-1-
على فضاء عروس الشمال مدينة طنجة ،المطلة على القارة الأوروبية وفنونها وثقافتها وحضارتها، والتي استقطبت مبكرا أفواجا من الكتاب والفنانين والمفكرين من أوروبا وأمريكا / على فضاء هذه المدينة المغرقة في العشق الإبداعي، خطى الفنان الرائد محمد بنعلي الرباطي ،في مطلع القرن الماضي خطواته الأولى في فن الرسم التي جعلت منه أول رائد للفنون التشكيلية بالمغرب.
لم يعرف محمد بنعلي الرباطي تعليما أكاديميا في فن الرسم، إلا أن اعتياده على مشاهدة الرسم وتعامله مع عدد من الفنانين العالميين المقيمين بمدينة طنجة، واحتكاكه بمراسمهم ، أيقض رغبته ومواهبه للرسم والإبداع.
منذ البداية أبدع عالما قريبا من الواقعية، جسدت أعماله التشكيلية كل ما رأته عيناه، كل ما عاشه من أحدات ومشاهد، إذ جعل موطنه طنجة موضوع مشاهدة بصرية تشكيلية، أبهرت المبدعين الغربيين قبل غيرهم، في وقت لم يكن فيه للمغرب أي معرفة بالفنون التشكيلية الحديثة.
-2-
في سنة 1916 نظم له الفنان الايرلندي السير لا فيري معرضا لأعماله التشكيلية برواق غوبيل بلندن / بريطانيا، وكان هذا الحدث سابقة في المملكة المتحدة، حيت لم يسبق لأي فنان مسلم أن عرض أعماله الفنية بها.
وبعد ثلاث سنوات نظم معرضه الثاني بمرسيليا/فرنسا، بحضور العديد من الفنانين الغربيين والمهتمين بالإبداع التشكيلي.
في المعرضين قدم الفنان بنعلي الرباطي أعمالا إبداعية، شكلت مدينة طنجة، منبع إلهامه الموضوع والقضية، إذ قدم باللون الصافي الوجوه والأسواق والعادات، الرجال والنساء والأزقة والحارات ومواكب الأعراس التي أبان من خلالها مهارته الإبداعية وقدراته في الرسم والنقش والتزويق وعمق الرؤيا وعمق التمكن من الريشة
وسواء في لندن أو في مرسيليا، استأثرت أعماله التشكيلية باهتمام العديد من النقاد والكتاب والفنانين، لما لها من أصالة وأهمية، حيت كانت ملاحظة العديد منهم .تتركز على شخصياته المبسطة، بضربات ريشة محددة،والتي تسلط الضوء على تألق الألوان، وعلى النظرة التعبيرية للفنان..
في سنة 1922 نظم معرضه الثالث بقصر المامونية بمسقط رئسه/ الرباط بدعوة من مصلحة الفن المعاصر التابعة للإقامة الفرنسية، إذ حضر حفل تدشين هذا المعرض نخبة من الشخصيات الفرنسية والمغربية التي أبهرت بالجمال الإبداعي الذي يطبع أعمال هذا الفنان.
من هذا المعرض توجهت العديد من أعمال الفنان بنعلي الرباطي إلى متاحف باريس ولندن وستوكولم، بعدما وصفته أقلام بعض النقاد برائد الفطرية وأطلقت عليه أقلام أخرى رائد الواقعية التشخيصية الذي تعتمد أعماله التشكيلية الدقة في الخط والرسم، ما يجعلها قريبة من التصوير الاستشراقي.
-3-
*ازداد الفنان محمد بنعلي الرباطي بمدينة الرباط سنة 1861
*في سنة 1886 انتقل مع أسرته إلى مدينة طنجة
*في سنة 1903 عمل طباخا لدى الفنان الايرلندي السير جون لافيري (فنان بلاط ملكة بريطانيا) وببيت هذا الفنان يبدأ بنعلي الرباطي في ممارسة التصوير التشكيلي بالصباغة المائية.
*في سنة 1916 صحب السير لافيري إلى العاصمة البريطانية لندن، حيت أقام معرضه الأول في رواق غوبيل.
*في سنة 1919رحل إلى مدينة مرسيليا /فرنسا لينظم معرضه الثاني مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، ويظل مقيما بها إلى سنة1922 حيت عاد إلى مدينة طنجة.
*في هذه السنة (1922) نظمت له مصلحة الفن المعاصر بمسقط رأسه الرباط معرضه الثالث بقصر المامونية.
*في سنة 1933 حصل على مرسم خاص برياض السلطان بمدينة طنجة، إذ أصبح فنانا معترفا به من طرف السلطات الرسمية. وفي هذه السنة أيضا افتتح رواقه الخاص بقصبة طنجة، وقد يكون هو أول رواق للفنون التشكيلية بالمغرب.
*في سنة 1939توفى الفنان الرائد،الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب،تاركا أعمالا فنية تؤرخ لمرحلة مهدت للحداثة الفنية بالمغرب، تشهد على ريادته الإبداعية.
أعماله تعد تركة تاريخية، تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ مدينة طنجة، بنظرة تحترم القيم والتقاليد المغربية.
*خلال حياته رحمه الله عمل إلى جانب هوايته الرسم، عمل طباخا ونجارا وعاملا في معامل السكر وإطفائيا في الجيش الاسباني، وحارسا في وكالة بنكية.
رحم الله فناننا الكبير، الذي لم يأخذ حقه حتى الآن إذ مازال بيته بقصبة طنجة ينتظرإنقاذه من السقوط وتحويله إلى متحف يحمل اسمه وأعماله وما كتب عنه.
أفلا تنظرون... ؟.
على فضاء عروس الشمال مدينة طنجة ،المطلة على القارة الأوروبية وفنونها وثقافتها وحضارتها، والتي استقطبت مبكرا أفواجا من الكتاب والفنانين والمفكرين من أوروبا وأمريكا / على فضاء هذه المدينة المغرقة في العشق الإبداعي، خطى الفنان الرائد محمد بنعلي الرباطي ،في مطلع القرن الماضي خطواته الأولى في فن الرسم التي جعلت منه أول رائد للفنون التشكيلية بالمغرب.
لم يعرف محمد بنعلي الرباطي تعليما أكاديميا في فن الرسم، إلا أن اعتياده على مشاهدة الرسم وتعامله مع عدد من الفنانين العالميين المقيمين بمدينة طنجة، واحتكاكه بمراسمهم ، أيقض رغبته ومواهبه للرسم والإبداع.
منذ البداية أبدع عالما قريبا من الواقعية، جسدت أعماله التشكيلية كل ما رأته عيناه، كل ما عاشه من أحدات ومشاهد، إذ جعل موطنه طنجة موضوع مشاهدة بصرية تشكيلية، أبهرت المبدعين الغربيين قبل غيرهم، في وقت لم يكن فيه للمغرب أي معرفة بالفنون التشكيلية الحديثة.
-2-
في سنة 1916 نظم له الفنان الايرلندي السير لا فيري معرضا لأعماله التشكيلية برواق غوبيل بلندن / بريطانيا، وكان هذا الحدث سابقة في المملكة المتحدة، حيت لم يسبق لأي فنان مسلم أن عرض أعماله الفنية بها.
وبعد ثلاث سنوات نظم معرضه الثاني بمرسيليا/فرنسا، بحضور العديد من الفنانين الغربيين والمهتمين بالإبداع التشكيلي.
في المعرضين قدم الفنان بنعلي الرباطي أعمالا إبداعية، شكلت مدينة طنجة، منبع إلهامه الموضوع والقضية، إذ قدم باللون الصافي الوجوه والأسواق والعادات، الرجال والنساء والأزقة والحارات ومواكب الأعراس التي أبان من خلالها مهارته الإبداعية وقدراته في الرسم والنقش والتزويق وعمق الرؤيا وعمق التمكن من الريشة
وسواء في لندن أو في مرسيليا، استأثرت أعماله التشكيلية باهتمام العديد من النقاد والكتاب والفنانين، لما لها من أصالة وأهمية، حيت كانت ملاحظة العديد منهم .تتركز على شخصياته المبسطة، بضربات ريشة محددة،والتي تسلط الضوء على تألق الألوان، وعلى النظرة التعبيرية للفنان..
في سنة 1922 نظم معرضه الثالث بقصر المامونية بمسقط رئسه/ الرباط بدعوة من مصلحة الفن المعاصر التابعة للإقامة الفرنسية، إذ حضر حفل تدشين هذا المعرض نخبة من الشخصيات الفرنسية والمغربية التي أبهرت بالجمال الإبداعي الذي يطبع أعمال هذا الفنان.
من هذا المعرض توجهت العديد من أعمال الفنان بنعلي الرباطي إلى متاحف باريس ولندن وستوكولم، بعدما وصفته أقلام بعض النقاد برائد الفطرية وأطلقت عليه أقلام أخرى رائد الواقعية التشخيصية الذي تعتمد أعماله التشكيلية الدقة في الخط والرسم، ما يجعلها قريبة من التصوير الاستشراقي.
-3-
*ازداد الفنان محمد بنعلي الرباطي بمدينة الرباط سنة 1861
*في سنة 1886 انتقل مع أسرته إلى مدينة طنجة
*في سنة 1903 عمل طباخا لدى الفنان الايرلندي السير جون لافيري (فنان بلاط ملكة بريطانيا) وببيت هذا الفنان يبدأ بنعلي الرباطي في ممارسة التصوير التشكيلي بالصباغة المائية.
*في سنة 1916 صحب السير لافيري إلى العاصمة البريطانية لندن، حيت أقام معرضه الأول في رواق غوبيل.
*في سنة 1919رحل إلى مدينة مرسيليا /فرنسا لينظم معرضه الثاني مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، ويظل مقيما بها إلى سنة1922 حيت عاد إلى مدينة طنجة.
*في هذه السنة (1922) نظمت له مصلحة الفن المعاصر بمسقط رأسه الرباط معرضه الثالث بقصر المامونية.
*في سنة 1933 حصل على مرسم خاص برياض السلطان بمدينة طنجة، إذ أصبح فنانا معترفا به من طرف السلطات الرسمية. وفي هذه السنة أيضا افتتح رواقه الخاص بقصبة طنجة، وقد يكون هو أول رواق للفنون التشكيلية بالمغرب.
*في سنة 1939توفى الفنان الرائد،الأب الروحي للفن التشكيلي الحديث بالمغرب،تاركا أعمالا فنية تؤرخ لمرحلة مهدت للحداثة الفنية بالمغرب، تشهد على ريادته الإبداعية.
أعماله تعد تركة تاريخية، تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ مدينة طنجة، بنظرة تحترم القيم والتقاليد المغربية.
*خلال حياته رحمه الله عمل إلى جانب هوايته الرسم، عمل طباخا ونجارا وعاملا في معامل السكر وإطفائيا في الجيش الاسباني، وحارسا في وكالة بنكية.
رحم الله فناننا الكبير، الذي لم يأخذ حقه حتى الآن إذ مازال بيته بقصبة طنجة ينتظرإنقاذه من السقوط وتحويله إلى متحف يحمل اسمه وأعماله وما كتب عنه.
أفلا تنظرون... ؟.