صديقة علي

تتكدس أضابير المراجعين أمامي، وأنا أتامل وجوههم المحتقنة فاغرا فاي "كالمسطول"، يصعب عليّ تسيير أمورهم، وأنا في هذا التشتت والقلق. زميلي الفيلسوف يدق بأنامله على المكتب، ولا ألتفت إليه .. صراخهم لا أسمعه وحده صوتها يدوي: ـ طلقني الحياة معك باتت مستحيلة. أي طريق مسدود هذا؟ لا أنكر بأني صرت...
وكيف أتوه عن عينيها وأنا الذي أرسلت لهما آلاف الرسائل، لتشهد طاولة الاجتماعات على ضجيج نظراتنا، التي كانت تضفي على كل صباح رونقا خاصا، لكنني لسبب ما تخاذلت؛ فأضعتها في زحمة طموحاتي، وارتبطت بمن تصعدني السلّم الوظيفي . تدفق الماء أزعجني، وقد هدني تعب السفر،فرحت أبحث عن موطئ جاف لخطواتي ،وفي خضم...
خاص ليوم اللغة العربية. يحملني على كتفه، أبتلُّ بنضح عرقه، يتعبني لهاثه وتؤلمني أظافره المتشبثة بي بقوة، يقرع الجرس؛ فينفتح الباب على صالون أثاثه فاخر، شاشة تلفاز كبيرة تعرض صور الحرب، وتقارير سمعتها مرارا وتكرارا من خلال مذياع شاحنة، ومن خلف جدار مستودع بارد ألقوني به على عجل أيضاً، وأخفوني...
قربه لروحي جعلني مستسلما لنصائحه قانعا بها ،أقنعني بأن أترك الجامعة ،والتحق بخدمة العلم ،ثم أعود لاستكمال تعليمي ،وهذا سيسهل علي خطوبة من أحب، وفق ما أرتآه صديقي .والذي شجعني أكثر لاتخاذ هذا القرار أصرار حبيبتي :(سنتان يا حبيبي وتمران كرفة عين أنهي بهما دراستي الجامعية ،وتنهي أنت بهما...
آدم أول الخلق أب البشر، من ضلعه خلقت حواء فكان حاميها، تساءلت وأنا أنهي القصة ماذا لو كان أهل القرية كلهم نسخا من آدم وليسوا مجرد أسماء تطلق على الأبناء منهم تيمنا بأسطورة آدم؟ هل كان الرجل الغريب سيفعل ما فعله؟ في قصة سره الباتع ليوسف إدريس تحول الجميع لحامد حين داهم الخطر القرية؛ لتبقى...
بصوت واهن ممزوج بالعتمة وطعم الغبار، توصيني بأختي .. يعبر الأنين الفراغ الضيق، ويتجاوزني إلى أمي. – هأنا أمسك بيدها، هي بجانبي، لا تخافي نحن بخير. يد أمي تتلمس صدق كلماتي، وبعض الأمل ،بالضغط على رجلي، فأبتهل إلى الله ألاينقطع الأنين. أختي كعادتها تترك لي يدها كي أكتشف مخبأها عندما كنا نلعب...
(مصائر)... صديقة علي... من سوريا. يحملني على كتفه، أبتلُّ بنضح عرقه، يتعبني لهاثه وتؤلمني أظافره المتشبثة بي بقوة، يقرع الجرس؛ فينفتح الباب على صالون أثاثه فاخر، شاشة تلفاز كبيرة تعرض صور الحرب، وتقارير سمعتها مرارا وتكرارا من خلال مذياع شاحنة، ومن خلف جدار مستودع بارد ألقوني به على عجل أيضاً،...
النص ذرَّةُ ملحٍ... صديقة علي لطالما سحرتني الشاشة الفضية، هذا البهاء في العتمة، والإضاءة التي تكشف بريق العيون، تلك الرهبة بالصوت، والجمال بنجوم السينما، حتى الرائحة الرطبة التي تتنسم مع الإشعاع البهي، تنفصل عمَّن حولك وعن ضوء النهار. لم يخطر ببالي أن وجهي سيحتلّ الشاشة يوما، فوجئت باختيار...
اعترضت بشدّة ،مع علمها أن اعتراضها لن يغيّر من قراره شيئا. هي تعرفه حين يصمّم على أمر معين. توقعت منه أن يبيع كلّ شيء إلا الباب. - هل يوجد عاقل في الدنيا يبيع باب بيته . (من حقّها أن يناقشها بما انها زوجته )قال في نفسه (لاسيما أنّها هي من ابتاعت الباب علّها تقتنع وتخفّف من حدّة غضبها). لكنّه...
أنت تشيكوفية بامتياز، كما أنك أيضا إدريسية بلا منازع. كلاهما لم تبتعد أبصارهما، ولا اهتماميهما عن الفقراء، والبائسين، والتعساء، والمقهورين، سواء كان مصدر القهر خارجيا، أو داخليا. وتلك الفئات بحق هم الأبطال الحقيقيون للقصة القصيرة، ولسوف يبقى الأمر كذلك مهما أوجعوا رؤوسنا بالميتاسرد، وبالفذلكات...
الجزء الأول: (مقدمة الكتابة) تستهوينا القصص القصيرة لأنها ميدان رحب لكتابة الناقد. فكل قراءة مجالها الإطراء، والتصنيف النحوي، وتأكيد انضباط النص بقواعد وأسس الكتابة القصصية، هي مجرد ثغاء وتكرار ممل لمعادلات قياسية موضوعة، لا تغني النص ولا ترفعه. فالحياة التي روحها الأدبية تكمن في فن القصة...
لطالما سحرتني الشاشة الفضية، هذا البهاء في العتمة، والإضاءة التي تكشف بريق العيون، تلك الرهبة بالصوت، والجمال بنجوم السينما، حتى الرائحة الرطبة التي تتنسم مع الإشعاع البهي، تنفصل عمَّن حولك وعن ضوء النهار. لم يخطر ببالي أن وجهي سيحتلّ الشاشة يوما، فوجئت باختيار المخرج الذي وقع عليَّ، لتمثيل دور...
لأول مرة أحظى بأشيائي الخاصة ملعقتي، صحني، كوبي، فرشاة أسناني، حقيبة سفر صغيرة كتب عليها اسمي، حتى ثيابي لأول مرة تكون لي وحدي، فضيق الحال وتقاربنا بالسن أنا وأخواتي جعلا ثيابنا مشتركة ،لأول مرة سأغادر أهلي، و كان ذلك كفيلاً لخلق القلق والتوتر لطفلة في الصف الخامس ابتدائي. وأذكر يومها مرّ...
يؤلمني أن أقرأ قلقها، بصمتها وارتجاف يديها، لا شك أنها في موقف شديد الصعوبة، ولا تُحسد، عليه عيناها تنطقان بالقهر وبالخذلان: - قليل الذوق أخوك لم يأت بعد، هاتفته... وهو لا يكترث. ويصدف أن يسمعها أبي... فيهمس بشفتين بيضاوين وبوهن شديد: - لا عليك... هذا الولد العاق لا أنتظر منه شيئاً. تمسد يدي...
بذلت جهدا كبيرا، كي أقنع أمي بواجب التعزية في وفاة أبي، صحيح أنني كنت قد قاطعته منذ مدة قصيرة، لكن أصر عمي على حضورنا، فأنا وريث أبي الوحيد. سلّمت أمي لمجلس النساء، تجاهلتها جدتي، و احتضتني بنحيب قائلة: ـ من رائحة المرحوم. رائحة...رائحة أعادتني لصراخهما الذي أرعبني ..جلست في زاوية الغرفة...

هذا الملف

نصوص
59
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى