"في هذه الوصية التي بين أيدينا jتقول "حبيبةُ" لابنتِها، قبلَ أَنْ تُهدى إلى زوجِها: "إني أُوصيكِ وصيَّةً، إِنْ قَبِلَتِ بها؛ سُعِدْتُ!.".
قالَتْ ابنتُها : "وما هي.؟". فقالَتْ: "انظُري، إِنْ هوَ مَدَّ يدَهُ إليكِ، فَانْخُرِي، وَ اشْخِرِي، وأظهِري لهُ اسْتِرخَاءً وفُتوراً؛ وإِنْ قبضَ على جارحةٍ مِنْ جوارِحِكِ، فارفَعِي صوتَكِ عَمْداً، وتنفَّسِي الصُّعَدَاءَ، وبَرِّقي أجفانَ عينَيْكِ؛ فإذا أولَجَ أيرَهُ فيكِ؛ فأكثرِي الغُنْجَ والحركاتِ الَّلطيفةَ، وأعطيهِ مِنْ تحتِهِ رَهْزاً مُوافِقاً لِرَهْزِهِ.".
هذهِ الرِّسالةُ كُتْبَتْ في عصرٍ كانَ الإسلامُ فيهِ في أوجِ حضارتِهِ؛ ولمْ يكُنِ المسلمونَ قدْ نَسُوا أيَّامَ الرَّسولِ، إذ كانوا يتناقلونَ مثلَ هذهِ الرَّسائلِ مُشافَهَةً، ويحفظُونَها، و يتمثَّلونَها جَيِّداً. فما الَّذي يعنيهِ هذا.؟. إِنَّهُ يعني - فيما يعنيهِ- أنَّ الإسلامَ في ذلكَ العصرِ، كانَ دينَ يُسْرٍ، لا دينَ عُسْرٍ. وكانَ القائمونَ عليهِ مِنْ أُوْلِي الأمرِ مُتَفَهِّمينَ لعصرِهِمْ، ولِحياتِهِمْ، ولِدينِهِمْ.
أمَّا اليومَ، فنحنُ كيفَما تلفَّتْنَا، وحيثُما أَدَرْنَا أَسماعَنا، وأينَما نظرنا، نَجِد ظلاماً إسلاميَّاً يُحيطُ بنا؛ ظلامٌ ليسَ فيهِ مِنْ أُصولِ الإسلامِ شيءٌ. وإِنَّما هُوَ تَشَدُّدٌ مِنْ مُدَّعِينَ، يُريدونَ الإِساءَةَ إلى الإسلامِ، لِلوصولِ بِهِ إلى مرحلةٍ مِنَ الانغلاقِ، والجُمودِ الفِكريِّ؛ يُحَوِّلُ المسلمينَ إلى بَشَرٍ لا يُفكِّرونَ، بَلْ لا يعيشونَ مِنَ الحياةِ سوى التعبُّدِ الذي يُمْنَعُ على الإنسانِ القيامُ بأمرٍ خلافَهُ، عدا انتظارَ جَنَّةِ الخُلدِ.
بعيداً عن مُفْتِيِّ المُدُنِ السُّوريَّةِ، وهُمْ في مُعظمِهِمْ رجالٌ مثقَّفونَ مُتفقِّهونَ عالِمونَ بأُمورِ دينِهِمْ، مُنفتحونَ على العالَمِ؛ وعلى الثَّقافةِ، غيرُ مُتشدِّدينَ، وعلى رَأْسِهِمْ مُفْتِي الجُمهوريَّةِ "سماحةُ الشَّيخِ مَحَمَّدُ بَدْرِ حَسُّونَ"، نجدُ خارجَ المؤسَّسةِ الرَّسميَّةِ، حركةً غيرَ طبيعيَّةٍ في التوجُّهِ المَدَنِيِّ الدِّينيِّ؛ حركةً مُتشدِّدَةً، تتحرَّكُ بِعَلانِيَةٍ واضحةٍ، تُحِلُّ وتُحَرِّمُ، تُكَفِّرُ وتُرْهِبُ، دونَ أَنْ يمنعَها أحدٌ مِنْ ذلكَ كُلِّهِ.!.
لَنْ أدخلَ في تفاصيلَ كثيرةٍ تحدَّثْتُ عنها سابقاً؛ ولَنْ أُفْتِي بِما لسْتُ قادراً عليهِ، أو مُؤهَّلاً لَهُ؛ ولكِنِّي أكتبُ، لأُؤَكِّدَ أَنَّ ما يعيشُهُ مُسلِمُو هذهِ الأيَّامِ، ما هو إلا خُضوعٌ تامٌّ لِعُصْبَةٍ مِنَ الشُّيوخِ الجَهَلَةِ الَّذينَ يُوَجِّهونَ هؤلاءِ الشبابَ عنْ قَصْدٍ، أو عنْ جَهْلٍ، نَحْوَ الرَّهبانيَّة، والتَّنَسُّكِ، والتَّزَمُّتِ الدِّينيِّ، والابتعادِ بهِمْ عن روحِ الدِّينِ الإسلاميِّ الحقِّ، في رغبةٍ دفينةٍ لِجَعْلِهِمْ شعباً متخلِّفاً بعيداً عنِ الحضارةِ، ومَقْصِيّاً عن روحِ العصرِ.!. وهُمْ لذلكَ يتنافسونَ فيما بينَهُمْ، مَنْ مِنْهُمُ الأقدرُ على جعلِ مرتادِي مَسْجِدِهِ، يُؤمنُ بِما يقولُهُ، ويجعلُهُ تابعاً لهُ، يأتمِرُ بأمرِهِ؛ ولا يرُدُّ له طَلَبا.!.
ما الَّذي يسألُ المسلمُ شيخَهُ عنهُ بعدَ أصولِ العِبادةِ، ما الممنوعُ.؟، وما المسموحُ بهِ.؟، سوى الجنسِ، هاجسِ الإنسانِ مُنْذُ آدمَ وحوَّاءَ حتَّى اليومِ. وماذا يُمكنُ أَنْ يُجيبَهُ شيخُهُ غيرَ المُتعلِّمِ والجاهلِ، إلا بتحريمِ كُلِّ ما سمحَ بِهِ الدِّينُ عن طريقِ القرآنِ والحديثِ؛ فيمنعُهُ مِنَ النَّظَرِ إلى فَرْجِ زوجتِهِ، ومِنَ السَّماحِ لها بالنَّظرِ إلى قضيبِهِ، وممارسةِ الجنسِ تحتَ غطاءٍ. في حينِ كانَ النَّبِيُّ، وهوَ القُدوةُ بِحَسَبِ الإمامِ ابنِ القّيِمِ: " كانَ رسولُ اللهِ يُلاعبُ أهلَهُ، ويُقَبِّلُها.". وروى أبو أَوْدٍ: " إنَّ النَّبيَّ كانَ يُقَبِّلُ عائشةَ، ويمُصُّ لِسانَها.". ويُذكَرُ عنْ جابرِ بْنِ عبدِ اللهِ، قالَ: "نهَى رسولُ اللهِ عنِ المُواقعةِ قبلَ المُداعبةِ.".
في عصور الازدهارِ الإسلاميَّةِ، كانَتِ الحياةُ ديناً ودُنيا؛ ولم يتوقَّفِ المسلمونَ في تلكَ الفترةِ الذَّهبيَّةِ مِنَ العصرِ الإِسلاميِّ عندَ الصَّغائرِ الَّتي جعلَها شُيوخُ المساجدِ عندنا اليومَ مِنَ الكبائرِ، بلْ عاشُوا حياتَهُمْ كما يجبُ أَنْ تُعاشَ، وفهمُوا دينَهُمْ كما يجِبُ أَنْ يُفْهَمَ. وكانُوا يريدونَ الحياةَ الدُّنيا، طالما هُمْ يعيشونَها، ويرغبُونَ بالآخِرةِ بعدَ أَنْ تنتهيَ حياتُهُمْ ويأتي أَجَلُهُمْ.!.
لذلكَ لم يتوقَّفُوا كثيراً عندَ الممنوعِ والمسموحِ، عندَ المتشدِّدينَ؛ بل تجاوزُوه إلى فهمٍ خاصٍّ بهِمْ، لا يتجاوزُ كثيراً حدودَ الإسلامِ الأساسيَّةَ، ولا يَمَسُّ إيمانَهُمْ بِاللهِ ورسولِهِ.
فإذا قرأْنَا الجاحظَ الَّذي عاشَ في العصرِ العبَّاسيِّ، وقرأْنَا كتاباتِهِ عنِ الجواري والغِلمانِ، نرى كيفَ تحدَّثَ صراحةً عنْ كُلِّ هذهِ الأمورِ، دونَ أَنْ يُكَفِّرَهُ أحدٌ، أو يُكَذِّبَه. نُذَكِّرُ بمادَّتَيْنِ مِنْ كتابِ رسائلِ الجاحظِ، نُشِرَتا في هذا الموقعِ؛ كما نُذَكِّرُ بـ"الرَّوْضِ العاطِرِ"، و"رجوعِ الشَّيخِ"، وموادَّ كثيرةٍ منَ التُّراثِ، نُشِرَتْ على هذه الصفحاتِ، لتقولَ إِنَّ الإسلامَ لمْ يكُنْ يوماً بعُسْرِهِ الذي هوَ عليهِ اليومَ؛ وفي زمنٍ كانَ خُلفاءُ رسولِ اللهِ، ووُلاتُهُمْ على الأمصارِ حُكَّاماً، كانَ المسلمُ يشعرُ بقَدْرٍ مِنَ الحرِّيَّةِ، لا يحلُمُ بهِ أحدٌ مِمَّنْ يعيشُونَ في هذهِ الأيامِ، حيثُ تحوَّلَ الإسلامُ إلى سياسةٍ بحتةٍ مبتعداً عن مضمونِهِ الأساسيِّ الأصليِّ؛ وهو دينُ حياةٍ قبلَ أَنْ يكونَ ديناً ينتظرُ المؤمنُ موتَهُ ليعيشَ.!.
إذنْ. هوَ عصرُ ظلامٍ إسلاميٌّ، فهلْ ننتظرُ عصرَ تنويرٍ قادماً على غرارِ ماحدثَ في الغربِ.؟؛ وهلْ نُعيدُ اليومَ ما مَرَّ بِهِ الغربُ، وما دفعَهُ مِنْ ثمنٍ لِقاءَ حُصولِهِ على الدِّيموقراطيَّةِ والعلمانيَّةِ.؟.
إذا كانَ لا بُدَّ مِنْ دَفْعِ هذا الثَّمَنِ؛ فنحنُ مستعِدُّونَ لذلك.!.
قالَتْ ابنتُها : "وما هي.؟". فقالَتْ: "انظُري، إِنْ هوَ مَدَّ يدَهُ إليكِ، فَانْخُرِي، وَ اشْخِرِي، وأظهِري لهُ اسْتِرخَاءً وفُتوراً؛ وإِنْ قبضَ على جارحةٍ مِنْ جوارِحِكِ، فارفَعِي صوتَكِ عَمْداً، وتنفَّسِي الصُّعَدَاءَ، وبَرِّقي أجفانَ عينَيْكِ؛ فإذا أولَجَ أيرَهُ فيكِ؛ فأكثرِي الغُنْجَ والحركاتِ الَّلطيفةَ، وأعطيهِ مِنْ تحتِهِ رَهْزاً مُوافِقاً لِرَهْزِهِ.".
هذهِ الرِّسالةُ كُتْبَتْ في عصرٍ كانَ الإسلامُ فيهِ في أوجِ حضارتِهِ؛ ولمْ يكُنِ المسلمونَ قدْ نَسُوا أيَّامَ الرَّسولِ، إذ كانوا يتناقلونَ مثلَ هذهِ الرَّسائلِ مُشافَهَةً، ويحفظُونَها، و يتمثَّلونَها جَيِّداً. فما الَّذي يعنيهِ هذا.؟. إِنَّهُ يعني - فيما يعنيهِ- أنَّ الإسلامَ في ذلكَ العصرِ، كانَ دينَ يُسْرٍ، لا دينَ عُسْرٍ. وكانَ القائمونَ عليهِ مِنْ أُوْلِي الأمرِ مُتَفَهِّمينَ لعصرِهِمْ، ولِحياتِهِمْ، ولِدينِهِمْ.
أمَّا اليومَ، فنحنُ كيفَما تلفَّتْنَا، وحيثُما أَدَرْنَا أَسماعَنا، وأينَما نظرنا، نَجِد ظلاماً إسلاميَّاً يُحيطُ بنا؛ ظلامٌ ليسَ فيهِ مِنْ أُصولِ الإسلامِ شيءٌ. وإِنَّما هُوَ تَشَدُّدٌ مِنْ مُدَّعِينَ، يُريدونَ الإِساءَةَ إلى الإسلامِ، لِلوصولِ بِهِ إلى مرحلةٍ مِنَ الانغلاقِ، والجُمودِ الفِكريِّ؛ يُحَوِّلُ المسلمينَ إلى بَشَرٍ لا يُفكِّرونَ، بَلْ لا يعيشونَ مِنَ الحياةِ سوى التعبُّدِ الذي يُمْنَعُ على الإنسانِ القيامُ بأمرٍ خلافَهُ، عدا انتظارَ جَنَّةِ الخُلدِ.
بعيداً عن مُفْتِيِّ المُدُنِ السُّوريَّةِ، وهُمْ في مُعظمِهِمْ رجالٌ مثقَّفونَ مُتفقِّهونَ عالِمونَ بأُمورِ دينِهِمْ، مُنفتحونَ على العالَمِ؛ وعلى الثَّقافةِ، غيرُ مُتشدِّدينَ، وعلى رَأْسِهِمْ مُفْتِي الجُمهوريَّةِ "سماحةُ الشَّيخِ مَحَمَّدُ بَدْرِ حَسُّونَ"، نجدُ خارجَ المؤسَّسةِ الرَّسميَّةِ، حركةً غيرَ طبيعيَّةٍ في التوجُّهِ المَدَنِيِّ الدِّينيِّ؛ حركةً مُتشدِّدَةً، تتحرَّكُ بِعَلانِيَةٍ واضحةٍ، تُحِلُّ وتُحَرِّمُ، تُكَفِّرُ وتُرْهِبُ، دونَ أَنْ يمنعَها أحدٌ مِنْ ذلكَ كُلِّهِ.!.
لَنْ أدخلَ في تفاصيلَ كثيرةٍ تحدَّثْتُ عنها سابقاً؛ ولَنْ أُفْتِي بِما لسْتُ قادراً عليهِ، أو مُؤهَّلاً لَهُ؛ ولكِنِّي أكتبُ، لأُؤَكِّدَ أَنَّ ما يعيشُهُ مُسلِمُو هذهِ الأيَّامِ، ما هو إلا خُضوعٌ تامٌّ لِعُصْبَةٍ مِنَ الشُّيوخِ الجَهَلَةِ الَّذينَ يُوَجِّهونَ هؤلاءِ الشبابَ عنْ قَصْدٍ، أو عنْ جَهْلٍ، نَحْوَ الرَّهبانيَّة، والتَّنَسُّكِ، والتَّزَمُّتِ الدِّينيِّ، والابتعادِ بهِمْ عن روحِ الدِّينِ الإسلاميِّ الحقِّ، في رغبةٍ دفينةٍ لِجَعْلِهِمْ شعباً متخلِّفاً بعيداً عنِ الحضارةِ، ومَقْصِيّاً عن روحِ العصرِ.!. وهُمْ لذلكَ يتنافسونَ فيما بينَهُمْ، مَنْ مِنْهُمُ الأقدرُ على جعلِ مرتادِي مَسْجِدِهِ، يُؤمنُ بِما يقولُهُ، ويجعلُهُ تابعاً لهُ، يأتمِرُ بأمرِهِ؛ ولا يرُدُّ له طَلَبا.!.
ما الَّذي يسألُ المسلمُ شيخَهُ عنهُ بعدَ أصولِ العِبادةِ، ما الممنوعُ.؟، وما المسموحُ بهِ.؟، سوى الجنسِ، هاجسِ الإنسانِ مُنْذُ آدمَ وحوَّاءَ حتَّى اليومِ. وماذا يُمكنُ أَنْ يُجيبَهُ شيخُهُ غيرَ المُتعلِّمِ والجاهلِ، إلا بتحريمِ كُلِّ ما سمحَ بِهِ الدِّينُ عن طريقِ القرآنِ والحديثِ؛ فيمنعُهُ مِنَ النَّظَرِ إلى فَرْجِ زوجتِهِ، ومِنَ السَّماحِ لها بالنَّظرِ إلى قضيبِهِ، وممارسةِ الجنسِ تحتَ غطاءٍ. في حينِ كانَ النَّبِيُّ، وهوَ القُدوةُ بِحَسَبِ الإمامِ ابنِ القّيِمِ: " كانَ رسولُ اللهِ يُلاعبُ أهلَهُ، ويُقَبِّلُها.". وروى أبو أَوْدٍ: " إنَّ النَّبيَّ كانَ يُقَبِّلُ عائشةَ، ويمُصُّ لِسانَها.". ويُذكَرُ عنْ جابرِ بْنِ عبدِ اللهِ، قالَ: "نهَى رسولُ اللهِ عنِ المُواقعةِ قبلَ المُداعبةِ.".
في عصور الازدهارِ الإسلاميَّةِ، كانَتِ الحياةُ ديناً ودُنيا؛ ولم يتوقَّفِ المسلمونَ في تلكَ الفترةِ الذَّهبيَّةِ مِنَ العصرِ الإِسلاميِّ عندَ الصَّغائرِ الَّتي جعلَها شُيوخُ المساجدِ عندنا اليومَ مِنَ الكبائرِ، بلْ عاشُوا حياتَهُمْ كما يجبُ أَنْ تُعاشَ، وفهمُوا دينَهُمْ كما يجِبُ أَنْ يُفْهَمَ. وكانُوا يريدونَ الحياةَ الدُّنيا، طالما هُمْ يعيشونَها، ويرغبُونَ بالآخِرةِ بعدَ أَنْ تنتهيَ حياتُهُمْ ويأتي أَجَلُهُمْ.!.
لذلكَ لم يتوقَّفُوا كثيراً عندَ الممنوعِ والمسموحِ، عندَ المتشدِّدينَ؛ بل تجاوزُوه إلى فهمٍ خاصٍّ بهِمْ، لا يتجاوزُ كثيراً حدودَ الإسلامِ الأساسيَّةَ، ولا يَمَسُّ إيمانَهُمْ بِاللهِ ورسولِهِ.
فإذا قرأْنَا الجاحظَ الَّذي عاشَ في العصرِ العبَّاسيِّ، وقرأْنَا كتاباتِهِ عنِ الجواري والغِلمانِ، نرى كيفَ تحدَّثَ صراحةً عنْ كُلِّ هذهِ الأمورِ، دونَ أَنْ يُكَفِّرَهُ أحدٌ، أو يُكَذِّبَه. نُذَكِّرُ بمادَّتَيْنِ مِنْ كتابِ رسائلِ الجاحظِ، نُشِرَتا في هذا الموقعِ؛ كما نُذَكِّرُ بـ"الرَّوْضِ العاطِرِ"، و"رجوعِ الشَّيخِ"، وموادَّ كثيرةٍ منَ التُّراثِ، نُشِرَتْ على هذه الصفحاتِ، لتقولَ إِنَّ الإسلامَ لمْ يكُنْ يوماً بعُسْرِهِ الذي هوَ عليهِ اليومَ؛ وفي زمنٍ كانَ خُلفاءُ رسولِ اللهِ، ووُلاتُهُمْ على الأمصارِ حُكَّاماً، كانَ المسلمُ يشعرُ بقَدْرٍ مِنَ الحرِّيَّةِ، لا يحلُمُ بهِ أحدٌ مِمَّنْ يعيشُونَ في هذهِ الأيامِ، حيثُ تحوَّلَ الإسلامُ إلى سياسةٍ بحتةٍ مبتعداً عن مضمونِهِ الأساسيِّ الأصليِّ؛ وهو دينُ حياةٍ قبلَ أَنْ يكونَ ديناً ينتظرُ المؤمنُ موتَهُ ليعيشَ.!.
إذنْ. هوَ عصرُ ظلامٍ إسلاميٌّ، فهلْ ننتظرُ عصرَ تنويرٍ قادماً على غرارِ ماحدثَ في الغربِ.؟؛ وهلْ نُعيدُ اليومَ ما مَرَّ بِهِ الغربُ، وما دفعَهُ مِنْ ثمنٍ لِقاءَ حُصولِهِ على الدِّيموقراطيَّةِ والعلمانيَّةِ.؟.
إذا كانَ لا بُدَّ مِنْ دَفْعِ هذا الثَّمَنِ؛ فنحنُ مستعِدُّونَ لذلك.!.
Alef
aleftoday.info