البيان التأسيسي لجماعة "شتا " الفنية بالسعودية

مانيفستو" شتًا"
"شَتّا" اجتماع مبني على التفرق



"الأنبياء إخوة من علات. أمهاتهم شتّى. ودينهم واحد"
حديث شريف
****
جُبل الناس على التضاد في أفعالهم .. فمنهم فاعلُ خيراً .. ومنهم فاعلٌ شراً .. كما ورد في تفسير ابن كثير للآية الكريمة "إن سعيكم لشتّى" .
"شتّى" هي حالنا ونحن في القرن الحادي والعشرين.. الذي تلقينا ما يكفي من الوعود بأنه مستقبلٌ مشرق للإنسانية .. وثمرةٌ للبحث العلمي والفكري لقرونٍ طويلة عاشها الإنسان على هذا الكوكب .
***
ولما كان العقل أعظم ما خُلق في الإنسان .. وكما ورد في المطالب العالية لابن حجر لما سأل الملائكة خالقهم في الحديث الشريف : هل خلقت خلقاً أعظم من البحار؟ قال : نعم ، العقل ، قالوا : ربنا ما بلغ قدر العقل وخلقه؟ قال : هيهات لا يحاط بعلمه ، قال : هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا : لا ، قال : فإني خلقت العقل أصنافاً شتى كعدد الرمل ، فمن الناس من أعطي من ذلك حبة واحدة ، وبعضهم الحبتين والثلاث والأربع ، ومنهم من أعطي فرقاً ، ومنهم من أعطي وسقاً ، ومنهم من أعطي وسقين ، وبعضهم أعطي أكثر من ذلك " .. نرى الإنسان في هذه الحقبة المتقدمة من التاريخ .. مرتبك في تعاملاته مع ما حوله من معطيات حضارية خلقها واقعه الافتراضي الجديد .. الذي صنعه بنفسه كنتيجة منطقية لما مر به من دراسات وأبحاث واستنتاجات علمية دامت لقرون من سكناه على كوكب الأرض.
***
وقد اختُلف على أغراض الفن ومطالبه .. وتوجهاته من قبل جميع من درسه وقعّد له وقنّنه ، واختلفت حتى التعاريف الفلسفية والعلمية ؛ من التعبير عن ظواهر الأشياء وإيقاظ النفس والطريق الأسمى للوصول إلى الفكرة المطلقة ومحاكاة الطبيعة إلى مدى اتصاله بالعالم الحسي وانبعاثه من الروح .. وانبعاث الروح منه كنظرة تعبيرية تخص ممارسي الفن بالدرجة الأولى .. منطلقة من وقائع ملموسة يعايشونها .. ويستحضرون مفرداتها ليخاطبوا بها الحواس كأرقى وسائل التعبير التي عرفها الإنسان وأقدمها .. بلغاته المختلفة .. يبقى الفن بجوهره النقي هو الممارسة الأكثر مشروعية للوصول إلى جمال الحقيقة .. بمعناها المطلق.. وان اختلفت بل واصطدمت توجهاته ببعضها.
***
وإن اصطلحنا على اشتمال الفن للعلم .. كحلقة مفرغة يدور فيها العقل الإنساني بحثاً عن جمال الحقيقة المطلقة ـ مستعيناً بالروح ومتتبعاً لها ـ ومستنجداً بما يحمله الإنسان من عاطفة تشمل انفعالاته وأفعاله وردود أفعاله على ما يدور حوله .. فإننا نمضي قدماً في رهاننا على الفن .. من أجل اقتراح مستقبلٍ أفضل للبشرية .. دون أن نملك الحق في تعريف هذا المستقبل وصياغته .. كوننا لا ننتمي إليه أصلاً .
من هنا .. نعلن عن تقاطع توجهاتنا وأفكارنا ورؤانا في نقطة أن الفن يكفي بمعناه المجرد ليكون جامعاً لتطلعاتنا نحو مستقبل نملك مفتاحاً له كممثلين للغات تعبيرية شتّى .. من أجل التوصل إلى تعامل يليق بالإنسان الذي امتلك العقل وامتاز به عن سائر المخلوقات .. مؤكدين أن اجتماعنا هنا .. ما كان ليكون لولا الشتيت الذي نحن عليه .. والتفرق الذي نمثله كمنتمين إلى هذا العالم .
***
وإذ كان اجتماعنا هنا مبني على التفرق في الآراء والاتجاهات .. وكوننا نمثل الفن أولاً وثانياً .. وأنفسنا و جيلنا ثالثاً .. فإننا نقدم رؤانا من خلال إنشاء هذه المجموعة "شتّا" والتي نعلن تأسيسها من هنا .. لتكون بمثابة انطلاقة لتوجه فني جديد .. يسعى إلى تشتيت لغات التعبير التي يشتملها الإبداع الإنساني .. من أجل التنشئة لجيل جديد من الأعمال الإبداعية المبنية على الإنسان والجمال أولاً وأخيراً .. بعيداً عن أي انتماء كان لأي عرق أو هوية .. ودون اعتراف يذكر بأي حدود أو قواعد مزعومة لتنظيم حياة الإنسان .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموعة "شتّا" :
محمد خضر – عبد الناصر غارم - أ شرف فياض - أحمد ماطر –– عبد الكريم قاسم .
شارك الشاعر والفنان الفلسطيني اشرف فياض السجين في السجون السعوديه في تأسيسها عام 2004

ملحوظة الجماعة كتبت اسمها عمدا بما يخالف قواعد الكتابة والتي كان تفترض ان يكون الاسم "شتى
***
"منقول من صفحة الشاعر محمد خضر

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

أعلى