قالت لي نادية عندما كانت تودعني بمطار الخرطوم وهي تغالب نوبة ضحك مباغت : ( بالله يا راجل بقى عمرك أربعين سنة والزول البشوف صلعتك دي بقول عمرك ستين سنة !! .. شوف ليك علاج ليها في القاهرة ما ترجع لي بخلقتك العاملة زي دكتور تروتر !!!)...
ضحكت بصوت عالي ولم انتبه إلا لسائق التاكسي وهو يحادثني : ( بتضحك في إيه يا بيه ؟! .. هو في حاجة في كلامي بتضحك لا سمح الله؟ ).
- ( لا لا .. أنا بضحك لوحدي ، اتذكرت حاجة حصلت لي في مطار الخرطوم، زوجتي قالت لي : .... ) . وحكيت له المشهد فضحك قليلاً وقال لي :
- ( ومالو يا بيه ! دكتور ميلاد سمير .. دا دكتور شاطر أوي في باب الخلق ، لو عايز بعملك حجز مبدئ وأجيلك الساعة تسعة المساء وآخدك لعندو ).
- ( متشكر أوي !! .. بس الساعة تسعة المساء أنا حأكون مع أمي في المستشفى ! . الجرعة بتاخد وقت).
- ( ربنا يكرم السيدة الوالدة بالصحة ويطمنك عليها !)
- ( آمين .. تسلم! ).
تسيدنا الصمت قليلاً .. قبل أن يبادرني سائق التاكسي
- ( يا بيه .. الأسعار مولعة نار .... )
وغرقت في تفاصيل التفاصيل عن القاهرة بين عهدين .. عهد مبارك وعهد السيسي ، وفي غمضة عين صار محدثي خبيراً اقتصادياً يجري مقارنة سريعة بين سعر الدولار قبل وبعد وكذلك الخبز ، اللحم ، المواد التموينية ، فراخ الجمعية ، الدواء .. الخ، الخ . ولم ينسى أن يحدثني عن السلع الكمالية أيضاً. وسافر فكري بعيداً فتذكرت أحاديث ركاب المواصلات العامة في نهارات الخرطوم والتي تجري ذات المقارنة وبنفس الأشياء أو معظمها وقد تدخل أشياء أخرى مثل تذاكر السفر من الخرطوم إلى المدن الأخرى أو إلى بلاد أخرى تتكرر زيارات ابناء بلدي إليها.
***
عندما ولجت من بوابة المستشفى إلى صالة الاستقبال وجدت خالي في انتظاري ، حياني بحرارة تسبقه ابتسامته. سألته في اهتمام : ( أها .. أمي جاهزة للجرعة الأولى؟! ).
ضحكت بصوت عالي ولم انتبه إلا لسائق التاكسي وهو يحادثني : ( بتضحك في إيه يا بيه ؟! .. هو في حاجة في كلامي بتضحك لا سمح الله؟ ).
- ( لا لا .. أنا بضحك لوحدي ، اتذكرت حاجة حصلت لي في مطار الخرطوم، زوجتي قالت لي : .... ) . وحكيت له المشهد فضحك قليلاً وقال لي :
- ( ومالو يا بيه ! دكتور ميلاد سمير .. دا دكتور شاطر أوي في باب الخلق ، لو عايز بعملك حجز مبدئ وأجيلك الساعة تسعة المساء وآخدك لعندو ).
- ( متشكر أوي !! .. بس الساعة تسعة المساء أنا حأكون مع أمي في المستشفى ! . الجرعة بتاخد وقت).
- ( ربنا يكرم السيدة الوالدة بالصحة ويطمنك عليها !)
- ( آمين .. تسلم! ).
تسيدنا الصمت قليلاً .. قبل أن يبادرني سائق التاكسي
- ( يا بيه .. الأسعار مولعة نار .... )
وغرقت في تفاصيل التفاصيل عن القاهرة بين عهدين .. عهد مبارك وعهد السيسي ، وفي غمضة عين صار محدثي خبيراً اقتصادياً يجري مقارنة سريعة بين سعر الدولار قبل وبعد وكذلك الخبز ، اللحم ، المواد التموينية ، فراخ الجمعية ، الدواء .. الخ، الخ . ولم ينسى أن يحدثني عن السلع الكمالية أيضاً. وسافر فكري بعيداً فتذكرت أحاديث ركاب المواصلات العامة في نهارات الخرطوم والتي تجري ذات المقارنة وبنفس الأشياء أو معظمها وقد تدخل أشياء أخرى مثل تذاكر السفر من الخرطوم إلى المدن الأخرى أو إلى بلاد أخرى تتكرر زيارات ابناء بلدي إليها.
***
عندما ولجت من بوابة المستشفى إلى صالة الاستقبال وجدت خالي في انتظاري ، حياني بحرارة تسبقه ابتسامته. سألته في اهتمام : ( أها .. أمي جاهزة للجرعة الأولى؟! ).