries Worldwide: 13
Selected poems of Fadwa Tuqan /
Author: Tuqan, Fadw?.; Dawood, Ibrahim.
Publication: Irbid, Jordan : Yarmouk University, 1994
Libraries Worldwide: 16
ومما يدعو إلى التساؤل عن سرّ الاهتمام بترجمة أعمال عربية كهذه إلى الانجليزية (أو غيرها من اللغات الغربية) ونشرها في بيئة عربية أنها نادراً ما تكون موضوع تعريف أو دراسة في مطبوعات اللغة المستهدفة أي الانجليزبة في هذه الحال.
قد يكون للقائمين بها أهداف أخرى بينها التعريف بالأدب العربي الحديث على الصعيد المحلي، أو استخدامها كأداة تعليمية في إعداد المترجمين أو الاعتقاد بأن على العرب أن يتحملوا قسطهم من المسؤولية في ترجمة أدبهم إلى اللغات الغربية أو غيرها. ومهما يكن الأمر فقد يكون من المفيد أن تدرس هذه الظاهرة او يعاد النظر فيها بعد تجربة نصف قرن في ضوء ما حققته من نتائج في سبيل التعريف بالأدب العربي.
الأدب العربي وأنثولوجيات الأدب العالمي
إن توافر عدد لا يستهان به من الأعمال المترجمة هيأ للأدب العربي مجالاً آخر للانتشار عن طريق مجموعات الأدب العالمي أو غير الغربي منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي أي بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل بخلاف ما كان سائداً قبل ذلك من إغفال أو إقصاء للأدب العربي.
ويلاحظ اليوم أن هذه المجموعات تضم في حالات كثيرة نماذج من الأعمال العربية قد ترد أحياناً في أكثر من مجموعة فنرى نماذج قصصية مختارة من أعمال ديزي الأمير – ذو النون أيوب – سلوى بكر – ليلى بعلبكي – محمد خضير – سحر خليفة – أليفة رفعت – نوال السعداوي – غادة السمان – الطيب صالح – غسان كنفاني – إبراهيم الكوني – نجيب محفوظ وغيرهم، كما نرى قصائد لعدد أكبر من الشاعرات والشعراء: فوزية أبو خالد – أدونيس _ عبد الله البردوني – عبد الوهاب البياتي – قاسم حداد – بلند الحيدري – فدوى طوقان – عبد العزيز المقالح – سعدي يوسف وآخرين.
ولا أظن أن أهمية هذه الأنثولوجيات تخفى على أحد من المعنيين بالآداب العالمية كوسيلة أخرى لنشر أي أدب وطني كالأدب العربي لا لأنها تستخدم في تدريس مادة الأدب العالمي في المدارس والجامعات فحسب بل لأنها بحكم تنوع موادها وتمثيلها لآداب عالمية مختلفة تلقى رواجاً بين عامة القراء بغض النظر عن خلفياتهم أو ميولهم.
وثمة جانب آخر جوهري يتصل بما حققته الترجمة في مجالين: تمثيل أدب المرأة العربية والتمثيل الجغرافي للأدب العربي الحديث عامة.
أما أدب المرأة فقد شهد اهتماماً مطرداً منذ 1967 بترجمة قصص قصيرة أو روايات أو مجموعات شعرية تمثل إنجازاتها الأدبية ومما أسهم في هذا التطور الإيجابي تنامي الحركة أو الدراسات النسوية في الولايات المتحدة واهتماماتها بالمرأة عالمياً بالإضافة إلى حضور المرأة العربية ذاتها في الأوساط الجامعية الأمريكية. ليس من الغريب إذن أن تترجم أعمال عدد كبير من الروائيات أو الشاعرات [أمثال ليلى أبو زيد (المغرب) ديزي الأمير وبتول خضيري (العراق) سحر خليفة وليانة بدر (فلسطين) هدى بركات وأملي نصر الله (لبنان) نوال السعداوي، رضوى عاشور ولطيفة الزيات (مصر) وسعاد الصباح (الكويت)] وأن يكون أدب المرأة موضع اهتمام في تدريس الأدب العربي الحديث أو في مواد تركز على أدب المرأة العربية، أو ضمن مواد أعم محورها أدب المرأة عامة.
وإذا انتقلنا إلى موضوع التمثيل الجغرافي في الأعمال العربية المترجمة فاننا نلاحظ أولاً أن التمثيل الجغرافي أمرٌ يتميز به الأدب العربي عن سواه (كالأدب التركي أو الأدب الأمريكي أو الأدب الياباني) لأنه ليس نتاج كيان سياسي موحد بل هو نتاج أقاليم أو أقطار مختلفة مما دفع بعضهم إلى القول بأننا أمام آداب عربية: أدب مصري، وأدب سوري وأدب فلسطيني وأدب عراقي أو أدب الجزيرة العربية أو أدب الخليج العربي وغير ذلك من التسميات التي تطلق – في الواقع – على بعض الأعمال المترجمة أو تستخدم في تدريس الأدب العربي الحديث في الجامعات الأمريكية، أو بعض الاتفاقيات الثقافية بين أمريكا والأقطار العربية كاتفاقية التبادل بين الأدبين المصري والأمريكي التي عقدت في مطلع هذا العام. ولهذا من حق القارئ أن يتساءل عن مدى تمثيل الأعمال التي ترجمت منذ الخمسينيات في القرن الماضي- للأقطار العربية المختلفة.
من الواضح – كما هو من المتوقع – أن يكون لمصر النصيب الأكبر في النوعين القصصي والمسرحي لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها، إذ نجد أنها ممثلة بما لا يقل عن «170» رواية أو مجموعة قصصية من مجموع «322» تقريباً تليها الأقطار الأخرى:
لبنان (26) فلسطين (22) وكل من العراق والسعودية وسوريا (11) والمغرب (8) وليبيا (7) وكل من تونس والجزائر والإمارات واليمن (2) والأردن (3) والسودان (5) والكويت (1).
وتكاد تكون جميع المسرحيات المترجمة مصرية باستثناء ثلاث تمثل ليبيا وسوريا.
أما في الشعر فنلاحظ أن فلسطين تحتل المرتبة الأولى (19) عملاً شعرياً يليها العراق (14) ولبنان ومصر (11) والسعودية (6) وسوريا والأردن (4) والكويت (3) واليمن (2) وكل من المغرب والسودان وعمان والإمارات (1).
إن هذه الأرقام – بالرغم من كونها تقريبية أو تعكس مرحلة معينة – تدل دلالة واضحة على أن الأدب العربي الحديث غير ممثل جغرافياً في الأعمال المترجمة، بل إنها تثير التساؤل حول إمكان تحقيق التمثيل الجغرافي أو ضرورة التقيد به لأسباب عدة منها
أولاً تعذر التحكم فيما يختاره أي مترجم من أعمال للترجمة.
ثانياً استحالة فرض توجه معين على ما يختاره الناشرون من المترجمات للنشر تلبية لأذواق القراء أو رغباتهم في اللغات المستهدفة
وثالثاً – وقد يكون أهم سبب _ غيبة الكيان العربي الموحد أو المؤسسة الثقافية العربية المؤهلة والجادة حقاً في سبيل اختيار الأعمال الأدبية على أساس تميّزها بخصائص فنية عالية بغض النظر عن هويتها الإقليمية أو القطرية.
الدور الأمريكي في دعم ترجمة الأدب العربي
لا شك في أن ترجمة أدب من لغته الأصلية إلى لغة أخرى هي من مسؤوليات مواطني اللغة المستهدفة ومؤسساتها الثقافية سواء يتعلق الأمر بالأدب العربي أو الأدب الأمريكي في سياق موضوعنا.
وأول ما يمكن أن نلاحظه بشأن ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية هامشية الدور الأمريكي في دعمه خلال ما يزيد عن نصف قرن لأسباب عدة أولها أو أهمها أن الترجمة الأدبية عامة لا تلقى في الولايات المتحدة ما تستحقه من الدعم على مختلف الأصعدة الرسمية وغير الرسمية كما لا تلقى إقبالاً واسعاً لدى القراء الأمريكيين. وبسبب هذا الوضع تتردد بين الأدباء ورجال الفكر وعلى صفحات الصحف الشكوى المألوفة التي نسمعها في العالم العربي من قلة ما يترجم من الآداب الأخرى. أذكر على سبيل المثال قولEsther Allen رئيسة لجنة الترجمة السابقة في مركز القلم الأمريكي PEN «نحن الشريان المسدود الذي يمنع الكُتّاب من الوصول إلى خارج بلادهم» مستشهدة بالنسبة الضئيلة من الأعمال المترجمة المنشورة في الولايات المتحدة عام 2003 إذ لم يزد عددها عن «330» عملاً من مجموع 200,000 كتاب نشر في العام ذاته. ويبدو أنها أرادت أن تظهر مدى تخلف أمريكا في هذا المجال أضافت قائلة أن هذا العدد يقارب ما نشر في العالم العربي من المترجمات خلال العام المذكور كما ورد في الكتاب المشهور بعنوانه الساخر أو المتحدي «آداب من محور الشر: كتابات من إيران والعراق وكوريا الشمالية وأقطار معادية أخرى Literature from the “Axis of Evil”: Writing from Iran, Iraq, Korea, and Other Enemy Nations» (2006).
ولهذا ليس من الغريب أن نقرأ مثلاً تصريحاً لكاتب أمريكي مشهور Jonathan Safran Foer جاء فيه أنه من المخجل أو العار أن تكون نسبة الأعمال المترجمة المنشورة في الولايات المتحدة أقل من 3% بالقياس إلى نسب أعلى تتراوح بين 25-45% في أقطار أخرى وأضاف قائلاً:
«نحن نركز عملياً كل انتباهنا السياسي والعسكري على الشرق الأوسط ولكن كم من المواطنين يستطيعون الزعم بأنهم قرأوا كتاباً واحداً مترجماً من الأدب العربي؟» [ انظر صحيفة نيويورك تايمز 16/1/2005].
وجاء في مقال لمترجم معروف James Snyder نشر حديثاً أنه ليس لأدباء أمريكا من سبيل للتعرف على الأعمال الأجنبية المتميزة كما أنه ليس هناك ما يوليها مترجمةً حقها من التقدير أو الاعتراف بها على الصعيد القومي وأضاف صاحب المقال قوله:
«إن أعلى جوائزنا الأدبية (جائزة بولتزر وجائزة الكتاب الوطني) لا تشمل بالتقدير أعمالاً لمؤلفين أجانب أو الأعمال التي تنشر مترجمة. لقد آن الأوان أن نغيّر هذا لصالح كل المعنيين بالأمر: المؤلفين والناشرين والمترجمين وفوق ذلك التعطش العام لفهم عالم معقد لا نستطيع تجاهله.”
واقترح الكاتب ان تخصص جائزة للاداب الاجنبية المنشورة في امريكا بشرط ان يكون المترجم امريكيا وان يكون المحكمون من ذوي الكفاءة في لغة العمل الاصلية.
[انترناشنل هيرالد تربيون 26/6/2008] وأغلب الظن أن هذا التذمر المتزايد من الدور الهامشي للترجمة الأدبية في أمريكا كان الدافع إلى تأسيس مشروع جديد (2007) باسم3% threepercent في جامعة روجستر/ نيويورك لإعداد إحصائية تعلن دورياً أو شهرياً لما يترجم من الأعمال إلى الإنجليزية في مجالي القصة والشعر.
http://www.rochester.edu/College/translation/threepercent/index.php?s=about
هناك – بالرغم من أمثال هذه الملاحظات السلبية – مؤسسات رسمية وغير رسمية تحاول تعضيد الترجمة الأدبية من مختلف اللغات وأهمها المؤسسة الوطنية للفنون National Endowment for the Arts التي أسست عام 1966.
فهي تقدم سنوياً منذ عام 1981 بعض المنح في سبيل دعم مشروعات للترجمة الأدبية غير أن تقريرها السنوي عام 2006 بمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيسها يشير إلى أن نصيب الترجمة كان ضئيلاً نسبياً (حوالي 246 منحة لمشاريع ترجمة من 46 لغة) وكان للعربية منها خمس منح دعماً لترجمة أربع روايات ومجموعة شعرية واحدة لسعدي يوسف التي ظهرت تحت عنوان «بلا ألفباء بلا وجه». Without Alphabet Without Face
من الجدير بالذكر أن المؤسسة المذكورة تلجأ إلى طريقة أخرى لدعم الترجمة الأدبية بعقد اتفاقيات مع بعض الأقطار كاليونان وإسبانيا في سبيل تعزيز التبادل الأدبي. وكان آخرها الاتفاقية التي عقدت في مطلع العام الماضي (2008) مع مصر لتبادل نشر الأدبين المصري والأمريكي تحت اسم «مبادرة القراءة الكبرى» كما جاء في خطاب رئيس المؤسسة المذكورة الشاعر الأمريكي داناجويا:
«ما نحن اليوم بصدده هو بداية تبادل أدب كلاسيكي [كذا] بين الولايات المتحدة ومصر. ونحن متشوقون جداً لجلب أعمال نجيب محفوظ الأدبية إلى الولايات المتحدة…»
Statements at the Big Read Launch”
كلمات حفل الإعلان عن مبادرة «القراءة الكبرى» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب:
http://cairo.usembassy.gov/pa/pr013108.htm [January 31,2008].
ويبدو أنها بدأت فعلاً في تنفيذ خطتها بافتتاح ما سمي بـ «مبادرة القراءة الكبرى» في ولاية فلوريدا خلال الشهرين الماضيين (أكتوبر – نوفمبر 2008) وفق برنامج شمل عرض بعض الأفلام عن أم كلثوم وكليوباترا وأخرى مبنية على أعمال نجيب محفوظ كزقاق المدق وثرثرة فوق النيل واللص والكلاب وعمارة يعقوبيان لعلاء الأسواني وبعض الندوات الثقافية والأدبية.
[راجعwww.flcenterlitarts.com ] ليست المؤسسة الحكومية المذكورة المصدر الوحيد لدعم الترجمة الأدبية بل هناك مؤسسات أهلية أخرى بالإضافة إلى مؤسسات أجنبية تقدم منحاً أو جوائز سنوية لترجمة آدابها الوطنية ونشرها داخل الولايات المتحدة وبين هذه الآداب التي تلقى دعماً الأدب الياباني والفرنسي والألماني والآداب الاسكندنافية ولعلني لا أعدو الصواب إن قلت بأن الأدب العربي بحاجة إلى مؤسسات عربية رسمية أو غير رسمية تعمل داخل الولايات المتحدة على دعم ترجمته كما تفعل المؤسسات الأجنبية الأخرى. وهناك بين المعنيين بالترجمة الأدبية من يرى ألا مفر من إسهام الحكومات الأجنبية بنشر آدابها المترجمة بالتعاون مع دور النشر.
راجع
ALTA Literary Translation Blog
A weblog for the American Literary Translators Association
ولا بد هنا من الإشارة إلى مؤسسة عربية غير رسمية أسهمت إسهاماً بعيد الأثر في التعريف بالأدب العربي الحديث وأقصد بها مشروع بروتا بإدارة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الذي قام منذ ثمانينيات القرن الماضي بترجمة عدد غير قليل من الأنثولوجيات الأساسية – التي أشرت إليها من قبل – والروايات وبعض المجموعات الشعرية. ومن مزايا المشروع تمثيل الأدب العربي في الأقطار العربيةواجياله الى حد بعيد ومحاولته تمثيل الأنواع الأدبية المختلفة (الشعر-القصة القصيرة-الرواية-المسرحية-السيرة) وقد تميّز كذلك باعتماده على عدد كبير من المترجمين إذ شارك مثلاً في أنثولوجية الشعر العربي الحديث «28» مترجماً ومترجمة وفي أنثولوجية المسرح العربي الحديث «17» مترجماً، ومترجمان أو أكثر في ترجمة الروايات. ومما لاشك فيه أن لهذا الإسهام الجماعي وحسن اختيار النصوص أثراً كبيراً في رفع شأن الأدب العربي، وتحقيق انتشار واسع نسبي لم يألفه من قبل بين عامة القراء في أمريكا أو غيرهامن الأقطار.
ان هذا العرض الجزئي –كما قلت- لايتناول الا بعض مظاهر التطور في انتشار الادب العربي في أمريكا غير انه بالرغم من ذلك يدل دلالة واضحة على ان الابداع العربي في مجال الادب اثبت دوره الفعال في مواجهة التحديات المعادية للعرب وامكانيته- اكثر من جوانب عربية أخرى-في ان يترك اثارا ايجابية في نفوس متلقيه من عامة القراء في الولايات المتحدة او غيرها من الاقطار الاوروبية.
الهوامش
1- انظر موقع FAIR Fairness and Accuracy in Reporting
Unmasks the Smearcasters How Islamiphobes spread fear, bigotry and misinformation
حيث تذكر نبذة موجزة اثني عشرة من القائمين بامثال هذه الحملات كدانيال
Pipes – Bill O’Reilly, David Horowitz, Steven Emerson, Robert Spenser etc.
2- انظر Kramer وWashington Post “ Teaching Arabic and Propaganda” July 5, 2008. كما راجع مقال Lockman 2005 حول مهاجمة اليمين لدرا سات الشرق الاوسط.
3- Timothy Marr,. The Cultural Roots of American Islamicism. Cambridge: New York: Cambridge University Press, 2006.
وانظر كذلك فؤاد شعبان حول تكون صورة الاسلام في الفكر الامريكي منذ بدء استيطان الاوربيين في العالم الجديد.: Sha’ban, Fuad. Islam and Arabs in Early Islamic Thought: The Roots of American Orientalism in America. Durham, NC: The Acron Press, 1991.
4- «التلقي الامريكي للادب العربي» الاستشراق اعداد محسن جاسم الموسوي ج2 بغداد: وزارة الثقافة:1987 ص ص 71-78
5- انظر Winder ص ص:43-44
6 – الطعمة ص 14 في كتابه Modern Arabic Literature in Translation
7 – Edward Said “Embargoed Literature.” Nation September 17, 1990.278-280.
8 – Christopher Wren. “Literary Letter from Cairo.” New York Times Book Review March 16, 1980:3, 22.
9- American Council of Learned Societies Bulletin March 1952 and May 1954. انظرنشرة المجلس المذكور للوقوف علي اختيار الاعمال العربية للترجمة في الخمسينيات من القرن الماضي.
10- ُEdward Said. “Goodbye to Mahfuz.” London Review of Books December 8, 1988.10-11.
11 – Modern Arabic Literature in Translation Cited above
12 – رسالة شخصية من Chad Post بتاريخ 10 نوفمبر.
Bibliography
Abu-Laban, Baha & Faith T. Zeady. Arabs in America: Myths and Realities. Wilmette, IL. Medina University International Press, 1973.
Altoma, Salih J. Modern Arabic Literature in Translation: A Companion. London: Saqi Books, 2005.
_____.“Arabic-Western Literary Relations in American Publications: A Selected Bibliography.” Yearbook of Comparative and General Literature 48(2000): 221-262.[Covers 1.Background: A. Arabic Literature. B. Western Views of Islam. 2. Orientalism. 3. Travel Literature.4. Translation From and Into Arabic.5. Linguistic Borrowings. 6. Greek-Arabic Relations.7. Western Reception of Arabic Literature.7a. The Arabian Nights.7b. Courtly Love and the Troubadours. 7c. Dante’s Divine Comedy and Islam. 7d. Kalilah wa Dimnah.7e. Romance of Antar. 7f. Maqamat and the Picaresque Narrative. 8. Other Arabo-Islamic Elements in Western Literatures.8.1. American Literature. 8.2. English Literature. 8.3. French Literature. 8.4. German Literature.8.5. Italian Literature. 8.6. Spanish and Hispano-Arabic Literature.9. Modern Arabic Literature and the West. General Works. East-West Encounter. Reception and Influences.9.3a. Overview. 9.3b. Drama.9.3c. Fiction.9.3d. Poetry.Arab American Literature.Francophone North African Literature. 12. Miscellaneous.] Arab and American Culture. Ed. George N. Atiyeh. Washington, D.C.: American Enterprise Institute, 1977.
The Arab Image in Western Mass Media. 1979 International Seminar. London: Outline Books, 1980.
Day, Mark. “Bibliography on Doctoral Dissertations in English on Arabic-Western Literary Relations.” Yearbook of Comparative and General Literature 48(2000): 167-219.
“Fairness and Accuracy in Reporting Unmasks the Smearcasters How Islamiphobes spread fear, bigotry and misinformation.” www.smearcasting.com
Ghareeb, Edmund, ed. Split Vision: A Portrayal of Arabs in the American Media. Washington, D.C.: American-Arab Affairs Council, 1983. [See esp.pp.315-390].
Goldberg, Michelle. “Osama University?” http://dir.salon.com/story/news/feature/2003/11/06/middle_east/index.
Gottschalk, Peter and Gabriel Greenberg. Islamophobia: Making Muslims the Enemy. Lanham, MD. Rowman & Littlefield Publishers, 2008.
Khasawnih, Sami A., ed. Arab-American Relations: Towards a Bright Future. Amman: University of Jordan, 2001.
Kramer, Martin. Ivory Towers on Sand: The Failure of Middle Eastern Studies in America. Washington, D.C.: Washington Institute for Near East Policy, 2001.
___. “The Future of Middle Eastern Studies at Stake.” sandbox.blogcity.com/columbia_the_future_of_middle_eastern_studies_at_stake.htm [Note his remarks “The cause was the empowerment of Palestinians, Arabs, and Muslims. The struggle was against an axis of evil comprised of Western Orientalism, American imperialism, and Israeli Zionism.] Literature from the “Axis of Evil” Writing from Iran, Iraq, North Korea, and Other Enemy Nations. Words Without Borders. New York: The New Press, 2006.
Lockman, Zachary. Contending Visions of the Middle East: The History and Politics of Orientalism. Cambridge: Cambridge University Press.
____.“Critique from the Right: The Neo-conservative Assault on Middle East Studies” CR: The New Centennial Review 5.1 (2005): 63-110
Marr, Timothy. The Cultural Roots of American Islamicism. Cambridge; New York: Cambridge University Press, 2006.
“‘Out of this World’”: Islamic Irruptions in the Literary Americas.” American Literary History Fall 2006:521-549.
“Near Eastern Translation Program.” American Council of Learned Societies Bulletin 45 (March 1952):39-43; 47 (May 1954):53-54.
“Nobel Chief Disparages U.S. as ‘Too Insular’ for Great Writing.” New York Times October 1, 2008.
Obeidat, Marwan and Ibrahim Mumayiz. “Anglo–American Literary Sources on the Muslim Orient: The Roots and the Reuiterations[sic].” Journal of American Studies of Turkey 13 (2001):47-72.
Quinn, Frederick. The Sum of All Heresies: The Image of Islam in Western Thought. New York: Oxford University Press, 2008.
Rich, Motoko. “Translation is Foreign to U.S. Publishers.” New York Times October 18, 2008.
Said, Edward. Orientalism. New York: Pantheon, 1978.
____. “The Media Revolution and the Resurgence of Islam.” See The Arab Image in Western Mass Media cited above.pp.91-106.
____.“Goodbye to Mahfuz.” London Review of Books December 8, 1988.10-11.
____. “Embargoed Literature.” Nation September 17, 1990.278-280.
____. “Orientalism Once More (2003)” Lecture at the Institute of Social Studies, The Hague, The Netherlands, 21 May, 2003
Salaita, Stephen. Anti-Arab Racism in the USA: Where It Comes from and What It Means for Politics Today. London; Ann Arbor, MI: Pluto Press, 2006.
___ Arab American Literary Fictions, Cultures, and Politics. New York: Palgrave Macmillan, 2007.
Semmerling, Tim Jon. «Evil» Arabs in American Popular Film: Orientalist Fear. Austin: University of Texas Press, 2006.
Sha’ban, Fuad. Islam and Arabs in Early Islamic Thought: The Roots of American Orientalism in America. Durham, NC: The Acron Press, 1991.
___. “‘A Manner of Speaking: An Analysis of the American Orientalist Discourse’” Arab-American Relations: Towards a Bright Future. Ed. Sami A. Khasawnih. Amman: University of Jordan, 2001.7-21.
Shaheen, Jack G. Guilty: Hollywood’s Verdict on Arabs after 9/11. Northampton, MA: Olive Branch Press, 2008
____. Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies a People. New York: Olive Branch Press, 2001
____. The TV Arab. Bowling Green, Ohio: Bowling Green State University Popular Press, 1984
_____ Abscam: Arabiaphobia in America. Washington, D.C. : American-Arab Anti-Discrimination Committee, 1980.
Snyder, James Thomas. “Literature Lost.” The International Herald Tribune June 24, 2008.
“Statements at the Big Read Launch”
كلمات حفل الإعلان عن مبادرة «القراءة الكبرى» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب http://cairo.usembassy.gov/pa/pr013108.htm [January 31, 2008].
Suleiman, Michael W. Arabs in the Mind of America. Brattleboro, VT: Amana Books, 1988.
Teti, Andrea. “Bridging the Gap: IR. Middle East Studies and the Disciplinary Politics of the Area Studies Controversy.” Journal of International Relations 13.1 (2007): 117-145.
“three percent.” http://www.rochester.edu/College/translation/threepercent/index.php?s=about
Tonkin, Boyd. “Is the Arab World Ready for a Literary Revolution?” Independent April 15, 2008.
Winder, R. Bayly. “Four decades of Middle Eastern Study.” Middle East Journal 41.1 (Winter 1987):40-63.
Worth, Robert F. “One Language, Many Voices: THE ANCHOR BOOK OF MODERN ARABIC FICTION Edited by Denys Johnson-Davies.” New York Times November 26, 2006.
____.“Arabic Lessons.” New York Times January 6, 2008. Pg27.
Wren, Christopher. “Literary Letter from Cairo.” New York Times Book Review March 16, 1980:3, 22.
صالح جواد الطعمة
استاذ الأدب بجامعة انديانا الأمريكية
- منقول عن:
* أ. د. صالح جواد الطهمة : التلقي الأمريكي للأدب العربي 1950 – 2008