شاعرة الحزن والنجوى والتأمل والتقوى عاتكة وهبي الخزرجي، ولدت في بغداد في 14 تشرين الثاني سنة 1926، وكان والدها وهبي الأمين الخزرجي ضابطا في الجيش التركي برتبة قائممقام (عقيد) واصبح متصرفا للموصل سنة 1921 فمتصرفا للواء ديالى، وتوفي بعد ذلك وعمر ابنته لا يتجاوز ستة اشهر.
ذاقت عاتكة مرارة اليتم طفلة فنشأت ميالة الى الشجو والأسى. وانتمت الى دار المعلمين العالية فتخرجت فيها سنة 1945 وعينت مدرسة للغة العربية في بعض مدارس البنات الثانوية. وارسلت بعد ذلك لإتمام دراستها في جامعة السوريون في باريس (1950) فحصلت على شهادة الدكتوراه في الآداب (1956)، وكان موضوع اطروحتها العبّاس بن الاحنف الشاعر الغزلي الرقيق، وكانت عاتكة قد حققت ديوانه ونشرته في القاهرة سنة 1954.
وعادت الى بغداد فعينت مدرسة بدار المعلمين العالية التي اصبحت فيما بعد كلية التربية، وواصلت الدكتورة عاتكة التدريس في كلية الآداب بجامعة بغداد. وسافرت الى باريس في صيف سنة 1970 للقيام ببحوث ادبية وعادت الى بغداد بعد امد قصير.
قال الدكتور صفاء خلوصي في كلمته عن هذه الشاعرة في مجلة الجمعية الاسبوعية الملكية الصادرة في لندن (1950) ما ترجمته: “ان عاتكة بدأت حياتها فتاة حييّة لم تكن لتتغلب على خجلها الا حين كانت تلقي خطابا او تتلو بعض اشعارها. وكانت تضع الحجاب حتى في ساعات الدرس، لكنها سرعان ما تبدلت حالها ورأى العراق فيها امرأة حرة ثائرة”.
نظمت عاتكة وهبي الشعر صبية، وكانت باكورة شعرها صرخة مدوّية تترجم عن اليتم والذل والشقاء فقالت:
ateka-5وألقت عليّ الأم نظرة أيم
قرأت بها يتمي وتاريخ حسرتي
وكم كنت آسى إذ اشاهد طفلة
تصيح: أبي أذ يبتديها بطفلتي
فأسرع في ذل ويأس ولهفة
اسائل امي إذ اغالب دمعتي:
حنانيك يا امي، امالي من أبٍ؟
امالي من كفّ تكفكف عبرتي؟
وشعرها قويّ رصين التزمت فيه الطرقة العمودية الأصيلة وغلب عليه الحزن والتفجّع والالم. ونزعت الى التصوّف فنظمت في الزهد والعشق الالهي قصائد من عيون الشعر. وقد اشبهت الشاعرة الصحابية عاتكة بنت زيد العدوية التي رئت قرينها عبد الله بن ابي بكر الصديق قائلة:
فآليتُ لا تنفك عيني حزينة
عليك ولا ينفك خدّي اغبرا
واعادت على طريقة العصر سيرة رابعة العدوية الشاعرة الناسكة الصالحة التي سكرت بخمرة الهيام الالهية وزهدت في الحياة الدنيا وقالت: “اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم”.
نشرت عاتكة مسرحية شعرية بعنوان “مجنون ليلى” (1963) ودواوين: انفاس السحر (1963) افواف الزهر (1976) لألاء القمر 01965).
ان شعر الخزرجية الحزين الرقيق ليشبه في امواجه المتضاربة ونغماته الساجية شعر مارسلين ديبورد فالمور (1785 – 1859) التي رتلّت اناشيد الأسى والحب الصوفي ولواعج النفس على قيثارة الشعر الفرنسي. ولدت هذه الشاعرة في احضان اسرة مرفهة، لكن الثورة الفرنسية التي نشبت، وهي طفلة، حملت الى آلها البؤس والشقاء. وارسلت الفتاة الى جزيرة الغادلوب النائية في بحار اميركة الوسطى لاستيفاء إرث عائلي، بيد انها عادت من رحلتها المضنية اشد فقرا. وتوفيت والدتها، فقست عليها الحياة، وشردتها، وقسا عليها الحب فاورثها السقم والعناء. ثم لقيت شريك حياتها في بروكسيل، فكانت مثال الروح الصالحة والام الحنون، وهدهدت اطفالها واطفال فرنسة عامة بالحان شجية تفيض رقة وعذوبة. ان مارسلين ديبورد التي عرفت بشقيقة الشعراء الروحية قد بلغت – كما قيل – قمة الشعر الوجداني بلا تكلف، وكانت وسيلتها نفسها المرسلة على سجيتها وعواطفها المرهفة. وقد ودعها الشاعر تبودور دي بانفيل قائلا:
“ايتها الميتة العزيزة، التي جاعت روحها وظمات الى سماء الازورد،
يامارسلين، هل ترقدين في تربة التلّ الباردة؟
هل وجدت الهدوء اخيراً؟”.kh-ateka-3
فرأت الشاعرة الفرنسية قصيدة الشاعر الفارسي عبد الرحمن جامي الذي سبقها بثلاثة قرون، تلك القصيدة التي يتغزل فيها بحبية مجهولة لم ترها عيناه واشتاقت اليها روحه عبر الاثير، فاجابته بقصيدة تقطر لوعة وتلهفا وتشوقا. قالت:
“حينما تتعذر علي رؤياك، يرهقني الزمان وتثقل الساعة كاهلي بعبء انوء بحمله.
واشعر بقلبي يذوب وكأنه يزمع مغادرة ضلوعي، وينحني رأسي، فاشقى وانخرط في البكاء.
وحين يهتف صوتك المدوي في قرارة ذاكرتي، ارتجف واصغي بلا حراك، ويمتلك الرجاء قيادي.
وكان الله يمس قصبة واهية، وانا بكل حواسي اجيب قائلة: اللهم، فليأت!!.؟
ان تأملات الشاعرة الخزرجية وشطحاتها الصوفية فيها كثير من الالم والحب والنزوع وسائر ما يطفح به شعر مرسلين ديبورد من الاشواق الروحية. قالت الخزرجية:
بلوت من الأيام كل عظيمة،
وحبي أنّي قد ولدت بمأتم!
وكانت اغاني المهدي لي رنّة الأسى
ووقع نحيب قد برى قلب أيّم
ولقنت في مهدي سجل مأتمي
وكم هالني فصل الشقاء المجسمّ kh-ateka-2
وردت عليها الشاعرة الفرنسية من وراء حُجب السنين، بقصيدتها “الى اللواتي يتتحبن”، قائلة:
“انتن اللواتي يتعذبن، لقد اخترتكن لي اخوات، واليكن تتوجه احلامي الساجية والحلاوة المرة لدموعي المغناة.
ففي هذا الكتاب روح تكمن اسيرة. افتحن واقرأن، واحسبن الايام التي حملت لنفسي الالم.
ايتها الباكيات في هذا العالم الذي مررت به مجهولة، احلمن على هذا الرماد واغمسن فيه قيودكنّ.
اطلقن اصواتكن في الغناء، فالحان المرأة تشجي العذاب.
احببن، فالبغض يؤلم اكثر من الحب.
وامددن ايديكن بالعطاء، فالصدقة تحيي الأمل،
فمن يستطيع العطاء لا يريد الموت!..”.
وقال احمد حسن الزيات: “ان الينابيع الصافية الثرة التي ارتوى على فيضها واغتدى على جناها شعر الدكتورة عاتكة هي: الله والطبيعة والنفس. والينبوع القدسي هو اندى على كبدها وأروى لشعورها من الينبوع النفسي والينبوع الطبيعي لأنها حين تصف النفس او تصور الطبيعة يتمثل فيها بديع السموات والأرض الذي احسن كل شيء خلقه ومنح كل جميل جماله..
“ان الشبابة من قصب، ولكن اللحن من نار، فكلما نفخت فيها من روحها ذاب قلبها في حبها، فتثن او تحن او تشكو او ترجو او تثور بالفاظ منسقة كالنغم، مونفة كالزهر، منمقة كالوشي، تسري فيها المعاني الشاعرة سريان النشوة في الرحيق او الفوحة في الطيب. فاسلوبها نسق مطرد من الفكر والخيال والعاطفة، يصقله طبع وذوق، ويقوّمه درس واطلاع…”.
تحدثت عاتكة وهبي الخزرجي فقالت انها تستمد موارد ادبها من الشعر العربي الاصيل قديمه وحديثه، وان اساتذتها فيها كثر اولهم البحتري. وهي معجبة اشد الاعجاب بالشريف الرضي واحمد شوقي. وقد مارست النقد الادبي والقصة القصيرة.
وعلى الرغم من اطلاعها الواسع على الاداب الغربية، لم تخرج على نظام القصيدة العربي القديم.
قال عنها خالد القشطيني انها شاعرة محافظة فكرا واسلوبا، وقد التزمت بالاشكال الكلاسيكية للشعر العربي، ودعت الى التمسّك بالقيم الاسلامية والتقاليد العربية.
وقال : “ومما يذكر انها حين تمضي الى القاهرة، وكثيرا ما تزورها، تقيم في دير وتمتنع عن النزلو في محلّ اكثر ترفا”.
وقال انها بالرغم عن حبها العميق لبلادها وشعبها ودينها وثقافتها وتقاليدها لم تستطع عاتكة إلا ان تشعر بشعور الخيبة، شأن سائر المثقفين المعاصرين للضعف والنقص اللذين يتسم بهما المجتمع الجديد. وقد عبرت عن هذا الشعور مراراً في قصائدها.
* عن كتاب اعلام الادب في العراق الحديث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إشارة :
منذ مدّة ليست قصيرة وأسرة الموقع تجمع المقالات والدراسات المنشورة عن المنجز الإبداعي (الشعري والنقدي) للمبدعة العراقية الراحلة الدكتورة “عاتكة وهبي الخزرجي” الذي لم ينل -للأسف- حقّه الكافي الموازي لتفرّده من الدراسة والتحليل، وذلك لغرض إصدار ملف عن المبدعة الراحلة يكون مصدرا للباحثين ومادة للقراءة الثرة. وقد جاءت مقالة المبدع الكبير الدكتور “علي القاسمي” : أستاذتي قيثارة العراق الشاعرة عاتكة الخزرجي” لتحفزنا نحو البدء بنشر حلقات الملف ولنفتتح هذا الملف بها. ندعو الأحبة الكتّاب والقرّاء إلى إغناء هذا الملف بما يتوفر لديهم من مقالات ودراسات وصور ووثائق. وسيكون الملف مفتوحا من الناحية الزمنية على عادة الموقع لأن لا زمن يحدّ الإبداع.
- عن:
* مير بصري : الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي (ملف/4)
ذاقت عاتكة مرارة اليتم طفلة فنشأت ميالة الى الشجو والأسى. وانتمت الى دار المعلمين العالية فتخرجت فيها سنة 1945 وعينت مدرسة للغة العربية في بعض مدارس البنات الثانوية. وارسلت بعد ذلك لإتمام دراستها في جامعة السوريون في باريس (1950) فحصلت على شهادة الدكتوراه في الآداب (1956)، وكان موضوع اطروحتها العبّاس بن الاحنف الشاعر الغزلي الرقيق، وكانت عاتكة قد حققت ديوانه ونشرته في القاهرة سنة 1954.
وعادت الى بغداد فعينت مدرسة بدار المعلمين العالية التي اصبحت فيما بعد كلية التربية، وواصلت الدكتورة عاتكة التدريس في كلية الآداب بجامعة بغداد. وسافرت الى باريس في صيف سنة 1970 للقيام ببحوث ادبية وعادت الى بغداد بعد امد قصير.
قال الدكتور صفاء خلوصي في كلمته عن هذه الشاعرة في مجلة الجمعية الاسبوعية الملكية الصادرة في لندن (1950) ما ترجمته: “ان عاتكة بدأت حياتها فتاة حييّة لم تكن لتتغلب على خجلها الا حين كانت تلقي خطابا او تتلو بعض اشعارها. وكانت تضع الحجاب حتى في ساعات الدرس، لكنها سرعان ما تبدلت حالها ورأى العراق فيها امرأة حرة ثائرة”.
نظمت عاتكة وهبي الشعر صبية، وكانت باكورة شعرها صرخة مدوّية تترجم عن اليتم والذل والشقاء فقالت:
ateka-5وألقت عليّ الأم نظرة أيم
قرأت بها يتمي وتاريخ حسرتي
وكم كنت آسى إذ اشاهد طفلة
تصيح: أبي أذ يبتديها بطفلتي
فأسرع في ذل ويأس ولهفة
اسائل امي إذ اغالب دمعتي:
حنانيك يا امي، امالي من أبٍ؟
امالي من كفّ تكفكف عبرتي؟
وشعرها قويّ رصين التزمت فيه الطرقة العمودية الأصيلة وغلب عليه الحزن والتفجّع والالم. ونزعت الى التصوّف فنظمت في الزهد والعشق الالهي قصائد من عيون الشعر. وقد اشبهت الشاعرة الصحابية عاتكة بنت زيد العدوية التي رئت قرينها عبد الله بن ابي بكر الصديق قائلة:
فآليتُ لا تنفك عيني حزينة
عليك ولا ينفك خدّي اغبرا
واعادت على طريقة العصر سيرة رابعة العدوية الشاعرة الناسكة الصالحة التي سكرت بخمرة الهيام الالهية وزهدت في الحياة الدنيا وقالت: “اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم”.
نشرت عاتكة مسرحية شعرية بعنوان “مجنون ليلى” (1963) ودواوين: انفاس السحر (1963) افواف الزهر (1976) لألاء القمر 01965).
ان شعر الخزرجية الحزين الرقيق ليشبه في امواجه المتضاربة ونغماته الساجية شعر مارسلين ديبورد فالمور (1785 – 1859) التي رتلّت اناشيد الأسى والحب الصوفي ولواعج النفس على قيثارة الشعر الفرنسي. ولدت هذه الشاعرة في احضان اسرة مرفهة، لكن الثورة الفرنسية التي نشبت، وهي طفلة، حملت الى آلها البؤس والشقاء. وارسلت الفتاة الى جزيرة الغادلوب النائية في بحار اميركة الوسطى لاستيفاء إرث عائلي، بيد انها عادت من رحلتها المضنية اشد فقرا. وتوفيت والدتها، فقست عليها الحياة، وشردتها، وقسا عليها الحب فاورثها السقم والعناء. ثم لقيت شريك حياتها في بروكسيل، فكانت مثال الروح الصالحة والام الحنون، وهدهدت اطفالها واطفال فرنسة عامة بالحان شجية تفيض رقة وعذوبة. ان مارسلين ديبورد التي عرفت بشقيقة الشعراء الروحية قد بلغت – كما قيل – قمة الشعر الوجداني بلا تكلف، وكانت وسيلتها نفسها المرسلة على سجيتها وعواطفها المرهفة. وقد ودعها الشاعر تبودور دي بانفيل قائلا:
“ايتها الميتة العزيزة، التي جاعت روحها وظمات الى سماء الازورد،
يامارسلين، هل ترقدين في تربة التلّ الباردة؟
هل وجدت الهدوء اخيراً؟”.kh-ateka-3
فرأت الشاعرة الفرنسية قصيدة الشاعر الفارسي عبد الرحمن جامي الذي سبقها بثلاثة قرون، تلك القصيدة التي يتغزل فيها بحبية مجهولة لم ترها عيناه واشتاقت اليها روحه عبر الاثير، فاجابته بقصيدة تقطر لوعة وتلهفا وتشوقا. قالت:
“حينما تتعذر علي رؤياك، يرهقني الزمان وتثقل الساعة كاهلي بعبء انوء بحمله.
واشعر بقلبي يذوب وكأنه يزمع مغادرة ضلوعي، وينحني رأسي، فاشقى وانخرط في البكاء.
وحين يهتف صوتك المدوي في قرارة ذاكرتي، ارتجف واصغي بلا حراك، ويمتلك الرجاء قيادي.
وكان الله يمس قصبة واهية، وانا بكل حواسي اجيب قائلة: اللهم، فليأت!!.؟
ان تأملات الشاعرة الخزرجية وشطحاتها الصوفية فيها كثير من الالم والحب والنزوع وسائر ما يطفح به شعر مرسلين ديبورد من الاشواق الروحية. قالت الخزرجية:
بلوت من الأيام كل عظيمة،
وحبي أنّي قد ولدت بمأتم!
وكانت اغاني المهدي لي رنّة الأسى
ووقع نحيب قد برى قلب أيّم
ولقنت في مهدي سجل مأتمي
وكم هالني فصل الشقاء المجسمّ kh-ateka-2
وردت عليها الشاعرة الفرنسية من وراء حُجب السنين، بقصيدتها “الى اللواتي يتتحبن”، قائلة:
“انتن اللواتي يتعذبن، لقد اخترتكن لي اخوات، واليكن تتوجه احلامي الساجية والحلاوة المرة لدموعي المغناة.
ففي هذا الكتاب روح تكمن اسيرة. افتحن واقرأن، واحسبن الايام التي حملت لنفسي الالم.
ايتها الباكيات في هذا العالم الذي مررت به مجهولة، احلمن على هذا الرماد واغمسن فيه قيودكنّ.
اطلقن اصواتكن في الغناء، فالحان المرأة تشجي العذاب.
احببن، فالبغض يؤلم اكثر من الحب.
وامددن ايديكن بالعطاء، فالصدقة تحيي الأمل،
فمن يستطيع العطاء لا يريد الموت!..”.
وقال احمد حسن الزيات: “ان الينابيع الصافية الثرة التي ارتوى على فيضها واغتدى على جناها شعر الدكتورة عاتكة هي: الله والطبيعة والنفس. والينبوع القدسي هو اندى على كبدها وأروى لشعورها من الينبوع النفسي والينبوع الطبيعي لأنها حين تصف النفس او تصور الطبيعة يتمثل فيها بديع السموات والأرض الذي احسن كل شيء خلقه ومنح كل جميل جماله..
“ان الشبابة من قصب، ولكن اللحن من نار، فكلما نفخت فيها من روحها ذاب قلبها في حبها، فتثن او تحن او تشكو او ترجو او تثور بالفاظ منسقة كالنغم، مونفة كالزهر، منمقة كالوشي، تسري فيها المعاني الشاعرة سريان النشوة في الرحيق او الفوحة في الطيب. فاسلوبها نسق مطرد من الفكر والخيال والعاطفة، يصقله طبع وذوق، ويقوّمه درس واطلاع…”.
تحدثت عاتكة وهبي الخزرجي فقالت انها تستمد موارد ادبها من الشعر العربي الاصيل قديمه وحديثه، وان اساتذتها فيها كثر اولهم البحتري. وهي معجبة اشد الاعجاب بالشريف الرضي واحمد شوقي. وقد مارست النقد الادبي والقصة القصيرة.
وعلى الرغم من اطلاعها الواسع على الاداب الغربية، لم تخرج على نظام القصيدة العربي القديم.
قال عنها خالد القشطيني انها شاعرة محافظة فكرا واسلوبا، وقد التزمت بالاشكال الكلاسيكية للشعر العربي، ودعت الى التمسّك بالقيم الاسلامية والتقاليد العربية.
وقال : “ومما يذكر انها حين تمضي الى القاهرة، وكثيرا ما تزورها، تقيم في دير وتمتنع عن النزلو في محلّ اكثر ترفا”.
وقال انها بالرغم عن حبها العميق لبلادها وشعبها ودينها وثقافتها وتقاليدها لم تستطع عاتكة إلا ان تشعر بشعور الخيبة، شأن سائر المثقفين المعاصرين للضعف والنقص اللذين يتسم بهما المجتمع الجديد. وقد عبرت عن هذا الشعور مراراً في قصائدها.
* عن كتاب اعلام الادب في العراق الحديث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* إشارة :
منذ مدّة ليست قصيرة وأسرة الموقع تجمع المقالات والدراسات المنشورة عن المنجز الإبداعي (الشعري والنقدي) للمبدعة العراقية الراحلة الدكتورة “عاتكة وهبي الخزرجي” الذي لم ينل -للأسف- حقّه الكافي الموازي لتفرّده من الدراسة والتحليل، وذلك لغرض إصدار ملف عن المبدعة الراحلة يكون مصدرا للباحثين ومادة للقراءة الثرة. وقد جاءت مقالة المبدع الكبير الدكتور “علي القاسمي” : أستاذتي قيثارة العراق الشاعرة عاتكة الخزرجي” لتحفزنا نحو البدء بنشر حلقات الملف ولنفتتح هذا الملف بها. ندعو الأحبة الكتّاب والقرّاء إلى إغناء هذا الملف بما يتوفر لديهم من مقالات ودراسات وصور ووثائق. وسيكون الملف مفتوحا من الناحية الزمنية على عادة الموقع لأن لا زمن يحدّ الإبداع.
- عن:
* مير بصري : الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي (ملف/4)