عزيزاتي وإعزائي القراء الكرام أو الأكارم في بعض الروايات .. بين إيديكم ( كايرو ) وهي محاولتي الثانية لكتابة رواية .. أو لعلها تصبح - بلغة النقاد - : نوفيلا ( قصة بين القصة القصيرة والرواية ) ، سأحاول بإذن الله ، أن أنشرها تباعاً أو على فترات متباعدة بعض الشيء . دمتم
*******
قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني ،
ويحملوا شمسية
وانا بايام الصحو ما حدا نطرني
كنت أحتسي فنجان القهوة المرة والمذياع حلقة وصلٍ بيني وصوت جارة القمر. المقهي الصغير الذي يجاور الرصيف ضاقت جنباته برواده فلفظ بعضهم بكراسيه الخشبية المتهالكة خارج بطنه وكنت من بين الملفوظين خارج بطن المقهى.
كنت أقرب للرصيف من حيطان المقهى. وكانت أبعد مني بعد المسافة التي تصل بين المقهى الذي يقبع بشارع قصر النيل ومكان إقامة السيدة فيروز.
كنت أنتظرها وأنا أعلم أنها لن تاتي ..
***
وصتني أمي عند خروجي بأن لا أتأخر وإن تأخرت فلأرجع لشقتنا بحي عابدين بل ألحق بيها وبخالي وأختي وهم في طريقهم لمستشفى الزراعيين بالدقي حيث جرعة أمي الثانية. قبلت رأسها وخرجت. شارع الجمهورية مشرعة محاله ومقاهييه . ناداني صبي القهوة التي تقع قبالة العمارة التي اتخذت شقتنا حيزاً بها ..
- خد .. يا زول ؟!! .. رايح فين ؟! .. مش عايز حجر شيشة ولا إيه ؟!!!
- لا لا .. مش عايز ، بس حأجيلك المساء !!!
- ماشي يا عم .. زي ما تحب!
أحاول قدر الإمكان أن اتقن الدارجية المصرية في حديثي ، لأن من الوصايا التي ألقيت على مسامعي وأنا في صالة المغادرة بمطار الخرطوم . أن المصريين لا يفهمون غير لهجتهم فمن الأفضل أن تتقنها في الحديث معهم ، كما أن التحدث بالمصرية يقيك شر الغش والاحتيال.
***
بعد تجوالٍ استكشافي في حواري عابدين وأزقتها استقر بي المقام بإحدى كراسي مقهى بينه وبين شارع قصر النيل صلة جيرة. ها قد مرة ساعة .. ظننتها ساعات . ولم تأتي .. ولن تأتي، اخرجت موبايلي من جيب بنطال الجينز وطلبت رقمها، أخبرني الرد الآلي أن رصيدي لا يكفي واقترح علي خدمة ( كلمني ، شكراً ) فأستجبت للإغراء علني أحظى بصوتها، غير أن جرس الهاتف الممطوط حل محل صوتها قبل أن تعلو عبارة No answer بشاشة موبايلي كبير الحجم.
اقترح علي صبي القهوة أن يحضر لي كوب شاي ، فشكرته وهممت بالخروج، فبادرني بأن أعود في المساء لأن شاشة المقهي ستعرض مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد ولابد من أن تكون عودتي مبكرة لأن الحضور سوف يكون كثيفاً.
- مش انت بتشجع الريال يا أبن النيل؟
- لأ . أنا بشجع البارسا !!
- ليه كدا بقى ؟!! ,, دا الواد رونالدو مافيش منو اتنين؟!
ابتسمت له ومضيت..
***
قبل أن أعود أدراجي ، جال بخاطري أن أهاتف خالي فربما غادروا شقتنا ، وهذا ما حصل. فإستقليت تاكسي إلى المستشفى ومن حسن حظي أن سائق التاكسي ثرثر معي قليلاً وحينما رأني شارد الذهن أشعل سيجارة وناولني إياها قبل أن يشعل الأخرى ويرفع صوت عبد الباسط حمودة عبر المذياع. مردداً كلمات الأغنية كما يؤديها الأول.
مزمل الباقر
الخرطوم في 16 أبريل 2017م
*******
قديش كان في ناس ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني ،
ويحملوا شمسية
وانا بايام الصحو ما حدا نطرني
كنت أحتسي فنجان القهوة المرة والمذياع حلقة وصلٍ بيني وصوت جارة القمر. المقهي الصغير الذي يجاور الرصيف ضاقت جنباته برواده فلفظ بعضهم بكراسيه الخشبية المتهالكة خارج بطنه وكنت من بين الملفوظين خارج بطن المقهى.
كنت أقرب للرصيف من حيطان المقهى. وكانت أبعد مني بعد المسافة التي تصل بين المقهى الذي يقبع بشارع قصر النيل ومكان إقامة السيدة فيروز.
كنت أنتظرها وأنا أعلم أنها لن تاتي ..
***
وصتني أمي عند خروجي بأن لا أتأخر وإن تأخرت فلأرجع لشقتنا بحي عابدين بل ألحق بيها وبخالي وأختي وهم في طريقهم لمستشفى الزراعيين بالدقي حيث جرعة أمي الثانية. قبلت رأسها وخرجت. شارع الجمهورية مشرعة محاله ومقاهييه . ناداني صبي القهوة التي تقع قبالة العمارة التي اتخذت شقتنا حيزاً بها ..
- خد .. يا زول ؟!! .. رايح فين ؟! .. مش عايز حجر شيشة ولا إيه ؟!!!
- لا لا .. مش عايز ، بس حأجيلك المساء !!!
- ماشي يا عم .. زي ما تحب!
أحاول قدر الإمكان أن اتقن الدارجية المصرية في حديثي ، لأن من الوصايا التي ألقيت على مسامعي وأنا في صالة المغادرة بمطار الخرطوم . أن المصريين لا يفهمون غير لهجتهم فمن الأفضل أن تتقنها في الحديث معهم ، كما أن التحدث بالمصرية يقيك شر الغش والاحتيال.
***
بعد تجوالٍ استكشافي في حواري عابدين وأزقتها استقر بي المقام بإحدى كراسي مقهى بينه وبين شارع قصر النيل صلة جيرة. ها قد مرة ساعة .. ظننتها ساعات . ولم تأتي .. ولن تأتي، اخرجت موبايلي من جيب بنطال الجينز وطلبت رقمها، أخبرني الرد الآلي أن رصيدي لا يكفي واقترح علي خدمة ( كلمني ، شكراً ) فأستجبت للإغراء علني أحظى بصوتها، غير أن جرس الهاتف الممطوط حل محل صوتها قبل أن تعلو عبارة No answer بشاشة موبايلي كبير الحجم.
اقترح علي صبي القهوة أن يحضر لي كوب شاي ، فشكرته وهممت بالخروج، فبادرني بأن أعود في المساء لأن شاشة المقهي ستعرض مباراة ريال مدريد وريال سوسيداد ولابد من أن تكون عودتي مبكرة لأن الحضور سوف يكون كثيفاً.
- مش انت بتشجع الريال يا أبن النيل؟
- لأ . أنا بشجع البارسا !!
- ليه كدا بقى ؟!! ,, دا الواد رونالدو مافيش منو اتنين؟!
ابتسمت له ومضيت..
***
قبل أن أعود أدراجي ، جال بخاطري أن أهاتف خالي فربما غادروا شقتنا ، وهذا ما حصل. فإستقليت تاكسي إلى المستشفى ومن حسن حظي أن سائق التاكسي ثرثر معي قليلاً وحينما رأني شارد الذهن أشعل سيجارة وناولني إياها قبل أن يشعل الأخرى ويرفع صوت عبد الباسط حمودة عبر المذياع. مردداً كلمات الأغنية كما يؤديها الأول.
مزمل الباقر
الخرطوم في 16 أبريل 2017م