في ما يلي ترجمة عربية لهذه القصّة، التي رواها الكاهن خضر (فينحاس) بن إبراهيم بن خضر (فينحاس) الحفتاوي، ( ١٩٢٣- ١٩٩٢، ناظم للشعر الديني، مرنّم في كنيس جبل جريزيم وفي كنيس حولون، كاهن في حولون بعد ١٩٦٧، مترجم من العربية للعبرية) بالعربية على مسامع الأمين (بنياميم) صدقة، الذي بدوره ترجمها إلى العبرية، اعتنى بأسلوبها ونشرها في الدورية السامرية أ. ب.- أخبار السامرة، عدد ١٢٣٢-١٢٣٣، ١ آذار ٢٠١٧، ص. ٣٥-٣٨. هذه الدورية التي تصدر مرّتين شهريًا في مدينة حولون جنوبي تل أبيب، فريدة من نوعها ــ إنّها تستعمل أربع لغات بأربعة خطوط أو أربع أبجديات: العبرية أو الآرامية السامرية بالخطّ العبري القديم، المعروف اليوم بالحروف السامرية؛ العبرية الحديثة بالخطّ المربّع/الأشوري، أي الخطّ العبري الحالي؛ العربية بالرسم العربي؛ الإنجليزية (أحيانًا لغات أخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية) بالخطّ اللاتيني.
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري ويسكنون في مائة وستين بيتا، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل تتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّرين، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).
”السنة التي ٱنحبس فيها المطر
قرأتُ القصّة التي نشرتموها حول الكاهن صدقة بن إسحق ووجهاء نابلس، وعن المطر الذي وعد الكاهن بإنزاله من السماء. والمطر قد هطل حقًّا في النهاية. هذا يذكّرني بقصّة حدثت معي في نابلس صيفَ ١٩٤٦، عندها كنت ابن ثلاثة وعشرين عاما. تعلمون أنّني من المغرمين بجبل جريزيم، لا أفوّت أيّة مناسبة للصعود إلى الجبل. أفعل ذلك بفرح عظيم، لأتمتّع بالهواء العليل المفعم بنفحات القداسة، أستلقي على أماكنّا المقدّسة.
ذات يوم توجّه إليّ الشيخ ممدوح بن صالح صدقة (آشر بن شلح صدقه) قائلا: ما رأيك في الصعود معًا إلى جبل جريزيم لقضاء يوم السبت القادم؟ سأل، وأردف للتوّ قائلًا، إنّه ينوي أن ينصب خيمة على الجبل له ولأهل بيته ويستضيف صديقه وقريبه اليافاوي بديع (چوئيل) بن إبراهيم صدقة. لم أتردّد، وأجبته على الفور بحماس إنّي أرافقكم. لم يُخفِ ممدوح صدقة وبديع صدقة، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنّاته، فرحهما الغامر باستجابتي للمرافقة. رزمنا أمتعتنا وطلعنا كلّنا، ممدوح صدقة وأهل بيته، بديع صدقة وأنا، إلى الجبل لقضاء يوم السبت. كان ذلك أحد أيّام السبت التي تلت عيد الأسابيع، والجوّ كان حارًّا جدا.
روعة الإيمان الطاهر
في تلك السنة كان المطر شحيحًا جدًّا أيضا. نصبنا خيمتنا في العُرْضي (ساحة غير مرصوفة بجوار مكان قربان الفسح). تناولنا الطعام قبل حلول السبت، وبعد الصلاة خلَدنا إلى النوم كي ننهض باكرًا لصلاة الصباح. بعد صلاة الصباح وقراءة نوبة السبت ثم وجبة الفطور، عزمنا على التنزّه على قمّة الجبل. سرنا إلى مكان مذبح إبراهيم وتلّة العالَم (چڤعات عولام). عندما تزور لوحدك هذه الأماكن تشعر بنفس الانفعال الحاصل عند أيّام الحج الجماعي، هذا ما أشعر به أنا على الأقلّ، وكذلك ممدوح وبديع. سأل الواحد منّا الآخر مرارًا وتكرارًا ما منبِت هذا الانفعال المباغت. إنّها روح الله التي ترفرف دومًا على قمّة جبل جريزيم.
بينما كنّا ما زلنا هناك بين أقدس موقعين لشعبنا، إذا بثُلّة من الجنود البريطانيين بجِوارنا. بسبب انفعالنا الشديد لم نشعر كيف وصلت سيارتهم الكبيرة إلى الجبل، كما لم نرهم يترجّلون. رأيناهم على حين غِرّة بجانبنا وأمطرونا بأسئلة عمّا نفعل هنا على الجبل. أخبرناهم بأنّنا سامريون، وهذا الجبل هو جبلنا المقدّس، وأتينا لنقضي يوم السبت عليه. يبدو أن أجوبتنا أرضتهم، إذ أنّهم سُرعان ما طلبوا منّا أن نكون بمثابة مرشدين، ونشرح لهم ما يرون ونحكي لهم عن العقيدة السامربة.
بالطبع رفضنا طلبهم بحزم للانضمام إليهم في السيارة، فالسفر في يوم السبت محظور علينا. لذلك طلبنا منهم أن ينتظرونا على الجانب الشمالي من الجبل. بعد وصولنا شرعنا بالشرح حول الإيمان السامري، وجاوبنا عن كلّ أسئلتهم بكل سرور ورحابة صدْر.
مُنْزِل المطر
في ذلك السبت كان الطقس حارًّا جدّا. الجميع أخذ ينظر إلى الأعلى، وكأنّهم يتمنّون بعض قَطَرات من مطر منعش. لا أمل بالمرّة للمطر في أيّام الصيف الأولى، بعد عيد الأسابيع. لم أنتبه لذلك في البداية، ولكن بعد أن تابعوا التحديق نحو السماء، وبعد أنِ ٱستفسرت عن ذلك ردّوا قائلين: لا ضيرَ لو هطل مطر قليل لتخفيف هذا الحرّ الشديد. لا أدري ما جرى لي في تلك اللحظة، ربّما تحمّسي في الشرح حول أصدق عقيدة. من دون أيّ قصد خرجت من فمي هذه الكلمات ”غدًا سيهطُل المطر، سترون“! المترجم العربي ترجم لهم قولي للإنجليزية فبدأوا ينظرون إليّ مندهشين. أحسست كأنّني سقطت إليهم من القمر. ”هل أنت متأكّد من قولك؟“، سألوا ربّما بجدية أو بضحك أو باستهزاء، إذ لم تمطر الدنيا تقريبًا السنة، وبشكل خاصّ الآن في بداية الصيف، يهطِل المطر“؟ استمرّوا في التحديق بي غير مصدّقين، فهذا مستحيل.
لم أُذعر منهم، بالعكس استولى عليّ فجأة شعور بثقة كبيرة ”ستروْن“، قلت لهم ”غدًا سيهطِل مطر غزير“، قالوا لي ”أتعرف ماذا، إذا هطل المطر غدًا سنعطيك هدية؟“. نزلنا من قمّة الجبل إلى الخيمة. ممدوح وبديع سخِرا منّي لتسرّعي في قولي، وعلى أيّ أساس أعِد بهطول المطر، ولربّما أضع نفسي مكان الله خالق السماء والأرض. أضف إلى ذلك، أنّه لا مطر سيهطل ولذلك فسيهزؤون من كلّ ما قلناه لهم بمودّة، حول ديننا وإيماننا. أقوالهم هذه ثبّطت عزيمتي وأخذت أشكّ كثيرا.
سُرعان ما تعافيتُ لأنّ السبيل إلى رَحَمات الله ما زالت مفتوحة أمامي. فتحت دفتر/كتاب/عادة الصلوات وبدأت أضرع بلهفة كبيرة مرنِّمًا كلّ ما فيه من صلوات الاستسقاء بصوت عال وصاف. نزل الجنود البريطانيون إلى معسكرهم في تل الراس وهم ذاكرون وعدي بهطول المطر في اليوم التالي. أُنظروا ويا للعجب، ما أن انتهيت من تِلاوة صلاة وداع السبت ”انتهى يوم السبت“ وإذا بالسماء تتلبّد بغيوم كثيفة. غيمة كثيفة خيّمت على الجبل وهبّت ريح شديدة. بدأ المطر ينهمر. وغدت قطرات الماء تتساقط بقوّة على الأرض وعلى خيمتنا الصغيرة على الجبل. ممدوح وبديع لم يشعرا بفرحي العارم لأنّهما كانا مشغولَين بتثبيت أوتاد الخيمة، التي كانت آيلة للسقوط علينا جميعا. خرجت لمساعدتهما وأنا أتمتم كلماتِ مديح وامتنان لله تبارك وتعالى على الأعجوبة الكبيرة التى صنعها لنا.
”ألا تتوقّف عن الصلاة قبل أن تُغرقنا جميعا“، صاح بي ممدوح صدقة وصوته كاد يختنق من الضحك الناجم عن ارتياح كبير. صمتُّ وأخذت أساعد في تثبيت أوتاد الخيمة وأطنابها. جرّبت الله وردّ عليّ بالبركة لأنّه على ما يظهر لم يشأ أن يُسخر من إيماني الخالص الطاهر به.
في صباح اليوم التالي، بينما كان المطر يهطل مِدرارا (كبّ من عند الربّ) وصل بعض الجنود البريطانين خيمتنا الصغيرة. أهدوني هدية مالية وقالوا ”بَلى، دينكم دين الحقّ، لستَ بحاجة لإثبات أيّ شيء، إذا كنت قادرًا على إنزال المطر في فصل الصيف فإنّك قادر على كلّ شيء“. كلماتهم هذه كانت، في نظري، هدية أجمل من المال الذي أعطوني إيّاه.“
بدأت هذه الدورية السامرية في الصدور منذ أواخر العام ١٩٦٩، وما زالت تصدر بانتظام، توزّع مجّانًا على كلّ بيت سامري في نابلس وحولون، قرابة الثمانمائة سامري ويسكنون في مائة وستين بيتا، وهناك مشتركون فيها من الباحثين والمهتمّين في الدراسات السامرية، في شتّى أرجاء العالم. هذه الدورية ما زالت حيّة تُرزق، لا بل تتطوّر بفضل إخلاص ومثابرة المحرّرين، الشقيقَين، الأمين وحسني (بنياميم ويفت)، نجْلي المرحوم راضي (رتسون) صدقة (٢٢ شباط ١٩٢٢ــ٢٠ كانون الثاني ١٩٩٠).
”السنة التي ٱنحبس فيها المطر
قرأتُ القصّة التي نشرتموها حول الكاهن صدقة بن إسحق ووجهاء نابلس، وعن المطر الذي وعد الكاهن بإنزاله من السماء. والمطر قد هطل حقًّا في النهاية. هذا يذكّرني بقصّة حدثت معي في نابلس صيفَ ١٩٤٦، عندها كنت ابن ثلاثة وعشرين عاما. تعلمون أنّني من المغرمين بجبل جريزيم، لا أفوّت أيّة مناسبة للصعود إلى الجبل. أفعل ذلك بفرح عظيم، لأتمتّع بالهواء العليل المفعم بنفحات القداسة، أستلقي على أماكنّا المقدّسة.
ذات يوم توجّه إليّ الشيخ ممدوح بن صالح صدقة (آشر بن شلح صدقه) قائلا: ما رأيك في الصعود معًا إلى جبل جريزيم لقضاء يوم السبت القادم؟ سأل، وأردف للتوّ قائلًا، إنّه ينوي أن ينصب خيمة على الجبل له ولأهل بيته ويستضيف صديقه وقريبه اليافاوي بديع (چوئيل) بن إبراهيم صدقة. لم أتردّد، وأجبته على الفور بحماس إنّي أرافقكم. لم يُخفِ ممدوح صدقة وبديع صدقة، رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنّاته، فرحهما الغامر باستجابتي للمرافقة. رزمنا أمتعتنا وطلعنا كلّنا، ممدوح صدقة وأهل بيته، بديع صدقة وأنا، إلى الجبل لقضاء يوم السبت. كان ذلك أحد أيّام السبت التي تلت عيد الأسابيع، والجوّ كان حارًّا جدا.
روعة الإيمان الطاهر
في تلك السنة كان المطر شحيحًا جدًّا أيضا. نصبنا خيمتنا في العُرْضي (ساحة غير مرصوفة بجوار مكان قربان الفسح). تناولنا الطعام قبل حلول السبت، وبعد الصلاة خلَدنا إلى النوم كي ننهض باكرًا لصلاة الصباح. بعد صلاة الصباح وقراءة نوبة السبت ثم وجبة الفطور، عزمنا على التنزّه على قمّة الجبل. سرنا إلى مكان مذبح إبراهيم وتلّة العالَم (چڤعات عولام). عندما تزور لوحدك هذه الأماكن تشعر بنفس الانفعال الحاصل عند أيّام الحج الجماعي، هذا ما أشعر به أنا على الأقلّ، وكذلك ممدوح وبديع. سأل الواحد منّا الآخر مرارًا وتكرارًا ما منبِت هذا الانفعال المباغت. إنّها روح الله التي ترفرف دومًا على قمّة جبل جريزيم.
بينما كنّا ما زلنا هناك بين أقدس موقعين لشعبنا، إذا بثُلّة من الجنود البريطانيين بجِوارنا. بسبب انفعالنا الشديد لم نشعر كيف وصلت سيارتهم الكبيرة إلى الجبل، كما لم نرهم يترجّلون. رأيناهم على حين غِرّة بجانبنا وأمطرونا بأسئلة عمّا نفعل هنا على الجبل. أخبرناهم بأنّنا سامريون، وهذا الجبل هو جبلنا المقدّس، وأتينا لنقضي يوم السبت عليه. يبدو أن أجوبتنا أرضتهم، إذ أنّهم سُرعان ما طلبوا منّا أن نكون بمثابة مرشدين، ونشرح لهم ما يرون ونحكي لهم عن العقيدة السامربة.
بالطبع رفضنا طلبهم بحزم للانضمام إليهم في السيارة، فالسفر في يوم السبت محظور علينا. لذلك طلبنا منهم أن ينتظرونا على الجانب الشمالي من الجبل. بعد وصولنا شرعنا بالشرح حول الإيمان السامري، وجاوبنا عن كلّ أسئلتهم بكل سرور ورحابة صدْر.
مُنْزِل المطر
في ذلك السبت كان الطقس حارًّا جدّا. الجميع أخذ ينظر إلى الأعلى، وكأنّهم يتمنّون بعض قَطَرات من مطر منعش. لا أمل بالمرّة للمطر في أيّام الصيف الأولى، بعد عيد الأسابيع. لم أنتبه لذلك في البداية، ولكن بعد أن تابعوا التحديق نحو السماء، وبعد أنِ ٱستفسرت عن ذلك ردّوا قائلين: لا ضيرَ لو هطل مطر قليل لتخفيف هذا الحرّ الشديد. لا أدري ما جرى لي في تلك اللحظة، ربّما تحمّسي في الشرح حول أصدق عقيدة. من دون أيّ قصد خرجت من فمي هذه الكلمات ”غدًا سيهطُل المطر، سترون“! المترجم العربي ترجم لهم قولي للإنجليزية فبدأوا ينظرون إليّ مندهشين. أحسست كأنّني سقطت إليهم من القمر. ”هل أنت متأكّد من قولك؟“، سألوا ربّما بجدية أو بضحك أو باستهزاء، إذ لم تمطر الدنيا تقريبًا السنة، وبشكل خاصّ الآن في بداية الصيف، يهطِل المطر“؟ استمرّوا في التحديق بي غير مصدّقين، فهذا مستحيل.
لم أُذعر منهم، بالعكس استولى عليّ فجأة شعور بثقة كبيرة ”ستروْن“، قلت لهم ”غدًا سيهطِل مطر غزير“، قالوا لي ”أتعرف ماذا، إذا هطل المطر غدًا سنعطيك هدية؟“. نزلنا من قمّة الجبل إلى الخيمة. ممدوح وبديع سخِرا منّي لتسرّعي في قولي، وعلى أيّ أساس أعِد بهطول المطر، ولربّما أضع نفسي مكان الله خالق السماء والأرض. أضف إلى ذلك، أنّه لا مطر سيهطل ولذلك فسيهزؤون من كلّ ما قلناه لهم بمودّة، حول ديننا وإيماننا. أقوالهم هذه ثبّطت عزيمتي وأخذت أشكّ كثيرا.
سُرعان ما تعافيتُ لأنّ السبيل إلى رَحَمات الله ما زالت مفتوحة أمامي. فتحت دفتر/كتاب/عادة الصلوات وبدأت أضرع بلهفة كبيرة مرنِّمًا كلّ ما فيه من صلوات الاستسقاء بصوت عال وصاف. نزل الجنود البريطانيون إلى معسكرهم في تل الراس وهم ذاكرون وعدي بهطول المطر في اليوم التالي. أُنظروا ويا للعجب، ما أن انتهيت من تِلاوة صلاة وداع السبت ”انتهى يوم السبت“ وإذا بالسماء تتلبّد بغيوم كثيفة. غيمة كثيفة خيّمت على الجبل وهبّت ريح شديدة. بدأ المطر ينهمر. وغدت قطرات الماء تتساقط بقوّة على الأرض وعلى خيمتنا الصغيرة على الجبل. ممدوح وبديع لم يشعرا بفرحي العارم لأنّهما كانا مشغولَين بتثبيت أوتاد الخيمة، التي كانت آيلة للسقوط علينا جميعا. خرجت لمساعدتهما وأنا أتمتم كلماتِ مديح وامتنان لله تبارك وتعالى على الأعجوبة الكبيرة التى صنعها لنا.
”ألا تتوقّف عن الصلاة قبل أن تُغرقنا جميعا“، صاح بي ممدوح صدقة وصوته كاد يختنق من الضحك الناجم عن ارتياح كبير. صمتُّ وأخذت أساعد في تثبيت أوتاد الخيمة وأطنابها. جرّبت الله وردّ عليّ بالبركة لأنّه على ما يظهر لم يشأ أن يُسخر من إيماني الخالص الطاهر به.
في صباح اليوم التالي، بينما كان المطر يهطل مِدرارا (كبّ من عند الربّ) وصل بعض الجنود البريطانين خيمتنا الصغيرة. أهدوني هدية مالية وقالوا ”بَلى، دينكم دين الحقّ، لستَ بحاجة لإثبات أيّ شيء، إذا كنت قادرًا على إنزال المطر في فصل الصيف فإنّك قادر على كلّ شيء“. كلماتهم هذه كانت، في نظري، هدية أجمل من المال الذي أعطوني إيّاه.“