كل منا يعيش في دوّامته الخاصة التي تشمل الناس والدين والتقاليد والعادات وأشياء أخرى عديدة تؤثر على شخصياتنا وأفكارنا وقراراتنا في الحياة، لكن مدى ارتباط كل منا بِدوامته يختلف من شخص إلى آخر؛ فمنا من يختار العيش تحت ظل دوامته التي وُجد فيها، ومنا من يختار العيش عكسها، ومنا من يصنع دوّامته بنفسه ويختار العيش فيها.
منذ الولادة ونحن نتلقى أنواعا وأشكالا من العلم النافع والضّار، كلها تساهم في تأسيسنا وتحديد من نكون وكيف نفكر. في هذه الفترة الأولى من حياتنا، لا يكون لنا دور كبير في اختيار ما نتعلّمه، نستقبل ما يصل إلينا من محيطنا دون أن نميّز، لكن مع مرور الزمن، نكبر وننضج فكريا ونبدأ بالتساؤل عن كيف؟ ولماذا؟ نترك مرحلة المتلقي السلبي الذي ليس له دور فيما يتلقاه ونصبح فعالين في مراجعة كل ما يصل إلينا.
نميّز ونحلل ونناقش، ويكون لنا الدور الأساسي في اختيار العلم الذي يناسبنا. نخرج من قلب دوّامتنا الأولية لنرى كيف تبدو من الخارج، فيأتي وقت الاختيار؛ وقت اختيار طريقة العيش التي ستوفر لنا السلام مع داخلنا وخارجه. هناك من يرى في العيش داخل دوّامته الأولية التي لم يخترها لنفسه، تجريد من الذات وصراع معها وإهانة لعقل خُلق لكي يتغدى بالمنطق.
وهناك من يرى في دوّامته التي ترعرع فيها أمانا وانتماء وهوية يصعُب تغييرها أو استبدالها بدوّامة أخرى، فيتقبّلها بكل ما فيها ويتعايش معها ويحاول عيش السلام فيها. لا أرى أي خطأ في كلا الاختيارين ولن أناقشهما، فلكل واحد منا ظروف تؤثر على اختياراته، لكنّني أريد التكلم عن اختياري لطريقة عيش حياتي.
أنا قد اخترت الوقوف في منطقة وسطى أستطيع فيها رؤية دوّامتي التي تربيت فيها والعالم الخارجي الذي أعيش فيه في آن واحد. قررت أن أحتضن دوّامتي الأولية وأغير فيها وأقتني لها ما يناسبني من العالم الخارجي، فأنا أيضا أرى فيها انتماء وهوية، لكنّني لا أعتبرها ثابتة لا تتغير ولا تطور من نفسها، بالعكس فدوامتي مرنة ومنفتحة ومرحبة بكل ما يملأ ثغراتها، ويضيف لها في سبيل العيش بسلام مع داخلها وخارجه.
دوامتي مثل الخلية الواحدة ضمن تريليونات الخلايا في جسم الإنسان؛ تفتح مسامها لاستقبال ما تحتاجه والتخلّص من كل ما يضر بها، ممكن أن تتأثر بما يحدث خارجها لكنها لا تفقد توازنها وتركز على وظيفتها. طبعا هناك أشياء تخترق دوامتي دون استئذان مني، كما تخترق الفيروسات الخلية في جسم الإنسان، هنا، يثور جهاز دوامتي المناعي ويتجنّد لمحاربة الدخيل، في انتظار إشارة مني، كما تنتظر الخلية إشارة من جسمها.
أشعر بالصراع في داخلي، ويضرب جهاز الإنذار عندي وينبهني أن هناك خللا يتسبب في فقدان التوازن، فأتدخّل برزانة وأتحقق مما يهز كيان دوامتي وأعيدها إلى توازنها، ويعود السلام إلى داخلي. هناك أشياء أخرى تدخل باستئذان وترحيب مني إلى دوامتي، لكن الأخيرة لا تتقبّلها وتراها غير لائقة، وتدخل في صراع معها، تماما كما تُزرع في جسم الإنسان كلية متبرع لا يقربه في شيء.
فالخلية تغضب وتحاربها لأنها تراها غريبة عليها، لكنها في الحقيقة لا تعلم أنها أساسية كي تعيش هي وجسمها في توازن. في مثل هذه الحالة، يتطلب الوضع مني شرحا وإقناعا إلى أن نصل إلى حل وسط يرضي الطرفين ونمشي معا أنا ودوّامتي نحو التوازن المطلوب للعيش بسلام.
هذه هي الدوامة التي اخترت العيش فيها؛ فهي تحمل فيها أصلي وانتمائي الذي أفتخر به، كما تحمل فيها طابعي الخاص وتعديلاتي التي تمثلني بالدرجة الأولى، وتمثل رؤيتي للأشياء في الحياة. لم أختر البقاء ثابتة كالصنم تحت ظل محيطي وما تلقيته، ولا العيش ضده، ولكنّني اخترت العيش في دوامة أستطيع أن أكون فيها نفسي، نفسي التي تتشبّث بكل ما هو لها، وفي نفس الوقت تسعى إلى الانفتاح على العالم الخارجي والتطوير من نفسها.
منذ الولادة ونحن نتلقى أنواعا وأشكالا من العلم النافع والضّار، كلها تساهم في تأسيسنا وتحديد من نكون وكيف نفكر. في هذه الفترة الأولى من حياتنا، لا يكون لنا دور كبير في اختيار ما نتعلّمه، نستقبل ما يصل إلينا من محيطنا دون أن نميّز، لكن مع مرور الزمن، نكبر وننضج فكريا ونبدأ بالتساؤل عن كيف؟ ولماذا؟ نترك مرحلة المتلقي السلبي الذي ليس له دور فيما يتلقاه ونصبح فعالين في مراجعة كل ما يصل إلينا.
نميّز ونحلل ونناقش، ويكون لنا الدور الأساسي في اختيار العلم الذي يناسبنا. نخرج من قلب دوّامتنا الأولية لنرى كيف تبدو من الخارج، فيأتي وقت الاختيار؛ وقت اختيار طريقة العيش التي ستوفر لنا السلام مع داخلنا وخارجه. هناك من يرى في العيش داخل دوّامته الأولية التي لم يخترها لنفسه، تجريد من الذات وصراع معها وإهانة لعقل خُلق لكي يتغدى بالمنطق.
وهناك من يرى في دوّامته التي ترعرع فيها أمانا وانتماء وهوية يصعُب تغييرها أو استبدالها بدوّامة أخرى، فيتقبّلها بكل ما فيها ويتعايش معها ويحاول عيش السلام فيها. لا أرى أي خطأ في كلا الاختيارين ولن أناقشهما، فلكل واحد منا ظروف تؤثر على اختياراته، لكنّني أريد التكلم عن اختياري لطريقة عيش حياتي.
أنا قد اخترت الوقوف في منطقة وسطى أستطيع فيها رؤية دوّامتي التي تربيت فيها والعالم الخارجي الذي أعيش فيه في آن واحد. قررت أن أحتضن دوّامتي الأولية وأغير فيها وأقتني لها ما يناسبني من العالم الخارجي، فأنا أيضا أرى فيها انتماء وهوية، لكنّني لا أعتبرها ثابتة لا تتغير ولا تطور من نفسها، بالعكس فدوامتي مرنة ومنفتحة ومرحبة بكل ما يملأ ثغراتها، ويضيف لها في سبيل العيش بسلام مع داخلها وخارجه.
دوامتي مثل الخلية الواحدة ضمن تريليونات الخلايا في جسم الإنسان؛ تفتح مسامها لاستقبال ما تحتاجه والتخلّص من كل ما يضر بها، ممكن أن تتأثر بما يحدث خارجها لكنها لا تفقد توازنها وتركز على وظيفتها. طبعا هناك أشياء تخترق دوامتي دون استئذان مني، كما تخترق الفيروسات الخلية في جسم الإنسان، هنا، يثور جهاز دوامتي المناعي ويتجنّد لمحاربة الدخيل، في انتظار إشارة مني، كما تنتظر الخلية إشارة من جسمها.
أشعر بالصراع في داخلي، ويضرب جهاز الإنذار عندي وينبهني أن هناك خللا يتسبب في فقدان التوازن، فأتدخّل برزانة وأتحقق مما يهز كيان دوامتي وأعيدها إلى توازنها، ويعود السلام إلى داخلي. هناك أشياء أخرى تدخل باستئذان وترحيب مني إلى دوامتي، لكن الأخيرة لا تتقبّلها وتراها غير لائقة، وتدخل في صراع معها، تماما كما تُزرع في جسم الإنسان كلية متبرع لا يقربه في شيء.
فالخلية تغضب وتحاربها لأنها تراها غريبة عليها، لكنها في الحقيقة لا تعلم أنها أساسية كي تعيش هي وجسمها في توازن. في مثل هذه الحالة، يتطلب الوضع مني شرحا وإقناعا إلى أن نصل إلى حل وسط يرضي الطرفين ونمشي معا أنا ودوّامتي نحو التوازن المطلوب للعيش بسلام.
هذه هي الدوامة التي اخترت العيش فيها؛ فهي تحمل فيها أصلي وانتمائي الذي أفتخر به، كما تحمل فيها طابعي الخاص وتعديلاتي التي تمثلني بالدرجة الأولى، وتمثل رؤيتي للأشياء في الحياة. لم أختر البقاء ثابتة كالصنم تحت ظل محيطي وما تلقيته، ولا العيش ضده، ولكنّني اخترت العيش في دوامة أستطيع أن أكون فيها نفسي، نفسي التي تتشبّث بكل ما هو لها، وفي نفس الوقت تسعى إلى الانفتاح على العالم الخارجي والتطوير من نفسها.