أشرف العناني - كلوروفيل.. شعر

مات دون أن يعرف َ أنني أحبه ،
هل أموت أنا الآخر دون أن أعرف
أن أحداً ما يحبني ؟.
دنيا ..
هذه دنيا
وهذه ورقة
هذا فراغ ٌ متروك ٌ
وهذه ظنون ..
......
إلى عاطف ..
دون صوت
دون أعباء رومانتيكية
دون دموع
دون حتى لحظات ٍ تجرّب فيها الحواس
ما كانا يعرفانه وحدهما
ويسمونه " خيانات ميتافيزيقية " ..
ياااا
أبد ..
لديّ ما أقوله ..،
هل تتسربين يا حياة
يا لحظات
يا طويلة ..
أبعد من هذا وأقل ..
جبين ٌ أم زمن ؟
هالة سوداء تحت العين أم حنين ؟ .
تنتحب ُ في صمت
يكفي هذا ..,
أكثر من دمعة ٍ باردة ٍ لا يحتمل القلب ..،
دعي صغار كلماتي ترعى بين حاجبيك ِ ..,
دعي تلك المسافة القصيرة
التي تفصل بين شفتينا تنتحب في صمت ْ ..,
أنيري للدم مجراه ُ ..
كما ترون !
يا رب محمد ..،
................
فادح ومؤلم .. ,
و يتحول إلى رقم !
نميمة ..
في الجزء الأبعد من ليلة ٍ بلا صوت
رغم أنها لم تمطر
الحجرٌُ بارد ٌ
ولن يصدق أحد أنهما التصقا لهذا الحد :
.......
جسدان ِ صغيران ِ يوشكان على النميمة ...
لم يندم أحد !
دون نية ٍ للأذى
صار ما صار
ارتكب الشاعر حماقته
ولم يندم أحد ..
مجاز ..
.......... ,
أجل .. ،
أحتاج معجزة لأهدأ ..
فوبيا ..
الصورة ُ داخل الإطار .. ,
ما الذي يدعوني إذن
لأن أتلاشاها كلما مررت من هناك ؟؟ ..
لم يكن سهلا ً
لا لم يكن سهلا ً
فمقابل الشك ِ
كانت عثرات ٌ عديدة ٌ
وألم ْ..
فاصل قبل أن !
من ذراع ِغيمة ٍ
أو تقريباً من ظلام ِ نهديك ِ
يسقط جسدي الذي أحسسته ُ خفيفا ً
للدرجة التي سمحت لزفرة ِ نشوة ٍ صعدت من روحك ِ
بأن تطيّره ُ بعيداً ..
بقوة البن واليأس معاً ..
أمام البحر ِ
اكتشفت بطء َ المراكب ِ البعيدة ِ
وهي تنتشل من روحي فكرة ً لامعه ْ ..
جهاد ..
تحت وطأة ِ الحب ِ تعلمت ُ أن أقول : متى ؟
ثم تبت ُ عندما ابتعدت ِ ..
أي ورطه ْ !
أي قداسة تلك .... !
أي ورطه ْ ..
دون ندم ..
سريعا ً سريعاً يا جارتي اللعوب
كم أتمنى بعد سنين وفائي لنهدك ِ الضامر ِ
أن تموتي ميتة ً طبيعية ً
لتعفو الأفكار الخبيثة عن روحي
وأنجح في النهاية أن أنام ..
والذي يتعذب ليس غيري !
بلا نية لأن أحرّك قلبي من مكانه
بلا عيون ٍ تحدّق في وحدتي من بعيد ،
ها أنا انتظرت بما يكفي لأن أحكي عن طول ساعاتك َ
كما لو كنت أحكي عن حروب ٍ صغيرة ٍ تنام ُ في سريري كل َ ليلة ٍ
دون أن تنتبه لجسدي الذي يتلوى بالقرب منها
كمحارب ٍ أُحيل َ مبكراً إلى التقاعد ..
ربيع ٌ اّمن ٌ ..
وابتسمت ِ .. ،
فعرفت ُ أنك ِ اختفيت ِ منذ عامين أو أكثر ..
عدالة ..
أخيراً عرفت ُ أن وردة ً واحدة ً ,
وردة ٌ واحدة ٌ يمكنني أن أرويها
لأقطفها
فلا تحزن ..
لا أحب هذا ..
عن الماضي أتكلم :
أظن ّ أنني لم أعش بعد !..
صيد ..
آه ٍ
يا
عرافتي
الصغيرة
من
طلاقة
خصرك ِ
العاري
وهو
يتحدث ُ
تحت
لمسة
يدي
كنبي ٍّ
رحيم ٍ
عن
عطش
الحواس ْ ..
ولا يحزنون ..
نفد التبغ يا أمي ، فماذا أفعل طيلة هذا الليل ؟
خارج شباكي نجوم ٌ تنبح ُ في مرابطها ،
لا سحابة ٌ .. ،
ولا يحزنون .. ,
وما حلمناه ُ أنا وأنت ِ طيلة َ صيف ٍ بدده ٌ شتاء ُ
هذا العام الذي بدلا ً من أن يعزيني على تشويش ذاكرتي
يقمط ُ رباط َ حذائه ِ الجديد ، ويمرّ من أمامي دون حتى
أن يرمي السلام ، وكعقاب ٍ - أو ربما دعابة ثقيلة – يغلق ُ
شباك َمراهقة ٍ هو - في ليلات أرقي – عزاء شباكي الوحيد ،
حيث لا يبقى سوي أن أقف خاملا ً هكذا ، كناسك ٍ
اكتشف َ فجأة أن نهار ً كاملاً مر ّ دون أن يفعل شيئا ً
سوي التحديق في يديه ..
زهو ..
يدي اعتادت على العزلة
صارت تجهل نفسها ..
مهارة ..
لا شيء ........
فمك ِ البارد يمضغ أنّات ٍ عديدة ٍ .
سرقات مشروعة
خطوة وراء خطوة ،
ذراع يلتف حول خصر ،
سماء ٌ أو صمت ُ حبيبين ِ التصقا في ظلام ْ ،
هي الآن بين ذراعيه ،
هو الآن أسفل روحها :
فقط يتبادلان الخوف ..
فخاخ صديقة
عام ٌ كامل ٌ وأنا لا أحلم سوى بعينيك ِ
ترضعاني السر في تشابه شفتي الميتة فوق ثديك ِ
بمركب ٍ تائه ٍ في بحر ِ عنب ..
شرف المحاولة
قريباً من الهاتف ِ
وبعدما ربى اليأس أوهاما ً داخلي
سوف أزرع ُ صبارة ً
حتى تمتص دخان خيباتي
ثم تحتفظ – ولأطول وقت ٍ ممكنٍ –
بأحقادي القليلة ..
قبل أن أفهم ..
لن أسامحه ُ .. ،
هذا الشحوب الذي غافل حراس السواحل
ولوث َ نصف وجهك
تأكدي ،
لن أسامحه ُ ..
زمن مقضوم كتفاحة
في الحفرة الواطئة التي يحدثها غيابي :
هل سألت نفسك ِ ولو مرة .. :
لماذا خاصمت شفتاك ِ حرارة الزنجبيل ؟..
أُذكّر نفسي ..
الخيال وحده ما يبقيني حياً ..
خلسة
أقصد البحر َ ،
هذا الحزين الذي يختفي
كلما طالبته برد ِ أسراري ..
يستأنس الماضي
في ساعة متأخرة كهذي
أحتاج أن أغلق عيني ّ
وأتسلى بتقليب الأماكن خلف جفني
كما لو كان رأسي – على شرف اليأس –
يستأنس الماضي ..
أخطاء صغيرة
لم يكن مفعول البنج ، إنه قلبي ، من أجل
خفقان ٍ عابر ٍ يضحي بصباح حاول أكثر من مرة
أن يطمئنني بأنني ما زلت حياً ، أن الهاتف
لا يرن سوى لأن صديقا ً , حبيبة تفتقدني منذ
شتاءين ، أمي التي أطعمت طيورها قبل أن ترفع سماعة الهاتف :
جميعاً كانوا في انتظار أن أتكلم ،
فقط ليفهموا كيف تربّي الأخطاء صغارها
في غرفتين وصالة ..
ديون متعثرة
.......... , ....... ، ............ ,
والثقب الذي في لحظة ٍ حرجة ٍ أضاء عتمتي ,
أدين له بالفجيعة ..
حداثة
رجل افتراضي توهم امرأة افتراضية :
كيف أمكنه إذن أن يغضب ؟؟
وكيف أمكنها أن تتكلم بفصاحة ٍعن غيابه ؟؟ ..
ليس سرا ً
يدي طوع أمري ..
ليس سراً أن هذا كل ما هناك ..
حرية
لأنك ِ أنت ِ لن أسامح ْ ..,
كوني واقعية ً ,
واصلي الخيانة .. ,
تحرري مني ..
علاقة جادة
أشعارنا .. ,
عوراتنا الجادة .. ،
عاهاتنا .. ,
تجاعيد صمتنا .. ,
تشيب .. ,
نموت .. ،
وتزدحم القصائد بالسنين ..
رثاء
غادرَ منذ ساعة ٍ البيت إلى الأبد ..,
مسكين ! ,
هل من شمعة لتضيء عتمته ْ ؟..
عداوة
من يعطيني بلطة ً ؟
.....
..
يا رب محمد !
كم هي قاسية ٌ
وحقيقية ٌ
هذه الوجوه ..
لا فائدة
هنا ..,
في هذا الظلام الذي يحبو على ركبتين ,
لا أثر لنار ٍ بعيدة ٍ ,
ولا لدبيب سار ٍ يدفئ الليل بزفير بعيره :
أيتها الصحراء
أيتها الوحدة
بماذا يفيد الكلام ؟ ..
خدعة
لماذا فجأة ً
وكما كل ِّ مرة ٍ
تتركينني أفتش عن قدمي
التي لن تحملني إليك ِ ..
لا أسميه يأسا ً
لو كان بإمكاني أن أفهم ،
لوضعت يدي في الجيبين هكذا
وملأت وجودي بالصفير ..
كائنات
كائن ٌ
وورقة بيضاء أمامه .. ,
أي فزع هذا .؟
أي ولادة .؟
أي موت...؟..
يقتل اليأس َ باليأس ْ
أعرف ُ رجلا ً يقتل اليأس باليأس
...
....
أبعدوا تلك الحشرة التي تطن فوق رأسي ..
ألم ملتبس
كل ألم ننجح في كتابته ووصفه
هو ويا للحماقة ِ
ألم ملتبس ..

أشرف العناني
( من صحراء احتياطية : شرقيات 2012 )
أعلى