أربعةُ أيام ٍلا تكفي
لكي تطبعَ قبلةً فوق شفة الإسكندرية
لكي تأخذَ الحياةَ في نزهةٍ على الكورنيش
وتقولَ لها: أحسنتِ ولادة اسمي !
كبُرَتْ شجرةُ العاشقِ
الشمسُ فتَحَتْ دفترَهَا مبكرا
والرذاذُ يزركشُ الخدودَ
البناتُ يتخطَّفنَ المواعيدَ
والغيمُ ينثرُ شيلانَهُ
يخبئها في ظلال الشبابيكِ
ويعلو.
سأحتاجُ أن أتحرَّرَ من نفسي
من فتنةِ الطقس
من مصادفةٍ تقولُ:
أنا الوجودُ / أنا اللغةُ / أنا الشِّعرُ/
أنا الحبّ.
سأحتاجُ مِلعقةً تعرفُ كيف تكشطُ الحنينَ
كيف تجعله شاهدًا
لا يشبه الفَراشَ
أو الدَّمعَةَ
أو ينتحلُ الأعذارَ لشفةٍ نَسِيَهَا النَّوم.
أربعةُ أيامٍ لا تكفي لكي يقولَ شاعرٌ:
صباحُ الخير يا محطّةَ الرَّملِ/ يا مقهى البورصة/
يا جداريةَ الفنونِ/ صباحُ الخير يا كفافيسَ/
صباحُ الخيرِ يا بائعَةَ الفيرسكا / يا شارع النبي دانيال/
صباح الخير يا نوَّةَ المكنسةِ / صباح الخير يا حدائق المنتزه/
صباحُ الخير يا يدًا تتحرًّشُ بظلِّها /
صباحُ الخير يا امرأةً غسلتْ ثديَهَا بالزَّبد /
صباح الخير أيها الصيادون..
تلاعبون السَّمكَ برنّة الموالِ
ومرايا الشطوط.
هذا آخرُ النَّرد
الإسكندريةُ تذهبُ إلى الامتحان
ربطتْ الفنارَ في المتحف
وصرختْ:
لا شيءَ يشبهني.
أنتِ التي قلتِ: لا تبكِ من أجلي
أسندني بضلعكَ الشائخِ
ربما أعرف كيف أنامُ على جنبٍ واحدٍ
ربما لا يبلغُ الورمُ السّقف.
في المرسم..
نام الملاكُ في رغوة الإسكتش
مفتشو اللعناتِ- على عجلٍ- ينكشون التربةَ
يقطَّعون الأوصالَ واللحنَ والأغنية
قالت العرًّافةُ: هنا لم يحتسِ الإسكندرُ كأسَهُ الأخيرةَ
لم يدفن أفلوطينَ وصيتَهُ..
مجردُ عاصفةٍ لم تحسن النُّطقَ
مجردُ صرخةٍ فاتتها حصَّةُ الموسيقى.
انثنَتْ فوق ركبة الموج
طائرتَهَا الورقيَّة تشدُّ الخيطَ
غابةٌ من الألوان والخطوطِ تدحرَجَتْ
في كفّ الرِّيح
هيا.. اضربي الفُرْشَاةَ بقوةٍ
أنا فراغُكِ
مَجْدُ ابتسامتكِ
بعد قليلٍ ستشفُّ الصُّورةُ
سنرحلُ في مصفاة الشَّمعِ
انتبهي..
الشِّراعُ يدورُ على نفسهِ
القبلة شرنقة الروح
اتركيها نائمةً
لا توقظيها
وحده سيطفو الحريرُ
تطفو الأناشيدُ.. العصافيرُ
يشقشقُ المجرى.
سرياليًا يفور الإناءُ..
تلويحتُكَ الأولى
خطفتني من عمري
وضعتُ رأسي فوق زمني وبكيتُ
كأنَّكَ أنا
كأنِّي أولدُ من معجزة الصوتِ
من شهقة المدى.
لأعلى.. أشدُّ اللوحةَ
للداخلِ.. أراوغها
أعلِّمُهَا رسمَ القلبِ وهندسةَ الشُّريانِ
أغفو فوق السَّطح ِ
أغمسُ الرِّيشَةَ..
الأحبارُ مشاعلُ لا تُرى
جغرافيا نيئِّةٌ وعرائسُ
تمشي فوق الماء.
أنا ظمآنةٌ
كعكتي جَفَّ عشبُهَا
لا أعرفُ من أين أبدأُ
ولا كيف أنتهي
فوق ضلعي تقشَّرتْ الألوانُ
الليلُ خَلَعَ مِعْطَفَهُ
وذابَ كغريبٍ على العائلة.
* من ديوان محطة الرمل
لكي تطبعَ قبلةً فوق شفة الإسكندرية
لكي تأخذَ الحياةَ في نزهةٍ على الكورنيش
وتقولَ لها: أحسنتِ ولادة اسمي !
كبُرَتْ شجرةُ العاشقِ
الشمسُ فتَحَتْ دفترَهَا مبكرا
والرذاذُ يزركشُ الخدودَ
البناتُ يتخطَّفنَ المواعيدَ
والغيمُ ينثرُ شيلانَهُ
يخبئها في ظلال الشبابيكِ
ويعلو.
سأحتاجُ أن أتحرَّرَ من نفسي
من فتنةِ الطقس
من مصادفةٍ تقولُ:
أنا الوجودُ / أنا اللغةُ / أنا الشِّعرُ/
أنا الحبّ.
سأحتاجُ مِلعقةً تعرفُ كيف تكشطُ الحنينَ
كيف تجعله شاهدًا
لا يشبه الفَراشَ
أو الدَّمعَةَ
أو ينتحلُ الأعذارَ لشفةٍ نَسِيَهَا النَّوم.
أربعةُ أيامٍ لا تكفي لكي يقولَ شاعرٌ:
صباحُ الخير يا محطّةَ الرَّملِ/ يا مقهى البورصة/
يا جداريةَ الفنونِ/ صباحُ الخير يا كفافيسَ/
صباحُ الخيرِ يا بائعَةَ الفيرسكا / يا شارع النبي دانيال/
صباح الخير يا نوَّةَ المكنسةِ / صباح الخير يا حدائق المنتزه/
صباحُ الخير يا يدًا تتحرًّشُ بظلِّها /
صباحُ الخير يا امرأةً غسلتْ ثديَهَا بالزَّبد /
صباح الخير أيها الصيادون..
تلاعبون السَّمكَ برنّة الموالِ
ومرايا الشطوط.
هذا آخرُ النَّرد
الإسكندريةُ تذهبُ إلى الامتحان
ربطتْ الفنارَ في المتحف
وصرختْ:
لا شيءَ يشبهني.
أنتِ التي قلتِ: لا تبكِ من أجلي
أسندني بضلعكَ الشائخِ
ربما أعرف كيف أنامُ على جنبٍ واحدٍ
ربما لا يبلغُ الورمُ السّقف.
في المرسم..
نام الملاكُ في رغوة الإسكتش
مفتشو اللعناتِ- على عجلٍ- ينكشون التربةَ
يقطَّعون الأوصالَ واللحنَ والأغنية
قالت العرًّافةُ: هنا لم يحتسِ الإسكندرُ كأسَهُ الأخيرةَ
لم يدفن أفلوطينَ وصيتَهُ..
مجردُ عاصفةٍ لم تحسن النُّطقَ
مجردُ صرخةٍ فاتتها حصَّةُ الموسيقى.
انثنَتْ فوق ركبة الموج
طائرتَهَا الورقيَّة تشدُّ الخيطَ
غابةٌ من الألوان والخطوطِ تدحرَجَتْ
في كفّ الرِّيح
هيا.. اضربي الفُرْشَاةَ بقوةٍ
أنا فراغُكِ
مَجْدُ ابتسامتكِ
بعد قليلٍ ستشفُّ الصُّورةُ
سنرحلُ في مصفاة الشَّمعِ
انتبهي..
الشِّراعُ يدورُ على نفسهِ
القبلة شرنقة الروح
اتركيها نائمةً
لا توقظيها
وحده سيطفو الحريرُ
تطفو الأناشيدُ.. العصافيرُ
يشقشقُ المجرى.
سرياليًا يفور الإناءُ..
تلويحتُكَ الأولى
خطفتني من عمري
وضعتُ رأسي فوق زمني وبكيتُ
كأنَّكَ أنا
كأنِّي أولدُ من معجزة الصوتِ
من شهقة المدى.
لأعلى.. أشدُّ اللوحةَ
للداخلِ.. أراوغها
أعلِّمُهَا رسمَ القلبِ وهندسةَ الشُّريانِ
أغفو فوق السَّطح ِ
أغمسُ الرِّيشَةَ..
الأحبارُ مشاعلُ لا تُرى
جغرافيا نيئِّةٌ وعرائسُ
تمشي فوق الماء.
أنا ظمآنةٌ
كعكتي جَفَّ عشبُهَا
لا أعرفُ من أين أبدأُ
ولا كيف أنتهي
فوق ضلعي تقشَّرتْ الألوانُ
الليلُ خَلَعَ مِعْطَفَهُ
وذابَ كغريبٍ على العائلة.
* من ديوان محطة الرمل