منذ الصغر وأنا شغوف بالقراءة والكتابة وحب المطالعة ..كنت أقرأ كل مايقع تحت يدي من كتب قديمة وجرائد ومجلات ومطبوعات…وأحب الكتابة لدرجة أني كنت أكتب على أي مكان يصادفني…أكتب على ورق سيلفون السكائر ..أكتب على السبورة مستغلاً الفرصة بين الدرسين ..أكتب على الحيطان بالحجارة البيضاء ..أكتب بالفحم الأسود على الأرصفة ،أكتب على الطين بأصابعي ، أكتب حتى على الهواء وبرك الماء ..!!
وفى مدرسة الفرزدق الإبتدائية (منطقة العباسية) كنت من الطلبة المتميزين ، وكنت أحب اللغة العربية ، بل كنت أقوم بحفظ الأناشيد أثناء الحصة ، وكنت بارعاً في تلحينها وإلقائها ، وأذكر أن ميولي نحو مهنة الكتابة الأدبية والصحفية ظهرت عندي مبكراً وأنا في سنواتي الدراسية الأولى ، حيث كنت أشارك في جميع النشرات الثقافية والأدبية وكنت أنا من يصممها ويكتب أغلب أبوابها ..ولطالما أحببت سماع ذلك النشيد الجميل الذي يقول :
إنني طفل صغير = أتخذت العلم نوراً .
يا ترى ماذا أصير = عندما أغدو كبيراً..
هل ترى أغدو أديباً = أو صحافياً شهيراً…؟
أحببت القراءة منذ الصغر ، وكانت مجلة (مجلتي) الرائعة أكثر المجلات تأثيراً على نفسي وعلى ذوقي وحبي للعلم والتاريخ والإطلاع ..أتذكر أول عدد قرأته من مجلتي قرأت فيه قصة (حصان طروادة) وهي قصة مصورة ومترجمة …وفي تلك القصة أحببت هكتور وشجاعته ونبله ..وحقدت على آخيل وقسوته..وتعاطفت مع أندومارك زوجة هكتور ، وأشفقت على هيلين المرأة التي بسبب عشقها لباريس اغرقت الناس بالدماء ..كما قرأت قصص رحلة ماجلان حول العام ..وقصة كريستوفر كولومبوس وأكتشاف أمريكا ..وقرأت فيها عن معركة اليرموك العظيمة وقيادة خالد بن الوليد الفذة وكيف أنه عبر الصحراء من العراق إلى الشام بظروف صعبة ثم قاد المعركة هناك وأنتصر فيها على جيوش الروم إنتصاراً باهراً ..لقد جّذرت (مجلتي) حب الإطلاع وحب القراءة والعلم وأكتساب المزيد من المعارف والعلوم والفنون ..
وفي عام 1977 عملت في مكتبة الكراج الموحد في كربلاء (وهي عبارة عن كشك خشبي صغير) وكانت تقع على طريق مدرستي (متوسطة الثورة للبنين آخر محلة العباسية الشرقية ) وكلما ذهبت للمدرسة أو عدت منها أتوقف أمام المكتبة وأتطلع من بعيد للصحف والمجلات فيها ولم يكن لدي المال الكافي لأشتري ماتهوى نفسي من مجلات أو كتب .. كان صاحب المكتبة الأستاذ عطية (رحمه الله) يعمل معلماً وقد لاحظ وقوفي الدائم أمام المكتبة والنظر إلى المجلات التي كانت معلقة على حبال متوازية أمام المكتبة .
وقد طلب مني يوماً أن أبقى مكانه لفترة قصيرة حتى يعود ..فكانت تلك فرصة لي أن أقرأ تلك الكتب والمجلات عن قرب ودون أن أضطر لشرائها ..ثم عرض علي الأستاذ عطية أن أعمل عنده في قت فراغي من المدرسة لقاء أجر يومي بسيط .
فوافقت على الفور ..فكنت أنا من يبقى مكانه في وقت دوامه فأدير تلك المكتبة التي كانت تعرض فيها أنواع المطبوعات والمنشورات من صحف يومية ومجلات أسبوعية وشهرية وكتب وقصص وروايات عالمية …وكنت معجباً بمجلة الصياد ومجلة العربي الكويتية ومجلة فنون وألف باء ..ومن يومها وأنا أذهب بنفسي كل صباح لإستلام الصحف والمجلات من بناية الدار الوطنية الواقعة في شارع الإمام علي وسط كربلاء ..
ثم بدأت أقرأ القصص والروايات المختلفة ..بدأت برواية (شرق المتوسط ) لعبدالرحمن منيف ..وكيف عانى رجب المسكين من قسوة التعذيب ..قرأت رواية ( لاياولدي ) لعبدالحليم عبدالله ..قرأت رواية ( آلام فارتر) لوليام غوته ..وتألمت معه في قصة حبه الكبير ..قرأت ( أيرينديرا البريئة وعمتها العجوز الشيطانة) للروائي الكولومبي مانويل غارثيا ماركيز .. قرأت ( هدير الأمواج) للروائي الياباني يوكو ميشيما الذي إنتحر وأنهى حياته على طريقة (الساموراي) .. بعدها تطورت القراءة والمطالعة عندي حتى صارت وكأنها الهواء الذي أتنفسه ..!!
أما تجربتي في الكتابة الصحفية ، فقد كنت أمارس الصحافة بصفة الهاوي منذ الثمانينيات ، وأول مقال كتبته ونشرته في صحيفة (اليرموك) عام 1983 التي كانت تصدر عن وزارة الدفاع العراقية ..وذلك المقال كان عبارة عن تحقيق موسع عن (قصة سيف ذوالفقار) وهو السيف العربي الإسلامي المشهور والمنسوب للإمام علي (عليه السلام) .
وأتذكر بأن آمر الفيلق الثاني في بعقوبة عندما قرأ التحقيق أعجب به جداً وأرسل بطلبي إلى مقر الفيلق وقام بتكريمي بمبلغ 100 دينار ومنحني أجازة لمدة سبعة أيام ..كانت تلك أول تجربة كتابة صحفية في حياتي ..
اليوم .. وبعد هذه الرحلة الطويلة في عالم الكتابة والتأليف والصحافة ..أشعر بإني مازلت تلميذاً متواضعاً في صفّها الأول ..!
وفى مدرسة الفرزدق الإبتدائية (منطقة العباسية) كنت من الطلبة المتميزين ، وكنت أحب اللغة العربية ، بل كنت أقوم بحفظ الأناشيد أثناء الحصة ، وكنت بارعاً في تلحينها وإلقائها ، وأذكر أن ميولي نحو مهنة الكتابة الأدبية والصحفية ظهرت عندي مبكراً وأنا في سنواتي الدراسية الأولى ، حيث كنت أشارك في جميع النشرات الثقافية والأدبية وكنت أنا من يصممها ويكتب أغلب أبوابها ..ولطالما أحببت سماع ذلك النشيد الجميل الذي يقول :
إنني طفل صغير = أتخذت العلم نوراً .
يا ترى ماذا أصير = عندما أغدو كبيراً..
هل ترى أغدو أديباً = أو صحافياً شهيراً…؟
أحببت القراءة منذ الصغر ، وكانت مجلة (مجلتي) الرائعة أكثر المجلات تأثيراً على نفسي وعلى ذوقي وحبي للعلم والتاريخ والإطلاع ..أتذكر أول عدد قرأته من مجلتي قرأت فيه قصة (حصان طروادة) وهي قصة مصورة ومترجمة …وفي تلك القصة أحببت هكتور وشجاعته ونبله ..وحقدت على آخيل وقسوته..وتعاطفت مع أندومارك زوجة هكتور ، وأشفقت على هيلين المرأة التي بسبب عشقها لباريس اغرقت الناس بالدماء ..كما قرأت قصص رحلة ماجلان حول العام ..وقصة كريستوفر كولومبوس وأكتشاف أمريكا ..وقرأت فيها عن معركة اليرموك العظيمة وقيادة خالد بن الوليد الفذة وكيف أنه عبر الصحراء من العراق إلى الشام بظروف صعبة ثم قاد المعركة هناك وأنتصر فيها على جيوش الروم إنتصاراً باهراً ..لقد جّذرت (مجلتي) حب الإطلاع وحب القراءة والعلم وأكتساب المزيد من المعارف والعلوم والفنون ..
وفي عام 1977 عملت في مكتبة الكراج الموحد في كربلاء (وهي عبارة عن كشك خشبي صغير) وكانت تقع على طريق مدرستي (متوسطة الثورة للبنين آخر محلة العباسية الشرقية ) وكلما ذهبت للمدرسة أو عدت منها أتوقف أمام المكتبة وأتطلع من بعيد للصحف والمجلات فيها ولم يكن لدي المال الكافي لأشتري ماتهوى نفسي من مجلات أو كتب .. كان صاحب المكتبة الأستاذ عطية (رحمه الله) يعمل معلماً وقد لاحظ وقوفي الدائم أمام المكتبة والنظر إلى المجلات التي كانت معلقة على حبال متوازية أمام المكتبة .
وقد طلب مني يوماً أن أبقى مكانه لفترة قصيرة حتى يعود ..فكانت تلك فرصة لي أن أقرأ تلك الكتب والمجلات عن قرب ودون أن أضطر لشرائها ..ثم عرض علي الأستاذ عطية أن أعمل عنده في قت فراغي من المدرسة لقاء أجر يومي بسيط .
فوافقت على الفور ..فكنت أنا من يبقى مكانه في وقت دوامه فأدير تلك المكتبة التي كانت تعرض فيها أنواع المطبوعات والمنشورات من صحف يومية ومجلات أسبوعية وشهرية وكتب وقصص وروايات عالمية …وكنت معجباً بمجلة الصياد ومجلة العربي الكويتية ومجلة فنون وألف باء ..ومن يومها وأنا أذهب بنفسي كل صباح لإستلام الصحف والمجلات من بناية الدار الوطنية الواقعة في شارع الإمام علي وسط كربلاء ..
ثم بدأت أقرأ القصص والروايات المختلفة ..بدأت برواية (شرق المتوسط ) لعبدالرحمن منيف ..وكيف عانى رجب المسكين من قسوة التعذيب ..قرأت رواية ( لاياولدي ) لعبدالحليم عبدالله ..قرأت رواية ( آلام فارتر) لوليام غوته ..وتألمت معه في قصة حبه الكبير ..قرأت ( أيرينديرا البريئة وعمتها العجوز الشيطانة) للروائي الكولومبي مانويل غارثيا ماركيز .. قرأت ( هدير الأمواج) للروائي الياباني يوكو ميشيما الذي إنتحر وأنهى حياته على طريقة (الساموراي) .. بعدها تطورت القراءة والمطالعة عندي حتى صارت وكأنها الهواء الذي أتنفسه ..!!
أما تجربتي في الكتابة الصحفية ، فقد كنت أمارس الصحافة بصفة الهاوي منذ الثمانينيات ، وأول مقال كتبته ونشرته في صحيفة (اليرموك) عام 1983 التي كانت تصدر عن وزارة الدفاع العراقية ..وذلك المقال كان عبارة عن تحقيق موسع عن (قصة سيف ذوالفقار) وهو السيف العربي الإسلامي المشهور والمنسوب للإمام علي (عليه السلام) .
وأتذكر بأن آمر الفيلق الثاني في بعقوبة عندما قرأ التحقيق أعجب به جداً وأرسل بطلبي إلى مقر الفيلق وقام بتكريمي بمبلغ 100 دينار ومنحني أجازة لمدة سبعة أيام ..كانت تلك أول تجربة كتابة صحفية في حياتي ..
اليوم .. وبعد هذه الرحلة الطويلة في عالم الكتابة والتأليف والصحافة ..أشعر بإني مازلت تلميذاً متواضعاً في صفّها الأول ..!