كتب – جعفر الديري
قال الباحث في التراث الشعبي البحريني د.سالم النويدري ان الأمثال الشعبية تفتقر لكثير من القيم الإنسانية النبيلة في مقابل كثرة الأمثال غير الإنسانية.
وأضاف النويدري خلال محاضرته "القيم الإنسانية في أمثال البحرين الشعبية ( المقارنة بأمثال الفصحى)، ألقاها الثلاثاء الماضي 13 يوليو 2004، بالملتقى الثقافي الأهلي: ان الهدف الأساسي لهذا البحث التعرف على جانب من جوانب التراث الشعبي في البحرين وأهمية الأمثال في واقعنا الاجتماعي، وارتباطها بالقيم الإنسانية، والمعروف أن القيم هي التي تحكم الكثير من الأمثال لكونها افرازا لهذا المجتمع في فكره وعصره وحياته المعاشة التي تختزلها الأمثال في القيم الفردية والاجتماعية. والأمر الآخر الذي يتعلق بالمقارنة بين الأمثال الشعبية والأمثال بالفصحى التأكيد على أن هذا الشعب ينتمي إلى أرومة عربية أصيلة وفي ذلك شعور بانتمائنا إلى هذه الأمة التي اتخذت شكلها الواقعي بفضل الاسلام.
وبين المحاضر أن هناك الكثير من التعريفات للمثل السائر المتداول بين الناس والمحدود الألفاظ. ومن هذه التعريفات للمثل أن المثل الشعبي (هو القول الجاري على ألسنة الشعب ويشكل أسلوبا أدبيا متميزا يسمو على أشكال التعبير الأخرى). والفولكلور يعتبر الاطار الذي يؤطر المثل، فالانثروبولوجيا الثقافية جزء من الانثروبولوجيا عموما والمثل جزء من الانثروبولوجيا الثقافية.
وعن القيم الإنسانية التي تعبر عنها هذه الأمثال قال المحاضر: ان الأمثال عموما هي مجموعة من المثل والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس ويتفقون عليها فيما بينهم ويحكمون بها على تصرفاتهم فكل منا يحكم على عمل ما بناء على القيم والمعايير الموجودة في ذهنه وهي قيم تنقسم إلى فردية واجتماعية ولها عدة أبعاد كالبعد الأخلاقي والجمالي والمعرفي. والفرق بين القيم والمثل العليا أن المثل العليا مطلقة كالعدل والمساواة والصدق والزهد، فهي إذا حال من حالات النفس تسمو بها إلى أرقى الدرجات. بينما تتعلق القيم بالسلوك الذي نقوم به فعلا على ضوء المعايير التي نفضلها فهي مختلفة من شخص إلى آخر.
ثم مستعرضا لمجموعة من الأمثال الشعبية ومقارنا بينها وبين الأمثال العربية التي استقى مجملها من مجمع الأمثال للميداني قال النويدري: من الأمثال الشعبية ذات القيمة الانسانية والمتعلقة بالقوة والضعف: «ما للشدات الا رجالها» ويقابلها بالفصحى «لا يقوم بها الا بن أجداها». و«الشر ما يقطعه الا الشر» ويقابله «الشر للشر خلق» و«اضرب الكلب يـتأدب الأسد» ويقابله «كالثور يضرب لما عافت البقر». ومن الأمثال المتعلقة بالمهارة والخبرة: «اعطي الخباز خبزه ولو أكل نصه» ويقابله «اعط القوس باريها» و«الجاهل حكيم نفسه» ويقابله «لا تعدم الخرقاء علة». كذلك من الأمثال المتعلقة بالنفعية: «لو فيه خير ما رماه الطير» ويقابله «لو كان في البومة خير ما تركها الصياد» و«يجرح ويداوي» ويقابله «يشجو ويأسو» و«لين فلس التاجر طلع دفاتره العتيقة» ويقابله «اذا افتقر اليهودي نظر في حسابه القديم».
وأضاف: «ومن الأمثال الشعبية ذات القيم الاجتماعية والمتعلقة بالأصل: «الحب ما يطلع الا على بذره» ويقابله «من أشبه أباه فما ظلم» وفي الكرم والبخل «كريم من مال غيره» ويقابله «جدح جوين من سويق غيره». وفي الاحترام والاحتقار «ما سبك الا الذي بلغك» ويقابله «الراوية أحد الشاتمين» وفي الثقة بين الاخوة «الوحدة ولا جليس السوء» ويقابله «الوحدة خير من جليس السوء» و'الي لدغته الحية يخاف من الحبل» ويقابله «من نهشته الحية حذر الرسن». وفي الصداقة " ما يعرف الصديق الا وقت الضيق" ويقابله «عند النازلة تعرف أخاك».
صحيفة الوسط البحرينية
العدد : 680 | الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 03 صفر 1441هـ
قال الباحث في التراث الشعبي البحريني د.سالم النويدري ان الأمثال الشعبية تفتقر لكثير من القيم الإنسانية النبيلة في مقابل كثرة الأمثال غير الإنسانية.
وأضاف النويدري خلال محاضرته "القيم الإنسانية في أمثال البحرين الشعبية ( المقارنة بأمثال الفصحى)، ألقاها الثلاثاء الماضي 13 يوليو 2004، بالملتقى الثقافي الأهلي: ان الهدف الأساسي لهذا البحث التعرف على جانب من جوانب التراث الشعبي في البحرين وأهمية الأمثال في واقعنا الاجتماعي، وارتباطها بالقيم الإنسانية، والمعروف أن القيم هي التي تحكم الكثير من الأمثال لكونها افرازا لهذا المجتمع في فكره وعصره وحياته المعاشة التي تختزلها الأمثال في القيم الفردية والاجتماعية. والأمر الآخر الذي يتعلق بالمقارنة بين الأمثال الشعبية والأمثال بالفصحى التأكيد على أن هذا الشعب ينتمي إلى أرومة عربية أصيلة وفي ذلك شعور بانتمائنا إلى هذه الأمة التي اتخذت شكلها الواقعي بفضل الاسلام.
وبين المحاضر أن هناك الكثير من التعريفات للمثل السائر المتداول بين الناس والمحدود الألفاظ. ومن هذه التعريفات للمثل أن المثل الشعبي (هو القول الجاري على ألسنة الشعب ويشكل أسلوبا أدبيا متميزا يسمو على أشكال التعبير الأخرى). والفولكلور يعتبر الاطار الذي يؤطر المثل، فالانثروبولوجيا الثقافية جزء من الانثروبولوجيا عموما والمثل جزء من الانثروبولوجيا الثقافية.
وعن القيم الإنسانية التي تعبر عنها هذه الأمثال قال المحاضر: ان الأمثال عموما هي مجموعة من المثل والقواعد والمثل العليا التي يؤمن بها الناس ويتفقون عليها فيما بينهم ويحكمون بها على تصرفاتهم فكل منا يحكم على عمل ما بناء على القيم والمعايير الموجودة في ذهنه وهي قيم تنقسم إلى فردية واجتماعية ولها عدة أبعاد كالبعد الأخلاقي والجمالي والمعرفي. والفرق بين القيم والمثل العليا أن المثل العليا مطلقة كالعدل والمساواة والصدق والزهد، فهي إذا حال من حالات النفس تسمو بها إلى أرقى الدرجات. بينما تتعلق القيم بالسلوك الذي نقوم به فعلا على ضوء المعايير التي نفضلها فهي مختلفة من شخص إلى آخر.
ثم مستعرضا لمجموعة من الأمثال الشعبية ومقارنا بينها وبين الأمثال العربية التي استقى مجملها من مجمع الأمثال للميداني قال النويدري: من الأمثال الشعبية ذات القيمة الانسانية والمتعلقة بالقوة والضعف: «ما للشدات الا رجالها» ويقابلها بالفصحى «لا يقوم بها الا بن أجداها». و«الشر ما يقطعه الا الشر» ويقابله «الشر للشر خلق» و«اضرب الكلب يـتأدب الأسد» ويقابله «كالثور يضرب لما عافت البقر». ومن الأمثال المتعلقة بالمهارة والخبرة: «اعطي الخباز خبزه ولو أكل نصه» ويقابله «اعط القوس باريها» و«الجاهل حكيم نفسه» ويقابله «لا تعدم الخرقاء علة». كذلك من الأمثال المتعلقة بالنفعية: «لو فيه خير ما رماه الطير» ويقابله «لو كان في البومة خير ما تركها الصياد» و«يجرح ويداوي» ويقابله «يشجو ويأسو» و«لين فلس التاجر طلع دفاتره العتيقة» ويقابله «اذا افتقر اليهودي نظر في حسابه القديم».
وأضاف: «ومن الأمثال الشعبية ذات القيم الاجتماعية والمتعلقة بالأصل: «الحب ما يطلع الا على بذره» ويقابله «من أشبه أباه فما ظلم» وفي الكرم والبخل «كريم من مال غيره» ويقابله «جدح جوين من سويق غيره». وفي الاحترام والاحتقار «ما سبك الا الذي بلغك» ويقابله «الراوية أحد الشاتمين» وفي الثقة بين الاخوة «الوحدة ولا جليس السوء» ويقابله «الوحدة خير من جليس السوء» و'الي لدغته الحية يخاف من الحبل» ويقابله «من نهشته الحية حذر الرسن». وفي الصداقة " ما يعرف الصديق الا وقت الضيق" ويقابله «عند النازلة تعرف أخاك».
صحيفة الوسط البحرينية
العدد : 680 | الجمعة 16 يوليو 2004م الموافق 03 صفر 1441هـ