جعفر وسكة - عودة للوطن..

العام 1996م المكان معسكر ام قرقور للاجئين الارتريين ، برنامج العودة الطوعية بالتنسيق مع الحكومتين السودانية والارترية وبرعاية المفوضية السامية للاجئين ، اجتماع مصغر للاباء في المدرسة الوحيدة ، بحضور لجان المعسكر ، رأي الاغلبية يقول نرفض العودة اسوة بباقي المعسكرات ، كبروم وصالح سجلو اعتراضهم علي البقاء ، تعالت الاصوات ، رفعت عصا احدهم عاليا لتنزل علي رأس كبروم مع صوت غليظ يردد كلمة جاسوس يغمي علي كبروم ، يحمله صالح في ظهر الحمار حتي المستشفي ، كبروم بعد العلاج يطلب جلسة صلح اهلية ، ,, يقول . لم تكن اول مرة يسيل فيها دمي كنت مناضلا في جبهة التحرير الارترية ، وقد جرحت في الميدان اكثر من مرة حتي عيني فقدتها وانا ادافع عن بلدي ، ناضلت من اجل وطن يتقبل كل الارتريين بكل اطيافهم والوانهم ، انا لست جاسوساُ للنظام كما قيل لكم يا اخوتي ، ان من يروجون لهذه الاشاعة هم جواسيس حقيقين نحن لم نكتشف امرهم حتي الآن ، مثلي لا يتجسس علي شعبه فانا مناضل ولا زلت اري في نفسي مناضل حتي وان تركت البندقية لاسباب ذاتية فالنضال ادواره كثيرة ، قد تكون ديانتي حاجز بيني وبين غيري من سكان هذا المعسكر ، نسبة للافكار السائدة في ساحات المعارضة الارترية ، والتي لم يكن يعرفها شعبنا في عهد النضال البطولي ، للاسف الشديد اقول وبكل صراحة ان المتخلف افورقي استطاع ان يزرع الشك في قلوبنا وقد ساعدناه نحن بغباء دون ان ندري ، انا عائد للوطن شاء من شاء وابي من ابي ، باختصار اردت ان اقول لكم في نهاية الامر ارتريا ليست مملكة لهؤلاء ، لم يناضلو فيها اكثر من نضالنا فلماذا نتركها لهم ، هل يتمني احد منكم ان يلد جنين مشوه خلقيا ، لو تركناها لهم فانها ستكون مثل الجنين المشوه .. كما دعوتموني للبقاء هنا في هذا المعسكر الكئيب ادعوكم للعودة الي الوطن والعمل فيه من الداخل مهما كانت النتائج ، إن كوادر التنظيمات الارترية الذين يطلبون منكم البقاء يفتقدون لرؤيا استراتيجية تصلح حال الوطن ، إن بقائكم هنا خسارة لارتريا التي ناضلتم من اجلها ، وفي نفس اللحظة هو مكسب لاسياس الذي لم يوافق علي العودة بهذه الشكل الا بعد أن علم النتيجة التي ستنتهي بها مسبقا ، علي كل هذه نصيحتي لكم يا اخوتي وانا افارقكم إلي حضن الوطن الذي لا أعلم ان كان سيستقبلني ام سينفيني إلي جحيم آخر .. أنا سأشتاق لكم والي هذا الماء العكر ’’ بعد اسبوع غادر كبروم مع الاسرة الي معسكر ( ألبو ) ولكن هذه المرة في ارتريا وهناك بين الحضور يجد تسفاي ، يلقي عليه التحية سلام تسفاي .. يرد عليه تسفاي بصفعة في الوجه قبل ان يبصق علي عينه المفقودة ، بهذه السرعة يكون العقاب .. غرفة التحقيق يديرها عمر ، كبروم جالس علي الكرسي بعد ان قيدو يديه ، وضعوا في فمه شريط لاصق ! اسئلة الاستبداد تبدأ .. كنا نتابع نشاطك ضد الوطن في معسكر ام قرقور ؟ أنت تخدم اجندات دول معادية للدولة أنت لازلت تؤمن بمبادئ جبهة التحرير الارترية ؟ كل يوم قضيتها في الميدان كنت تشتم فيها اسياس وقد كررت ذلك في ام قرقور .. كان عليك أن تعلم أن رأس الدولة خط احمر ؟ وقبل أن ينهي كلامه قال له هل تعلم ان تهمة واحدة من هذه التهم كفيلة بان تنهي حياتك وحياة أسرتك !

توجد أمامك فرصة واحدة ولن يتكرر عليك عرضها لو تجاوبت معنا ستكسب حياة الاسرة .. نحن نعلم أن حياتك لامعني لها عندك لكن ماذا لو فقدت حياة اسرتك بسبب غبائك الدائم ، أنت في الاخير ستنتحر في السجن.

المهمة في ايران . تنفذ مانأمرك به دون اخطاء واي خطاء يعني نهاية الاسرة .. أنت تعرف الايرانين جيدا بحكم دراستك في بغداد .. غدا ستقابل الرئيس اسياس ، هو سينسي كل ماكنت تقوله في حقه فقط سيخطرك بالمهمة ولا احد يعرف ماقيل في هذه الغرفة والا ستدفع الثمن ، والآن اريد منك جواب في اقل من دقيقة في كل الذي قيل في هذه الغرفة واسرتك في الغرفة الأخري .. نزع الشريط اللاصق من علي فمه ثم دون إجابته.


جعفر وسكة

03 فبراير 2014
أعلى