ابن ثور العامري - أرسم ديار لإبنة القين تعرف

أَرسمَ دِيارٍ لإِبنَةِ القَينِ تَعرِفُ = عَفا شَدَخُ اللَعباءِ مِنها فَلَفلَفُ
وَقَد حَضَرَت عاماً بَوادِرَ كُلَّها = فَذِروَةُ منها فالمِراضانِ مأَلَفُ
وَقَد أَنبأتني الطَيرُ لَو كُنتُ عايفاً = وَلكِنَّني بالطَيرِ لا أَتعَيَّفُ
بِرَمّانَ وَالعَرجَينِ إِنَّ لِقاءَها = بَعيدٌ وَإِنَّ الوَعدَ منها سَيُخلِفُ
تَهيمُ بهندٍ مِن وَراءِ تِهامَةٍ = وَوادي القُرى بَيني وَبينَكِ مَنصَفُ
وَلا هِندَ إِلّا أَن تَذَكَّرَ ما مَضى = تَقادُمَ عَهدٍ وَالتذكُرُ يَشعَفُ
كِنانيَّةٌ تَرعى الرَبيعَ بعالجٍ = فَخيبرَ فالوادي لها متَصَيَّفُ
تَحُلُّ مَع ابنِ الجَونِ حُرَّ بِلادِهِ = فَأَنتَ الهَوى لَو أَنَّ وَليَكَ يُسعِفُ
فَحادِث ديارَ المُدلِجيَّةِ إِذ نأَت = بِوَجناءَ فيها للرِدافِ تَعَجرُفُ
منفَّجَةِ الدأياتِ ذاتِ مَخيلَةٍ = لَها قَرِدٌ تَحتَ الوَليَّةِ مُشرِفُ
كَحَقباءَ مِن عونِ السراةِ رَجيلَةٍ = مَراتِعُها جَنبا قَنانٍ فَمُنكِفُ
تَخافُ عُبَيداً لا يَزالُ مُلَبَّداً = رَصيداً بِذاتِ الجُرفِ وَالعَينُ تَطرِفُ
وَجاءَت لخِمسٍ بَعدَ ما تَمَّ ظِمؤُها = وَجانِبُها مِمّا يَلي الماءَ أَجنَفُ
فَمَدَّ يَدَيهِ من قَريبٍ وَصدرُه = بمَعبَلَةٍ مِمّا يَريشُ وَيَرصُفُ
فأعجَلَهُ رَجعُ اليَمينِ اِنصِرافَها = وَأَخطأَها حَتفٌ هُنالك مُزعِفُ
فَباتَت بمُلتَدٍّ تَعَشّى خَليسَةً = وَباتَ قَليلاً نومُهُ يَتَلَهَّفُ
عَلى مِثلِها أَقضي الهُمومَ إِذا اِعتَرَت = وَأُعقِبُ إِخوانَ الصَفاءِ وأُردِفُ
وَنَدمانِ صِدقٍ قَد رَفَعتُ بِرأَسِهِ = إِليَّ وَأَوتارُ الوَليدَةِ تَعزِفُ
وَذي إِبلٍ لا يقرَبُ الحَقُّ رِفدَها = تَرَكتُ قَليلاً مالَهُ يَتَنَصَّفُ
وَأَحسِبُ أَنّي بَعدَ ذَلكَ أَقتَدي = بِأَخلاقِ من يَقري ومن يَتعَفَّفُ
أَلا تِلكمو لَيثٌ وَعَمرو بن عامِرٍ = حَليفانِ راضوا أَمرَهم فتحلَّفوا
فَما كانَ مِنّا مَن يَحالِفُ دونَكُم = وَلَو أَصفقت قَيسٌ عَلَينا وَخِندِفُ
وَلما رَأَينا الحيَّ عمروَ بنَ عامِرٍ = عُيونُهُم يا ابنى أُمامةَ تَذرِفُ
وَقَفنا فأَصلَحنا علينا أَداتَنا = وَقلنا ألا اجزوا مُدلِجاً ما تَسلَّفوا
فَظَلنا نهزُّ السَمهريَّ عليهمِ = وَبئسَ الصَبوحُ السمهريُّ المثقَّفُ
فَكُنّا كمن آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ = نَعيشُ مَعاً أَو يَتلفونَ وَنتلفُ
وَجئنا بِقَومٍ لا يُمَنُّ عليهم = وَجَمعٍ إِذا لاقى الأَعاديَّ يَزحفُ
وَقَومٍ إِذا شلّوا كأن سَوامَهُ = عَلى رُبَعٍ وَسطَ الدِيارِ تَعَطَّفُ
وَقالَت ربايانا أَلا يالَ عامِرٍ = عَلى الماءِ رأسٌ من عليٍّ ملفَّفُ
نطاعِنُ أَحياءَ الدُريدَينِ بالضُحى = أُسودُ فروع الغيلِ عنها تكَشَّفُ
علَونا قَنَونى بالخَميسِ كَأَنَّنا = أَتيٌّ سَرى من آخرِ اللَيلِ يَقصِفُ
فَلَم تتهيَّبنا تِهامَةُ إِذ بَدا = لَنا دَومُها وَالظَنُّ بالقَومِ يُخلِفُ
ظَلِلنا نُفَرّي بالسيوفِ رؤوسَهُم = جِهاراً وَأَطرافُ الأَسِنَّةِ تَرعُفُ
أعلى